غادة جابر تكتب: بيوت السويس يا بيوت مدينتي
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
"يا بيوت السويس يا بيوت مدينتي ، أستشهد تحتك وتعيشي أنتِ ، هيلا هيلا هيلا يلا يا بلدى ، أشمر درعاتك الدنيا أهيه "، أحد أهم وأبرز الأغاني التراثية في محافظة السويس ، ومازالت هي الأغنية الأهم والأبرز ، التي نتغني بها في أحتفالات السويس ، وخاصة العيد القومي لمحافظة السويس في 24 أكتوبر من كل عام ، كتب الأغنية عبد الرحمن الأبنودى ، وغناها محمد حمام ، كانت ومازالت مؤثرة ولدت فكرتها من معاناة شعب السويس ، من تهجير أهل المدينة والقصف المستمر وقتها من العدو الأسرائيلي ، أيام حرب الأستنزاف ، وتستمر بطولة مقاومة شعب السويس للعدو لتسطر الملحمة الأسطورية للمقاومة الشعبية ، وفي الذكرى الخمسين لأنتصارات أكتوبر ، كانت أيضا ًالذكرى الخمسين لملحمة السويس ، بطولة لا تنسي ، سطرها التاريخ من نور النصر في مواجهة نار العدو الغاشم ، أستطاعت مقاومة السويس تحقيق نصر مبين ، و مقاومة العدو الأسرائيلي الذى أراد أن يتسلل للمدينة الباسلة ، محاولاً أن يصنع نصراً مزيفاً بعد هزيمته الساحقة في 6 أكتوبر 1973 .
لكن مقاومة السويس هزمت تحركاتهم الفاشلة وصنعت ملحمة في 24 أكتوبر 1973 ، استطاعت أن تدافع عن مصر بأكملها ليس عن السويس فقط كما صرح الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، رجُل الحرب والسلام ، فكرتُ كثيراً من أين أبدأ الكتابة في وصف السويس " المدينة " الباسلة ، من سرد حكايات أبطال السويس " المقاومة الشعبية ومنظمة سيناء العربية " ، أم من النصرالذهبي الذى حطم خط بارليف ومدعي الزيف من الصهاينة وغيرهم ، أم أكتب عن حصار ال100 يوم التي قضاها أهل السويس عقب المواجهات العنيفة التي دارت بين الجيش المصرى وقوات العدو ، قبل إعلان وقف إطلاق النار ، أنتهي الحصار بهزيمة العدو وأستسلامه ، لكن الحقيقة التي أعيشها بنفسي ، أن في كُل مرة بنهاية الأسبوع وبداية العطلة الأسبوعية ، يخفق قلبي حُباً يرفرف فرحاً لأنني سأسافر من القاهرة إلي السويس ، حيث مسقط رأسي وبيت عائلتي ، في السويس أمي وأخوتي والمقابر التي دُفن فيها أبي ، هذا الرجل الذى نشأت وترعرعت علي سماع قصصه وهو يحكي لنا ، كيف حارب في حرب أكتوبر 1973 ، وكيف جُند في الجيش 7 سنين ، فنال شرف حرب الأستنزاف ، لا أنسي أبداً صلابته أمام كُل موقف ، ويعود دائماً لجملته المعتادة ، أنا كنت علي خط النار 7 سنين ، عبارة يقشعر لها بدني ويفتخر بها عقلي ويرفرف بها قلبي حُباً لهذا الوطن .
