كشف السفير عبد الرحيم الفرا سفير فلسطين بالاتحاد الأوروبي، المطلوب من القمة العربية الطارئة المقرر عقدها خلال الفترة المقبلة لمناقشة قضية قطاع غزة.

بايدن يتصل بنتنياهو ومستشار الأمن القومي الأميركي يقول: قتل آلاف المدنيين في غزة مأساة حقيقية أستاذ علم انتشار الأوبئة: غزة في وضع صحي خطير (فيديو)

وقال في لقاء لبرنامج "على مسئوليتي" مع الإعلامي أحمد موسى، والمذاع عبر فضائية "صدى البلد"، إن المطلوب من القمة العربية الطارئة أن يقف جميع الزعماء العرب وقفة واحدة في وجه إسرائيل والعالم بأسره إما أن تتوقف حرب الإبادة أو تكون للدول العربية مواقف.

المطلوب من القمة العربية

وأكد قبل القمة العربية أن الدول العربية تملك كامل القوة والأدوات للضغط على كل من يدعم إسرائيل بالسلاح والمال وكل شيء، مشيرًا إلى أن القادة العرب يجب أن يتخذوا هذا الموقف ويوجهون رسالة للعالم كله بأنهم سيستخدمون البترول والتجارة والعلاقات الدبلوماسية وحتى موضوع الاتفاقيات الإبراهيمية للضغط على إسرائيل ومن يقف خلفها.

وأوضح أنه إذا قام القادة العرب في القمة العربية باتخاذ هذا الموقف فهم على قناعة تامة بأنه سيتم وقف هذه الحرب على غزة وسيرتعب العالم كله، مؤكدًا أن العرب يملكون الإمكانيات لإيقاف هذه الحرب.

وأضاف أنه إذا لم تنجح القمة العربية في وقف هذه الحرب فسيتم قتل 100 ألف فلسطيني في يوم وليلة في غزة على الأقل، ويجب أن يتم إيقاف التهجير القسري والمشروع الإسرائيلي الذي ينادون به كل يوم بتحويل غزة لأرض مدمرة بشكل كامل وتهجير سكان غزة، وهو أمر مرفوض مصريًا وعربيًا وفلسطينيًا ويجب أن يرفض على مستوى القادة العرب.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: القمة العربية فلسطين غزة الدول العربية الاتحاد الاوروبي أحمد موسى صدى البلد قطاع غزة الإعلامي أحمد موسى الزعماء العرب القمة العربیة

إقرأ أيضاً:

القمة العربية وتحديات الخيبة واليأس

دائما تذكرنا الاجتماعات العربية على مستوى القمة، بالشك وعدم المصداقية بكل ما يصدر عن بياناتها الختامية، وجدول الأعمال المعد سلفا بعناوين مهمة في التوقيت والاستراتيجيات، سرعان ما يتحول لعاديات تصبح منسية مع تكرار الأحداث التي ينسحق معها العربي في يومياته وتكراراها في عقود إعماره. ما يحدث أن العربي إن عاش في متوسط العمر بين الستين والسبعين، فإنه يعاصر على الأقل عشرين اجتماع قمة عادية؛ على الأقل نصفها استثنائية وطارئة، لكنه لا يلمس في سنواته المعاشة تغييرا يطرأ على السياسة العربية وبرامجها، ولا تنعكس بشكل ملموس في تغيير يأخذه الى حياة أفضل في وطنه أو متابعة قضايا رئيسية تقض مضجعه كل يوم من المحيط الى الخليج.

