القنصلية المصرية توضح شروط منح التأشيرة الفورية للسودانيين
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
بورتسودان – نبض السودان
جدد الاستاذ سامح فاروق شحاته القنصل العام لجمهورية مصر العربية بالسودان حرص واهتمام القنصلية المصرية بتقديم خدمات التأشيرة للمواطنين السودانيين المغادرين الى جمهورية مصر.
وأوضح سامح خلال المقابلة التي أجراها معه (المكتب الصحفي للشرطة) بحضور العميد شرطة د. ادم عبدالرحمن عبدالله مدير ادارة شرطة البعثات الدبلوماسية والعقيد شرطة خالد ميرغني مدير المكتب الصحفي للشرطة أن القنصلية المصرية تعمل بكامل طاقمها على تقديم خدماتها في منح التأشيرة للمواطنين ٫ مشيراً إلى أن معظم الحالات التي ترد للقنصلية هم من المرضي اصحاب الامراض المزمنة ومرافقيهم ومن الطلاب الذين لديهم امتحانات اضافة للطلاب الذاهبون للدراسة بالجامعات المصرية حيث تمنح القنصلية الأولوية لهذه الفئات حتى لا يتضرروا ٫ معتبراً الشعب السوداني والمصري شعب واحد تربطها علاقات تاريخية اخوية وأزلية بجانب ان الشعب المصري يعي تماماً ما تعرض له السودان من ظروف تتطلب الوقوف معه حتي تنجلي تلك الازمة ٫ مؤكداً أن القيادة السياسية في الدولة المصرية اوصت بضرورة تقديم كل الخدمات الممكنة للأشقاء في السودان ٫ مبيناً أن توافد أعداد كبيرة من المواطنين يومياً للقنصلية بمدينة بورتسودان للحصول على التاشيرة والذى يتم وفق تنسيق وترتيب مع مجلس السيادة ومجلس الوزراء من خلال اجراءات متبعة تحفظ حقوق المواطنين ٫ كاشفاً عن منح التأشيرة فوراً لاصحاب الامراض والحالات الخاصة الذين لاتسمح حالتهم المرضية بالانتظار فيتم منحهم التأشيرة لهم ولمرافقيهم وهؤلاء ياتون للقنصلية عبر عربة اسعاف ويتم منحهم التاشيرة بعد المعاينة الميدانية من اللجنة المكونة لهذا الغرض وان هنالك ما بين( 15- 20٫ ) حالة مرضية تأتي يومياً للقنصلية يتم منحهم التأشيرات فوراً ٫ وأكد سامح ان الضغط الكبير الذي تشهده القنصلية جعلنا نزيد من ساعات العمل واثناء العطل الرسمية وخلال الاعياد من داخل القنصلية بكامل أطقم القنصلية من اجل الشعب السوداني ٫ مشيداً بما تقدمه قوات الشرطة السودانية من جهود لترتيب وتنظيم دخول المواطنين للحصول علي التاشيرة مما اسهم في حصولهم علي التاشيرة ٫ مضيفاً ان القنصلية حددت ايام الاثنين والخميس من كل اسبوع لتسليم الجوازات لاصحابها بعد منحهم التاشيرة بجانب استفسارات المواطنين التي يتم الاجابة عليها من قبل مسؤول مخصص لهذا الغرض من القنصلية ٫ وجدد سامح تاكيداته بأن القنصلية لم ترفض او تلغي اي تاشيرة لمواطن سوداني تقديراً للظروف التي يمر بها الشعب السوداني الشقيق.
