هل تأكد لنا بعد كثير من تردد وتلاسن أن ما تدعيه بلاد الديمقراطيات من قيم وشعارات هي مجرد أكاذيب تنسحق تحت الأهداف الاستعمارية واللا إنسانية ؟ وتتوارى بخبث وتجاهل حتى أمام الآلاف من المتظاهرين من مواطنيهم بعد أن تجاهلوا عمدًا وتوحشًا لصيحات الملايين طلبًا لتكريس قيم الحق في الحياه وحماية الأطفال والمدنيين والرحمة بشعب أعزل يحاول منذ أكثر من خمسة وسبعين عامًا استرداد حقه في أرضه المسلوبة ظلمًا وعنوة بالمؤتمرات تارة وبالانتفاضة مرات وكما حدث في سنوات ١٩٨٧،٢٠٠٠ ولكن فشلت كل المحاولات وتمادي المحتل الاستعماري التوسعي فزادت أعداد المستوطنات وزاد قمع كل من يحتج وتم تسليح المستوطنين وزاد توحشهم واعتداؤهم على أصحاب الأرض بينما العالم غافل.
وحين يمتلئ الكأس عن آخره وينفذ صبر شباب المقاومه فيحاول فلا نجد إلا الآلة الإعلامية الصهيونية والتي سيطرت علي كل منافذ الإعلام الغربية في دول الديمقراطيات وتعلو الأصوات مطالبة بحق المحتل في الدفاع عن نفسه!.. أي منطق وأي حق وأي ظلم؟ نحن نريد فقط مشاهدة الموقف بموضوعية وعدل فكيف تقبلون إبادة الأطفال والأمهات والتدمير الفج وتسوية المباني بالأرض دون أي رحمه ولا شفقة ويبقي أكثر من إثنين مليون ونصف المليون مواطن في سجن ممنوع فيه دخول الماء والكهرباء والدواء والغذاء وفقط تغمض العيون ويتجاهل أصحاب الديمقراطيات المشهد الذي حرك الآلاف من مواطنيهم في كل الميادين ولكنهم يتجاهلون وكأنهم لايبصرون.
لقد انكشفت شعاراتكم وظهر للصغير والكبير خبث نواياكم وعنف قدراتكم العسكرية وتحيزكم المفضوح للمحتل وظهر أنه فعلًا قد سيطر على أى قرار تتخذونه وتناسيتم أن الأيام دول.. أطفال اليوم هم رجال الغد وكل ما يحدث أمامهم اليوم محفور فى الذاكرة وتأكيد لانهيار قيم العدل وحقوق الإنسان وسقطت الشعارات التي استخدمت فقط وكأنها كتبت علي الماء..
مندهش ومعي كثيرون من مشاهد الأطفال الموتى.. كيف بالله عليكم وأين القرارات الأممية والدولية وأين حقوق الأطفال في الحياة؟ ما هذا العنف وما هذا الجبروت وما هذا التجاهل لإحقاق الحق؟.
ما حدث في غزة من عنف ومشاهد أشلاء الأطفال ومشاهد الأمهات تحتضن جثث الموتي أصبحت محفوره في وجدان كل طفل فلسطيني وكل إنسان في العالم وأكاد أجزم أنه مهما حدث من تدمير وقتل فلن تغتفر تلك الهمجية وسوف تزداد المقاومة وتنتقل من جيل إلى جيل.. لا أعرف كيف يتخيل قادة المحتل الحياة الآمنه وسط تلك المشاعر الساخطة على هذا الأداء البربري الذى لم توقفه أى قوانين أو قيم قد تم شجبه من كثيرين في كل أنحاء المعمورة.. هل هكذا تريدون لشعوبكم أن تعيش في أمان وهل يمكن أن يتحقق ذلك؟ أعتقد أن ذلك محال فدائما الاحتلال إلى زوال ولا حل لتلك القضيه إلا بتفعيل قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين.
كيف تحول العالم إلى مشاهد للاحداث رغم قسوتها فما حدث في العراق يتكرر في سوريا وليبيا وفلسطين وفقط الكل يتابع. وأحيانًا يشجب وإذا تطور الأمر تعقد المؤتمرات ولكن لا نتائج تنصف المظلوم فهل اعتاد الناس علي ذلك هل أصبح الاحتلال فى جزء كبير منه احتلالًا للعقل والهدف منه اعتياد الناس والعقل الجمعي القبول بما تفرضه القوة وهى من ثلاثة أضلاع قوة إعلامية وعسكرية وقوة الفيتو وأصبح المنع والتهدئة والتهديد وقد يكون التهجير هو من أوامر أصحاب الثلاث كيف استساغ العالم ذلك وما هو القادم؟ إنها دعوة للتفكير في خطورة ما يحدث وليتأكد الجميع أن الكل سوف يأتي وقته ودوره ويشعر بما شعر به العراقي والفلسطيني والسوري. إننا اقتربنا لقانون الغابة بكل جبروته وعنفه وقيم اللامنطق.
