أستاذ علوم سياسية يوضح هدف إسرائيل من حربها على غزة
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الاجتياح البري الشامل والكامل لقطاع غزة صعب جدًا على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتعرض لحرب إبادة حقيقية وشاملة.
وأوضح حسن سلامة، خلال لقائه مع الإعلامي إبراهيم عثمان، مقدم برنامج «مساحة حرة»، المذاع عبر فضائية «الحدث اليوم»، أن العملية العسكرية في قطاع غزة تتجاوز فكرة الرد الانتقامي أو تحرير الرهائن، لافتًا إلى أن المجتمع الغربي ينحاز بشكل أعمى لإسرائيل.
وأضاف سلامة، أن الرئيس الأمريكي جو بادين، ورئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي قاموا بزيارة إسرائيل دعمًا لقوات الاحتلال، خلاف إرسال أمريكا لإسرائيل القوات الخاصة وحاملات الطائرات، وهذا زاد من غطرسة القوة الإسرائيلية في قطاع غزة.
الردع الإسرائيلي سقط في السابع من أكتوبروتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الردع الإسرائيلي سقط في السابع من أكتوبر على يد المقاومة الفلسطينية في عملية «طوفان الأقصى»، مشيرًا إلى أن الإعلام الغربي ينشر الرواية الإسرائيلية وهذا يعكس الانحياز الشديد لإسرائيل في الغرب.
وأكد سلامة أن إسرائيل لا تستهدف تدمير حماس أو البنية الأساسية لحماس ولكن الهدف الحقيقي تصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى دول الجوار لاستكمال المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، لأن المستوطنين لن يعودوا إلى أماكنهم مرة أخرى، طالما تواجد الخطر في قطاع غزة.
وشدد على أن الكيان الصهيوني الذي زرع في منطقة الشرق الأوسط لا يقتصر على 10 ملايين إسرائيلي المتواجدين داخل إسرائيل، ولكن لهم امتدادات في مناطق تأثير القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
دعم اليهود لبايدن في الانتخاباتوتحدث حسن سلامة، بأن الرئيس الأمريكي جو بادين مقبل على مرحلة جديدة من الانتخابات، ومن المعروف أن اليهود داعمين بصورة كبيرة للمرشح الديمقراطي، ولذلك يدعم الرئيس بايدن إسرائيل بصورة كبيرة، لكي ينجح في ولاية جديدة.
ونوّه سلامة، أن هناك انقساما كبيرا في الرأي العام الأمريكي حول الدعم المقدم لإسرائيل، حيث أظهرت استطلاعات الرأي عدم تأييد الشباب لسياسة بايدن الموالية بقوة للاحتلال الإسرائيلي.
واختتم الدكتور حسن سلامة، أن إسرائيل تهدف من الضغط على قطاع غزة تجهير الشعب الفلسطيني إلى دول الجوار، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية، ولذلك أكد الرئيس السيسي على أن مصر دولة قوية لا يمكن أن تُمس.
اقرأ أيضاًالمدعي العام لـ«الجنائية الدولية»: بذلت كل جهدي لدخول غزة لكن لم أتمكن من ذلك
بسبب الأوبئة.. كارثة صحية تهدد غزة (فيديو)
سمير فرج: الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع اجتياح غزة بريا لهذا السبب | فيديو
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة اسرائيل غزة غزة تحت القصف قصف إسرائيلي قصف غزة حرب غزة غلاف غزة غزة الان القصف على غزة غزة مباشر الحرب على غزة صواريخ غزة إسرائيل وفلسطين غزة الآن أخبار غزة غارات اسرائيلية على غزة المقاومة في غزة حرب إسرائيل صواريخ غزة على اسرائيل اخبار غزة تصاعد القصف على غزة الحرب البرية على غزة قصف إسرائيلي على قطاع غزة قصف اسرائيلي على غزة الحرب الإسرائيلية على غزة فی قطاع غزة حسن سلامة
إقرأ أيضاً:
ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
خطا الرئيس السوري أحمد الشرع ثلاث خطوات مُهمة نحو إعادة توحيد سوريا، ومواجهة مشاريع تقسيمها. الأولى، إفشال التمرد المُسلّح الذي قادته خلايا النظام المخلوع في مناطق الساحل بهدف إسقاط الدولة الجديدة وإشعال حرب أهلية. والثانية، إبرام اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمجها في الدولة الجديدة، والثالثة، الاتفاق مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء الجنوبية على دمجها الكامل في مؤسسات الدولة.
مع ذلك، تبقى مُعضلة الجنوب السوري إشكالية ضاغطة على سوريا؛ بسبب التحركات التي بدأتها إسرائيل منذ الإطاحة بنظام الأسد واحتلالها أجزاء جديدة من الأراضي السورية ومحاولتها تأليب دروز الجنوب على إدارة الرئيس الشرع.
على الرغم من أن إسرائيل سعت في البداية إلى تسويق تحرّكاتها العدوانية في سوريا في إطار مواجهة مخاطر أمنية مزعومة تُهددها، فإن النهج الإسرائيلي أصبح بعد ذلك أكثر وضوحًا، خصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 23 فبراير/ شباط الماضي عن نوايا إسرائيل الإستراتيجية في سوريا. وتتضمن هذه النوايا تحقيق أربعة أهداف متوسطة وبعيدة المدى.
أولًا، تكريس احتلال المنطقة العازلة في الجولان وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية كأمر واقع من خلال ربط التواجد الإسرائيلي فيهما بالتهديدات المزعومة بعيدة المدى التي تواجه إسرائيل من سوريا، وليس القريبة المدى. وبالنظر إلى أن المناطق المُحتلة الجديدة ليست كبيرة من حيث الحجم، فإن إسرائيل قادرة على الاحتفاظ بها، إما بهدف ضمها لها بشكل نهائي، أو بهدف تعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مُحتملة مع النظام الجديد في سوريا.
