نموذج فلوجي في مخطط اجتياح غزة.. قراءة أمريكية تحلل تطورات حرب إسرائيل وحماس
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
شفق نيوز/ سلط تقرير أمريكي، الضوء على الاستعدادات الإسرائيلية للحملة البرية المرجحة على قطاع غزة لـ"سحق وتدمير" حركة حماس، مشيراً إلى تساؤلات عدة حول كيفية استعداد حماس لمواجهة هذا الغزو، وما إذا كانت إسرائيل مستعدة لما يمكن أن يكون معركة طويلة الأمد، والوقوع في مخاطرة تكرار نسخة من التجربة الأمريكية خلال غزو العراق.
وأشار موقع "فلاغر لايف" الأمريكي، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى عملية "الرصاص المسكوب" التي استمرت 3 أسابيع ما بين كانون الأول/ديسمبر 2008 إلى كانون الثاني/ يناير 2009، والتي أوقعت مئات القتلى في صفوف الفلسطينيين، و13 من الجنود الإسرائيليين على الأقل.
لكن بعد عملية 7 اكتوبر/تشرين الاول التي شنتها حماس، وثم تكثيف اسرائيل غاراتها الجوية على غزة، فإن المجتمع الدولي يتوقع حدوث غزو بري، لكن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما اعتبر أن أي عملية برية اسرائيلية يمكن ان تكون "نتائجها عكسية" في حال لم تتوفر الحماية الكافية للمدنيين.
ورأى التقرير الأمريكي، أن "الاشتباك، سيكون كبيراً، ومن المتوقع أن يجري في مناطق حضرية بشكل مشابه للمعارك الاخرى التي دارت على مدار الـ20 سنة الماضية في مناطق اخرى من الشرق الاوسط ضد المسلحين العراقيين وتنظيم داعش، وبالتالي يختلف تماماً عن المواجهات المحدودة التي حاولت إسرائيل خوضها في غزة حتى الآن.
وبحسب التقرير، فإن العمليات القتالية داخل البيئات الحضرية المكتظة بالسكان، تعتبر من بين أكثر العمليات تعقيدا بالنسبة للمخططين العسكريين والقوات، وذلك لاسباب عدة، من بينها المساحة المادية مكثفة، وتتواجد هياكل فوق الأرض أو شبكات تحت الارض تؤمن بيئات واسعة للمقاتلين من اجل شن هجمات، ان تتمكن من الاختباء فيها والتحرك من دون أن يتم اكتشافها.
وبالاضافة الى ذلك، هناك ممرات ضيقة مثل الازقة او الطرقات التي يتحتم على الوحدات العسكرية المهاجمة المرور من خلالها. وبحسب التقرير، فانه توجد ايضا أعداد كبيرة من المدنيين غير المقاتلين، وهو ما يعني انه يمكن لهذه العوامل ان تؤدي الى تعقيد قدرة حتى افضل الجنود تدريبا على تحقيق اهدافها، وفقاً للتقرير.
مصير "حماس"
وتابع التقرير الأمريكي: "رغم أن إسرائيل تقول إنها قتلت اكثر من 1500 مقاتل خلال هجمات 7 اكتوبر/تشرين الاول وفي الايام التي تلتها مباشرة، إلا أن تقديراتها تشير إلى إن حماس ربما يكون لديها عشرات الآلاف من المقاتلين المسلحين تسليحاً جيداً.
لكن التقرير، لفت الى عدم وجود أي مكان لدى مقاتلي حماس للجوء اليه في مواجهة أي هجوم تشنه إسرائيل، اذ أن حدود القطاع مع اسرائيل مغلقة، مع وجود فتحات محدودة فقط عند معبر رفح مع مصر للسماح بدخول المساعدات الانسانية، لهذا وفي ظل عدم وجود مكان للذهاب اليه، فإن المرجح هو أن حماس ستقرر الصمود لمقاتلة الغزو الإسرائيلي.
ورأى التقرير أن في ظل وضع كهذا، فإن حماس ستلجأ الى الانتحاريين والاسلحة التي تمتلكها وتلك بمقدورها أن تصنعها، ومن خلال الاعتماد على مزيج من القنابل المزروعة على جوانب الطرق، والافخاخ المتفجرة، والقذائف الصاروخية، والاسلحة الالية، ومدافع الهاون، والقناصين.