العميد شرطة د . ادم عبدالرحمن عبدالله مدير ادارة شرطة البعثات الدبلوماسية اكد التنسيق والتعاون مع القنصلية فيما يختص بترتيب وتنظيم المواطنين القادمين للحصول علي التاشيرة ٫ مؤكداً ضبط عدة حالات سمسرة من خارج القنصلية تم فتح بلاغات جنائية في مواجهتهم ٫ مناشداً المواطنين بضرورة العمل على امتلاك التأشيرة عبر الطرق الرسمية وعدم التعامل مع اي شخص حتي لايكونوا ضحية لممارسات تكلفهم فقدان اوراقهم الهجرية او اموال خاصة وان التاشيرة تمنح من قبل السلطات المصرية مجانا ٫ مبيناً أن هنالك تنسيق كبير مع كافة الاجهزة الأمنية بالولاية.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: القنصلية المصرية توضح طرق
إقرأ أيضاً:
سامح قاسم يكتب | إبراهيم عبد الفتاح.. أدار ظهره للضوء فصار ظله قصيدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا يُشبه إبراهيم عبد الفتاح أحدًا. إنه أحد أولئك الشعراء الذين يكتبون كما يتنفّسون: دون ادعاء، دون صراخ، دون رغبة في لفت الانتباه. شاعرٌ يمشي في القصيدة كما يمشي الناس في الطرقات المزدحمة، لكن بخطى من يعرف أن المعنى لا يسكن الضجيج، بل يختبئ في الأزقة الخلفية للحواس.
ولد عام 1959 في القاهرة، ودرس الفلسفة، لا حبًا في النظريات، بل شغفًا بالبحث عن المعنى. ولم يكن غريبًا أن يحمل هذا التكوين إلى الشعر: فهو شاعر ينظر إلى العالم كما ينظر في مرآة قديمة، يرى الأشياء بعد أن تذوب حدودها، ويكتبها لا كما تبدو، بل كما تُوجَع.
منذ بداياته، لم يكتب الأغنية بوصفها ترفًا موسيقيًا، بل باعتبارها نوعًا من الكتابة السرّية. شيءٌ بين الاعتراف والإنشاد، بين اليومي والوجودي. لم تكن كلماته "كلمات أغانٍ" بالمعنى التقليدي، بل قصائد تتخفف من الوزن دون أن تخفف من المعنى، كلمات ذات جلد شفيف، تمر عبر الأذن لتستقر في مكان أعمق من القلب.
أغنياته التي غناها علي الحجار وحنان ماضي وأنغام ووردة، تشبه الممرات المضيئة في بيت مظلم. "لما الشتا يدق البيبان"، "بافرد ضلوعي"، "وانت بعيد"، ليست أغنيات فحسب، بل حالات شعرية مكتملة، مكتوبة بوعيٍ غنائي عميق، لكنها تنتمي جوهريًا إلى الشعر، الشعر الذي لا يُقال في الصالونات بل يُقال بين شخصين في لحظة انكسار.
ولم يكن إبراهيم عبد الفتاح شاعرًا غنائيًا فحسب، بل كاتبًا متعدد الوجهات: كتب للمسرح، وعمل في الدراما، وساهم في مشروع "عالم سمسم" الذي شكّل وجدان جيل كامل. لم يكن ذلك خروجًا عن الشعر، بل امتدادًا له. لأنه آمن أن اللغة لا تُكتب لتُعلّق على الجدران، بل لتُهمَس في أذن طفل، أو تُقال في مشهد عابر، أو تُخبّأ في قلب أغنية تمرّ دون أن تُنسى.
ما يميّزه حقًا، هو هذه القدرة على الجمع بين البساطة والعمق. كلماته مألوفة كأنها جزء من ذاكرتك، لكنها في كل مرة تمنحك معنى جديدًا. لا يستعرض شاعريته، بل يخفيها عمدًا، كمن يعرف أن المعنى الأقوى هو الذي يأتي خافتًا، والذي لا يحتاج إلى صراخٍ ليصل.
إبراهيم عبد الفتاح ليس صوتًا ضمن جوقة، بل هو النغمة التي لا تشبه أحدًا. نغمة وُلدت من انكسارات الحياة الصغيرة، ومن مجازٍ عابرٍ يُضيء غموض الأيام. شاعرٌ كتب الأغنية لا بوصفها قالبًا فنيًا، بل بوصفها طريقة للعيش، ووسيلة لتقشير العالم من زخرفه، حتى يظهر على حقيقته: هشًا، عذبًا، مُربكًا، ومليئًا بجمال لا يُحتمل.