أبوظبي في 29 أكتوبر / وام / أكد معالي الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، سفير دولة الإمارات لدى المملكة الأردنية الهاشمية الرئيس الفخري لجمعية الإمارات للإدارة العامة، أن دولة الإمارات أرست ممارسات وطنية مستدامة في مجال تطبيقات النُظم الإدارية الذكية عززت من جودة الحياة فيها.
وأشاد معاليه في تصريحات له بمُخرجات مؤتمر "التطبيقات الإدارية واستشراف المستقبل" الذي نظمته جمعية الإمارات للإدارة العامة، في أبوظبي، مؤخراً، تحت شعار “تطبيقات النظم الذكية في عام الاستدامة” والذي أكد أنه يصب في إطار استراتيجيتيّ الحكومة الرقمية، والذكاء الاصطناعي والسعي لتوفير بيئة عمل واعدة ومبتكرة ذات قيمة إدارية عالية تستشرف المستقبل.


وقال إن المؤتمر قـدّم تجربة رائدة يجب البناء عليها والتوسّع فيها مستقبلاً تضاف إلى سجل الإنجازات التي حققتها الإمارات بالارتقاء بالأداء الحكومي، وإيجاد بيئات عمل إبداعية، وتنفيذ مشروعات مستقبلية، وبناء قاعدة متكاملة في مجال الأنظمة الإدارية، واستثمار أحدث التقنيات المتقدمة، وتطبيقها في ميادين العمل بكفاءة، واستغلال الموارد المادية بطريقة خلّاقة، تتناسب مع العصر الرقمي ومبدأ الانفتاح والاستباقية.
وأضاف أن شِعار المؤتمر، اتّسم بالبساطة والوضوح، وعبّر عن تطلعات جمعية الإمارات للإدارة العامة، وطموحها في تعزيز التوعية بالسوقين المحلي والعالمي، وفي الوقت ذاته، جاء منسجماً مع ما تكرسه دولة الإمارات ضمن عام الاستدامة (2023) من خلال التركيز على التراث الغني للدولة في الممارسات المستدامة، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي نشر الوعي بقضايا الاستدامة، وشجّع على المشاركة المجتمعية في تحقيق الاستدامة الوطنية.
وأثنى معاليه على جهود الخبراء المشاركين في المؤتمر لتحقيق متطلبات الاستدامة الإدارية، ونقل التجارب وتبادل الخبرات، وتعزيز دور القيادات الإدارية في تحقيق التميز المؤسسي وصناعة المستقبل، وزيادة الرقمنة الإنتاجية، وإنشاء مجتمع موفّر للطاقة مسؤول بيئياً قادر على التكيّف مع العمل المناخي المستدام، بما يتلاءم مع أهداف مؤتمر الأطراف بشأن تغيّر المناخ "COP 28" الذي تستضيفه الإمارات نهاية نوفمبر المقبل.
وأعرب معالي الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، سفير دولة الإمارات لدى المملكة الأردنية الهاشمية الرئيس الفخري لجمعية الإمارات للإدارة العامة في ختام تصريحاته عن تقديره لما وصلت إليه جمعية الإمارات للإدارة العامة، من مكانة وتأثير يصنع الفارق على المستويين المحلي والدولي، وعلى مستوى ما تقدمه من مؤتمرات ومحاضرات واستشارات ودورات تدريبية ترسّخ ريادة الإمارات في مجال الإدارة العامة، وتنامي مكانتها نموذجا مُلهِما على الصعيدين الإقليمي والدولي إضافة إلى العناية بما يخدم المجتمع في مجال الإدارة العامة بما يحاكي أفضل الممارسات العالمية في القرن الواحد والعشرين.


عاصم الخولي/ منصور عامر

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: دولة الإمارات فی مجال

إقرأ أيضاً:

الابتكار العلمي والتكنولوجي في الصين.. قوة دافعة نحو المستقبل

 

 

تشو شيوان **

خلال الأيام الماضية برزت الصين كقوة دافعة للابتكار التكنولوجي وذلك بعد ظهور نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك"، وأيضًا كانت حاضرة في المشهد الإبداعي فقد حقق فيلم "نِه تشا 2" المرتبة الخامسة كأكثر الأفلام تحقيقًا للإرادات عالميًا، ما عَرَّف العالم على الابداع الصيني عالي الجودة.

ومن الملاحظ أن الصين في السنوات الأخيرة تشهد طفرة هائلة في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي والابداعي، من الذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء إلى الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الحيوية، وهذا التقدم الملحوظ لم يأت من فراغ، بل هو نتاج استثمارات ضخمة وجهود حثيثة تبذلها الحكومة الصينية لتحويل البلاد إلى قوة عظمى في مجال العلوم والتكنولوجيا.

لقد شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ أثناء حضوره اجتماع مجموعة مشتركة خلال الدورة الثالثة للمجلس الوطني الـ14 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، على تعزيز دور التعليم في دعم التقدم العلمي والتكنولوجي، فضلا عن تطوير المواهب، ودعا إلى فهم عميق لاحتياجات التحديث صيني النمط فيما يتعلق بالتعليم والعلوم والتكنولوجيا والمواهب، وقال إن الهدف هو تنشئة تدفق مستمر من المواهب، وإطلاق إمكاناتهم الكاملة، وضمان الاستفادة الكاملة من قدراتهم.

