عين على الأنبار وسيناء.. تطهير عرقي إسرائيلي للشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إن إسرائيل تمارس تطهيرا عرقيا، ضمن حرب ديموجرافية مع الشعب الفلسطيني، لبناء دولة فصل عنصري لا يكون فيها اليهود "أصحاب السيادة" أقلية، مستدلا بمساعٍ لتهيجر فلسطييين إلى الأنبار بالعراق وسيناء في مصر.
هيرست أضاف، في مقال بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "قبل عام، كان ثلاثة سياسيين عراقيين سنَّة من محافظة الأنبار يقيمون في أحد الفنادق الفخمة العديدة في البحر الميت (إسرائيل) ويتردد عليهم مسؤولون إسرائيليون".
وتابع: "لم يكن الموضوع فلسطين بل الأنبار، أكبر محافظات العراق وأكثرها كثافة سكانية. وذكّر المضيفون ضيوفهم العراقيين بأن محافظتهم أقل بقليل من ثلث مساحة العراق، وبها احتياطيات ضخمة من المياه غير المستغلة".
وأردف: "توقع الإسرائيليون أن تصبح (الأنبار) سلة الغذاء للشرق الأوسط. وكان لديها احتياطيات من النفط والغاز لاستغلالها، كما يمكنهم مساعدة الأنبار في استخراج الاحتياطيات المعدنية.. لكن الشيء الوحيد النقاص في الأنبار هو العدد الكافي من الناس لإدارة مثل هذه النهضة".
"ثم طرح الإسرائيليون السؤال الذي كان يدور حوله الاجتماع: ماذا لو عرضنا عليكم 2.3 مليون فلسطيني؟ وهم أيضا من السنَّة.. الفلسطينيون يعملون بجد، ولديهم نفس الثقافة مثلكم، ووجود المزيد من السنة في الأنبار، يمكن أن يساعد في ترجيح كفة السنَّة مقابل الشيعة"، كما زاد هيرست.
وأردف: "عرض العراقيون طرح الاقتراح على رئيس وزرائهم.. وربما بالغوا أمام الإسرائيليين في قدرتهم على إقناع النخبة السياسية العراقية".
اقرأ أيضاً
غزة.. السعودية ومصر والأردن والمغرب تدعو لوقف التصعيد وترفض التهجير
تهجير جديد
ومشيرا إلى الدعم الشعبي العراقي للشعب الفلسطيني، قال هيرست إنه "كما هو الحال في معظم أنحاء العالم العربي، اهتز العراق دعما للمقاتلين الفلسطينيين في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول (الجاري)".
وفي ذلك اليوم، أطلقت حركة "حماس" عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، ردا على اعتداءات إسرائيلية يمية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
هيرست زاد بأنه "في عرض نادر تجاوز الانقسام الطائفي، خرج العراقيون إلى الشوارع بمئات الآلاف. ومنعوا ناقلات النفط من الدخول إلى الأردن، قائلين إنهم لن يسمحوا للنفط العراقي بالذهاب إلى الدول التي تعترف بإسرائيل".
وأضاف أن "رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني وصف الرد الإسرائيلي (على غزة) بأنه "عدوان صهيوني وحشي"، وأصدر أسلافه المنقسمون عادة، مصطفى الكاظمي وحيدر العبادي وعادل عبد المهدي ونوري المالكي، بيانا مشتركا وصفوا فيه هجوم المقاتلين الفلسطينيين بأنه "رد طبيعي" على "الاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية".
واعتبر أن هذا "النهج (الإسرائيلي) عديم الجدوى أظهر شيئا واحدا، وهو أنه قبل وقت طويل من هجوم 7 أكتوبر، كان المسؤولون الإسرائيليون يفكرون جديا في إفراغ الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلتين من الفلسطينيين والقيام بما فعلوه في 1948 (التهجير)، فقط بأعداد مضاعفة أو ثلاثة أضعاف".
اقرأ أيضاً
بايدن يطلب اعتمادات لتهجير الفلسطينيين الى سيناء
خطة إسرائيلية
هيرست لفت إلى ورقة سياسية إسرائيلية ظهرت خلال الحرب على غزة، وهي بعنوان "خطة لإعادة التوطين والتأهيل النهائي في مصر (سيناء) لجميع سكان غزة: الجوانب الاقتصادية".
وأوضح أنه تم نشر الورقة على الموقع الإلكتروني لمركز أبحاث يديره مئير بن شبات، مستشار الأمن القومي السابق الذي لعب دورا رئيسيا في إبرام اتفاقيات إبراهيم للتطبيع مع مع الإمارات والمغرب والبحرين.
وقال أمير ويتمان مؤلف الدراسة: "توجد حاليا فرصة فريدة ونادرة لإخلاء قطاع غزة بأكمله بالتنسيق مع الحكومة المصرية.. وهي خطة فورية وواقعية ومستدامة لإعادة التوطين والتأهيل الإنساني".
ويتمان اعتبر أن هذه الخطة "تتماشى بشكل جيد مع المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لإسرائيل ومصر والولايات المتحدة والسعودية".
وأعرب الفلسطينيون وكل من مصر والسعودية وبقية الدول العربية عن رفضهم أي تهجير جديد للشعب الفلسطيني، وسط تحذيرات من تصفية القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضاً
مشعل مشيدا بدور مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين: كانت عند حسن الظن
دولة فصل عنصري
"بعد أن تخلت إسرائيل عن (مبدأ) الأرض مقابل السلام، وحاولت وفشلت في الفصل كنموذج عبر وضع الفلسطينيين خلف مجموعة متنوعة من الجدران والطرق ونقاط التفتيش، فإن مشروعها الوحيد اليوم هو بناء دولة فصل عنصري يكون فيها اليهود وحدهم أصحاب السيادة"، كما أضاف هيرست.
