المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر يورونيوز
اعلانطوفان التحاليل وتبني المواقف المؤيدة لإسرائيل إزاء الصراع الحالي في فلسطين لا حدود له. فالصحافة المولعة عادة بالتحقق قبل نشر أية معلومة، لم تعد تعير ذلك اهتماما خلال تعاطيها مع هذا الصراع. كما يجدر القول إن السلطات لا تميل إلى التحقق من مصداقية مصادرها، والتي على أساسها تبني سياسة عملها.
لم تكن هناك نظرة كاملة للصورة. كانت الرؤية مركزة على الفضائع المنسوبة إلى حركة حماس والضحايا الإسرائيليين المدنيين فقط -وهو الجانب المسيء بوضوح إلى القضية الفلسطينية- يبدو أن نسيان آلاف القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين لا يحرج أحدا، رغم أن أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، وكأن مسؤولية مقتلهم ملقاة على عاتق الفلسطينيين وحدهم، لا على أولئك الذين يرسلون طائراتهم لقصف المباني على مدينة بكاملها وتدميرها.
إن جرائم الحرب التي يمنعها القانون الدولي الإنساني تتجلى في قطع الماء والكهرباء، والإخلاء القسري للمستشفيات، بذريعة أنها تمثل -إلى جانب أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية- أهدافا مشروعة للقصف، بينما هي الأماكن الوحيدة التي يتوقع السكان المذعورون أن يجدوا فيها الملجأ والحماية، ومستشفى الشفاء والأهلي المعمداني والكنيسة الأرثودكسية التي تعد من بين أقدم الكنائس، أوضح مثال على ذلك.
فلسطينيون لاذوا إلى الكنيسة الأرذوكسية في غزة التي قصفتها إسرائيل يوم 20/10/2023Abed Khaledلقد تعودنا على غارات القصف العشوائي بذريعة مكافحة الإرهاب، أذكر منها تدمير القوات الروسية للعاصمة الشيشانية غروزني، وتدميرها لمدينة حلب السورية، المدينة التاريخية التي حولها الجيش نفسه إلى خراب. وكذلك الأمر بالنسبة لمدينتي الموصل في العراق والرقة في سوريا، حيث أدى قصف جيوش التحالف الغربي وخاصة الولايات المتحدة إلى مقتل مئات آلاف المدنيين، فبطبيعة الحال كانت "داعش" هي المسؤولة!، بعد أن سيطرت على المدينتين واتخذت من سكانها رهينة!
إن تاريخ الصراع الإسرائيلي العربي بالنسبة للإسرائيليين بدأ يوم السابع من أكتوبر، لأن في ذلك اليوم حلت بهم أول هزيمة حقيقية تم الإقرار بها على ذلك النحو، أما بالنسبة للفلسطينيين والعرب فإن تاريخ الصراع بدأ منذ خمسة وسبعين سنة، أي منذ النكبة والحروب التي تلتها.
بالنسبة للفلسطينيين في غزة فإن طريق الآلام فتح مرة أخرى قبل ستة عشر عاما على الأقل، بسبب الحصار الكامل الذي فرضته القوات الإسرائيلية، وأردفته بجولات عديدة من القصف الذي عرفته تلك الفترة.
فتى فلسطيني يملؤ الماء داخل غالونات في غزةHatem Aliإن الغرب لم يتحرك أبدا مع مجرى التاريخ، ولم يكن في صف العدالة أو القوانين الإنسانية، لكنه استفاق فجأة يوم السابع من أكتوبر. إنه يتحرك بطريقة لاعقلانية ويتبع هواه ولا يدين سوى الأعمال التي استهدفت المدنيين الإسرائيليين ولا يتعاطى بالقدر نفسه عندما يتعلق الأمر بالضحايا الفلسطينيين. إن هزيمة أقوى جيش في المنطقة الذي عجز عن إيقاف هجوم حماس، هو ما دفع الساسة الأوروبيين رجالا ونساء إلى هذا التخبط، جارين عالم الإعلام ووسائل التواصل وراءهم. فهل هي هزيمة إسرائيل أم هزيمة الغرب؟ بحسب ردود الفعل يميل الأمر أكثر إلى الفرضية الثانية.
