نجح الاحتلال الإسرائيلى وبامتياز فى زرع الكراهية له فى قلب كل شاب مصرى الذى اعتبر عدوانه الهمجى والبربرى على الشعب الفلسطينى أنه عدوان على كل شباب مصر وعلى كل شاب مسلم، عدوان على الإنسانية. هذا الشباب الذى كان معظم آبائه مشروعات أجنة فى أرحام أمهاتهم خلال نصر أكتوبر المجيد الذى حققه الجيش المصرى على إسرائيل بالكاد يسمع عن إسرائيل، أصبح الآن يرفض إسرائيل كليًا، ويطالب بسقوطها، ويهتف فى الميادين يسقط الاحتلال الإسرائيلى، يسقط قتلة الأطفال والنساء والشيوخ فى فلسطين الجريحة.
فى دقائق معدودة، نزل ملايين المصريين ومعظمهم من الشباب إلى كافة ميادين مصر، يفوضون الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اتخاذ ما يراه مناسبا للدفاع عن الأمن القومى المصرى فى أن تكون سيناء للمصريين فقط، وأن تكون للفلسطينين دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية.
لقد عادت الروح القومية الوطنية، وعادت سلالم نقابة الصحفيين، وهتف المصريون بكل انتماءاتهم وتوجهاتهم من مسلمين ومسيحيين، ومن يمين ووسط ويسار: "فلسطين عربية رغم أنف الصهيونية". الجميع يرفض المعايير التى يتعامل بها المجتمع الغربى مع القضية الفلسطينية، العالم يعطى قيمة لحياة الإسرائيلى أكثر من حياة الفلسطينى. كل المصريين التفوا حول الرئيس السيسى فى حديثه بوضوح ولسان مبين، وتعبير صادق بأن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل، لن يحدث.. وفى كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبدًا.
المصريون نسوا معاناتهم الاقتصادية، وأثبتوا أن الشدائد تجعلهم أشداء، مشاعرهم واحدة، وعقلهم الجمعى اتفق على رفض تذويب القضية الفلسطينية ولن يكون هناك استقرار إلا بإعادة الحقوق الفلسطينية، وإزالة العنف لا يكون إلا بإزالة أسبابه.
ليس من الضرورى أن تكون مسلمًا لتدعم الشعب الفلسطينى الذى يبيده الاحتلال الإسرائيلى كل دقيقة، عليك فقط أن تكون إنسانًا، ولكن العالم الغربى أصبح بدون إنسانية وبلا مبادئ، وأعلن انحيازه للاحتلال الإسرائيلى فى قتل المدنيين الفلسطينيين، هناك من مات بالقنابل ومن مات من نقص الغذاء ومن مات من نقص الدواء، لابد أن يفيق المجتمع الدولى من سكرته ونشوته وأن يترك للإنسانية مساحة فى قلبه، ويتعامل مع الدم الفلسطينى بأنه دم مساوٍ لدم أى إنسان آخر، وأن يتخذ قرارات عاجلة لوقف بحور الدم التى تملأ الشوارع من جانب واحد وهو الجانب الإسرائيلى، وأن يتم وقف القصف المتعمد للفلسطينيين الذى يعتبر انتهاكًا للقانون الدولى والإنسانى.
إن تخلى الدولى الكبرى عن واجباتها لن يغفره التاريخ ولن تقبله الإنسانية، ولن يولد إلا مزيدا من العنف ولن يحقق الاستقرار لإسرائيل، بل إنه سيؤدى إلى مزيد من القصف للأبرياء، ومزيد من المقاومة من الشعب الفلسطينى الذى اختار الشهادة على ترك وطنه، ولن ينعم العالم بالهدوء والسكنية إلا بوجود دولة فلسطين المستقلة، فإن مات شهيد فلسطيني فهناك من يولدون غيره ويختارون الشهادة إلى أن يتحقق لهم النصر الذى يرونه قريبا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن عدوان على الإنسانية الاحتلال الإسرائيلى شاب مصرى عبدالفتاح السيسى أن تکون
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يلتقي نظيره الفلسطينى والوفد المرافق له
استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، الدكتور محمد مصطفي، رئيس وزراء دولة فلسطين، وزير الخارجية، بمقر مجلس الوزراء، للتباحث حول الأوضاع الحالية في قطاع غزة، حيث حضر من الجانب المصري الدكتورة رانيا المشاط، وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، ومن الجانب الفلسطيني، زياد هب الريح، وزير الداخلية، والدكتور وائل زقوت، وزير التخطيط والتعاون الدولي، والدكتورة سماح حمد، وزير التنمية الاجتماعية، والسفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين لدي جمهورية مصر العربية.
و أكد رئيس الوزراء دعم مصر الثابت للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولاسيما حقه في تقرير المصير واستقلال دولته على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما شدد رئيس الوزراء، على موقف مصر الذي أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بشأن رفض أي مقترح يتضمن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه في قطاع غزة.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي، أن مصر لديها عزم أكيد على التعاون مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين لإعادة إعمار قطاع غزة، وتحقيق المصلحة الفلسطينية تمهيداً لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة بما يدعم جهود إنشاء الدولة الفلسطينية.
ومن جانبه، أعرب الدكتور محمد مصطفي، رئيس الوزراء الفلسطيني، عن تقديره لما قدمته مصر على مدى عقود للقضية الفلسطينية، وكذا ما تم تقديمه من دعم إنساني منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني، اتفاقه مع ما طرحه رئيس الوزراء بشأن رفض مخطط التهجير للشعب الفلسطيني، وأهمية العمل على إعادة إعمار القطاع.
كما أعرب الدكتور محمد مصطفي، عن تقديره لما أعلنه فخامة السيد رئيس الجمهورية من دعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومُعرباً أيضاً عن تقديره للدعم الدولي .
كما تناول الجهود التي تقوم بها السلطة الفلسطينية لتقييم حجم الدمار الناتج عن الحرب في قطاع غزة واحتياجات إعادة الإعمار وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني، وذلك بالتنسيق مع عدة مؤسسات دولية.
كما أكد أن الحكومة الفلسطينية ستتعاون مع وكالة الأونروا من أجل إعادة تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأكد الدكتور مصطفي مدبولي أن مصر سوف تقوم بتسخير إمكاناتها من أجل إعادة إعمار قطاع غزة بناء على توجيهات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مشيراً إلى إمكانات الشركات المصرية وقدرتها على المساهمة في إعادة الإعمار.
وفي ختام اللقاء، تم التوافق على استمرار التواصل بين الجانبين من أجل متابعة جهود إعادة الإعمار في قطاع غزة