تأثير القمر الكامل على الإنسان|هل يتحكم البدر في أمزجتنا؟.. خبراء الفلك يوضحون
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
خبراء الفلك:
خسوف القمر ليس له تأثيرات سلبية على المواطنينالقمر في حالة البدر يسبب هياجا عصبياالإفتاء: رسول الله كان يحرص على صيام الأيام القمرية
شهد العالم أمس، خسوفا للقمر، وظهور القمر الدموي بدر شهر ربيع الآخر، وأذهلت ظاهرة خسوف القمر الناس لعدة قرون، ولقد ولد هذا الحدث الآسر العديد من الأساطير والمفاهيم الخاطئة على مر السنين، بدءًا من المعتقدات الثقافية وحتى المخاوف الصحية والغذائية المرتبطة بخسوف القمر.
ويعتقد ويأمن الكثير منذ قرون وحتي يومنا هذا بأن للقمر تأثيرات على سلوك البشر، يتداول كثيرون فرضية مفادها أن القمر حين يكون بدراً كاملاً يؤثر على عقول الناس، ويدفع بعضهم إلى الجنون، بل إن روايات كتبت وأفلاما أنتجت حول هذه الفرضية، وحول ما يمكن أن يدفع بالإنسان إلى ارتكاب العنف والأفعال الجنونية.
وكان الفيلسوف الإغريقي أرسطو يعتقد أن القمر يسبب الإصابة بالجنون والصرع، وفي ثقافات أخرى كان يعتقد أن النساء يلدن عند اكتمال القمر، وكل هذه معتقدات لا يوجد دليل علمي يثبتها، كما لا توجد أدلة تثبت وجود علاقة بين أطوار بعينها للقمر وتزايد أعمال العنف بين نزلاء السجون أو بين من يعانون من أمراض عقلية.
وحول هذا الأمر قال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، إننا شهدنا أمس مرور القمر عبر مركز ظل الأرض، حيث غطى ظل الأرض 12.2% تقريبا من سطح القمر، والخسوف الجزئي للقمر شوهد في مصر، وجاء بالتزمن مع موعد بدر شهر ربيع الآخر للعام الهجري الحالي 1445هـ.
الدكتور أشرف تادرسوأضاف تادرس، أن خسوف القمر لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر بدرا، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر (ليسقط ظل الأرض على القمر) وبناء على ذلك فإن كسوف الشمس وخسوف القمر يحدثان على فترة أسبوعين من بعضهما، وهي الفترة التي تفصل بين المحاق والبدر وبالفعل شهدت الكرة الأرضية يوم 14 أكتوبر الحالي كسوفا حلقيا للشمس لم يُرَ في مصر.
أساطير حول خسوف القمر.. هل هي حقيقية؟وأوضح أستاذ الفلك، أن ظاهرة خسوف القمر ليس لها تأثيرات سلبية على المواطنين أو الحياة على الأرض، وليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي، وأنه دائما ما يروج البعض أحاديث عن تأثير الخسوف على الإنسان، ولكن هذا الكلام غير صحيح ولا يوجد أى دليل علمي عليه.
وأكمل، أنه يمكن الاستفادة من ظاهرتي الكسوف الشمسي والخسوف القمري؛ للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث تستخدم الكسوفات الشمسية والخسوفات القمرية كضوابط للتقويم الهجرى، لأن الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس.
وأشار رئيس قسم الفلك، إلى أن القمر هو الجرم السماوي الوحيد الذي يؤثر على الأرض تأثيرا مباشرا وملحوظا نراه كل يوم في عمليتي المد والجزر، ويزداد هذا التأثير عندما يكون القمر محاقا أو بدرا أي عندما يكون القمر في اتجاه الشمس أو في الاتجاه المقابل لها بالنسبة للأرض ، وكذلك أيضا وقت ظاهرتي الكسوف والخسوف إذ يكون الشمس والقمر على خط مستقيم واحد مع الأرض .
وأكد أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وفي إطار متصل قال الدكتور محمد غريب راشد الأستاذ المتفرغ بمعمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إننا شاهدنا أمس حدوث ظاهرة الخسوف الجزئي للقمر من داخل الأراضي المصرية، كما كانت الظاهرة مشاهدة في معظم أنحاء الدول العربية.
وأشار غريب خلال لقاء خاص مع موقع “صدى البلد”، إلى أن الظواهر الفلكية لا تؤثر على الإنسان فيما عدا ظاهرة اكتمال القمر ووصوله الى مرحلة البدر.