وبالاضافة الى ذلك، قال التقرير ان حماس قامت ايضا ببناء شبكة واسعة من الانفاق تحت الارض في كافة انحاء غزة، والتي سوف يستخدمها مقاتلوها للاختباء والتنقل، في حين ان حملة التدمير الجوي التي قامت بها اسرائيل ستساعد حماس لانها تسببت في خلق اكوام من الانقاض مما يجعل من الصعب على القوات الاسرائيلية التحرك في الميدان.
مخاطرة إسرائيل
وأمام إسرائيل مخاطرات سياسية وانسانية أخرى بحسب التقرير، إذ أن هناك عشرات الاسرى بايدي حماس، ومواقع احتجازهم غير معروفة، وحتى لو جرى اطلاق سراح بضعهم قبل بدء الغزو البري، فان الهجمات الاسرائيلية قد تؤدي الى مقتل او جرح من تبقى منهم.
وأضاف أن "عمليات الانقاذ ستتطلب معلومات استخباراتية دقيقة وتخطيطا عسكريا دقيقا للعمل في منطقة محدودة جدا تشهد في الوقت نفسه قتالا واسع النطاق".
وبما أن القوات الاسرائيلية لم تواجه هذه الظروف كثيراً أو منذ فترة طويلة جدا في الماضي، إلا أن جيوش الدول الاخرى واجهتها وفق التقرير، الذي أشار في هذا السياق الى معارك الفلوجة في العراق، عامي 2004 و2005 عندما حارب الاف الجنود الامريكيين من "المارينز"، والجنود من الدول الاخرى، من خلال تحالف دولي، ضد المتمردين العراقيين وأعضاء تنظيم القاعدة في الفلوجة.
معركة الفلوجة
وبين التقرير الأمريكي، أن في حين ألحقت القوات الامريكية خسائر كبيرة بخصومهم، إلا أن خسائر جسيمة نزلت ايضا بصفوف الجنود الامريكيين وحلفائهم، موضحاً أن خلال معركة الفلوجة الاولى، قتل 38 جنديا أمريكيا وجرح ما لا يقل عن 90 آخرين، فيما قتل ما لا يقل عن 200 من تنظيم القاعدة او المتمردين العراقيين، وسقط عدد غير معروف من المدنيين.
أما في معركة الفلوجة الثانية، التي جرت في وقت لاحق من العام 2004، فان القوات الامريكية تكبدت 38 قتيلا و275 جريحا، مع مقتل ما يصل الى ما بين 100 و1500 متمرد وإصابة 1500 اخرين.
وبحسب التقرير، كانت هاتان المعركتان سوية، أكبر معركتين حضريتين تخوضها القوات الأمريكية خلال حرب العراق، التي تسببت ايضا بتدمير جزء كبير من المدينة التي كان يقطنها نحو 250 ألف نسمة، ما تطلب جهود إعادة إعمار ضخمة قبل أن يتاح للسكان العودة إليها، ليتم تهجيرهم مجدداً عندما ظهر تنظيم داعش وقاتل الحكومة العراقية.
قوات "قسد"
وفي هذا الصدد، ذكر التقرير بأن قوات قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والجيش العراقي، تغلبوا على مقاتلي داعش في معارك جرت في مدن مثل الباغوز والرقة في سوريا، والموصل في العراق، وهي معارك ادت الى مقتل او أسر عشرات الآلاف من مسلحي داعش، بينما اختبأ الناجون منهم.
جيمس غلين
وخلص التقرير الأمريكي، إلى القول إن "البنتاغون أرسل قبل أيام، الجنرال جيمس غلين ومستشارين عسكريين آخرين، الى اسرائيل للتشاور بشأن خطط العملية البرية في غزة، مشيراً إلى أن "غلين سبق له أن قاتل في الفلوجة، كما قدم المشورة للجيش العراقي في حربه ضد داعش في الموصل".
وأردف التقرير بالقول: "من المتوقع ان يقوم الجنرال غلين، بتقديم المشورة للاسرائيليين بناء على خبرته الطويلة في المعارك الحضرية، بما في ذلك كيفية الحد من الخسائر في صفوف المدنيين.
