استشارى أطفال: الكيماويات والأشعة تضر صحة الجنين أثناء الحمل
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
قبل الحمل يجب أن تبحث الزوجة عن الأمراض التى قد تكون متواجدة بين عائلتها أو عائلة زوجهًا وتستشير الطبيب المتخصص فى إمكانية انتقال هذا المرض أو ذاك لطفلها لا قدر الله من عدمه وهل ينصح الطبيب بالحمل أم لا. وهل هناك احتياطات معينة يمكن أن تقوم بها الأم أثناء فترة الحمل والوالدة وما هي؟
ويوضح الدكتور محمود عبدالخالق، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة، أن القيام بمثل ذلك العمل قبل الحمل من شأنه تجنب مخاطر عديدة يمكن أن تحدث لو تركت الأمور هكذا دون عناية أو اهتمام، وإذا كانت الأم أو الأب أحدهما مصابا بأحد الأمراض، فلابد من مناقشة الأمر صراحة مع طبيب متخصص ومعرفة مدى احتمال انتقال ذلك المرض للطفل إذا حدث حمل أو مدى تأثر الطفل بحالة الأم الصحية إذا كانت مصابة بأحد الأمراض مثل السكر أو أرتفاع ضغط الدم أو القلب عند حدوث الحمل.
وفى حالة تناول الأم أى نوع من الأدوية فعندما ترغب فى الحمل لا بد من استشارة الطبيب ومعرفة مدى تأثر الجنين بتلك الأدوية عند الحمل وما هو البديل عندما ترغب الأم فى الحمل؟.
ويضيف الدكتور محمود عبدالخالق: هناك نوعية من الأعمال تقوم بها المرأة تؤثر فعلاً على صحة الطفل إذا قامت بها أثناء الحمل، ويجب على الزوجة إذا كانت تعمل فى مثل هذه النوعية من الأعمال أن تتركها فورا أو تنتقل إلى موقع آخر لا يتعارض مع صحة الجنين.
فالزوجة التى تعمل فى معامل تتعامل مع الكيماويات، بعض هذه المواد الكيميائية يؤثر على صحة الطفل داخل بطن أمه.
وكذلك إذا كانت تعمل فى مجال الأشعات بمختلف أنواعها، وإذا كانت طبيعة عمل الزوجة تتطلب رفع أثقال أو الوقوف لساعات طويلة، أو عمل ينجم عنه مشقة وعناء.
فالتخطيط للحمل يتطلب راحة بدنية ونفسية والبعد عن الكيماويات والأشعات الضارة وكل ما من شأنه أن يجلب الضرر للجنين عند حدوث الحمل، ويجب مراعاة ذلك مسبقاً قبل حدوث الحمل وليس بعده كما تفعل الكثيرات.
وينصح الدكتور محمود عبدالخالق الأم أنه بمجرد التأكد من حدوث الحمل أصبحت تتحمل مسئولية نفسها ومسئولية طفلها المنتظر أيضاً. ولا بد من تلبية احتياجات هذا الطفل ورغباته والبعد عن كل ما يكرهه ويؤذيه، وهناك العديد من المحظورات التى يجب أن تتجنبها الأم، لأنها ضارة بصحة طفلها المنتظر منها: الأدوية بمختلف أنواعها وأشكالها باستثناء تلك التى يرى الطبيب المتخصص أنها غير ضارة بصحة الجنين ولن تؤثر على نموه، ونحذر كل حامل من تناول أى أقراص ولو كان الأسبرين لأنه ثبت أن معظم العقاقير والأدوية تؤثر بالسلب على صحة الجنين، وتسبب تشوهات وعيوباً خلقية للجنين. والدخان بمختلف أنواعه وأشكاله يؤثر بالسلب على صحة الطفل داخل بطن أمه سواء كانت الأم هى المصدر المباشر للدخان عن طريق التدخين أو كانت مستقبلة للدخان نتيجة استنشاقها له، وصور الدخان التى تؤذى الطفل عديدة سواء كانت ناتجة من السجائر أو التبغ أو أى مصدر آخر حتى لو كان عادم السيارت، لذا ننصح الأم الحامل بالابتعاد نهائيا عن أى مصدر للدخان وأن تتجنب الأماكن التى يكثر فيها التلوث بعادم السيارات حفاظا على صحتها وصحة الطفل المنتظر. وعدم تعرض الأم للأشعة العادية (أشعة x) لأتها تسبب تشوهات وعيوباً خلقية للجنين.
