جثث مجهولة ومقابر مكتظة.. ظروف استثنائية لدفن ضحايا الحرب في غزة
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة صعوبات، حتى في دفن جثث ضحايا الغارات الإسرائيلية المكثفة على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بعد الحرب التي بدأتها إسرائيل رداً على هجوم حماس الواسع ضد بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية متاخمة لغزة.
ومع تجاوز أعداد القتلى حاجز الثمانية آلاف، لجأت وزارة الصحة الفلسطينية لدفن جثث مجهولة الهوية، كما أن عدداً من الضحايا تم دفنهم في مقابر جماعية بعد اكتظاظ المقابر.
يقول عمر الديراوي: "إن هذا لم يكن المكان ولا الوقت المناسب للوداع المناسب"، حيث يحتضن عدداً من جثث أقاربه المتوفين وقد لفهم في البطانيات وأكياس الجثث.
ودفن الديراوي الذي يعمل مصوراً صحافياً في مدينة الزوايدة بوسط قطاع غزة، 32 فرداً من عائلته، الذين قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية يوم الأحد الماضي.
وقد استجاب أقارب الديراوي وأعمامه وأبناء عمومته من مدينة غزة لأوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية، ولجأوا إلى منزله، وبعد أيام، كان الديراوي يحفر خندقاً ضيقاً مقسماً بكتل من الرماد لدفنهم فيه.
وقال الديراوي عن الدفن الجماعي: "لا يوجد شيء صحيح في هذا الأمر، أنا لم أحزن حتى، لكن لم يكن لدي خيار، كانت المقبرة ممتلئة ولم يكن هناك مكان".
ويقول الفلسطينيون إن هذه الحرب لا تحرمهم من أحبائهم فحسب، بل تحرمهم أيضاً من طقوس الجنازة التي طالما وفرت للمشيّعين بعض الكرامة والخاتمة وسط حزن لا يطاق.
لقد تسببت الغارات الإسرائيلية في مقتل الكثير من الأشخاص بسرعة كبيرة لدرجة أن المستشفيات والمشارح اكتظت، ما يجعل طقوس الموت العادية مستحيلة.
هل يكفي الغزو البري لـ #غزة لحسم الحرب؟ https://t.co/hJrx0zLw9u pic.twitter.com/NbU00uYHoD
— 24.ae (@20fourMedia) October 29, 2023ولا يزال ما يقدر بنحو 1700 شخص محاصرين تحت الأنقاض، حيث أن الغارات الجوية الإسرائيلية تعرقل وتعرض عمال الدفاع المدني للخطر، وقد قُتل أحدهم خلال مهمة إنقاذ يوم الجمعة.. وفي بعض الأحيان يستغرق المسعفون أياماً لانتشال الجثث، ومع هذه المدة غالباً ما تكون الجثث منتفخة ومشوهة للغاية بحيث لا يمكن التعرف عليها.
وقالت إيناس حمدان، مسؤولة الاتصالات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة: "لدينا مئات الأشخاص الذين يُقتلون كل يوم، النظام برمته في غزة منهك".
وأجبر اكتظاظ المقابر العائلات على نبش الجثث المدفونة منذ فترة طويلة وتعميق الحفر، كما فعل بلال الحور، الأستاذ في جامعة الأقصى بغزة، الذي اضطر لدفن 25 من أفراد عائلته قتلوا يوم الجمعة، في غارات جوية دمرت منزلهم المكون من أربعة طوابق في دير البلح.
الصليب الأحمر يدعو إلى خفض التصعيد في غزة https://t.co/JBLq0Hs3zJ
— 24.ae (@20fourMedia) October 29, 2023وأجبرت المشارح المكتظة المستشفيات على دفن الأشخاص قبل أن يتمكن أقاربهم من المطالبة بهم، وقال محمد أبو سلمية، مدير عام مستشفى الشفاء، إن حفاري القبور وضعوا عشرات الجثث مجهولة الهوية جنباً إلى جنب في قبور جماعية محفورة بالجرافات في مدينة غزة، حيث يوجد الآن 63 و46 جثة على التوالي.
ولزيادة فرص التعرف على هوياتهم في حالة وفاتهم، بدأت العائلات الفلسطينية في ارتداء أساور التعريف وكتابة الأسماء بقلم التحديد على أذرع وأرجل أطفالهم.
وفي بعض الحالات، تتحلل الجثث بشكل كبير بحيث لا يمكن حتى لأقاربها التعرف عليها، وفي حالات أخرى، قد لا يتمكن أي فرد من أفراد الأسرة من البقاء على قيد الحياة للمطالبة بالموتى.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني: "كثيراً ما نجد ذلك أثناء عملنا، حتى ليلة (الخميس) فقط في مدينة غزة عندما قُتل 200 شخص، وكانت هناك أسماء وأرقام هويات مكتوبة بالحبر على جثث الأطفال".
ولا يتمكن الفلسطينيون حتى من إقامة بيوت عزاء لضحايا القصف الإسرائيلي، في ظل خطورة الوضع الميداني والقصف المستمر في قطاع غزة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
ماذا قال الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الغارات الإسرائيلية على اليمن؟
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قلقه بشأن بشأن الغارات الإسرائيلية على اليمن وإطلاق صواريخ باليستية من المليشيات الحوثية على إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام يتابع بقلق بالغ التقارير الواردة بشأن شن غارات جوية إسرائيلية في وقت سابق اليوم على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى والمناطق المحيطة بها في الحديدة ومحطات كهرباء في صنعاء في اليمن.
وفي بيان صحفي قال المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يشعر بقلق بالغ إزاء الإطلاق المتزامن لصواريخ باليستية من قبل الحوثيين باتجاه إسرائيل والتي ضربت وألحقت أضرارا جسيمة في إحدى المدارس وسط إسرائيل.
وتشير التقارير الأولية - كما ورد في البيان - إلى سقوط ضحايا مدنيين، من بينهم تسعة قتلى وثلاثة جرحى، بالإضافة إلى أضرار كبيرة لحقت بموانئ البحر الأحمر مما سيؤدي إلى الحد من قدرات الموانئ بشكل فوري وملحوظ.
وحسب البيان فإن الغارات الجوية تأتي بعد نحو عام من أعمال الحوثيين التصعيدية في البحر الأحمر والمنطقة، التي تهدد أرواح المدنيين والاستقرار الإقليمي وحرية الملاحة البحرية. ويُذكّر الأمين العام بأن على جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني واحترام وحماية المدنيين وكذلك البنى التحتية المدنية.
وقال المتحدث في بيانه إن الأمين العام لا يزال يشعر ببالغ القلق إزاء خطر المزيد من التصعيد في المنطقة، ويواصل حث الجميع على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وأضاف أن هذه الأعمال تقوض جهود الوساطة التي يقودها المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ للتوصل إلى حل سياسي للصراع في اليمن عن طريق التفاوض.
ويدعو الأمين العام مجددا للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من الموظفين المحتجزين تعسفيا من قبل الحوثيين