صفقات غزة.. السيسي بين مكاسب محتملة وغضب شعبي متزايد
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
توفر الحرب الإسرائيلية الراهنة في قطاع غزة مكاسب محتملة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكنها تطرح أمامه أيضا تحدٍ يتمثل في الغضب الشعبي المتزايد، بحسب ليزا أندرسون، في تحليل بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية (Foreign Affairs) ترجمه "الخليج الجديد".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تتواصل حرب بين جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة وحركة "حماس" وفصائل مقاومة فلسطينية أخرى في غزة من جهة أخرى.
وقالت أندرسون إنه "بينما تستعد إسرائيل لغزو بري لغزة، تحول الكثير من الاهتمام إلى كيفية الرد المصري، فالحكومة المصرية كانت طرفا في الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 16 عاما على غزة، حيث فرضت ضوابط مشددة على ما يدخل ويخرج من القطاع عبر معبر رفح الحدودي".
وتابعت أن "هذا المعبر يوفر الآن الطريق الوحيد لمَن يحاولون الخروج من غزة ونقطة الوصول الوحيدة للمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها لسكان المنطقة المحاصرة، والبالغ عددهم 2.2 مليون نسمة".
وتخضع غزة لحصار إسرائيلي منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.
وأضافت أندرسون أن "اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة سمح لبعض الشاحنات، التي تحمل مساعدات إنسانية، بالدخول إلى غزة من مصر، لكن هذا ليس كافيا؛ نظرا لحجم الأزمة وعدد النازحين".
ولليوم الـ23 على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي الأحد شن غارات مكثفة على غزة، وقتل إجمالا 8005 فلسطينيين، منهم 3324 طفلا و2062 سيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 20 ألف آخرين ووجود 1870 مفقودا تحت الأنقاض، بحسب وزارة الصحة. كما قتلت إسرائيل 114 فلسطينيا في الضفة الغربية، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
فيما قتلت حركة "حماس" من جانبها أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما لا يقل عن 230 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
اقرأ أيضاً
إثر التصعيد بغزة.. واردات مصر من الغاز تنخفض إلى الصفر
خيبة أمل
و"الاضطرابات في غزة ليست أمرا سيئا تماما بالنسبة لنظام السيسي. وفي كثير من النواحي، ستكون حكومته سعيدة لرؤية إسرائيل تقضي على حماس، التي انبثقت من جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبر عدو السيسي"، كما تابعت أندرسون.
ولفتت إلى أن السيسي أطاح في 2013 بالرئيس المصري محمد مرسي (2012-2013) المنتتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وأردفت أنه "مع تعثر الاقتصاد المصري، قد يرى السيسي أيضا فرصة للضغط من أجل تخفيف الديون والحصول على تنازلات أخرى من الدول الغربية والمؤسسات الدولية مقابل الموافقة على ممرات المساعدات الإنسانية وتسهيل مغادرة الرعايا الأجانب من غزة".
و"مثل معظم نظيراتها في جميع أنحاء المنطقة، تعتبر الحكومة المصرية حكومة استبدادية، فهي ليست تمثيلية ولا شعبية وتفضل الاستقرار على المساءلة"، كما أردفت أندرسون.
واستدركت: "لكن هذا الافتقار إلى المساءلة قد يقوض الآن حكم السيسي، مع تزايد خيبة أمل المصريين الغاضبين من الحكومة التي تعمل على إفقارهم وتفشل في معالجة المحنة البائسة التي يعيشها جيرانهم (في غزة)".
اقرأ أيضاً
مصر.. حصيلة المعتقلين بمظاهرات دعم غزة ترتفع إلى 48
نزوح جماعي
"إن احتمال إضافة مئات الآلاف من اللاجئين (الفلسطينيين) إلى ملايين المصريين الفقراء بالفعل هو أكثر مما يمكن أن تتحمله أي حكومة مصرية"، بحسب أندرسون.