والحيوانات المنزلية التى تربيها بعض العائلات وأشهرها قد ثبت علميا أنها تأتى بمشكلات لا حصر لها للطفل المنتظر، حيث إن براز القطط يحتوى على طفيليات دقيقة متناهية فى الصغر لها القدرة على التطاير مع ذرات الهواء وتلحق الأذى بالجنين فى حالة استنشاق الأم الحامل لذرات الهواء الملوث بتلك الطفيليات، وعادة تسبب إجهاد الأم الحامل. والعطور الطيارة التى تحتوى على نسب من الكحوليات تسبب أضرارًا بالغة بصحة الجنين إذا قامت الأم باستنشاقها، لذلك نحذر كل أم حامل من استخدام تلك النوعية من العطور ويجب أن تنتقل لاستخدام العطور الزيتية أو تلك التى لا تحتوى على أى نسب من الكحوليات المتطايرة حفاظا على صحة الجنين وملوثات الأغذية، وهى تتواجد فى اللحم النيئ والخضراوات والفاكهة، لذا يجب على الحامل ً العناية بغسل تلك الأغذية لإزالة أى رواسب أو أى أتربة عالقة والتخلص من أى ملوثات مؤذية للأم أو طفلها على حد سواء وعدم تناول مأكولات بها مواد حافظة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: استشاري اطفال صحة الجنين أثناء الحمل
إقرأ أيضاً:
فاطمة المعدول: «ثقافة الطفل» منظومة متكاملة لتنمية المهارات عبر حدود الكلمة
اختيرت الكاتبة والمخرجة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل فى الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، تقديراً لإسهاماتها الكبيرة فى أدب ومسرح الطفل، حيث قدمت أكثر من 50 كتاباً، وأخرجت مسرحيات وأفلاماً قصيرة، بالإضافة إلى عملها فى تطوير ثقافة الطفل، وقد جاء هذا التكريم ليعكس تأثيرها العميق فى تعزيز وعى الأجيال المقبلة.. وإلى نص الحوار:
كيف استقبلتِ اختيارك شخصية معرض كتاب الطفل لهذا العام بجانب الدكتور أحمد مستجير؟
- أشعر بسعادة كبيرة وشكر عميق لهذا التكريم، وأتوجه بالشكر لكل من دعم مسيرتى، هذا التكريم تتويج لرحلة طويلة مع عالم الطفل، وأدركت الآن مدى تقدير الناس لما قدمته، أشعر بسعادة لا توصف من الحب الذى أحاطنى به الجميع، كما أود أن أشكر القائمين على معرض القاهرة الدولى للكتاب، فهذا التقدير يؤكد لى أن جهودى فى مجال الطفل منذ بداياتى فى «الثقافة الجماهيرية» لم تذهب سدى، ويضىء طريقى بمزيد من الأمل والحب.
تكريمي يعكس تقديراً لمسيرة مكللة بصناعة المستقبل وكنت محظوظة بالعمل فى «الثقافة الجماهيرية»بصفتك رائدة فى أدب الطفل، هل كان لإنجازاتك فى مجال ثقافة الطفل دور فى اختيارك شخصية المعرض؟
- أرفض مصطلح «أدب الطفل»، وأرى أن اختيارى يعكس جهودى الطويلة فى تطوير «ثقافة الطفل» بشكل عام، لم يكن التكريم بسبب كونى كاتبة فقط، بل لدورى فى دفع هذا المجال للأمام، من خلال ورش العمل والمبادرات، كما كنت حريصة على تطوير الكتابة والكتاب ذاته، مع إدراك أن الكتابة وحدها غير كافية، فسعيت لتوفير أدوات تنمى مهارات الأطفال الإبداعية، وتساعدهم فى اكتشاف أنفسهم، وهذا التكامل هو ما أسهم فى هذا التكريم.
ما رؤيتك لمفهوم «أدب الطفل» ودوره فى ثقافته بشكل عام؟
- لا يمكن حصر «ثقافة الطفل» فى تعريف واحد، فهو يتضمن مجموعة من الفنون والثقافات المتكاملة مثل المسرح والأدب والرسومات والموسيقى، ومسرح الطفل، على سبيل المثال، ليس مجرد نص، بل تجربة ثقافية وفنية تبدأ بفكرة وتنتهى بتفاعل الطفل معها، ثقافة الطفل بالنسبة لى منظومة شاملة تهدف إلى إلهام وتنمية خيال الطفل ومهاراته بطرق تتجاوز حدود الكلمة المكتوبة.
