بوابة الوفد:
2024-11-05@04:49:33 GMT

الشعر والحياة

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

الشعر يكتبنى جَمْرا فأتّقدُ. حينما كنت فى الابتدائية، كنت أذهب مع أبى رحمه الله إلى مجلس الخلوتية الصوفى وكان المُنْشِدون ينشدون أشعارًا أعجبتنى لجمالها وحلاوة أصواتهم. انضممتُ إليهم واحدًا من الجوقة أولا ثمّ غدوتُ منشدًا. كان الناس يهيمون على صوت المنشدين وكنت أرقبُ هذا الوجْد الذى يتخللهم وكأن بهم مَسًّا من سحر، عرفتُ أن هذى الحالة «جَذْبة» فازوا بها، وعندما ينشد المنشد:

«سلَبتْ ليلى منى العقلَ/ قلت: يا ليلى ارْحمى القَتْلى

كان النّاس يتحولون إلى طيور بيضاء تهيم فى الفضاء.

وكنت أتخيّلهم كائنات تحلّق فى فضاء الله. حفظتُ صغيرًا من المنشدين الكبار ديوان ابن الفارض، و ديوان عبد الرحيم البرعي، وبعض أشعار ابن عربى والحلاّج والشيرازى دون أن أرى دواوينهم. ولأنّه على المنشد أن يغدو ملحنا لهذه القصائد على إيقاع الذّكر، لم يكن الأمر سهلا، لكن ألفيتُ نفسى أحفظ وإن نسيت أكملُ من عندى حتّى لا يختل الإيقاع. فأنا مدين لأبى وكان شاعرًا عموديًا، ولأخى محمود وكان شاعرًا أيضا ولهذه الأجواء الصوفية التى جعلتنى أكتب شعرًا فى ليلى المحبوبة وعن الكأس والخمر التى شرب منها ابن الفارض قبل الخلق فسكر بها على حد قوله:

«شربنا على ذكر الحبيب مُدامةً/ سكرْنا بها من قبل أن يُخلق الكرْمُ»

من هنا جاءت بداية شعري، وعندما كنا نذهب لمزارعنا كان الشعراء الجوّالون يمرّون علينا ليحكوا السّيرة الهلالية ويتجمّع الناس حولهم فى حلقات وكان شاعر الرباب يحرّك وجدانهم فيتفاعلوا مع أبو زيد الهلالى أو الزناتى خليفة فى تونس الخضراء:

«صرخ الزناتى وقال آخْ/       يا تونسْ تعبتِ معايا

ما فضلشْ ولا خِل ولا آخْ/      فى الحرب يسندْ ورايا»

وتتعالى صيحات الجمهور يطالبون أن يردّد من جديد وكلٌّ يبكى وينحب وجيعته.

كانت النّساء يجتمعن فى الأفراح والأحزان يرثين المتوفَّى «بالعديد» فى مشهد لا أنساه ما حييت، وقد التحفن بالعباءات والملاءات السّوداء نائحات:

«كنتْ فين ْيا وعدْ يا مقدرْ/ كنت فى خزانةْ وبابها مصدّرْ

قبْر مِينْ إلّى البقرْ داسُهْ/ قبر الحبيب إلّى هجَرْ ناسُه»

كنّ يرددن هذه الأبيات فى نظام عجيب وأنا أرى الحزن فى قلوبهن وعيونهن فتتحول الجنازة إلى غناء أسطورى جمْعى حزين... بين هذا وذاك... بدأ الشّعر يكتبني

خاتمة الكلام

كم قلتُ إنى اعتزلتُ الشعر، معذرةً/

الحبُّ يكتبنى شعرا، فأتّقدُ.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشعر والحياة الشعر الم ن ش دون سحر

إقرأ أيضاً:

ديوان ممثل الحاكم بمنطقة الظفرة يحتفل بـيوم العلم

 احتفل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة بـ"يوم العلم"، وذلك بمقره في مدينة زايد بمنطقة الظفرة.

ورفع ناصر محمد مطر المنصوري، وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، علم الدولة على السارية، وسط حضور عدد من المديرين وموظفي الديوان.
وعبر المشاركون في الاحتفال عن فخرهم واعتزازهم بـ "يوم العلم"، معتبرين إياه رمزاً لوحدة الوطن وعزته وأكدوا أن علم الإمارات يجسد مسيرة الإنجازات الوطنية ويعبر عن مكانة الدولة بين الأمم مشيرين إلى أن الاحتفاء بيوم العلم تجسيد للولاء وواجب وطني يعزز قيم الانتماء.
وقدم الحضور التهاني للقيادة الرشيدة بمناسبة يوم العلم، مؤكدين تقديرهم للإنجازات التي حققتها الإمارات في شتى المجالات وتطورات حضارية عززت مكانتها بين الدول والتي تسهم في رفعة الوطن وتقدمه.
 

#الإمارات تحتفل بـ #يوم_العلم.. مسيرة وطن بدأ من الصحراء ووصل الفضاء#يوم_العلم_الإماراتيhttps://t.co/RYOewTdxdQ pic.twitter.com/E0HTYmpVCz

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 1, 2024

مقالات مشابهة

  • ترامب: لم أعترف بالهزيمة وكان يجب ألا أغادر البيت الأبيض
  • ديوان ممثل الحاكم بمنطقة الظفرة يحتفل بـ«يوم العَلَم»
  • إعلام عبري: المعتقل الرئيسي بقضية التسريبات نشر بيانات باسم ديوان نتنياهو
  • ديوان ممثل الحاكم بمنطقة الظفرة يحتفل بـيوم العلم
  • مديرة صندوق النقد الدولي: شرفت بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وكان اللقاء مثمرا وملهما
  • إيرادات الأفلام.. ليلى علوي تنتصر على الجميع وصدمة عز وبيومي فؤاد
  • ليلى عدنان بطلة مسلسل الكبير أوي تنشر صورة لطفلتها
  • كومبارسيتا.. ديوان المفارقات الجريئة وسرديات غزة
  • ضبط مواد متفجرة بالقرب من ديوان الهيئة العامة للأراضي بكريتر
  • إيرادات الأفلام.. ليلى علوى تخطف فرحة هشام ماجد وخيبة آمل بيومى فؤاد