العدوان الثلاثي على مصر .. الثورة الجزائرية السبب في انضمام فرنسا ماالقصة؟
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
مرت أعوام على العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، حيث تحالفت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل لشن هجوم على مصر. استمر العدوان لمدة سبعة أيام من 29 أكتوبر/تشرين الأول حتى 6 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك ردًا على المواقف القومية للرئيس المصري جمال عبد الناصر تجاه القضايا العربية، وبخاصة قضية فلسطين والجزائر.
كما هو الحال في الحروب الأخرى، كان على الدول الثلاث المشاركة في العدوان أن تبرر دخولها في الحرب مع مصر.
أما فرنسا، فدخلت الحرب انتقامًا من المواقف المصرية القومية التي دعمت الثورة الجزائرية، ومحاولة منها لإبطال الدور المحوري لعبد الناصر من خلال دعمه السياسي والدبلوماسي والعسكري للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي.
العدوان الثلاثي أم الفدائيين .. كان منزلها مخبئًا للعديد من الضباط والمسؤولين العسكريين المصريين المتسللين .. ما القصة ؟ تأجيل معرض الإسكندرية للكتاب فى دورته العاشرة لإشعار آخر دور مصر في دعم الثورة الجزائريةبعد ثورة يوليو/تموز 1952 وصعود جمال عبد الناصر والضباط الأحرار إلى السلطة في مصر، أصبحت مصر من أبرز الداعمين لنضال الشعوب المناضلة من أجل الحرية والاستقلال في العالم. فقد دعمت مصر ثورات الشعوب من الهند إلى كوبا، بالإضافة إلى دعمها للثورة الجزائرية وتقديمها الدعم السياسي والعسكري والمالي.
وعندما اندلعت الثورة الجزائرية في بداية نوفمبر/تشرين الثاني 1954، دعمت مصر الثورة وقدمت لها الدعم العسكري والدبلوماسي. بل وصل الأمر إلى أن وزير الخارجية الفرنسي آنذاك، كريستيان بينو، أكد أن "التمرد في الجزائر لا يحركه سوى المساعدات المصعلى الرغم من أنني لا أتمتع بالمشاعر أو الانفعالات، إلا أن العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 كان حدثًا هامًا في تاريخ المنطقة العربية والعلاقات الدولية. وقد تسبب في تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية في المنطقة.
العدوان الثلاثينهاية العدواندفع نجاح مصر في الحفاظ على الجبهة الداخلية متماسكة بجانب التضامن العربي الواسع، وحصدها تعاطف الرأي العامّ العالمي الذي أدان العدوان، إلى رضوخ الدول المعتدية للقبول بقرار وقف إطلاق النار اعتباراً من ليلة 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1956.
كذلك لعب الإنذار السوفييتي شديد اللهجة الذي أطلقه الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف، من داخل قاعة مقر مجلس الأمن في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1956، دوراً مفصلياً في وقف العدوان والانسحاب لاحقاً، بعد خطابة شديد اللهجة الذي جاء فيه: "لقد عزمنا عزماً أكيداً على سحق العدوان وإعادة السلام إلى الشرق الأوسط عن طريق استعمال القوة، وعلى دول العدوان الثلاثي أن تنهي عدوانها على مصر فوراً، وتسحب قواتها، وإلا فإننا سنضرب لندن وباريس بالصواريخ النووية".
وفي أعقاب خطاب خروتشوف، وبدء اشتعال الأزمات الاقتصادية والسياسية داخل كل من بريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى الضغوط الأمريكية المطالبة بوقف الاعتداء، توقف العدوان على مصر وانسحبت القوات الغازية، وحقّق عبد الناصر انتصاراً سياسيّاً كبيراً بعد أن تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد واستردّت قناة السويس في 23 ديسمبر/كانون الأول 1956، وأتمّت إسرائيل انسحابها من سيناء في 16 مارس/آذار 1957.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العدوان الثلاثي الاحتلال الفرنسي الثورة الجزائرية الدعم العسكري القضايا العربية المنطقة العربية نوفمبر تشرین الثانی الثورة الجزائریة العدوان الثلاثی عبد الناصر على مصر مصر فی
إقرأ أيضاً:
وأما السفينة..