إن الدعم الأمريكي والأوروبي اللامشروط للحرب التي تقودها إسرائيل ردا على هجوم حماس المفاجئ، لا يمثل سوى عقابا جماعيا لسكان غزة الذين يعيشون أصلا تحت الحصار. إنه دعم مبني على فكرة الإرهاب الوهمية، التي رسمت بعناية انطلاقا من هجمات الحادي عشر من سبتمبر. في هذا المخيال الجمعي لا يوجد مكان لحق الشعب الفلسطيني، الذي يعاني ويلات الفصل العنصري المتكتم عليه منذ عقود طويلة.
وقفة مؤيدة للفلسطينيين في بلجيكاAP Photoإن الغرب يفتقد إلى البصيرة والعقلانية الديكارتية. أوروبا لا تنظر حتى إلى مصالحها الخاصة التي تتجاوز الصراع، فهي تسيء الى علاقتها وصورتها مع نحو أربعمائة مليون عربي يدينون هذه الحرب، وتدفع إلى إخراج حماس من قوقعتها ورفض شريحة واسعة من الفلسطينيين لها، إلى فضاء ومشروعية غير متوقعة.
إن نظرة المواطن العربي وليس الفلسطيني فقط إلى حماس، تختلف عن نظرته إلى تنظيم القاعدة أو داعش، فهو يتقاسم مع العالم إدانته للإرهاب الإسلاموي، ولكنه يرفض الخلط الغربي بين الإرهاب والمقاومة، من أجل نيل الإستقلال وضرورة إنهاء الاحتلال.
إن محاولات شيطنة حماس باتهامها بارتكاب أسوأ الفضائع، لا يبرر في نظر الفلسطينيين المجازر التي ترتكب بحقهم كل يوم: 300 قتيل من المدنيين يوميا 40% منهم هم من الأطفال.
هجمات المستوطنين والقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، أوقعت مئات من القتلى الفلسطينيين في مكان لا تتحكم فيه حماس، حيث لا يؤدي بناء المستوطنات غير الشرعية في الأراضي المحتلة إلا إلى استبعاد أي حل سياسي للصراع. هذه الشيطنة لا تهدف في حقيقة الأمر سوى إلى صرف انتباه الرأي العام الدولي والإسرائيلي عن السؤال الرئيسي: لماذا حدث كل هذا؟ ربما سيكون الجواب في هذه الحال: تطبيق القرارات الدولية ورفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء السياسة الإستعمارية.
مستوطنون إسرائيليون مع جنود في الضفة الغربيةOhad Zwigenbergالتعامي الغربي الحالي يذكر بانحرافات السياسات الفرنسية سنة 2011، خلال اندلاع ثورات الربيع العربي في تونس، متمثلا بتأييد الدكتاتوريات المناهضة لشعوبها التائقة إلى الحرية، بل وتسليح تلك الأنظمة والصمت أمام الفضائع التي ترتكب بحق الديمقراطيين العرب، من قتل وسجن ومجازر بحق المدنيين، تصل إلى استخدام السلاح الكيميائي ضدهم، والمأساة السورية مثال حي على ذلك.
بتبنيها سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تحرق أوروبا في الآن نفسه مستقبل علاقاتها مع المجتمعات العربية الحديثة التي ستولد في يوم ما، بل وتشارك بتبعيتها لأمريكا في بلورة ذلك. وكما قال إرنست رينان : "إن الشعوب هي نتاج للمعاناة أكثر منها للانتصارات".
ستجد الشعوب صعوبة في الاقتناع بجدوى اتفاقات أوسلو، واتفاقات أبراهام المتعلقة بالتطبيع مع عديد الدول العربية.
مسيرة عارمة في لندن تطالب بوقف الحرب في غزةJordan Pettitt/APإن سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الغرب والدعم المطلق لأوكرانيا ضد العدوان الروسي، وفي الوقت نفسه الدعم للاحتلال الإسرائيلي، يقسم العالم مرة أخرى إلى أقطاب متعارضة، والشعور بالإحباط لا يمكن إلا أن يغذي الإرهاب ويؤدي إلى وقوع حروب جديدة.
هل فقدت أوروبا صوابها؟ آمل ألا يكون ذلك، لكن منع المظاهرات الداعمة للفلسطينيين في فرنسا وبلدان أوروبية أخرى وحتى معاقبة الفنانين والرياضيين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، يبعث المخاوف بخصوص الديمقراطية والحق في حرية التعبير.
ينبغي علينا أن ندين العمليات التي تستهدف المدنيين، واستعمال القوة العسكرية لفعل ذلك. والعمل بإصرار لرفض هذا النهج، وإلا زاد ذلك من تعميق الفجوات وجعل السلام مستحيلا.
