اهتمام عالمي بالنمذجة المتطورة وتوظيف الذكاء الاصطناعي في البرامج الاحصائية
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
ناقش عدد من المشاركين في جلسات مؤتمر تبادل البيانات الإحصائية والوصفية «SDMX» في اليوم الأول ، الاهتمام العالمي الكبير بالنمذجة المتطورة وتوظيف الذكاء الاصطناعي في البرامج الاحصائية.
وقال المشاركون خلال أولى جلسات المؤتمر الذي يقام لأول مرة في المنطقة ويستمر على مدار خمسة أيام في مملكة البحرين، إن هذا المؤتمر يهدف إلى بناء القدرات الإحصائية من خلال استقطاب الإحصائيين والخبراء والمحترفين في مجال البيانات، موضحين أهمية التعرف على آخر التطورات الدولية، والمساهمة في دعم عملية تبادل البيانات الإحصائية الوطنية.
وفي جلسة التقنيات والتكنولوجيات الجديدة لتبادل البيانات الإحصائية والبيانات الوصفية (SDMX) برئاسة السيد ماركو ماريني، من صندوق النقد الدولين تحدث جيف دانفورث من صندوق النقد الدولي، وإيليا جوريليك من EPAM، حول أهمية النمذجة واستكشاف طرق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي الذي يرتبط ارتباطا كبيرا بتحليل الانظمة.
وأوضح المشاركون كيفية الاستحواذ على البيانات من خلال التمكن من أدوات التمكين الرقمي، والتي تستوجب استبعاد التطبيقات التقليدية، واستخدام الآلات والتفاعل معها وخصوصا في دول مجلس التعاون الخليجي. كما تحدث المشاركون عن التقنيات المعتمدة في بعض البلدان، مستعرضين مؤشرات نجاح كثيرة، والتي صاحبت استعراض بعض التقنيات والمبادرات في هذا المجال.
وقال المشاركون وجود تقنية متطورة توفر برنامج حي ويتم فيه تجميع المعلومات وتطويرها واحداث تفاعلات بينها تؤدي إلى إحداث بيانات مجدولة ومبنية بناءا صحيحا وعلميا، فالحديث هنا يختص بتصميم برمجي متطور جدا يتعلق بمعلومات وصفية واحصائية تستفيد منها جميع اللغات وهو تحول هام يتطلب خطوات من التغذية الاسترجاعية للمعلومات والنمذجة، وهناك امثلة كثيرة يمكن الاطلاع عليها وتطبيقها بما يوظف الذكاء الاصطناعي، فكلما كان المستخدمون أكثر ستكون النتائج أفضل.
وفيما يتعلق بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تصور SDMX، أكدت الدكتورة منيرة سالم البوعينين من جامعة البحرين أهمية بناء الجسور بين الذكاء الاصطناعي والنظام الاحصائي، فهي عملية خوارزمية توظف الآلات لتأخذ دور البشر، وتساعد في فهم الأسباب التي تدعوا لفهم البيانات.
وأضافت الدكتورة البوعينين أن «المعلومات الاحصائية تتم بجودة عالية، وتؤدي إلى وجود معلومات دقيقة تسهم في التقليل من المشاكل، وتتيح فرصة التركيز على المنجزات على الرغم من التحديات الموجودة مثل تعقيدات الدخول لهذه البيانات وتحليلها، وتصنيفها، فهي تقنيات معقدة تقلل من وقت انجاز الأعمال وتسهلها، حيث ان لإتمام هذه العملية ثمة حاجة إلى توفير مهارات معرفية مطلوبة، فهناك حاجة إلى تقوية الجهود وتحسين طرق جمع المعلومات، مع استخدام الرسوم المعرفية».
وبينت الدكتورة البوعينين أهمية الأتمتة، ووجود الآليات وتحقيق التطوير في هذا المجال، وهو أمر اهتمت به جامعة البحرين من خلال توفيرها لمنصة مفتوحة للطلاب تتعلق بهذا النظام لاستخدامها والتعامل معها، لافته إلى أن توظيف الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى وجود معلومات ممتازة.
أما السيد إيف جاك، رئيس من منظمة اليونسيف، قائد المعلومات العلمية وحلول المعلومات، فتحدث عن تكييف البيانات ليتمكنوا من استخدامها في اليونسيف، مبينا وجود عملية كبيرة من إدارة معلومات وبيانات ضخمة تقدر ب٦٠٠ مجموعة معلوماتية مشيرا الى ان اليونسيف اهتمت في التعامل مع المعلومات والتسجيل عبر المنصة الاحصائية.
