ماذا يعني وصول هذا السفاح ؟
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
بعد ان مُنيت القيادة العسكرية في إسرائيل بهزائم مُنكرة منذ انطلاق هجمات طوفان الاقصى، وجدت حكومة نتنياهو نفسها عاجزة تماماً عن تحقيق الانتصار في الاجتياح البري. وذلك بسبب تخاذل جنرالاتها، وفشلهم في التصدي لقوة حماس وصمودها. .
فكان لابد من استدعاء جيش الاحتياط، والاستعانة بالقوى الغربية الداعمة لها، لكنها ظلت مصرة على تنفيذ اجندتها الانتقامية، التي لا تخطر على بال الوحوش في تعطشها لارتكاب المزيد من المجازر البشرية.
وصل (جلين) إلى تل ابيب برفقة وزير الدفاع الأمريكي. وهو الآن منشغل برسم خطته باستخدام غاز الاعصاب لتنويم فرسان باطن الأرض، ومداهمة شبكة الانفاق التي لا يعرف تفرعاتها وليست لديه فكرة عن تشعباتها ودهاليزها وتجاويفها، وربما يستعين (جلين) بالكلاب الاصطناعية (AI robot dogs)، التي تعد من أحدث أجيال الآليات القتالية المدرعة (next- gen warfare). .
اغلب الظن ان هذا السفاح يعد العدة الآن لاستخدام مزيج من الضربات الجوية الدقيقة، والغارات الاستطلاعية الخاطفة، ولا اظنه سيشارك في الهجوم البري على نطاق واسع، لأنه يدرك ان الهجوم البري يعرض الرهائن والأسرى للخطر، ويزيد من خطر تأجيج التوترات في المنطقة. وربما يعتمد السفاح على الاستراتيجيات القديمة، التي تم تطويرها في معارك استعادة مدينة الموصل، التي اعتمد فيها العراق بشكل أكبر على قواته الخاصة. .
بات من الواضح ان الخطط الإسرائيلية المتمثلة في التحرك نحو غزة بعدد كبير من القوات البرية لم تكتمل بعد، ويمكن أن تؤدي إلى كوارث دموية ترتكبها القوات الإسرائيلية في القطاع. .
اما عنصر المفاجأة في خضم الهجمات الاسرائيلية البربرية فتمثل في أسراب الطائرات المسيرة التي شنت هجماتها ضد اسرائيل وكانت قادمة من مكان مجهول في البحر الأحمر !؟!. .
دعونا الآن نجيب على التساؤلات الكثيرة حول ماذا يعنيه وجود هذا السفاح في طليعة الفلول المتوجهة نحو غزة ؟. فنقولها وقلوبنا تعتصر من شدة الحزن والألم. ان وجوده يعني سفك دماء الأبرياء، و إزهاق أرواحهم، وانتزاع جذورهم من قطاع غزة. لأنهم في نظر أوروبا عبارة عن كائنات بشرية فائضة عن الحاجة، ولا قيمة لها، اما إذا وقع العدوان على الشعب الاوكراني فالنظرة مختلفة تماماً، ولا مجال لمقارنة الشعب الفلسطيني بالشعب الاوكراني في المقياس الأوروبي الذي لا يؤمن بالمساواة . .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الدور المصري الذي لا غنى عنه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كعادتها، لا تحتاج مصر إلى أن ترفع صوتها أو تستعرض قوتها، فهي تمارس نفوذها بصمت، ولكن بفعالية لا تخطئها عين. الدور المصري في تسليم الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس لم يكن مجرد "وساطة"، بل كان بمثابة العمود الفقري لعملية التبادل بين الجانبين. القاهرة لم تكن مجرد ممر آمن للرهائن المفرج عنهم، بل كانت الضامن الأساسي لتنفيذ الاتفاق، بما تمتلكه من ثقل سياسي وعلاقات متشابكة مع كل الأطراف المعنية.
بحسب المعلومات، فإن الاتفاق تضمن تسليم قوائم الرهائن الإسرائيليين عبر الوسطاء، وعلى رأسهم الجانب المصري، الذي تكفل بنقلهم إلى الأراضي المصرية، حيث تسلمهم الصليب الأحمر الدولي قبل عبورهم إلى إسرائيل عبر معبر العوجا. وهذا السيناريو ليس جديدًا، بل هو امتداد لدور مصري تاريخي في هذا الملف، فلطالما كانت القاهرة لاعبًا لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات تتعلق بقطاع غزة.
ما يلفت الانتباه أن العلم المصري كان حاضرًا في مراسم التسليم في خان يونس، وهو ليس مجرد تفصيل بروتوكولي، بل رسالة واضحة بأن مصر هي ركيزة الاستقرار في المنطقة، وصاحبة اليد الطولى في هندسة التوازنات الدقيقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
لكن رغم هذه الجهود، تظل الأوضاع متوترة على الأرض.. إسرائيل، كعادتها، تتعامل بمنطق القوة، مهددةً باستئناف العمليات العسكرية إذا لم تلتزم حماس بشروط التهدئة، فيما تشترط الأخيرة إدخال شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع قبل الإفراج عن دفعات جديدة من الرهائن. وفي هذه المعادلة المعقدة، تتواصل جهود مصر وقطر لمنع انهيار الهدنة، وسط مراوغات إسرائيلية وابتزاز سياسي واضح.
القاهرة، التي تقود المشهد بهدوء، قدمت رؤية متكاملة للخروج من الأزمة، تبدأ بوقف إطلاق النار، مرورًا بتبادل الأسرى والرهائن، وانتهاءً بفتح ملف إعادة الإعمار. هذه المفاوضات الشاقة امتدت لأكثر من 15 شهرًا، وأسفرت في النهاية عن هذا الاتفاق.
وفيما تواصل إسرائيل محاولاتها للتمسك بمحور فيلادلفيا (صلاح الدين) حتى نهاية العام، تزداد المخاوف من أن تكون هذه مجرد خطوة ضمن مخطط أوسع للسيطرة على القطاع بالكامل. كل هذا يجري وسط تصعيد خطير في الضفة الغربية، حيث تسير إسرائيل على خطى ممنهجة لتعزيز احتلالها، غير عابئة بأي جهود دولية لإحلال السلام.
وسط هذا المشهد المعقد، يترقب الجميع القمة العربية الطارئة التى تُعقد اليوم بالقاهرة، فى انتظار الإعلان عن موقف عربي موحد وحاسم. أما الولايات المتحدة، فتمارس ازدواجية معتادة، حيث يتحدث ترامب عن أن قرار وقف إطلاق النار "شأن إسرائيلي"، وكأن الفلسطينيين ليسوا جزءًا من المعادلة!
ما هو واضح أن الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد، فالإسرائيليون لا يزالون يتعاملون بعقلية القوة الغاشمة، والفلسطينيون يدفعون الثمن، فيما يعمل العرب، وعلى رأسهم مصر، على أن يحافظوا على الحد الأدنى من الاستقرار وسط بحر هائج من الصراعات والمصالح المتضاربة. لكن إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ هذا هو السؤال الذي لا يملك أحد الإجابة عليه حتى الآن فى ظل الدعم الأمريكى غير المحدود للعنجهية الإسرائيلية!