وأوضح غريب في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أنه من المعروف أن القمر في حالة البدر يؤثر على المياه فيسبب ظاهرة المد والجزر، وأنه معروف ايضا ان جسم الانسان مغطي بالسوائل المياه، فقد لوحظ من قبل الأطباء أن في أيام البدر الكامل يعاني المرضي النفسيون في مستشفي الأمراض النفسية من حالة هياج عصبي وتقلبات عنيفة في الحالة المزاجية من النقيض إلى النقيض.
وأكمل الأستاذ المتفرغ بمعمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أنه لعلنا نقتدى بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، في المحافظة على صيام الأيام القمرية 13 و14 و15 من الشهر الهجري ايام يكون القمر بها بدرا في السماء ولا يستطيع الإنسان العادي بالعين المجردة تمييز استدارة قرص القمر بالكامل بدون أجهزة.
ولفت الدكتور محمد غريب، الى أنه لعل في صيام الأيام القمرية في كل شهر تفريغ لطاقة الإنسان وتقليل لنسبة المياه فينجينا من حالات الهياج العصبي التي لوحظ حدوثها مع اكتمال القمر ووصوله إلي مرحلة البدر.
ووفق ما ذكرت دار الإفتاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص على صيام الأيام البيض أو الأيام القمرية وهي الأيام التي تتخلل منتصف الشهر العربي وتكون تحديدا أيام «13-14-15»، وذكر في أكثر من موضع فضل صيام الأيام البيض.
صيام الأيام البيض أو الأيام القمرية وفق ما أوضحت دار الإفتاء المصرية هو مستحب وتطوعي يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه، كما ثبت مداومة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صيامها، ورغب فيها، فعن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَة ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القمر خسوف القمر القمر الدموي صلى الله علیه وسلم اکتمال القمر خسوف القمر أن القمر على صیام
إقرأ أيضاً:
اختفاء «القمر الثاني» بعد 3 أشهر من ظهوره.. ماذا يحدث في السماء؟
زيارة قصيرة للأرض نفذها الكويكب 2024 PT5، الملقب بـ«القمر الصغير» أو «القمر الثاني»، الذي شوهد لأول مرة في 7 أغسطس الماضي، عبر نظام كشف الكويكبات الذي ترعاه وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، قبل أن توشك رحلته على الانتهاء.
اختفاء القمر الثاني من السماءبحسب صحيفة «مترو» البريطانية، يقترب «القمر الثاني» الذي يبلغ حجمه حجم الحافلة حاليًا، من نهاية زيارته القريبة للأرض، حيث أنه سيختفي من السماء حتى عام 2055، بحسب ما نقله التقرير عن وكالة ناسا.
حوصر الكويكب مؤقتًا بواسطة جاذبية الأرض، وأصبح «قمرًا صغيرًا» بين 29 سبتمبر الماضي و25 نوفمبر الجاري، حيث كان هذا الحدث غير المعتاد، حديث مراقبو النجوم وعشاق الفضاء، لكن بسبب صغر حجمه وسطوعه الخافت، لم يكن الكويكب مرئيًا بالعين المجردة، ولم يتمكن معظم الناس من رؤيته لأن التلسكوبات الاحترافية فقط يمكنها اكتشافه.
ما حجم القمر الثاني؟يبعد القمر الثاني عن الأرض 3 ملايين و760 ألف كيلومتر فقط، ويبلغ طول الكويكب 2024 PT5 حوالي 37 قدمًا «بحجم حافلة»، بينما يبلغ طول القمر الصغير حوالي 11 مليونا و400 ألف قدم.
في المقابل، تكهن مسؤولو ناسا بأنه قد يكون جزءًا من قمر الأرض نفسه من تأثير قديم وجد طريقه للعودة بالصدفة البحتة.
والتقط PT5 لأول مرة من قبل علماء جامعة كومبلوتنسي بمدريد، باستخدام تلسكوب قوي ممول من وكالة ناسا، في ساذرلاند بجنوب إفريقيا، وفقًا للتقرير.
«الأقمار الصغيرة» هي أجسام سماوية مثل الكويكبات أو المذنبات التي تقوم بزيارات سريعة للأرض، بينما كشف علماء الفلك لاحقًا أن بعضها يمثل حطام فضائي صغير مثل قصاصات الأقمار الصناعية أو الصواريخ المفقودة.
ووفقًا لوكالة ناسا، رصد الكويكب 2024 PT5 لأول مرة في 7 أغسطس 2024، بواسطة تلسكوب سذرلاند بجنوب إفريقيا التابع لنظام الإنذار الأخير لتأثير الكويكبات على الأرض (ATLAS) التابع لجامعة هاواي، والذي تموله ناسا، ولا يشكل القمر الثاني خطرًا على الأرض، بحسب وكالة ناسا.