لا يفرقوا بين محمد الضيف وأبو مازن .. نخبة إسرائيل ترهن مستقبل الكيان العبري بالتخلص من السلطة الفلسطينية وحماس
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
هل يفرق الكيان الإسرائيلي بين حركات المقاومة الفلسطينية المسلحة، والسلطة الفلسطينية؟، وهل يمكن أن يبقى سكان قطاع غزة في أمان حال تحقيق الكيان الاحتلالي أهدافه المعلن بالتخلص من حماس، وهنا لا توجد ذريعة في استهداف الأبرياء، وتكون السلطة الفلسطينية حصن أمان لهؤلاء الأطفال والنساء داخل القطاع؟ .. تلك الأسئلة ربما تأتي في عقول المتابعين لأحداث غزة مع تملك مشاعر الحزن على صور المعاناة اليومية داخل القطاع، ولكن الإجابة تكون محسومة لمن يتابع الصحف العبرية، والتي تحدثت بشكل واضح، فهم ينظرون لأبو مازن، مثلما ينظرون إلى محمد ضيف قائد كتائب القسام، حيث المهمة المطلوبة للدولة العبرية هو التخلص من الإثنين، وألا يكون لشعب فلسطين رأس يقود هذا الشعب.
وبحسب تقارير ومقالات نشرتها صحيفة إسرائيل هايوم العبرية، فقد تحدث الكثيرون داخل إسرائيل عن فكرة البدائل المطروحة في حال التخلص من سلطة حماس داخل قطاع غزة، وكان هناك اتفاق أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود أبو مازن، بأنه لا يصلح لتلك المهمة، وأنه يجب التخلص منه كما يجب التخلص من قيادات حماس، وكما فعلوا من قبل مع رئيس السلطة السابق ياسر عرفات، وهنا نرصد تفاصيل ما جاء حول مصير أبو مازن من وجهة نظر إسرائيل.
الضفة ستفعل مثل غزة لو أتيح لها الفرصة
ووفقا لما نقلته الصحيفة العبرية عن رأي عام داخلي بإسرائيل، فقد تحدثت أنه قبل أن نرتبك مرة أخرى، وقبل أن نبني لأنفسنا مفهومًا خاطئًا آخر، وقبل أن نأتي بالسلطة الفلسطينية إلى غزة بدلاً من حماس، أو قبل أن نميل إلى تصديق الرئيس بايدن وأنفسنا أن الفلسطينيين في الضفة الغربية "شيء آخر"، يجب علينا احفظ المادة مرة أخرى - يجب أن نعرف كيف نفرق بين العدو والكاره، وبين الحليف والشريك، وهذا أمر ضروري وحاسم، لأنه بعد ما حدث في 7 أكتوبر بغلاف غزة، أصبح كل شيء تقريباً يأخذ أبعاداً أخرى "طبيعية" وأكثر "مقبولة".
هذا كل شيء، لا. لو استطاعوا ذلك، لنفذ الفلسطينيون من الضفة الغربية - سواء حماس أو كتائب شهداء الأقصى أو التنظيم وفتح - نفس المجازر بالضبط في "عوتاف يوش": بيتح تكفا، كفار سابا، اللد، الرملة وإسرائيل. العفولة، فلم يحدث ذلك لأنهم لم يريدوا ذلك أو لم يحاولوا، ولكن لم يحدث هذا لأن مئات من الهجمات هؤلاء التي استهدفت سكان المستوطنات تم إحباطها كل يوم تقريبًا في العامين الماضيين من قبل الشاباك والجيش الإسرائيلي، ولم توضح إسرائيل التفاصيل حتى لا تثير الذعر، ولكن الآن قد يكون من المفيد إعادة النظر، وعلى أية حال، لكي نفهم ما هو وماذا يعني "حل الدولتين"، فهناك حاجة لفتح ملفات جرائم الفلسطينيين داخل الضفة.
السلطة الفلسطينية تهنئ مرتكبي المجزرة في غزة
وبمتابعة دقيقة لردود الأفعال عقب معركة طوفان الأقصى، نجد أن ردود الفعل في السلطة الفلسطينية توافقت على ما حدث بغزة، ومع موقف حماس وفصائل المقاومة، فقد وصف عبد الرحمن أبو الرب، أحد رجال فتح في جنين، صباح المجزرة بأنه صباح الفرح والنصر والفخر، ومبارك "الشهداء الأبطال في غزة"، وكذلك عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لفتح، الذي اعترف ذات مرة بأن "الهدف هو نهاية إسرائيل"، شكر حماس على الهجوم، وهدد بسحق جماجم جميع اليهود والأمريكيين في المنطقة، وأيضا جمال الخويل، عضو مجلس فتح في السلطة الفلسطينية، وعد بمفاجأة كبيرة في ياش، وتمنى أن تعود المرايا في غزة إلى الضفة الغربية أيضا.
ومرة أخرى، استخدمت وثيقة رسمية من وزارة الأديان في السلطة الفلسطينية حديثا يحرض على قتل اليهود "الاختباء وراء الحجارة والشجر"، وتبنت بعض المساجد هذه التوصية، وعلى سبيل المثال، أشاد إمام من نابلس بهتلر، وفي حوارة رُسمت صلبان معقوفة وكتبت نقوش التعريف بمحمد ضيف زعيم كتائب القسام، ولا هناك فقط، وأبو مازن، كعادته تجاوز المقطعين، وتلاعب بالكلمات حتى لا يدين، وختمت الصحيفة العبرية حيثها قائلا: "لذا من فضلكم، على الأقل الآن، على الأقل لن نتلعثم. دعونا لا نخلط مرة أخرى".
