مرت أعوام  على العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، حيث تحالفت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل لشن هجوم على مصر. استمر العدوان لمدة سبعة أيام من 29 أكتوبر/تشرين الأول حتى 6 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك ردًا على المواقف القومية للرئيس المصري جمال عبد الناصر تجاه القضايا العربية، وبخاصة قضية فلسطين والجزائر.

كما هو الحال في الحروب الأخرى، كان على الدول الثلاث المشاركة في العدوان أن تبرر دخولها في الحرب مع مصر.

اعتبرت بريطانيا تأميم عبد الناصر لقناة السويس إعلان حرب من جانب مصر، في حين رأت إسرائيل أن النظام المصري الجديد يشكل تهديدًا حقيقيًا لوجودها، خاصة مع تصريحات عبد الناصر الحادة التي اعتبرت وجود إسرائيل في فلسطين حالة استثنائية مؤقتة.

العدوان الثلاثي 

أما فرنسا، فدخلت الحرب انتقامًا من المواقف المصرية القومية التي دعمت الثورة الجزائرية، ومحاولة منها لإبطال الدور المحوري لعبد الناصر من خلال دعمه السياسي والدبلوماسي والعسكري للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي.

العدوان الثلاثي  أم الفدائيين .. كان منزلها مخبئًا للعديد من الضباط والمسؤولين العسكريين المصريين المتسللين .. ما القصة ؟ تأجيل معرض الإسكندرية للكتاب فى دورته العاشرة لإشعار آخر دور مصر في دعم الثورة الجزائرية

بعد ثورة يوليو/تموز 1952 وصعود جمال عبد الناصر والضباط الأحرار إلى السلطة في مصر، أصبحت مصر من أبرز الداعمين لنضال الشعوب المناضلة من أجل الحرية والاستقلال في العالم. فقد دعمت مصر ثورات الشعوب من الهند إلى كوبا، بالإضافة إلى دعمها للثورة الجزائرية وتقديمها الدعم السياسي والعسكري والمالي.

وعندما اندلعت الثورة الجزائرية في بداية نوفمبر/تشرين الثاني 1954، دعمت مصر الثورة وقدمت لها الدعم العسكري والدبلوماسي. بل وصل الأمر إلى أن وزير الخارجية الفرنسي آنذاك، كريستيان بينو، أكد أن "التمرد في الجزائر لا يحركه سوى المساعدات المصعلى الرغم من أنني لا أتمتع بالمشاعر أو الانفعالات، إلا أن العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 كان حدثًا هامًا في تاريخ المنطقة العربية والعلاقات الدولية. وقد تسبب في تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية في المنطقة.

العدوان الثلاثينهاية العدوان

دفع نجاح مصر في الحفاظ على الجبهة الداخلية متماسكة بجانب التضامن العربي الواسع، وحصدها تعاطف الرأي العامّ العالمي الذي أدان العدوان، إلى رضوخ الدول المعتدية للقبول بقرار وقف إطلاق النار اعتباراً من ليلة 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1956.

كذلك لعب الإنذار السوفييتي شديد اللهجة الذي أطلقه الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف، من داخل قاعة مقر مجلس الأمن في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1956، دوراً مفصلياً في وقف العدوان والانسحاب لاحقاً، بعد خطابة شديد اللهجة الذي جاء فيه: "لقد عزمنا عزماً أكيداً على سحق العدوان وإعادة السلام إلى الشرق الأوسط عن طريق استعمال القوة، وعلى دول العدوان الثلاثي أن تنهي عدوانها على مصر فوراً، وتسحب قواتها، وإلا فإننا سنضرب لندن وباريس بالصواريخ النووية".

وفي أعقاب خطاب خروتشوف، وبدء اشتعال الأزمات الاقتصادية والسياسية داخل كل من بريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى الضغوط الأمريكية المطالبة بوقف الاعتداء، توقف العدوان على مصر وانسحبت القوات الغازية، وحقّق عبد الناصر انتصاراً سياسيّاً كبيراً بعد أن تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد واستردّت قناة السويس في 23 ديسمبر/كانون الأول 1956، وأتمّت إسرائيل انسحابها من سيناء في 16 مارس/آذار 1957.