واستدرك: "لكن الديموجرافية (التركيبة السكانية) تقف ضد هذه الفكرة، وخاصة في ما يتعلق بحل الدولة الواحدة الذي تعكف إسرائيل على بنائه الآن؛ فالإحصائيات ليست في صالح إسرائيل".
وأوضح أن "أعداد مماثلة تقريبا من اليهود والفلسطينيين تعيش بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط. ومعدلات الولادات مختلفة وتوجد هجرة يهودية أشكنازية (إلى خارج إسرائيل) يجب أخذها في الاعتبار".
و"العديد منهم (اليهود الأشكيناز) يحملون جنسية مزدوجة ويستخدمون جوازات سفرهم الأجنبية في الوقت الحالي. ومع مرور الوقت، سيفوق الفلسطينيون عدد اليهود الإسرائيليين داخل إسرائيل"، كما أردف هيرست.
وقال إن "الطريقة الوحيدة (بالنسبة لإسرائيل) لتجنب حكم الأقلية اليهودية هي طرد أكثر من مليون فلسطيني".
واستدرك: "على العكس من ذلك، ومهما كانت الحياة لا تُطاق بالنسبة لهم، وطالما يرفض الفلسطينيون مغادرة أراضيهم، فإن لديهم فرصة للخروج منتصرين. وبالنسبة لكل جانب، فإن الديموجرافية هي ساحة المعركة الحقيقية".
هيرست شدد على أن "الجهود الإسرائيلية الرامية إلى تحقيق النصر في هذا الصراع لا علاقة لها بالحل العادل أو التفاوضي ولا بتقاسم أرض مشتركة".
وأضاف أن "الإصرار المستمر من جانب الولايات المتحدة وأوروبا على حل الدولتين، الذي ليس لديه أي فرصة لرؤية النور، هو تمويه للمهمة الحقيقية التي بين أيدينا: التطهير العرقي.. وفرصة مثل الحرب التي يمكن أن تفرغ غزة من معظم سكانها، البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني، لا تأتي في كثير من الأحيان".
اقرأ أيضاً
خسئ من قال أو أقر.. الصدر يندد بدعوات تهجير الشعب الفلسطيني
المصدر | ديفيد هيرست/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل تهجير الأنبار سيناء تطهير عرقي اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
وكيل «عربية النواب»: دعم الأمم المتحدة للحق الفلسطيني يُزيد من عزلة إسرائيل دوليا
رحب الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، مقرر محور أولويات الاستثمار بالحوار الوطني، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اتخذته بأغلبية ساحقة بتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، إذ حصل القرار على تأييد 172 دولة، بينما عارضته 7 دول فقط، من بينها إسرائيل والولايات المتحدة، فيما امتنعت 8 دول عن التصويت، موضحا أن القرار يعتبر حق تقرير المصير أساسيا وغير قابل للتصرف، ومُعترفا به في ميثاق الأمم المتحدة، فضلا عن الإشارة إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي يؤكد ضرورة إنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية.
القرار يُمثل رسالة واضحة لإسرائيل بضرورة إنهاء سياساتها في غزةوقال محسب في بيان له، إن القرار يطالب إسرائيل بشكل صريح بالوفاء بالتزاماتها، وعدم إعاقة الشعب الفلسطيني عن ممارسة حقه في تقرير المصير، وهو الأمر الذي بات مدعوما بتأييد دولي يعكس عدالة القضية الفلسطينية، في مقابل عزلة واضحة لإسرائيل وحلفائها، الأمر الذي هو يُشكل ضغط على دولة الاحتلال، مشيرا إلى أن القرار يُمثل رسالة واضحة لإسرائيل بضرورة إنهاء سياساتها التي تعيق تحقيق الفلسطينيين لحقهم في تقرير المصير، خاصة في ظل استمرار الاستيطان والانتهاكات.
قرار الأمم المتحدة يعزز الموقف الفلسطيني في المحافل الدوليةوأشار، إلى أن قرار الأمم المتحدة يعزز الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية، ويُشكل أساسا قانونيا لمطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لإنهاء الاحتلال، والالتزام بمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، من خلال تنفيذ القرارات السابقة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، داعيا المجتمع الدولى للتكاتف من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، معتبرا القرار خطوة تدعم الإطار السياسي لحل الدولتين، لكنه بحد ذاته لا يُمهد الطريق بشكل مباشر لمسار سياسي جديد، إنما يُعزز الأساس القانوني والشرعي لهذا الحل في مواجهة الرفض الإسرائيلي لأي خطوات من شأنها تعزيز فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ضرورة توحيد الصف الفلسطيني والقضاء على الانقسام الداخليوشدد على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني والقضاء على الانقسام الداخلي من أجل صياغة رؤية سياسية موحدة تمثل الجانب الفلسطيني لدفع المسار السياسي الذي يدعم إقامة دولة فلسطينية وفقا لمقررات الأمم المتحدة في هذا الشأن، مؤكدا أن القرار يُشكل أرضية قانونية وأخلاقية تُعزز من شرعية المطالبة بحل الدولتين، وهو ما يتطلب استغلال هذا القرار بالتنسيق مع دعم دولي وجهود فلسطينية موحدة، لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف الذي يظل مرهونا بالإرادة السياسية للأطراف المعنية.