كيف ترين تطور مجال ثقافة الطفل فى السنوات الأخيرة؟
- فى البداية «ثقافة الطفل» منظومة متكاملة لإلهام الخيال وتنمية المهارات عبر حدود الكلمة وهناك تقدم فى بعض جوانب ثقافة الطفل، مثل الكتابة والرسومات التى أصبحت أكثر جذباً للطفل، لكن ما زالت هناك تحديات، أبرزها غياب قناة متخصصة للأطفال، مما يعرضهم لمحتويات غير ملائمة، بالإضافة إلى تراجع الأنشطة الثقافية التى أصبحت موجهة للنخبة فقط، ما يعكس الحاجة إلى رؤية شاملة لضمان وصول الثقافة إلى الجميع.
ما أبرز التحديات التى تواجه فنون الطفل فى الوقت الحالى؟
- تواجه فنون الطفل تحديات كبيرة، أبرزها غياب القنوات الفضائية المخصصة لهم، مما يعرضهم لمحتويات غير ملائمة، كما أن دعم الناشرين لأدب الأطفال محدود، ما يؤثر على تطور هذا المجال، إضافة إلى نقص التمويل المخصص لإنتاج الأعمال الثقافية، ما يجعلها مقتصرة على فعاليات محدودة بدلاً من أن تكون متاحة بشكل مستمر.
هل يمكن أن نرى فى السنوات المقبلة معرضاً خاصاً بالطفل فقط؟
- بالفعل تم تنظيم معارض سابقة تخص أدب الطفل، لكنها لم تحظَ بالاهتمام الكافى من الناشرين والجمهور مع مرور الوقت، أتمنى أن نرى مزيداً من التركيز على هذا المجال، خصوصاً أن المعارض تشكل فرصة رائعة لتعريف المجتمع بالكتب والثقافة الموجهة للأطفال.
وهذه المعارض يمكن أن تلعب دوراً كبيراً فى تعزيز اهتمام الأطفال بالقراءة والأنشطة الثقافية الأخرى. من المهم أن نرى المزيد من المؤتمرات والمهرجانات التى تتناول هذه القضايا بشكل جاد، حيث ستسهم فى تعزيز ثقافة الطفل وتوسيع الوعى بين الكبار أيضاً، حول أهمية أدب وفن الطفل فى بناء وعى المجتمع.
كيف أثرت رحلاتك الخارجية على رؤيتك لتطوير ثقافة الطفل فى مصر؟
- رغم أننى سافرت كثيراً لأسباب مختلفة، بعضها كان بصحبة زوجى لينين الرملى، إلا أن فكرة الطفل كانت دائماً حاضرة فى ذهنى، خلال زياراتى لدول مثل الصين وغيرها، كنت أراقب كيف تهتم هذه الدول بالأطفال، وبدأت أتعرف على ما نفتقده فى بلادنا.
ثقافة الطفل تبدأ من أرفف مليئة بالكتب فى كل قرية من قرى مصر لصناعة الفارق بالمجتمعات الريفيةاكتشفت أن أهم ما نحتاجه هو مكتبات فى كل قرية من ريف مصر، مكتبات بسيطة لا يشترط أن تكون مبنية من الرخام أو الجرانيت، بل ما يهم هو أن تكون أرففها مليئة بالكتب المناسبة لكل الأعمار، مكتبة يمكن أن تكون وجهة لكل أفراد الأسرة، من الطفل إلى الأم إلى الجد، مكتبات تحتفى بالكتاب وتشجع القراءة من خلال مسابقات وأنشطة، لأن القراءة هى الحصن الأقوى الذى نحمى به أطفالنا من مختلف التحديات.
لطالما حلمت بمراكز ثقافية بسيطة تُبنى حول المكتبات، وكنت قد طالبت بهذا الأمر منذ أكثر من عشرين عاماً، فى النهاية، كل الاهتمام بالطفل فى الدول المتقدمة ينبع من المكتبات، وهى المفتاح لنشر الثقافة وبناء جيل واعٍ ومثقف.