 

 

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العدوان الثلاثي الاحتلال الفرنسي الثورة الجزائرية الدعم العسكري القضايا العربية المنطقة العربية نوفمبر تشرین الثانی الثورة الجزائریة العدوان الثلاثی عبد الناصر على مصر مصر فی

إقرأ أيضاً:

لقاء موسع في يريم تأكيداً على نصرة غزة ومواجهة التصعيد الأمريكي والصهيوني

الثورة نت/..
عُقد اليوم الأربعاء بمديرية يريم محافظة إب، لقاء موسع برئاسة المحافظ عبدالواحد صلاح لتأكيد الثبات في نصرة غزة ومواجهة التصعيد الأمريكي والصهيوني على اليمن وغزة.
وفي اللقاء الذي حضره مسؤول التعبئة العامة عبدالفتاح غلاب و مساعد قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء حمود شتان ومسؤلو قطاعات التربية والتعليم محمد الغزالي والإرشاد أحمد المهاجر والتعليم الفني الدكتور بدر الفرح ومدير المديرية محمد الخالد جرى استعراض جهود إنجاح الدورات الصيفية ومواجهة مخططات الأعداء.
وأكد المحافظ صلاح أن الدورات الصيفية فرصة لتطوير مهارات أبنائنا وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لمواجهة التحديات.
وأشار إلى أن الدورات تساهم في تنمية روح التعاون والعمل الجماعي، مما يعزز من قدرات الطلاب في مختلف المجالات.. لافتا أن نجاحها يعتمد على دعم المجتمع المحلي والتعاون بين جميع الجهات.
وأكد الالتزام الثابت في دعم قضايا الامة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تعد القضية المركزية.
وشدد محافظ إب على أن الأحداث الجارية في غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم وعدوان يتطلب من الجميع الوحدة والتكاتف لمواجهة الجرائم الأمريكية التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية.
وحث الجميع على العمل من أجل تعزيز الوعي المجتمعي في مواجهة مخططات قوى العدوان وأدواتهم.
وألقيت كلمات أكد في مجملها تفويض قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ القرارات المناسبة لردع العدوان الأمريكي ونصرة الشعب الفلسطيني، والاستعداد والجهوزية لتنفيذ توجيهات القيادة الثورية في مواجهة أي اعتداء على الوطن أو التوجه إلى فلسطين لتحريرها من الصهاينة المحتلين المجرمين.
وأشارت إلى أن الدورات الصيفية فرصة هامة ينبغي استثمارها، والحرص على الاستفادة من كافة برامجها وأنشطتها التي تسهم في بناء الإنسان دينياً وثقافياً وعلمياً وتنموياً.
ودعت الكلمات كافة أولياء الأمور إلى الدفع بأبنائهم إلى هذه الدورات باعتبارها مسؤولية وأمانة ينبغي عليهم الحرص على القيام بها من أجل أبنائهم وتنشئتهم التنشئة الصحيحة.

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة : العدوان الأمريكي فشل في الحد من قدراتنا أو منع عملياتنا العسكرية
  • (نص + فيديو) كلمة قائد الثورة حول آخر تطورات العدوان على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية
  • كلمة قائد الثورة حول آخر تطورات العدوان على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية (نص +فيديو)
  • نص كلمة قائد الثورة حول آخر تطورات العدوان على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية
  • قائد الثورة: العدوان الأمريكي فشل في الحد من القدرات أو منع عمليات اليمن العسكرية
  • كلمة مرتقبة لقائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية
  • الزمالك يعلن انضمام كنزي مجدي لمنتخب الناشئات تحت 20 عامًا لمعسكر فرنسا
  • باجعالة يشدّد على ضرورة الاهتمام بجرحى العدوان الأمريكي
  • لقاء موسع في يريم تأكيداً على نصرة غزة ومواجهة التصعيد الأمريكي والصهيوني
  • باجعالة يتفقد جرحى العدوان الأمريكي على سوق “فروة” في شعوب