وأضافت أنه أيضال "من المرجح أن يهرب العديد من مقاتلي حماس إلى مصر من خلال أي نزوح جماعي؛ مما يخلق صداعا آخر للسلطات".
ولفتت إلى أن "السجون المصرية مليئة بالفعل بالإسلاميين المصريين، ويوجد تقدير بوجود نحو 40 ألف سجين سياسي، وليس هناك مجال كبير للمزيد".
واستدركت: "مع ذلك، ستحاول حكومة السيسي تحويل هذه الأزمة لصالحها وانتزاع أكبر قدر ممكن من المساعدات الخارجية".
وقالت إنه "على الرغم من أنها لن تسمح بدخول اللاجئين من غزة، إلا أنها ستفي بوعودها بتقديم أنواع مختلفة من التنازلات الإنسانية، مثل فتح ممرات المساعدات إلى غزة، وصفقات خاصة مثل السماح بإجلاء الرعايا الأجانب".
أندرسون توقعت أن "يكون تخفيف الديون على رأس قائمة (مطالب) السيسي"، مشددة على أنه "بقدر ما تختار الولايات المتحدة والأوروبيون دعم الأنظمة الاستبدادية، فإنهم يضعون أنفسهم بشكل مباشر إلى جانب هذه الأنظمة التي تثير استياء مواطنيها بمرارة متزايدة".
وزادت بأن "القوى الغربية أمضت العقد الماضي في التوصل إلى تسوية هادئة مع عدد كبير من الأنظمة العربية الاستبدادية، بما فيها مصر، على الرغم من السخط الشعبي المتزايد".
اقرأ أيضاً
اتصالات مصرية مكثفة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة
المصدر | ليزا أندرسون/ فورين أفيرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السيسي مصر حرب غزة إسرائيل ديون فی غزة
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري: الشعب المصري يثق تماما في الرئيس السيسي رغم التحديات «فيديو»
أكد الإعلامي مصطفى بكري أن مصر ستظل تذكر دائمًا أبطالها الوطنيين الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره، مشيرًا إلى أن مرور السنوات لا يمكن أن ينسينا هذه التضحيات العظيمة.
وخلال تقديمه برنامج 'حقائق وأسرار' على قناة صدى البلد، قال مصطفى بكري، إن من بين هؤلاء الأبطال الشجعان، الشهيد البطل المقدم محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطني، الذي مرّت علينا ذكرى استشهاده الحادية عشر يوم الأحد الماضي 17 نوفمبر'.
وأضاف مصطفى بكري: رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الدولة ومؤسساتها في مختلف المجالات، ورغم الصعوبات التي تمر بها، إلا أن الشعب المصري يثق تمامًا في الرئيس السيسي، الجيش، وقيادات الدولة في مواجهة هذه التحديات والشائعات التي تستهدف الوطن'.
وتابع مصطفى بكري: 'دور الرئيس السيسي لا يقتصر على ثورة 30 يونيو فقط، بل يمتد إلى العمل على نشر الأمن والاستقرار، خصوصًا بعد الفوضى التي أعقبت يناير 2011، فقد سعت جماعة الإخوان الإرهابية إلى نشر الفوضى، لكنهم لم يدركوا جيدًا أن الشعب المصري والجيش كانا دومًا يدًا واحدة'.
وأوضح مصطفى بكري أنه بعد يناير 2011، تولى المجلس العسكري بقيادة المشير الراحل محمد الطنطاوي مهمة تنظيم انتخابات رئاسية وتسليم السلطة لرئيس منتخب، إلا أنه عندما تولت جماعة الإخوان الحكم، استغلوا الثغرات في الدستور والقوانين وحاولوا تشويه سمعة الجيش والشعب. ورغم هذه التعديات، لم تتخذ القوات المسلحة موقفًا ضدهم وتركوا لهم المجال حتى وصلوا إلى الحكم، لكنهم لم يتوقفوا عن هذه الممارسات.