عندما يتذكر العربي القمم العربية الماضية، وينتظر قمة تغير ما قبلها، يأخذه الإحباط نحو مستقبله الذي تسعى إليه سياسة عربية غير جادة في تقديم نفسها لشعوبها وللعالم بأنها تمتلك القدرة على التأثير، وأن هذه الكتلة البشرية والجغرافية لا يجمع بينها سوى تلك الورقة التي تصدر في ختام أعمال القمة، لأنه سرعان ما تتم العودة لتصفية الحسابات وممارسة الاضطهاد والقمع وتوجيه السلاح نحو الداخل، والتحذير من المؤامرات، حتى تتراكم لحظات الانحدار التي أريد لها أن تكون قدرا يستحيل تبديله وتغييره في واقع العرب. غير أن واقع الحال شهد تغييرا في الثورات العربية المغدورة، وفي تصاعد المواجهة مع قوى الاستبداد العربي والاحتلال، مما هز وبعنف تلك الصورة النمطية عن الذاكرة العربية مع واقعها الذي يزداد حصارا، عندما يتذكر العربي القمم العربية الماضية، وينتظر قمة تغير ما قبلها، يأخذه الإحباط نحو مستقبله الذي تسعى إليه سياسة عربية غير جادة في تقديم نفسها لشعوبها وللعالم بأنها تمتلك القدرة على التأثير، وأن هذه الكتلة البشرية والجغرافية لا يجمع بينها سوى تلك الورقة التي تصدر في ختام أعمال القمةويفرض تحديات أكبر على النظام الرسمي العربي في التعاطي مع قضاياه وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي كانت على جدول أعمال القمم العربية منذ نشأتها، وإلى اليوم تذيل في بينااتها كثابت من ثوابت الدعم العربي لها.

تحديات القمة العربية في القاهرة اليوم، خطيرة للغاية على قضايا الأمن القومي العربي، وما تواجهه القضية الفلسطينية من أخطار جسيمة وخطط التدمير والتهجير والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني؛ يفترض أن يكون إدراك عربي لها في القمة وفي يوميات عمل السياسة العربية، عمل دؤوب بغير العاديات المتبعة في القمم السابقة، من اتخاذ المواقف المرتبطة بالقضية الفلسطينية والتمسك بثوابت "الفراغ العربي" وعدم الفعل والتأثير ما سمح لإسرائيل والولايات المتحدة، بطرح مشاريع التطهير العرقي وتهديد النظام الرسمي العربي بكثير من الاستعلاء والاحتقار. فلا تكفي إشارة الزعماء العرب لرفض هذه الخطط والسياسات والقول بأنهم يدعمون الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وأنهم مع الحل السلمي وفق المبادرة العربية للسلام، وأنهم يدعمون حل الدولتين وفق القارات الدولية ذات الصلة، فهذه يفترض أنها ثوابت تكررت منذ ثلاثين عام في القمم العربية، بل يجب التعامل مع الغطرسة الصهيونية والاستعلاء الأمريكي بشيء من الحزم الذي يحفظ كرامة هذه الدول وشعوبها، وقائمة العمل وجداوله طويلة إن وجدت الإرادة.

ولأن الرهان الإسرائيلي الأمريكي، لعقودٍ طويلة، هو على غياب وفقدان الإرادة العربية، وصار معروفا لدى جميع العرب، حتى بدون قراءة بيانات الاجتماعات العربية التي تسقط منها الخيارات الفعلية التي تلجم العدوان وغطرسة المحتل، فإن الاحتلال الإسرائيلي القائم على الصلف والقوة ساهم في وصول الحالة العربية لذروة الهوان في إعادة احتلال الضفة بعد تدمير قطاع غزة، وارتكاب إسرائيل لجرائم الحرب والإبادة والدوس على القانون الدولي بدعم أمريكي ونفاق غربي، والنتيجة الحتمية والمنطقية للسياسة العربية المتبعة مع قضيتهم المركزية هي الاستعلاء الإسرائيلي الأمريكي على المنطقة وشعوبها، ولأن الرهان الفلسطيني الرسمي خسر كل أوهامه مع الاحتلال ولم يبق له غير "حراسة" المشروع الاستيطاني فوق أرضه التي ستنشأ عليها دولته المستقبلية، فإن عليه واجب المراجعة الفعلية والصادقة لكل مسيرته المصابة بنزيف مكلف من أرضه وشعبه

لا يكفي العرب قمة للزعماء، فالشارع العربي بحاجة من قادته لوقفة ضمير، وجرعة مكثفة من الحس الوطني الفلسطيني للقول "لا" عربية فلسطينية للأمريكي والإسرائيلي، ولا ينبغي للعربي أن يكون وسيطا لحقن الدم، بين شقيقه ضحية الغاصب المستعمر والمحتل، فاستصراخ الضمائر والهمم والقيم التي بُحّت منها حناجر الغزيين يعاد تكرارها في جنين وطولكرم ونابلس والخليل والقدس، وكانت نتيجتها الغزية دمار بمشهد فرجة عربي ودولي، وفي الضفة والقدس هناك أخبار وأفعال سبقت انعقاد قمة القاهرة تقول إن جريمة الإبادة ماضية بنفس فظاعة الجريمة الغزاوية على مرأى ومسمع قادة العرب المجتمعين في القاهرة، وهناك مشروع نتنياهو ترامب للتهجير في غزة، كاختبار لما سيجري لبقية المدن الفلسطينية.

