كريمة أبو العينين تكتب: وعد الله ووعد بلفور
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
ما يحدث فى غزة من تصعيد إسرائيلى واستهداف المدنيين العزل، يعيد الى الأذهان تاريخ القضية الفلسطينية منذ ان قام المدعو بلفور بإبراز وعده لليهود بوطن بديل لهم، واختار بلفور فلسطين أرض الميعاد لكل يهودى فى جميع انحاء العالم .
ومنذ عام ١٩١٧ عام وعد بلفور، والتاريخ الفلسطينى حزين وملىء بالممارسات التعسفية الاسرائيلية؛ بل وبكل الخروقات القانونية والانسانية .
الاحتلال الاسرائيلى لم يترك بشرا ولا حجرا ولا شجرا إلا وأتى عليه ، وانتزع الأمن والامان من الواقع الفلسطينى، ليصل الى ذروة غطرسته بما تقوم به آلته الحربية من دمار شامل للقطاع وإبادة شعبه تحت مرأى ومسمع من المجتمع الدولى الذى غض بصره عما تقوم به الترسانة الحربية الاسرائيلية المدعومة أمريكيا وغربيا ، هذا المجتمع الدولى الذى يدافع عن أمن اسرائيل وشعبها هو نفس المجتمع الذى لم يتكلم كلمة حق لما يعانيه الفلسطينيون بصفة عامة وأهالى قطاع غزة بصفة خاصة ، الذين يعيشون فى سجن مفتوح منذ ١٦ عاما فى ظل حصار اسرائيلى وغطرسة يهودية وتجاهل دولى لأدنى حقوق الانسان وهو العيش فى أمان .
ما يجرى فى قطاع غزة وما حدث منذ طوفان الاقصى جاء من مفهوم دفاع فلسطينى عن الارض والعرض ، فهل تصمت مغتصبة؟ هل يستمر حصار الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم وسلبها وهم فى أرضهم ، هل يتحمل اى انسان ان يدخل عليه فى بيته محتل ويعامله على انه الغريب وهو صاحب المكان ويصمت صاحب البيت !! هل من العدل ان تكمم الافواه وتربط الايادى وتكبل الارجل الفلسطينية باسم حماية الاسرائيليين من الفلسطينيين ؟! من يتحمل ما يقوم به المستوطنون من انتهاك للاقصى بحماية القوات الاسرائيلية ؟ من يرضى بهذا الهوان والذل المجدول منذ الاحتلال الاسرائيلى للاراضى المحتلة وحتى اشعار آخر !!
الإسرائيليون جاءوا الى فلسطين بوعد بلفور وسينتهى وجودهم بوعد الله وما ذكره فى كتابه المقدس وما يفسره الان العديد من رجال الدين حول طوفان الاقصى وبأنه نصر من الله وفتح قريب .
بين وعد بلفور الوضعى ووعد الله القاطع الصادق حدث ولا حرج، فوعدهم باطل وتجمعهم تنفيذ لإرادة الله بأن يكونوا كلهم فى مكان واحد حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا. وعد بلفور اعطى من لا يملك لمن لا حق له وخلق فوهة بركان فى منطقة الشرق الاوسط لن تخمد حممها الا بحل دائم وشامل للقضية الفلسطينية، حل يضمن للمواطنين الفلسطينيين حقهم فى العيش فى سلام ويقيم لهم دولة عاصمتها القدس الشريف .
وعد بلفور وإن قام ونفذ على ارض الواقع الفلسطينى الا انه باطل ولن يدوم مهما حاولت اسرائيل بكل انواع الدعم الامريكى الغربى مساندته والوقوف بقلب رجل واحد الى جانب اسرائيل ؛ لأن ما بنى على باطل فهو باطل . وعد بلفور هو ذلك الوعد الذى لن يضمن امن بنى صهيون لأن امنهم مرهون بأمن الفلسطينيين وأمانهم ، وذلك سيتحقق فقط بإقامة الدولة الفلسطينية التى عز الاعلان عنها وعن وجودها الفعلى .
أما وعد الله فهو نافذ وسيتحقق فقط بوجود رجال اشداء على الكفار رحماء بينهم وربما ما حدث مؤخرا وما عرف باسم طوفان الاقصى هو بداية نهاية تراكمات اعوام من صراع بين الحق والباطل استقوى فيه الاخير حتى جعل اهل الحق يظنون ان الحق عز تحقيقه وصعب وجوده .
وعد بلفور باطل ووعد الله نافذ والأيام خير شاهد ودليل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وعد بلفور وعد الله
إقرأ أيضاً:
د. الشيماء المشد تكتب: الترويج للاستدامة البيئية
مع تزايد الوعي البيئي عالميًا، أصبح التسويق المستدام ضرورة للشركات التي تسعى للحفاظ على استمراريتها وبناء علاقات قوية مع عملائها. والمستهلكون اليوم يتوقعون من العلامات التجارية أن تكون مسؤولة بيئيًا وتساهم في حماية الكوكب، مما يجعل من تبني ممارسات تسويقية مستدامة استراتيجية حاسمة. هذه المقالة تستعرض كيفية تبني الشركات لممارسات تسويقية مستدامة، وأثر ذلك على صورة العلامة التجارية وسلوك المستهلكين.
يُعرف التسويق المستدام بأنه نهج يهدف لتطوير منتجات تلبي احتياجات المستهلكين الحالية دون التأثير على قدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتهم. ويشمل ذلك تقليل الأثر البيئي، استخدام الموارد المتجددة، وتعزيز ثقافة إعادة التدوير، مما يساهم في تحقيق التوازن بين النجاح الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية والبيئية.
تحول العلامات التجارية نحو الاستدامة أصبح أمرًا لا مفر منه مع زيادة الطلب على المنتجات الصديقة للبيئة، حيث أظهرت الدراسات أن المستهلكين يفضلون دفع أسعار أعلى مقابل منتجات تراعي البيئة. بالإضافة إلى ذلك، تفرض الحكومات قيودًا وتشريعات تلزم الشركات باتباع ممارسات مستدامة.
ولتنفيذ استراتيجيات التسويق المستدام، يمكن للشركات تبني ممارسات مثل تصميم منتجات من مواد معاد تدويرها، تعزيز الشفافية في تقاريرها البيئية، الترويج لأنماط حياة مستدامة من خلال حملات توعوية، ودعم المبادرات البيئية. كما يتطلب الأمر تحسين كفاءة سلاسل الإمداد واستخدام الطاقة المتجددة.
وعلى الرغم من أهمية الاستدامة، تواجه الشركات تحديات مثل التكلفة العالية للتحول إلى ممارسات مستدامة، ومخاطر "الغسل الأخضر" الذي يضر بمصداقية العلامة التجارية، وصعوبة تحقيق التوازن بين الربحية والاستدامة. وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن يؤدي التسويق المستدام إلى تحسين صورة العلامة التجارية، ودفع الابتكار، وضمان التوافق مع التشريعات البيئية.
في الختام، التسويق المستدام ليس مجرد توجه عابر، بل هو استجابة ضرورية للتغيرات البيئية. والشركات التي تتبنى هذا النهج ستساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة، مما يعزز سمعتها ويزيد من قدرتها التنافسية في السوق.