وبما أن لا أحد لديه المعرفة في كيفية تطور الأحداث في غزة خلال الأيام المقبلة، أشار التقرير الأمريكي، إلى أن "في حال شنت إسرائيل حملة برية، فإن من شبه المؤكد سيكون القتال بين الجيش الاسرائيلي وحماس عنيفاً وصعباً، وسوف تكون الخسائر في صفوف كافة أطراف الصراع عالية، إذ أن المعارك الحضرية التي ستحدث قد تكن شبيهة بتلك التي جرت في الفلوجة أو المعركة ضد داعش لاحقاً.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي حركة حماس إسرائيل تقرير امريكي قطاع غزة الهجوم على حماس التقریر الأمریکی
إقرأ أيضاً:
والعالم يحتفل بيوم الطفل .. أطفال اليمن وغزة ولبنان نموذج لأبشع الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها أمريكا والعدو الصهيوني في ظل صمت دولي (تفاصيل)
يمانيون /
في ظل احتفال العالم باليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الـ 20 نوفمبر، ما يزال الأطفال في اليمن وغزة ولبنان يتعرضون لأبشع عدوان أمريكي، صهيوني، بريطاني، سعودي.
مظلومية اليمنيين والفلسطينيين واللبنانيين، تشابّهت في الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوى الهيمنة والطغيان العالمي، وإن اختلفت مسمياتها وعناوينها ومبرراتها، مع فارق الزمن بمرور أكثر من سبعة عقود على القضية الفلسطينية التي ستظل قضية الشعب اليمني واللبناني المركزية والأولى.
أطفال اليمن وفلسطين ولبنان، أنموذج لمأساة إنسانية صنعتها دول الاستكبار بقيادة أمريكا والدول الغربية وأدواتها في المنطقة، بممارسة القتل والاستهداف المباشر ظلماً وعدواناً إلى جانب استخدام سياسة التجويع كوسيلة حرب لإهلاك المدنيين، بما فيهم الأطفال والنساء في جرائم حرب مكتملة الأركان وفقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية الخاصة بحالة الحرب التي تحظر قتل المدنيين وتعمد استهداف الأعيان المدنية وتجرّم الحصار.
جرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، والتحالف الأمريكي السعودي الإماراتي في اليمن، ستظل شواهد حيّة تتذكرها الأجيال عبر التاريخ على فظاعة ما تم ارتكابه من مجازر وحرب إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية.
منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل أصدرت تقريراً حقوقياً بعنوان “أطفال بين جبروت العدوان وصمت العالم” يوّثق آثار وتداعيات الحصار والعدوان على الأطفال في اليمن وغزة ولبنان وآليات الدعم النفسي، بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الـ20 من نوفمبر من كل عام.
تناول التقرير الأوضاع الكارثية والمأساوية التي يعيشها الأطفال في اليمن منذ ما يقارب عشر سنوات جراء العدوان والحصار، وكذلك الوضع الكارثي الذي يعيشه أطفال فلسطين ولبنان جراء العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة.
وأشار إلى أن تحالف العدوان على اليمن والعدوان الصهيوني على غزة ولبنان ارتكبا أبشع المجازر والانتهاكات الست الجسيمة بحق الطفولة والقوانين والمواثيق الدولية، حيث استهدف المنازل والمدارس والمساجد والأعيان المدنية وفرض حصاراً مطبقاً على المدنيين مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وتدهورها.
وأفاد التقرير بأنه منذ بدء العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م وحتى 19 نوفمبر 2024م بلغ عدد القتلى الأطفال 4 آلاف و136 شهيدا، والجرحى 5 آلاف و110 أطفال، بينما بلغ عدد الأطفال ضحايا الاحتلال الصهيوني في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م أكثر من 17 ألفاً و492 طفلاً، كما ارتفع عدد جرحى غارات الاحتلال الصهيوني إلى 104 آلاف وثمانية جرحى غالبيتهم نساء وأطفال، بينما تجاوز عدد المفقودين أكثر من 11 ألف شخص بينهم عدد كبير من الأطفال ما زالوا تحت الأنقاض.
وفي لبنان بلغ عدد الضحايا من المدنيين جراء الاستهداف الصهيوني 3 آلاف و544 شهيدا و15 ألفا و35 جريحا غالبيتهم نساء وأطفال منذ 8 أكتوبر 2023، حيث أن هناك مزيداً من الأطفال مدفونين تحت أنقاض المباني المدمرة في جميع أنحاء البلاد.
