قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الأحد، إن إسرائيل 'تجاوزت الخطوط الحمراء' في غزة، الأمر الذي 'قد يجبر الجميع على اتخاذ إجراءات'، في حين حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان من 'خطر متزايد' لامتداد الصراع إلى الشرق الأوسط. .

ويقول الخبراء إنه في حين أن إيران تشعر بالقلق من الانجرار إلى الحرب بين إسرائيل وحماس، فإنها قد لا تكون تسيطر بشكل كامل إذا تدخلت الميليشيات التي تدعمها في المنطقة - مثل جماعة حزب الله شبه العسكرية اللبنانية - بشكل مستقل في الوقت الذي تعاني فيه حماس من ضربات شديدة وموت.

 

 

وقالت سيما شاين، رئيسة برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: 'ما يربط كل هذه الجماعات بإيران هو سياساتها المناهضة لإسرائيل'، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن إيران تتمتع بمستويات متفاوتة من التأثير على الجماعات، إلا أنها لا تملي كل تصرفاتهم.

ولم تكن تصريحات رئيسي التحذير الأول من مسؤول إيراني من احتمال نشوب صراع أوسع نطاقا.

كما حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من أن القصف الإسرائيلي لغزة قد يكون له عواقب بعيدة المدى، قائلاً إنه إذا لم توقف إسرائيل غاراتها الجوية، 'فمن المحتمل جداً أن يتم فتح العديد من الجبهات الأخرى'.

وقال في مقابلة تلفزيونية أجريت معه مؤخرا: 'هذا الخيار غير مستبعد، وهذا أصبح أكثر احتمالا على نحو متزايد'.

وقال عبد اللهيان، يوم الاثنين الماضي، إن الولايات المتحدة بعثت لإيران رسالتين بشأن التصعيد في المنطقة.

وقال عبد اللهيان: 'الرسالة الأولى قالت إن الولايات المتحدة ليست مهتمة بتوسيع الحرب، والرسالة الثانية طلبت من إيران ضبط النفس وأصرت على أن إيران يجب أن تطلب أيضًا من الدول الأخرى والأطراف الأخرى ضبط النفس'.

وأضاف أنه بينما تقول الولايات المتحدة إنها تريد وقف التصعيد، فإنها تناقض نفسها بمواصلة دعم إسرائيل.

وقال تريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي في واشنطن العاصمة، إنه لا توجد شهية أو رغبة من جانب إيران أو الولايات المتحدة أو إسرائيل لحرب أوسع نطاقاً، لكن فشل واشنطن في كبح جماح إسرائيل قد يدفع المنطقة عن غير قصد نحو التصعيد.

وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمواصلة الدعم لإسرائيل، الأمر الذي أدى إلى تصلب المشاعر العربية في جميع أنحاء المنطقة وترجم إلى احتجاجات حاشدة ضد السياسات الإسرائيلية والأمريكية.

وقال بارسي: 'الطرف الوحيد الذي لديه مصلحة واضحة في (صراع أوسع نطاقا) هو حماس، بالنظر إلى أن توسيع الحرب يمكن أن يغير الديناميكيات بطريقة مواتية لهم'. وفي غياب الجهود الأميركية لكبح جماح إسرائيل، 'فسوف يشعر العديد من اللاعبين (الإقليميين) بأنهم مجبرون على التدخل... بسبب حساباتهم الاستراتيجية الخاصة'.

وأضاف: 'عندما تحشد إسرائيل 300 ألف (جندي)، فمن غير المرجح أن يجلس حزب الله هناك ويفترض أن هذا يفعل فقط لملاحقة حماس'، مضيفاً أن ذلك سيأخذ في الاعتبار خطر قيام إسرائيل بملاحقة حماس. المجموعة اللبنانية أيضاً.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إبراهيم رئيسي الامن القومي الامريكي الحرب بين إسرائيل وحماس الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي برنامج إيران جيك سوليفان الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

حين يتصادم المشروع الوطني مع الاستعماري

لا يُجدي اللفّ والدّوران حول طبيعة وآفاق الحرب التدميرية الجارية منذ تسعة أشهر، وهي مفتوحة على الزمن. بينما يستمرّ الخطاب الفلسطيني العام يتحدث عن هدف تحقيق الدولة على الأراضي المحتلة العام 1967، في مجاراة غير حقيقية ولا هي واقعية للموقف الدولي الجامع الذي يتحدث عن «حل الدولتين»، لا تترك دولة الاحتلال فرصة للتأكيد على رفضها المطلق لهذا الحل.
كل الطيف الإسرائيلي الرسمي و»المعارض»، مُجمِع على رفض «حل الدولتين»، ويتأكد هذا الإجماع عبر ممارسات وسياسات وإجراءات عملية لا يخطئ أهدافها وأبعادها إلّا من يركض خلف الأوهام، أو أنّه يتعمّد التضليل.