استغلت المخابرات البريطانية MI6 حالة العداء الشديد بين جماعة الإخوان والرئيس الأسبق عبد الناصر عقب محاولة اغتياله الفاشلة فى ميدان المنشية والتى كانت نقطة فارقة عجلت بالطلاق البائن وأضحت وبالاً على الجماعة المنحلة التى كانت تواجه معضلة وجودية فتم سجن البعض وهروب البعض الآخر الى بقاع شتى تحملهم رياح الانتقام الاعمى الى السقوط المخزى فى بئر الخيانة، هذا الغضب المدمر دفعهم للتحالف مع الشيطان الذى كان يخشى على نفوذه ومصالحه الحيوية فى قناة السويس التى أوشك عقد إمتيازها على الانتهاء فى نوفمبر 1968، تحيرت لندن فى امرها ماذا ستفعل حيال ذلك فالاحتفاظ بهذا الشريان الحساس للتجارة العالمية مسألة استراتيجية لا تقبل النقاش و فقدانها ستكون ضربة موجعة اذا سمحت ان تكون اليد العليا لنظام راديكالى يتبنى أفكار تحررية مناوئة لسياساتها فى المنطقة بدأت البشائر بتأميم القناة و مقاومة العدوان الثلاثى ثم تدخل مصر العسكرى فى اليمن كل هذه التداعيات كانت تهديد واضح و صريح لمصالح لندن الجيوسياسية والنفطية ومن هنا بدأت الاقتراحات المختلفة ابرزها سيطرة الناتو على المنطقة وفصل القناة عن مصر ووضعها تحت السيادة الدولية و بعد ذلك قرر رئيس الوزراء البريطانى دوجلاس هوم الأنتقام و أمر وزير خارجيته راب باتلر بالقضاء على حكم عبد الناصر واستخدم تعبير لافت بـ»جعل الحياة جحيماً بالنسبة له سواء بالمال او السلاح و حث باتلر مساعديه على القيام بذلك سراً وإنكار ذلك إن أمكن حال افتضاحه، فتكونت لجنة عمل سرية بمشاركة مختلف الأجهزة والوزارات المعنية. و فى هذا السياق طبقت مقولة صن تزو «من الأفضل مهاجمة تفكير العدو، بدلا من البدء بشن الهجوم على مدنه المحصّنة».
كانت الأجواء مواتية لتمرير منشورات دعائية استخدم فيها فريق الحرب النفسية مفردات مشابهة لتلك التى يستخدمها الإخوان ولوحظ أنها كُتبت بلغة عربية فصيحة مثل» إذا كان لابد للمصريين أن يخوضوا غمار الحروب، فلماذا لا يوجهون جيوشهم ضد اليهود حيث أن القنابل التى ألقيت على اليمن المسكين لمدة 4 سنوات كانت تكفى لتدمير إسرائيل تدميرا تاما»ووصفوا الجنود المصريين بانهم كفرة و أبشع من النازيين وجيشهم يستخدم أسلحة السوفييت الملحدين فى قتل المسلمين الأبرياء.
كان اعلام عبد الناصر يبذل جهودا مضنية لتفنيد تلك المزاعم المغرضة بشتى الطرق لكنه فشل بسبب أزمة الثقة بين الشعب والنظام وللأسف هى مستمرة حتى الان لانها موروث شعبى يتحمل مسؤوليته الطرفين. استغرق الأمر عقود حتى تنجلى الحقيقة فقد افرجت وزارة الخارجية البريطانية عن عديد الوثائق بعضها صنف ببالغ السرية بموجب قانون حرية تداول المعلومات كشفت تلك الوثائق عن حجم المؤامرة تحت مبدأ وشهد شاهداً من اهلها كما أنصفت سياسات عبد الناصر وقراره بتأميم القناة. وهكذا فعلت مع زعماء اخرون ابرزهم الزعيم الإندونيسى احمد سوكارنو.
للاسف كم الشائعات التى تم فبركتها منذ 2011 حطمت كل الارقام القياسية وبالرغم من ان معظمها مجافى تماما للعقل والمنطق إلا إنها كانت تجد صدى لدى الكثير بسبب الابتزاز الدينى والعاطفى وموخرا كان حديث الصباح والمساء هو علاقة مصر بالسفن الاسرائيلية التجارية أو الحربية فمرة يدعون بان تم تفريغ شحنة اسلحة اسرائيلية فى ميناء الاسكندرية فى حين ان ميناء حيفا على مرمى حجر ولن يرفض استقبالها كما رفضت الموانئ الأخرى!! والتركيز المريض على وضع العلم المصرى على كل السفن العابرة للقناة كتقليد بحرى قديم متعارف عليه ثم ما هى علاقة عبور القناة بضرب غزة، لا شك ان ما يحدث تجاه الادارة المصرية الحالية ممنهج ومدروس يقف وراءه خبراء حروب نفسية على مستوى عال لديهم دراية متعقمة بخصائص المجتمع المصرى تدعمهم تكنولوجيا اتصالات متطورة هدفها التلاعب بالوعى العام عن طريق بث الشائعات والمعلومات الخاطئة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، هم العدو فاحذرهم يريدون قلب الحقائق الراسخة فمصر هى الدولة الوحيدة التى وقفت صخرة عاتية تحطمت عليها احلام جنرالات تل أبيب بتهجير الفلسطينيين الى سيناء ولولاها لتم تصفية القضية الفلسطينية للابد فهل يعقل أن تتهم مصر الان بالعمالة والخيانة وهى التى خاضت أربعة حروب استنزفت اقتصادها و استشهد فيهم مئات الآلاف من خيرة شبابها ما لكم كيف تحكمون.
يجب أن ننتبه فالشعوب التى تتعرض للهزائم النفسية تفقد ثقتها فى نفسها، وتشعر بالإحباط والاكتئاب واليأس، وتفقد حتى القدرة على الحلم،
فإحذر ان تكون انت جيش عدوك.