أبو مازن جزءا من الأزمة
"إن نية إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع خطأ" .. هكذا حسم ارييل كاهانا المحلل السياسي بالصحيفة العبرية موقف النخبة السياسية داخل إسرائيل، وكتب في مقال منفصل: "في نهاية ثلاثة أسابيع من الانتظار المثير للأعصاب، أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي ما بدا وكأنه عملية برية ذكية وقوية، ولم يُعرف كل شيء بعد عما يفعله جيش الدفاع الإسرائيلي في قلب غزة، وهذا أمر طيب، ولكن كما أوضح رئيس الوزراء ووزير الدفاع والوزير غانتس، فإن هذا الإجراء ضروري لإبعاد الشر المطلق عن العالم، وهو حماس".
وتابع: "لكن بينما يركز شعب إسرائيل ومقاتلوه وقادته على الجهد العسكري، فإنهم لا ينتظرون في الساحة السياسية، وكما نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" والذي يتبين من التصريحات العلنية للرئيسين بايدن وماكرون، فإنهم في عواصم الغرب يعملون بالفعل على عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة في اليوم التالي، وكأن ذلك اليوم قريب، وكأن أبو مازن جزء من الحل وليس جزءاً من المشكلة، فهؤلاء الرؤساء الصديقون، وهم ودودون، مخطئون، لأن أبو مازن أثبت أنه غير قادر على محاربة حماس، وألقته حماس وحكومته من فوق أسطح منازل غزة عام 2007، حدث هذا بعد خسارة أبو مازن أمام حماس في الانتخابات التي جرت قبل عام من هذا التاريخ".
حماس ترعرعت تحت حماية أبو مازن .. ويجب التخلص منه
وفي التحليل السياسي المنشور جاء فيه: "تحت قيادة أبو مازن في جامعة اليوسف اكتسبت منظمة حماس شعبية هائلة لدرجة أنها حققت انتصارات بين الاتحادات الطلابية في مختلف الجامعات، أي أن كلام بايدن وكأن "حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني" غير واقعي بكل بساطة، وبما أن السلطة الفلسطينية ضعيفة للغاية في الوقوف في وجه حماس، فإن هناك أسباب جدية للخوف من أنه إذا تم تسليم غزة إليها، فإن الحركة القاتلة سوف تعود إلى الظهور، وبعيداً عن هشاشة حكمها، فإن للسلطة الفلسطينية دوراً كبيراً في تشجيع المقاومة، إما في رواتب المقاومين الشهيرة، أو في تعليم قتل اليهود من سن ما قبل المدرسة، أو في عدم إدانة جرائم الحرب التي ترتكبها حماس".
وفي إشارة واضحة لضرورة التخلص من أبو مازن، كما تخطط إسرائيل للتخلص من حماس، كتبت الصحيفة العبرية، أنه يتعين على النظام السياسي في إسرائيل أن يبدأ في بث هذه الرسائل الآن، لأن العالم لا ينتظر، فإذا لم نتحرك الآن فسنجد أنفسنا في زاوية سياسية في خضم المعارك، وحتى لا يحدث ذلك، يجب على وزير الخارجية إيلي كوهين والسفير في واشنطن مايك هرتسوغ ومسؤولين إسرائيليين آخرين أن يقولوا بالفعل إن هناك مشكلة خطيرة في أطروحة عودة محمود عباس إلى غزة، فيجب عليهم التأكيد على أنه من أجل تحقيق السلام الحقيقي، لا بد من تقديم حلول متعمقة للمشاكل، وعدم مضغ الصيغ التي فشلت.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
حماس تدين مشاركة السلطة الفلسطينية في العدوان الصهيوني على جنين وتعتبرها جريمة بحق شعبنا
يمانيون../ ادانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الأربعاء، مشاركة أجهزة السلطة الفلسطينية في هجوم العدو الصهيوني على مخيم جنين مؤكدها انها جريمة بحق شعبنا وتنكر لدماء الشهداء.
واستنكرت “حماس” في تصريح صحفي، بأشد العبارات تواصل نزيف الدم الفلسطيني على يد أجهزة السلطة في الضفة الغربية، والتي كان آخرها إصابة الشاب محمد شادي الصباغ من مخيم جنين، إلى جانب محاصرة مستشفى الرازي وملاحقة المقاومين، واعتقال المصابين، في سلوك يتجاوز كل الخطوط الحمراء والأخلاق الوطنية.
وشددت على أن مشاهد محاصرة المستشفى وإطلاق النار داخله وملاحقة المطاردين للاحتلال الإسرائيلي من قبل أجهزة السلطة، سلوكيات خارجة عن الصف الوطني، وجريمة بحق أبناء شعبنا وتنكر لدماء الشهداء.
وأوضحت أن تزامن هذه الانتهاكات الخطيرة مع عدوان الاحتلال على جنين، لا يدع مجالا للشك في أن التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال وصل إلى مستويات كارثية، وهو نهج مرفوض من كافة مكونات شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة.
ودعت “حماس” كافة الفصائل والشخصيات الوطنية والمجتمعية في الضفة الغربية إلى الخروج بكل قوة من أجل وضع حد لتجاوزات السلطة الخطيرة، ومواجهة عدوان الاحتلال واستهدافه للمقاومين في جنين، عبر تصعيد الاشتباك في كافة نقاط التماس وعند الحواجز العسكرية والمستوطنات بالضفة.
كما دعت لتنسيق الجهود الوطنية لمجابهة استهداف المقاومين، وتوسع عدوان الاحتلال في الضفة الغربية، والنهوض بالعمل المقاوم لتدفيع المحتل ثمن استمرار جرائمه وتصاعدها بشكل غير مسبوق.