ثانيًا، محاولة إحداث شرخ كبير بين الدروز في جنوب سوريا والإدارة الجديدة كبوابة لتأسيس كيان درزي كمنطقة عازلة بينها وبين سوريا. ولا تقتصر وسائل إسرائيل بهذا الخصوص على تشجيع النزعة الانفصالية بين الدروز، وتقديم نفسها كحامٍ لهم، بل تشمل كذلك طرح مطلب تحويل جنوب سوريا إلى منطقة منزوعة السلاح وعدم انتشار الجيش السوري الجديد فيها، فضلًا عن اعتزام السماح للدروز بالعمل داخل إسرائيل.
ثالثًا، تدمير ما تبقى من الأصول العسكرية التي أصبحت ملكًا للدولة السورية بعد الإطاحة بنظام الأسد من أجل إضعاف القدرات العسكرية لهذه الدولة، وتقويض قدرتها على امتلاك عناصر القوة لبسط سيطرتها على كافة أراضيها وللتعامل مع التحديات الأمنية الداخلية التي تواجهها، خصوصًا مع الأطراف: (قسد، خلايا النظام في الساحل، والتشكيلات المسلحة في الجنوب). وتندرج هذه الإستراتيجية ضمن أهداف إسرائيل في تشجيع النزعات الانفصالية على الأطراف لإضعاف السلطة المركزية في دمشق.
رابعًا، تقويض قدرة تركيا على الاستفادة من التحول السوري لتعزيز دورها في سوريا، وفي المنافسة الجيوسياسية مع إسرائيل في الشرق الأوسط. ولهذه الغاية، تعمل إسرائيل على مسارات مُتعددة، ليس فقط محاولة إيجاد موطئ قدم لها بين الدروز في الجنوب، بل أيضًا شيطنة الإدارة السورية الجديدة للتأثير على القبول الدولي بها، والضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم الاعتراف بالرئيس الشرع، وإبقاء العقوبات على سوريا كسيف مُصلت عليها لتحقيق مصالح إسرائيل، والضغط كذلك على واشنطن لإقناعها بالحاجة إلى بقاء الوجود العسكري الروسي في سوريا كضرورة لمواجهة نفوذ تركيا.
حتى في الوقت الذي يبدو فيه تقسيم سوريا أو فَدْرلتها أو تحويل الجنوب إلى منطقة منزوعة السلاح (عدم وجود الجيش السوري فيها)، غير مُمكن وغير واقعي، فإنه من المرجح أن تحتفظ إسرائيل باحتلال المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية لفترة طويلة.
كما ستسعى لاستثمار الفترة الطويلة التي ستستغرقها عملية بناء الدولة الجديدة ومؤسساتها العسكرية والأمنية من أجل مواصلة شن ضربات على امتداد الأراضي السورية؛ بذريعة مواجهة تهديدات مُحتملة، أو خطر وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات تُشكل تهديدًا لإسرائيل.
إن هذا النهج الإسرائيلي المُحتمل ينطوي على مخاطر كبيرة على سوريا وإدارتها الجديدة، لأنه سيُقوض من قدرتها على تحقيق استقرار داخلي كامل وبناء مؤسسة عسكرية قوية. ولا تبدو احتمالية الدخول في حرب مع إسرائيل واردة على الإطلاق على جدول أعمال الرئيس الشرع، خصوصًا في هذه المرحلة التي تفرض عليه تركيز أولوياته على إنجاح المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة، وبناء علاقات جيدة مع الغرب من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا وإطلاق عملية إعادة الإعمار.
لقد شدد الشرع في القمة العربية الطارئة، التي عُقدت في القاهرة، على ضرورة العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي الجديدة التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد. ويعمل الشرع على ثلاثة سياقات لمواجهة التحدي الإسرائيلي.
التأكيد على التزامه باتفاقية فض الاشتباك لإظهار رغبته في تجنب أي صدام عسكري مع إسرائيل.
تقويض قدرة إسرائيل على استثمار الانقسامات الطائفية والمجتمعية والعرقية في سوريا من خلال السعي لدمج الحالات على الأطراف: (الشمال الشرقي، الساحل، الجنوب) في الدولة الجديدة.
تعزيز القبول الدولي به لإقناع القوى الفاعلة في المجتمعين: الإقليمي والدولي بالضغط على إسرائيل للحد من اندفاعتها في سوريا، والعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في الجنوب قبل سقوط نظام بشار الأسد.
علاوة على ذلك، يُحاول الشرع توسيع هامش المناورة لديه في مواجهة التحدي الإسرائيلي من خلال تعميق الشراكة الجديدة لسوريا مع تركيا.
على الرغم من وجود مشروع لاتفاقية دفاع مشترك بين تركيا وسوريا، فإن الشرع لا يزال متريثًا في الإقدام على هذه الخطوة لاعتبارات مُتعددة. لكنه في حال تصاعد خطر التحدي الإسرائيلي على استقرار سوريا ووحدتها، فإنه قد يلجأ إلى هذه الاتفاقية للحصول على دعم تركي في تسليح الجيش السوري الجديد، وتعزيز قدرته على مواجهة هذا التحدي.
والخلاصة أن التحدي الإسرائيلي يُوجد عقبات كبيرة أمام نجاح التحول في سوريا، لكنه يُوجد في المقابل فرصًا للشرع لبلورة إستراتيجية متكاملة للتعامل مع هذا التحدي، وتعزيز القبول الدولي به كضمان لمنع اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل في المستقبل.