في مدخل السويس تشعُر وكأنها تحتضنك وتطبطب عليك وترحب بك ، يصفو ذهنك لرؤية شوارعها التي تستطيع أن تحفظ طرقها من أول وهلة ، فلا متاهه في السويس ، ولا أكتظاظ ، مدينة تاريخية حضارية هواؤها برائحة المِسك ، فهذا شارع الشهداء ، وهذا شارع أحمد عرابي ، وهنا ضريح سيدى الغريب ، وهنا ضريح سيدى الأربعين ، وسوق الأنصارى ، والملاحة ، وشارع النمسا والكورنيش القديم " ميناء الخور " قديماً أقدم ميناء بالبحر الأحمر وكان الميناء الوحيد قبل ربع قرن من الزمان ، ليربط بين الشرق و الغرب وأفريقيا بأسيا ، علي ضفته قصر محمد علي وبيت المساجيرى تشاهدهم وكأنك عبرت الزمان وعاد بك ليروى تاريخ عصر أثرى ، والكورنيش الجديد والممشي السياحي ، الممتد إلي بورتوفيق ، وما أدراك ما بورتوفيق ، عبق التاريخ ورونق الحياة علي شط القناة كانت صبانا وحكاياتنا ولمتنا ، وفي فلل بورتوفيق قصص تروى وتاريخ يوثق ، عمرها أكثر من مائة عام ، بُنيت من حجر القرنيد ، كان يسكنها العمال الأجانب من الفرنسنيين واليونانيين واليهود والأنجليز والأن يعيش فيها عمال هيئة قناة السويس المصريين .
وأنت قادم من القاهرة مروراً بالمثلث حتي شارع الجيش و الأربعين "مدخل السويس الغربي" في كل شبر من الأرض حكاية شهيد وفدائي وبيت كان مخزن سلاح أو شارك بتقديم المساعدة للجنود أو بتقديم شهيد من أبنائه ، وأنت قادم من الأسماعيلية مروراً بالجناين والهويس مدخل السويس الشمالي ، يروى كل شبر من الأرض رواية عن شهيد أو عن كمين ضم عدد من الفدائيين كالأسود مستعدين للشهادة بريادة في مواجهة العدو الصهيوني ، وفي مدخلها الجنوبي ميناء الأدبية ، وحي عتاقة وطريق الزيتية إلي مبني المحافظة ، في السويس كل الوجوه مألوفه ، في كل شارع ترى صديق ،أو جارمن مسكنك القديم ،أو قريب لأحد معارفك ، وأصبح وكأنه قريب لك ، أنا من السويس ، فخورة بمصريتي .
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تفتتح 8 مساجد غدًا الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله عز وجل
تواصل وزارة الأوقاف جهودها لإعمار بيوت الله – عز وجل – بافتتاح 8 مساجد إحلال وتجديد غدًا الجمعة 25 من أبريل 2025 م.
وأعلنت الوزارة وصول إجمالي المساجد المفتتحة منذ أول يوليو2024 م حتى الآن إلى 1306 مساجد،من بينها 880 مسجدًا إحلالًا وتجديدًا، و426 مسجدًا صيانةً وتطويرًا، وأكدت أن إجمالي ما تم إحلاله وتجديده وصيانته وفرشه منذ يوليو 2014م بلغ 13387 مسجدًا بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 22 مليارًا و653 مليون جنيه.
وشهدت قائمة المساجد المقرر افتتاحها تنوعًا جغرافيًا ا، بيانها كالتالي:
ففي محافظة المنيا:
إحلال وتجديد: مسجد أولاد عمر، قرية الشيخ تمي – مركز أبو قرقاص؛ مسجد التل، عزبة التل – مركز أبو قرقاص؛ مسجد السلام، قرية طرفا – مركز سمالوط.
وفي محافظة الأقصر:
إنشاء: مسجد أنس بن مالك، قرية الزنيقة، أصفوان – مركز إسنا.
وفي محافظة الدقهلية:
إنشاء: مسجد الرحمة، عزبة عبده – مركز الجمالية.
وفي محافظة الفيوم:
إحلال وتجديد: مسجد مخيمر، قرية السعيدية – مركز سنورس.
وفي محافظة القليوبية:
إحلال وتجديد: مسجد سليمان خربوش، عزبة سليمان خربوش، قرية شبلنجة– مركز بنها.
وفي محافظة كفر الشيخ:
إحلال وتجديد:مسجد العاطل، عزبة العاطل – مركز فوه.
وتؤكد هذه الجهود التزام وزارة الأوقاف بتطوير بيوت الله -عز وجل- وتحديثها لتوفير بيئة إيمانية مناسبة للمصلين في مختلف أنحاء الجمهورية، في إطار اهتمام الوزارة بإعمار بيوت الله -عز وجل- ماديًّا وروحيًّا وفكريًّا.