ومن خلال حديث الرئيس شي نجد أن الحكومة الصينية تدرك أهمية الابتكار العلمي والتكنولوجي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولذلك خصصت استثمارات ضخمة لدعم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وفقًا لتقارير إعلامية تجاوزت نسبة إنفاق الصين على البحث والتطوير 2.5% من إجمالي الناتج المحلي، وفي عام 2023 بلغ عدد براءات الاختراع المصرح بها 921 ألفا، بزيادة قدرها 15.3 في المائة عن العام الأسبق، مما يعكس التزام الصين ببناء اقتصاد قائم على الابتكار، مع استمرار الصين في تعزيز قدراتها في مجالات البحث والتطوير والابتكار، من المتوقع أن تُواصل ريادتها في العديد من المجالات التكنولوجية، والتزامها بتطوير القوى الإنتاجية الحديثة وتبنيها لاستراتيجيات التنمية المستدامة يُشير إلى مستقبل مشرق، حيث ستظل الصين في طليعة الدول التي تُشكِّل ملامح الابتكار العلمي والتكنولوجي على مستوى العالم.

حققت الصين إنجازات بارزة في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية؛ فمثلًا في علوم الفضاء، نجحت الصين في إنزال مركبة فضائية على الجانب المظلم من القمر، وأطلقت محطة فضائية خاصة بها، كما تخطط لإرسال بعثات مأهولة إلى القمر في المستقبل القريب، وفيما يخص صناعة الطائرات فقط بدأت الصين في صناعة طائراتها المدنية الخاصة بها؛ إذ تُعد الطائرة الصينية C919 إنجازًا كبيرًا في صناعة الطيران الصينية؛ حيث تمثل أول طائرة ركاب كبيرة يتم تصميمها وتصنيعها محليًا في الصين. وتتميز الطائرة C919 بتصميم حديث يعتمد على تقنيات متطورة؛ حيث يمكنها حمل ما يصل إلى 168 راكبًا في نسختها القياسية، وتصل مداها إلى حوالي 4075 كيلومترًا، ويعكس نجاح هذا المشروع الطموح الصيني في تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة الطيران وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية. ومن المتوقع أن تؤدي C919 دورًا مهمًا في تعزيز مكانة الصين كقوة عالمية في صناعة الطيران، خاصة مع تزايد الطلب على الطائرات التجارية في الأسواق المحلية والدولية.

أما فيما يخص بالذكاء الاصطناعي، فتحتل الصين المرتبة الثانية عالميًا في عدد براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتطبق هذه التكنولوجيا في مختلف القطاعات، من الرعاية الصحية إلى النقل والخدمات المالية، وأجد أن الاختراقات التي حققتها الصين في مجال الذكاء الاصطناعي قد تحفز تحولات نموذجية في مختلف التخصصات العلمية.

وفيما يخص الطاقة النظيفة، تعد الصين أكبر منتج للألواح الشمسية وتوربينات الرياح في العالم، كما أنها تستثمر بكثافة في تطوير تكنولوجيا الطاقة المتجددة الأخرى، مثل الطاقة الكهرومائية والطاقة النووية، والصين تُدرك أهمية التنمية المستدامة، لذا تُركِّز على الابتكار في المجالات البيئية والتكنولوجيات الخضراء. من خلال تبني مفاهيم التنمية الخضراء، وتسعى إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، مما يُعزِّز جودة الحياة لمواطنيها ويُساهم في الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، وهو ما يعكس أيضًا التزام الصين كدولة عظمى مع قضايا العالم الحساسة في وقت تتخلى عدة دول عن التزاماتها البيئية، أيضًا فيما يخص التكنولوجيا الحيوية فتشهد الصين تقدمًا سريعًا في مجال التكنولوجيا الحيوية، حيث تطور أدوية وعلاجات جديدة لأمراض مستعصية، كما تنجح في إنتاج محاصيل زراعية معدلة وراثيًا.

من وجهة نظري، أجدُ أن المستقبل يبدو واعدًا للابتكار العلمي والتكنولوجي في الصين، خصوصًا مع استمرار الدعم الحكومي والاستثمارات الضخمة، ومن المتوقع أن تحقق الصين المزيد من الإنجازات الرائدة في مختلف المجالات، مما سيمكنها من تعزيز مكانتها كقوة عظمى في مجال العلوم والتكنولوجيا، والإسهام في حل التحديات العالمية، مثل تغير المناخ والأمراض المعدية.

وفي الختام يمكننا القول إن الابتكارات العلمية والتكنولوجية في الصين تُشكِّل قوة دافعة نحو المستقبل؛ حيث تسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتعزيز مكانة الصين على الساحة الدولية. ومع استمرار الجهود والاستثمارات، من المتوقع أن تشهد الصين المزيد من الإنجازات الرائدة في هذا المجال، مما سيفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي ويصب في مصلحة البشرية جمعاء.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • «خليفة التربوية»: الإمارات نموذج يحتذى في التلاحم المجتمعي
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطاراً جنوب غرب باكستان
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطارا جنوب غرب باكستان
  • مناقشة "تعزيز الاستدامة المالية لمؤسسات المجتمع المدني"
  • الدولة يناقش الاستدامة المالية لمؤسسات المجتمع المدني
  • الابتكار العلمي والتكنولوجي في الصين.. قوة دافعة نحو المستقبل
  • محمد بن زايد يُصدر قانوناً بشأن إعادة تنظيم الإدارة العامة للجمارك بأبوظبي
  • محمد بن زايد يُصدر قانوناً بشأن إعادة تنظيم الإدارة العامة للجمارك – أبوظبي
  • محمد بن زايد: التعليم الذي يتمحور حول الإنسان طريقنا نحو المستقبل
  • الجامعة الأميركية أطلقت ورقة توجيهية لدمج ممارسات الاستدامة والمبادئ البيئية والاجتماعية والحوكماتية في قيادة الشركات