وذكر التقرير أن طائرات العدوان على اليمن شنت ألفين و932 غارة بقنابل عنقودية خلال التسع السنوات الماضية، وبلغ إجمالي عدد الضحايا المدنيين جراء استخدام تلك القنابل قرابة تسعة آلاف ضحية معظمهم من النساء والأطفال.
وحسب التقرير، دمّر العدوان على اليمن 572 مستشفى ومرفقاً ومنشأة صحية واستهدف 100 سيارة إسعاف مع طواقمها ومنع دخول المستلزمات الطبية الخاصة بالأمراض المزمنة، وتوقف أكثر من 60 بالمائة من القطاع الصحي، بينما يعاني أربعة ملايين و521 ألفاً و727 طفلاً وامرأة من سوء التغذية الحاد والعام والوخيم، بما في ذلك 313 ألفاً و790 طفلا دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
معاناة الأطفال والنساء كانت حاضرة في التقرير الذي رصد بالأرقام والإحصائيات الأعداد التي أُصيبت بمرض سوء التغذية من الأطفال والنساء “الحوامل، والمرضعات”.
ووفقًا للتقرير، يعاني مليون و777 ألفاً و423 طفلاً من سوء التغذية العام، ومليون و463 ألفاً و633 طفلاً من سوء التغذية الحاد الوخيم، وتصارع 966 ألفاً و881 امرأة حامل ومرضع سوء التغذية لأجل البقاء على قيد الحياة في ظل كارثة إنسانية سببها العدوان.
وبين أن أكثر من 8.5 ملايين طفل يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية ويواجهون التهديد اليومي المتمثل في نقص الغذاء والنزوح، واستمرار تقليص المساعدات، وإيقاف برامج وتدخلات الوقاية من سوء التغذية، كما يحتاج ما يقرب من 80 في المائة من السكان – أي أكثر من 24 مليون شخص – إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية المختلفة.
ووفق الإحصائيات الواردة في التقرير فإن أكثر من 80 مولوداً من حديثي الولادة يتوفون يوميًّا بسبب تداعيات استخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا، ويقدر الاحتياج الفعلي للقطاع الصحي قرابة ألفي حضانة بينما يمتلك 600 حضانة فقط ونتيجة لذلك يتوفى 50 بالمائة من الأطفال الخدج، كما ارتفعت نسبة الإصابة بأمراض السرطان إلى 35 ألف شخص، بينهم أكثر من ألف طفل.
ولفت إلى ارتفاع عدد الأشخاص ذوي الإعاقة من ثلاثة ملايين قبل العدوان على اليمن إلى 4.5 ملايين شخص حالياً، بينما أصيب أكثر من ستة آلاف مدني بإعاقة نتيجة الأعمال العدائية المسلحة منذ بدء العدوان، منهم أكثر من خمسة آلاف و559 طفلاً، كما أن 16 ألف حالة من النساء والأطفال يحتاجون إلى تأهيل حركي.
وتطرق التقرير إلى أوضاع التعليم حيث استهدف تحالف العدوان المنشآت التعليمية ما أدى إلى تدمير وتضرر نحو 28 ألف منشأة تعليمية وتربوية وأكثر من 45 جامعة وكلية حكومية وأهلية و74 معهداً فنياً وتقنياً.
وأوضح أن غارات تحالف العدوان استهدفت المدارس وتضررت نتيجة لذلك ثلاثة آلاف و676 مدرسة منها 419 دمرت كلياً وألف و506 مدارس تضررت جزئياً، وأُغلقت 756 مدرسة، كما استخدمت 995 مدرسة لإيواء النازحين، وتسرب ما يزيد عن مليون طالب وطالبة من التعليم، فيما 8.1 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات تعليمية طارئة في جميع أنحاء البلاد، ومليونين و400 ألف طفل خارج المدارس من أصل عشرة ملايين و600 ألف طفل في سن الدراسة.
ونوه التقرير إلى أن 1.6 مليون طفل يعملون في اليمن محرومون من أبسط حقوقهم، وبلغ عدد الأطفال العاملين 7.7 ملايين أي حوالى 34.3 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17 عاماً، مبيناً أن العدوان والحصار هما السبب في زيادة نسبة العمالة بين الأطفال في اليمن.