الصراع دخل مرحلة حاسمة، لا رجعة عنها، ليس بسبب قرار وفعل فلسطيني، ولا إقليمي أو دولي، وإنّما بفعل قرار وفعل إسرائيلي يتجلّى على الأرض بسياسات لا يمكن فهمها خارج سياق الخيار الوحيد الذي تعمل على تنفيذه السياسة الاحتلالية الإسرائيلية. منطقياً، تجد إسرائيل نفسها ومستقبلها ووجودها في خيار واحد، وهو التطهير العرقي، ولو اقتضى ذلك شنّ حرب إبادة جماعية كما يحصل في قطاع غزة، الذي يشكل «بروفة»، إن نجحت فستتحوّل نحو الضفة الغربية والقدس.
ترفض إسرائيل، ولا يمكنها أن تقبل بـ»حل الدولتين»، لأنها تعتقد أن دولة فلسطين ستكون إرهابية، ولأن وجودها سيقوّض وجود دولة الاحتلال. وترفض إسرائيل خيار الدولة الديمقراطية، التي يتساوى فيها المواطنون، لأنها لا يمكن أن تكون ديمقراطية، وعنصرية في الوقت ذاته طالما أنها تصرّ على يهودية الدولة. هذا الخيار مرفوض جذرياً من قبل إسرائيل، لأنّ الفلسطينيين سيتفوّقون ديموغرافيا على اليهود في فلسطين التاريخية حيث تتساوى الأعداد بنحو 7 ملايين و300 ألف حتى الآن حسب مصادر موثوقة. أما إذا سعت إسرائيل للإخلال بهذا التوازن الديموغرافي من خلال تهجير سكان القطاع، وهو أمر قد فشلت في تحقيقه حتى الآن فإنّها ستكون دولة عنصرية بكلّ المعايير.
لم يبقَ أمام إسرائيل سوى خيار واحد، وهو خيار حرب الإبادة الجماعية والتدميرية الذي تمارسه في القطاع وتحضّر لممارسته في الضفة.

هذا يعني أن ثمة تصادماً، بين المشروع الوطني الفلسطيني والمشروع الاستعماري الكولونيالي الإسرائيلي، ولا مجال للجسر بين المشروعين عبر المفاوضات أو المشاريع السياسية.

المجتمع الدولي يدرك أبعاد الحرب العدوانية الجارية، ويدرك أبعاد وأهداف السياسة الإسرائيلية، لكنه يمتنع عن الاعتراف بهذه الحقيقة ويحاول تأجيل هذا الصدام.

هكذا تكون دولة الاحتلال قد أدخلت نفسها في ورطة تاريخية جديدة، فهي قد فشلت في تحقيق أبسط وأي من أهدافها، فلا تهجير، ولا قضاء على حركة حماس، ولا إفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
لقد قدمت الولايات المتحدة والدول الغربية الشريكة لإسرائيل، ولا تزال تقدم كل الدعم المادي والعسكري والاستخباري والدبلوماسي والاقتصادي، ووظفت كل قدراتها لمنع توسع الحرب الدموية، لكن كل ذلك لم يسعف إسرائيل أو يساعدها على تحقيق أهدافها في القطاع.

بعد تسعة أشهر، تستجدي إسرائيل الولايات المتحدة، لمواصلة تقديم الدعم العسكري، كما لو أنّها دولة ضعيفة ومحدودة القدرات، ليس لتحقيق أهدافها من العدوان على غزة، بعد أن وقعت في حرب استنزاف تركت بصماتها بوضوح على الجيش والمجتمع الإسرائيلي.

واضح أن نتنياهو بحاجة إلى الأسلحة والذخائر الأميركية، من أجل توسيع دائرة العدوان، حتى لو أدى إلى حرب إقليمية، وحتى لو تورطت الولايات المتحدة في مثل هذا العدوان.