اعلانفهل تستطيع أوروبا المحافظة على دورها كشعلة للحرية تنير درب الشعوب، وتدين أعمال الترهيب بكل إنصاف؟ عليها الآن أن تختار.
بقلم الدكتور نزار بدران مراقب ومحلل سياسيشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: في ظل خشية من التصعيد مع حزب الله ... إسرائيليون يتبرعون بالدم على الحدود مع لبنان شاهد: على وقع "الغضب الساطع" مارسيليا تدعم غزة رغم الحظر والآلاف يخرجون ضد الحرب في نيويورك وسيدني شاهد: وقفة احتجاجية يهودية في نيويورك دعمًا لغزة واعتقال المئات حركة حماس فرنسا طوفان الأقصى إيمانويل ماكرون بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلانالاكثر قراءة الحرب على غزة.. قصف مستمر على القطاع ونتنياهو: ستكون الحرب طويلة وصعبة "ليس باسمنا".. توقيف مئات الأشخاص في وقفة احتجاجية يهودية في نيويورك دعما لغزة لماذا امتنعت تونس عن التصويت على قرار أممي يدعو إلى هدنة إنسانية في غزة؟ شاهد: ضخم، لكن في قمة الإتقان والجمال ... اكتشاف ثور مجنّح عمره 2700 عام في العراق كيف تحولت فلسطين على الخرائط لإسرائيل في ظرف 7 عقود فقط؟ اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب على غزة: أكثر من 8 آلاف قتيل فلسطيني بينهم 3342 طفلا وإسرائيل تهدد بالإخلاء الفوري لمشفى القدس يعرض الآن Next في ظل حرب غزة: تركيا تحتفل بمئوية تأسيس الجمهورية وإردوغان يقول "إسرائيل مجرمة حرب" يعرض الآن Next مناورات عسكرية في كوريا الجنوبية تحاكي التصدي لهجوم كوري شمالي مشابه لعملية "طوفان الأقصى" يعرض الآن Next شاهد: على وقع "الغضب الساطع" مارسيليا تدعم غزة رغم الحظر والآلاف يخرجون ضد الحرب في نيويورك وسيدني يعرض الآن Next شاهد: فلسطينيون ينتشلون ذويهم من تحت أنقاض القصف الإسرائيلي في خان يونس جنوب غزة LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس الشرق الأوسط فرنسا قصف تل أبيب تركيا وقف إطلاق النار Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس الشرق الأوسط My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: حركة حماس فرنسا طوفان الأقصى إيمانويل ماكرون بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس الشرق الأوسط فرنسا قصف تل أبيب تركيا وقف إطلاق النار طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس الشرق الأوسط الصراع الإسرائیلی طوفان الأقصى یعرض الآن Next فی نیویورک حرکة حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
«ترامب»: زيلينسكي يجب أن يستعد لإبرام اتفاق لإنهاء الصراع في أوكرانيا
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، اليوم الاثنين، أنه يعمل بنشاط على إنهاء الصراع الأوكراني، مشيرا إلى أنه يتعين على فلاديمير زيلينسكي الاستعداد لإبرام اتفاق لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
وقال ترامب متحدثًا من مقر إقامته في مارالاجو «نحاول وقف الحرب، تلك الحرب الرهيبة المروعة التي تدور رحاها في أوكرانيا».
وتابع: نحن نعمل بجد لوقف الصراع إنها مهمة صعبة، لكننا نحرز بعض التقدم.
ولفت ترامب إلى أن زيلينسكي يجب أن يستعد لإبرام اتفاق لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
وزعم ترامب أنه تلقى إشارات من كييف بشأن الرغبة في التوصل إلى تسوية للصراع مع روسيا.
وأشار ترامب إلى أن فريقه كان ينوي الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفلاديمير زيلينسكي لإنهاء الصراع الأوكراني.
وفي وقت سابق، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي القادم للبيت الأبيض، مايكل والتز، أن فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سينظر في اقتراح وقف إطلاق النار في أوكرانيا الذي قدمه رئيس وزراء المجري.
اقرأ أيضاًترامب قد لا يستطيع إلغاء حق الجنسية بالولادة.. ولكن
إريك ترامب: العالم يخوض ثورة رقمية.. والبيتكوين يمكن أن يصل سعرها إلى 200 ألف دولار
«ترامب»: الحرب مع إيران يمكن حدوثها ومشكلة الشرق الأوسط معقدة لكن يمكن حلها