وارتفع عدد النازحين إلى خمسة ملايين و159 ألفاً و560 نازحاً في 15 محافظة يمنية واقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ، منهم مليون و168 الفاً و664 فرداً لا يحصلون على مساعدات حتى اليوم.
وقال التقرير إن تسعة من كل عشرة أطفال في مخيمات النازحين باليمن لا تتوفر لهم فرص كافية للحصول على أهم احتياجاتهم الأساسية مثل التعليم والغذاء والمياه الصالحة للشرب، ولا يزال حوالي 1.71 مليون طفل نازح في البلاد محرومين من الخدمات الأساسية ونصف مليون منهم لا يحصلون على التعليم الرسمي.
وفيما يتعلق بقطاع غزة في فلسطين، دمّر الاحتلال الصهيوني 815 مسجدًا تدميراً كلياً، و151 مسجدًا تدميراً جزئيًا، إضافة إلى استهداف ثلاث كنائس، كما خرجت عن الخدمة 477 مدرسة و276 مؤسسة صحية ومستشفى و مركزاً صحياً.
وبخصوص لبنان، استهدف الاحتلال الصهيوني 88 مركزا طبيا وإسعافيا، و40 مستشفى، و244 من الآليات التابعة للقطاع الصحي، ونفذ اعتداءات على 65 مستشفى، و218 جمعية إسعافية
ووفق التقرير يعيش أطفال غزة أوضاعاً متردية بسبب نفاد الوقود والغذاء وانقطاع المياه والكهرباء، ويمنع الاحتلال الصهيوني دخول المساعدات عبر معبر رفح، وإن سمح بإدخالها فلا يدخل سوى الجزء اليسير منها والذي لا يكفي لتغطية احتياجات سكان القطاع.
وأفاد بأن عدد النازحين في غزة بلغ مليوني شخص بينهم عدد كبير من الأطفال، وفي لبنان اضطر حوالي مليون و400 ألف شخص إلى مغادرة المناطق المستهدفة بقصف الاحتلال الصهيوني.
وعرج التقرير على القوانين والمعاهدات الدولية التي دعت إلى حماية الأطفال أثناء الحروب والنزاعات ومدى تطبيقها من قبل الأمم المتحدة ومنظماتها خلال العدوان على اليمن وغزة، مشدداً على أن تلك المنظمات كانت متواطئة مع كل ما يحدث بحق الشعب اليمني والفلسطيني واللبناني ووقفت موقفاً مخزياً أمام كل الجرائم المرتكبة في اليمن وغزة ولبنان.
واستعرض الآثار النفسية والاجتماعية للعدوان على الأطفال وسبل الدعم النفسي لهم في الأزمات، مطالباً بإيقاف العدوان والحصار على اليمن وفلسطين ولبنان وتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للتحقيق في جميع الجرائم والمجازر المُرتكبة هناك.
وأوضحت رئيسة منظمة انتصاف سمية الطائفي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن إطلاق التقرير يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل الذي يصادف الـ 20 من نوفمبر وتذكير العالم بمجازر أمريكا وإسرائيل والدول الغربية وأدواتها في المنطقة باليمن وفلسطين ولبنان.
وأشارت إلى أن التقرير وثّق جرائم العدوان بحق الطفولة في اليمن وفلسطين ولبنان، إلى جانب المعاناة الإنسانية التي أوجدها تحالف العدوان على اليمن جراء ممارساته الإجرامية، فضلاً عن المأساة الإنسانية لأطفال لبنان وفلسطين وتحديداً في قطاع غزة.
ودعت الطائفي المجتمع الدولي والأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية والإنسانية إلى الاضطلاع بالمسؤولية في إيقاف جرائم العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة ولبنان ورفع الحصار والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود لتخفيف معاناة أبناء الشعب اليمني والفلسطيني واللبناني.
ورغم المأساة والمعاناة الإنسانية منذ ما يقارب عشر سنوات في اليمن، تمكن اليمنيون من تجاوز تحديات العدوان والحصار، ونهضوا من بين الركام واستطاعوا تحقيق النجاحات على مختلف المسارات، وصنعوا بطولات لم تكن في الحسبان، فيما تمضي المقاومة الفلسطينية واللبنانية اليوم قدماً بمواجهة العدو الصهيوني وتمريغ أنفه والتنكيل به في قطاع غزة والأراضي المحتلة منذ 410 أيام.