لم يعد أمامنا إلا ما شعرت به القيادة المصريه بقيمة أن يكون لك درع وسيف.. وكيف كان البعض يندهش من الصرف علي شراء طائرات الرافال والغواصات الميسترال وتنويع مصادر الأسلحة. هل أدركنا الآن قيمة ما تم وجعلنا نؤكد قدرتنا على الدفاع عن كل شبر من أرض مصر الغالية؟.
علينا وبكل ما نملك من قدرات أن نعمل على التنوير والثقافة، فنحن في حاجة إلى أن يشعر كل مواطن وشاب بخطورة المرحلة وقيمة الأرض والعرض والتأكيد على أن الشعارات والأناشيد والغناء إنما هى عامل مساعد لفهم قيمة الأرض وأهمية أن تكون قدراتك تسبق شعاراتك. فقد تم التأكيد بما لا يدع مجالًا للشك أن قوتك هي درعك ومهما رفعت شعارات إنسانية ودعوات للسلام إنما كل ذلك يتحقق فقط حين تمتلك قوة ردع قادرة أن توقف أطماع من حولك فحتي السلام أصبح يحتاج إلى قوة يعرف قدرها عدوك فيفكر قبل أن تزداد أطماعه لقد أكدت الأحداث أن البعض لا يدرك أن الله خلقنا لنعمر الأرض وليس لدمار الأرض بل ومن عليها. وقد شاهدنا كثيرًا غضب الطبيعة في دول الديمقراطيات من اشتعال الغابات والزلازل والأوبئة ولكنهم لا يبصرون فما زال العالم لا يستطيع الاتفاق على وقف إطلاق النار وتلك دلالة على عجز البصيرة وفقط محاولات للقضاء على شعب يطالب بإسترداد أرضه! أى ظلم وأى معايير وأى عدل هذا؟
حفظ الله مصر وطنًا غاليًا يستحق أن نقف جميعًا من أجله على قلب رجل واحد.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
استشهاد أسيرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي
أعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، استشهاد أسيرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» في خبر عاجل.
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا بأن أكثر من 1270 هجوما مسجلا على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بمعدل يزيد على ثلاث هجمات عنيفة يوميا.
فيما؛ أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن الفشل الدولي في وقف حرب الإبادة والتهجير واحترام وضمان تنفيذ قرارات الشرعية الدولية يشجع حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل على التفاخر العلني بمواقفها الداعية إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية والمطالبة باعتراف العالم بها.
وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، قالت الخارجية الفلسطينية في بيان صادر عنها، أمس الخميس، إن الشعب الفلسطيني سيُفشل مخططات الضم والتهجير كما أفشل سابقاتها.
وشددت الوزارة على أنها ستواصل حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي لحشد جبهة دولية حقيقية ضاغطة على الاحتلال لوقف حرب الإبادة والتهجير ضد شعبنا، والبدء بمسار سياسي متعدد الأطراف يفضي إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، تنفيذاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اعتمد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية.
وتابعت: بدأت الحكومة الإسرائيلية بطرح سيل من التصريحات والمواقف بشأن طموحاتها ومشاريعها الاستعمارية التوسعية الداعية إلى ضم الضفة الغربية المحتلة أو أجزاء منها، كبالونات اختبار لفحص ردود الفعل الدولية ومواقف الدول بهذا الخصوص، في محاولة لخلق المناخات المواتية لارتكاب هذه الجريمة البشعة، ولإزالة الضرورة السياسية والقانونية والإنسانية لوقف حرب الإبادة والتهجير عن سلم الاهتمامات الدولية”.
وأشارت الوزارة، إلى أن حكومة الاحتلال تسعى إلى إعادة ترتيب أولويات المنطقة والعالم وفقاً لخارطة مصالحها في استمرار حرب الإبادة والتهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وتقويض أية فرصة لتطبيق حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، إذ يُصعّد الاحتلال في الوقت ذاته إجراءاته أحادية الجانب غير القانونية على الأرض، من الاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل وشق المزيد من الطرق الاستعمارية وغيرها، وكان آخرها هدم 8 منازل في سلوان بالقدس ضمن خطة لهدم حي كامل وتهجير ما يقارب 1500 مواطن.