وبفرض سياسة المقايضة السخيفة على شعب في أرضه وللتهجير منها، يتضح كل شيء، فلا سياسة التفاوض والرهان على أوهام تجدي نفعا، ولا سياسة التمسك بحسن نية المحتل الإسرائيلي ومراوغة الأمريكي له قد غيرت شيئا، ولا تجربة عقود الخديعة الإسرائيلية للعرب أفضت لسلام معها، ولا التطبيع المجاني وفر للمحتل قبولا في محيطه العربي.

أمام القادة العرب فرصة أخيرة، لإنقاذ ماء الوجه بإنقاذ قضيتهم المركزية، والحفاظ على كرامة وسيادة وأمن أوطانهم، أو البقاء تحت سطوة الاستعلاء والتهديد والغطرسة الأمريكية الصهيونية لهم ولدولهم
أمام القادة العرب فرصة أخيرة، لإنقاذ ماء الوجه بإنقاذ قضيتهم المركزية، والحفاظ على كرامة وسيادة وأمن أوطانهم، أو البقاء تحت سطوة الاستعلاء والتهديد والغطرسة الأمريكية الصهيونية لهم ولدولهم، فما سيقولونه للناس في عواصمهم، قيل في الماضي الذي لم يصلح الحال العربي ولا قضاياه، بل زادته هذه اللغة والمواقف هوان وذل وضياع، فما يضير العرب اليوم في القمة لو امتلكوا جزءا من عنجهية نتنياهو وغرور ترامب للرد والحفاظ على مصالحهم، والدفاع عن قيم تحولت بفعل الاحتلال والسكوت عنه إلى مهازل محلية ودولية؟

فلسطين وشعبها يطلبون من القمة العربية أعمالا محسوسة تدعم صمودهم وتوقف العدوان عليهم، ليشعروا أن هناك من يقف معهم ويساندهم وعلى استعداد أن يكون ظهيرا وسندا لهم، وأن يتعلم الزعماء العرب كيف يكون الحليف لقضية عادلة من زعامات وقيادات لا ترطن بالعربية، وأن يكون الحليف الأمريكي للعدوان الإسرائيلي ومشروعه الاستعماري ومذخر ترسانته وجعبته المالية ملهما لكرامة عربية ومنقذة لها ولقضيتها، وإلا الخسارة لن تكون فلسطينية فقط والجميع يعلم هذه الحقيقة، وبذاكرة أجيال عربية واكبت قمما سابقة، وورثت أجيالها الخيبة ذاتها. فهل تعلم الزعماء العرب الإمساك بالإرادة وبث الأمل لشعوبهم بدل اليأس؟ لعل الإجابة القاسية لهذا التفاؤل المخيب تأتي في عواجل الأخبار من تل أبيب وواشنطن، ونحن ننتظر عواجل عربية تفرمل هذا الانهيار، أو لعلنا نحلم بها.

x.com/nizar_sahli

مقالات مشابهة

  • القادة العرب الواصلون والغائبون عن القمة العربية في القاهرة (صور)
  • قمة فلسطين.. 10 نقاط تتصدر لقاءات القادة العرب اليوم الثلاثاء
  • القمة العربية وتحديات الخيبة واليأس
  • شيخ الأزهر: أدعو الله أن يوفّق القادة المجتمعين بالقمة العربية المنعقدة بالقاهرة
  • شيخ الأزهر: ندعو الله أن يوفِّق القادة العرب في القمة العربية ووضع حدٍّ للغطرسة والفوضى التي يتعامل بهما الداعمون للكيان المحتل
  • وزراء الخارجية العرب يعقدون اجتماعا تحضيريا للقمة العربية الطارئة
  • تسارع الوفود.. القادة العرب يتوافدون على القاهرة لحضور «القمة العربية الطارئة»
  • تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة
  • بدء توجه قادة عرب إلى القاهرة للمشاركة بقمة طارئة حول فلسطين
  • مصر تعلن الانتهاء من خطة إعمار غزة لعرضها على القمة العربية