وقال السيد جاك «ثمة معلومات مهمة ترتبط بالمستخدمين، وثمة إنتاج لبيانات وإيجاد حلول تسهل عملية البناء، وفق أحدث التقنيات، والتي تضمن مراقبة مستمرة لحركة العمل على شبكة الانترنت، فالحديث دائما عن إيجاد معلومات وصفية تحقق استدامة التوظيف وتضمن الاستفادة والبناء عليها، فما يحدث هو تتبع للمسارات المعلوماتية وتبادلها والاستفادة منها، والتي تمكن من إدارة الأزمات ومواجهة المخاطر».
وحول محور الاستفادة من شهادات LLM مفتوحة المصدر لتسهيل الوصول إلى الإحصاءات الرسمية واكتشافها تحدث السيد أليساندرو بينيديتي، من شركة Sease Ltd، حول تطبيقات البحث والمصادر المفتوحة من خلال قيادة التقنيات، مبينا وجود نماذج متعددة للتعليم والربط بين النظم الاحصائية والمنصات الالكترونية، مضيفا إن «الأمر كله يرتبط بقوة البنية التحتية، والتي تتطلب التدريب على التعامل مع معلومات الانترنت، فهناك تقنيات متطورة،حيث بدأت الشركة منذ نوفمبر عام ٢٠٢٢ في التكيف مع التقنيات الحديثة أمام الكم الهائل من النموذج اللغوي».
وبين السيد أليساندرو أهمية تفكيك الشفرات والترجمات وغيرها، مستعرضا أوجه عمل الشركة مع البرمجيات المفتوحة المصدر وما تحققه من أهداف وأعمال ونتائج تتعلق ببيانات معرفية وإيجاد لغة برمجية تجمع الجميع اعتمادا على الذكاء الاصطناعي والتوسع فيه والاثراء حوله، والتعامل الأمثل مع تدفق البيانات بما يحقق أفضل النتائج.
وعن دمج دلالات SDMX في نظام بيئي مفتوح وكبير للرسوم البيانية المعرفية للبيانات تحدث السيد جيهانجير أمجد من Google Data Commons، ولويس جيراردو غونزاليس موراليس، من شعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة (UNSD) حول أهمية التعامل الأمثل مع المعلومات المتاحة، واستخدام التقنيات لتحليلها فهو الأمر الذي يحدث الفارق مستعرضين الخرائط وكيفية استخدام وكالة الفضاء الدولية ناسا لها.
وقال السيدان جيهانجير و موراليس إن «خرائط جوجل تتغير وتتحدث باستمرار ويمكن استخدامها من الجميع فهي غير مخصصة للمهندسين أو المتخصصين فقط، مشيرين الى إن رسالتهم كعاملين في هذا الحقل هي تقديم الدعم لاستخدام البيانات الموجودة على هذه المنصات والاستفادة منها في مجالات مختلفة مثل التغير المناخي، مستعرضين أدواتهم المرئية وكيفية الوصول لمحركات البحث على منصاتهم.
وبينا وجود منصات الكترونية منذ أكثر من عشر سنوات، يتم فيها تجميع البيانات وربطها ببعض بحيث يمكن بناء العمليات، مستعرضين بيانات الامم المتحدة وعلاقتها بمبادرة تبادل البيانات الاحصائية والوصفية، في ظل وجود قاعدة بيانات عالمية، جاءت كنتاج لجهود مشتركة من دول مختلفة، موضحين وجود أكثر من ٢٠٠ مؤشر للمعلومات الاصلية ولتبادل البيانات ومشاركتها حيث جميعها تعتبر بناءا على كيان معرفي متقدم استخدم الادوات القياسية، وحقق أسس النمذجة الصحيحة.
وفي الجلسة الثانية التي اختصت بالابتكار في تصور SDMX برئاسة السيد إريك أنفار، من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، تحدث دانييل أوليفوتي، وإيف جاك، من اليونيسف عن الاستفادة من SDMX لإنشاء تجربة مخصصة لمستهلكي البيانات ، ثم تحدثت بيانكا ليجاني،من بنك التسويات الدولية، وماثيو نيلسون، ريجنولوجي حول إضفاء الطابع الديمقراطي على البيانات، وكيفية تمكين المستخدمين من خلال موصلات SDMX الجديدة والحالية.
بعد ذلك تحدث السيد ديفيد باراكلوف، من منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، وروث بوزويلو مارتينيز، تم التطرق خلال الجلسة الى نظام SDMX للتمكين الجغرافي مع ArcGIS.