الولايات المتحدة تدرك المخاطر الكبيرة التي تنتظر الدولة العبرية إذا انزلقت الأوضاع إلى حرب واسعة في الشمال، وما ينطوي عليه ذلك من احتمالات دخول أطراف إقليمية أخرى على الخط، خصوصاً إيران.

ولذلك فإنها تسعى بكل السبل، لإقناع حلفائها الإسرائيليين بضرورة التوقف عن التصعيد في الشمال، واعتماد الحل الدبلوماسي لوقف إطلاق نار مؤقّت في غزّة، والإفراج عن الأسرى، لضمان وقف إطلاق النار على الحدود مع جنوب لبنان. في ضوء هذه الرؤية الأميركية، فإن مفاوضات الصفقة، لا تمنع إسرائيل من مواصلة حربها العدوانية لتحقيق أهدافها في غزة، والإدارة الأميركية لا تنكر قناعتها بهذه الرؤية.

بينما يربط «حزب الله» اللبناني بشكل صادق، وقف إطلاق النار في المستوطنات المتاخمة لجنوب لبنان بوقفه التام في قطاع غزة، فإن إسرائيل تكذب في أنها لا ترغب في تصعيد الحرب العدوانية على لبنان.

الولايات المتحدة تسعى لحماية إسرائيل من التبعات الكارثية التي ستتعرض لها الدولة العبرية، ولكنها لا تعمل ما يجب عمله، من أجل وقف جنون الحكومة الإسرائيلية.

إسرائيل من أجل مواصلة الحرب، تطلب المزيد من السلاح والذخائر من قبل الولايات المتحدة، وتقوم بتجنيد المزيد ممن هم في سن الخدمة بما في ذلك من «الحريديم»، بعد أن اتخذت المحكمة العليا الإسرائيلية قراراً بهذا الخصوص، وتحضر لتشكيل فرقة جديدة يتجاوز تعدادها الأربعين ألفاً. لا يمكن أن تكون هذه التحضيرات لمعاودة شن حرب واسعة على قطاع غزة، التي تقول مصادر جيش الاحتلال إن قواته أكملت المهمة، وإنها على وشك الانتهاء من رفح.

إذا كانت هذه هي الحقيقة، وهي أن إسرائيل تخوض حرباً دموية وتدميرية في سياق جذري، لشطب المشروع الوطني الفلسطيني من أساسه، وحسم الصراع على أرض فلسطين التاريخية، فإن الأداء العربي بالإجمال قاصر عن إدراك هذه الحقيقة، وقاصر عن التعامل معها وفق مقتضيات المصلحة القومية العربية.

ليس هذا وحسب، بل إن استمرار الانقسام الفلسطيني وفشل المحاولة الأخيرة التي بادرت إليها الصين لجمع الفرقاء الفلسطينيين، يشير إلى عوار كبير وخطير في الوضع الفلسطيني الذي لا يرقى إلى الحد الأدنى من متطلبات الوطنية الفلسطينية، ومن الالتزام الحقيقي بالمشروع الوطني الذي لم يعد الكلام فقط، قادراً على تبرئة ذمة المتمسكين بهذا المشروع.

الأمر الطبيعي في هذه الحالة، أن يتجنّد كل الفلسطينيين في كل مكان وبكل الوسائل المتاحة، وأن يضعوا جانباً خلافاتهم وحساباتهم الفئوية دفاعاً عن الشعب والقضية، فليس في هذا العالم من يحمي الفلسطينيين وقضيتهم سوى الفلسطينيين أنفسهم.

(الأيام الفلسطينية)

مقالات مشابهة

  • ستدفع إيران ثمن حرب صنعتها
  • قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال سابقاً: لا تستخفوا بالتهديدات الإيرانية
  • الحرب بين إسرائيل وحزب الله قد تلتهم الشرق الأوسط
  • لابيد: على إسرائيل ألا تهاجم إيران وحدها
  • نيويورك تايمز: واشنطن تضغط لتجنب حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الله
  • واشنطن تبحث عن حروب
  • 10 آلاف قنبلة شديدة التدمير من الولايات المتحدة للاحتلال
  • إهانة عنصرية في المناظرة الرئاسية.. انتقادات لترامب بسبب كلمة فلسطيني
  • حين يتصادم المشروع الوطني مع الاستعماري
  • بوتين: على روسيا أن تنتج صواريخ متوسطة المدى بقدرات نووية