كما تم استعراض ابتكار SDMX: وتعزيز قيمة البيانات للسيدة تاويساب سريكوان من المكتب الإحصائي الوطني في تايلاند.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الذکاء الاصطناعی الاستفادة من من خلال
إقرأ أيضاً:
من الوكلاء إلى الهلوسات.. هكذا تطور الذكاء الاصطناعي في 2024
شهد عام 2024 تطورات بارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في نماذج اللغة التي أصبحت أكثر دقة وكفاءة؛ فمن النماذج الصغيرة ذات القدرات المذهلة إلى معالجة الهلوسات وصولاً إلى ظهور وكلاء الذكاء الاصطناعي، يبرز هذا العام بوصفه نقطة تحول كبيرة في هذا المجال.
النماذج الصغيرةعلى الرغم من أن نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) مثل ChatGPT تعتمد على مئات المليارات من المقاييس لتقديم أداء شبيه بالبشر، فإن عام 2024 شهد طفرة في النماذج الصغيرة، التي تتمتع بكفاءة أكبر وموارد أقل.
هذه النماذج، مثل Phi-3 وPhi-4 من مايكروسوفت وLlama-3.2 من ميتا، تُعد أدوات مرنة يمكن تكييفها بسهولة لأداء مهام محددة، مثل التلخيص أو التحقق من الحقائق.
بالإضافة إلى ذلك، فإنها تستهلك طاقة أقل وتعمل على أنظمة حاسوبية أقل تكلفة، مما يجعلها خياراً مثالياً للمؤسسات ذات الموارد المحدودة.
ما يميز هذا العام أيضاً هو التفاعل المتسارع بين النماذج الكبيرة والصغيرة، حيث تسهم الأولى في تقديم ابتكارات تُستخدم لتحسين الثانية، مما يُنتج أنظمة هجينة أكثر قوة.
على صعيد متصل، أشار تقرير في موقع Fast Company إلى أن إتاحة هذه النماذج على نطاق واسع فتح المجال لتطبيقات متنوعة، لكنها جاءت بمخاطر جديدة، لا سيما خلال عام شهد انتخابات حاسمة في العديد من الدول.
واستخدمت بعض الأطراف نماذج الذكاء الاصطناعي في حملات تضليل واسعة، مثل مكالمات روبوتية مزيفة تقلد صوت الرئيس الأمريكي جو بايدن لحث الناخبين على عدم التصويت، كما تم إنتاج فيديوهات وميمات خادعة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ورغم جهود شركات مثل OpenAI لإيقاف هذه العمليات، فإن التأثير الحقيقي لهذا النوع من التضليل على الرأي العام لا يزال غير واضح، ما دفع العديد من الولايات الأمريكية إلى إصدار قوانين جديدة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية، مما يعكس القلق العالمي من تداعيات هذه التكنولوجيا.
التحدي الأكبر: الهلوساترغم تقدم نماذج اللغة، لا تزال "الهلوسات" تمثل تحدياً كبيراً، حيث تقدم النماذج أحياناً مخرجات خاطئة بثقة زائفة، مثل وصفات تنظيف خطيرة أو نصائح قانونية غير دقيقة.
ولحل هذه المشكلة، طورت الشركات تقنيات مثل "إطارات الحماية"، التي تراقب المدخلات والمخرجات في الوقت الفعلي لضمان الدقة.
ومع ذلك، أكدت الأبحاث أن هذه الهلوسات قد تكون جزءاً لا مفر منه في نماذج الذكاء الاصطناعي، بسبب محدودية مواردها الحاسوبية والمعلوماتية، تماماً كما يخطئ البشر.
شهد عام 2024 بروز "وكلاء الذكاء الاصطناعي"، وهي نماذج تتمتع بقدرات تنفيذية مستقلة، حيث تتجاوز وظائف روبوتات المحادثة التقليدية لتتمكن من استخدام أدوات خارجية وأداء مهام معقدة، حيث يمكن لوكيل ذكاء اصطناعي تخطيط جدول سفر كامل، بدءاً من حجز الرحلات إلى ترتيب الإقامة وتنظيم الفعاليات.
ورغم أن هذه التكنولوجيا لا تزال في مراحلها الأولى، فإن التوقعات تشير إلى أن 82% من المؤسسات ستتبنى وكلاء الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع توقعات باستخدام أوسع في 2025.
وعليه، فقد كشف عام 2024 عن الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي، لكنه أظهر أيضاً الحاجة إلى توازن دقيق بين الابتكار والمسؤولية. ومع اقتراب دخولنا عام 2025، يبقى التحدي الأكبر هو توجيه هذه التقنية نحو تحسين حياة البشر مع الحد من مخاطر إساءة استخدامها.