سكان في الضفة الغربية... استغلوا الحرب بغزة لطردنا والاستيلاء على أرضنا
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
ترك الرعاة البدو منازلهم وغادروها سيرا على الأقدام مع الماشية، ووصل عشرات المستوطنين إلى القرية، يرافقهم شرطيون وجنود إسرائيليون.
ويقول ممثلون عن الخربة إن الجيش لم يستجب لعدة طلبات قدمت لتأجيل الإخلاء.
ويؤكد أبو بشار وهو أحد اللاجئين مع عشرات العائلات إلى الطيبة وسط الضفة الغربية "ندفع ثمن ما يحدث في بلدهم" في إشارة إلى الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس.
أما علياء مليحات التي تقطن قرية المعرجات البدوية بين رام الله وأريحا فتؤكد "لم نعد ننام، هذا كابوس".
وتخشى مليحات على سكان قريتها من التهجير. وتقول "منذ بداية الحرب أصبحنا نرى المستوطنين يحملون المزيد من الأسلحة (...) الأمر صعب جدا".
وتضيف: "نسأل أنفسنا ماذا سيحدث (...) نعيش نكبة ثانية بسبب المستوطنين والجيش" في إشارة إلى النكبة الفلسطينية في 1948.
"ليس لدي مكان آخر أذهب إليه.. دمروا كل شيء"وبالنسبة لأبو بشار الذي لا يريد سوى العودة إلى بيته "ليس لدي مكان آخر أذهب إليه (...) كل أغراضنا هناك، المونة التي نشتريها بكميات كبيرة والجرارات والألواح الشمسية".
وبعد أسبوع على طردهم، سمح الجيش للسكان بالعودة لجمع أمتعتهم، لكن عند وصولهم وجدوا كل شيء مدمرا.
ويقول أبو بشار "دمروا كل شيء (...) أكياس علف الحيوانات مرمية على الأرض".
وإلى ذلك، رصدت وكالة الأنباء الفرنسية منازل منهوبة وخزائن ملابس فارغة وأسرة أطفال محطمة وستائر ممزقة وأوراق وأحذية وألعاب متناثرة على الأرض. وأشار طاقم الوكالة إلى وجود سيارات مدنية في الخربة وحولها وقد رفع العلم الإسرائيلي على عدد منها.
هذا، ويؤكد أبو بشار أن كل ما يريده هو أن يتركوه يعيش بسلام فهو لم يعد يحتمل. ويضيف: "هناك خطة طويلة الأمد لطردنا والاستيلاء على أرضنا. انتهزوا هذه الفرصة للقيام بذلك بينما كان الجميع يراقب ما يحدث في غزة."
"تطهير عرقي للمنطقة.. والجيش لا يتدخل"ومن جانبه، يوضح الناشط الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان غاي هيرشفيلد لوكالة الأنباء الفرنسية أن المستوطنين يكثفون جهودهم لطرد الفلسطينيين من أراضيهم منذ بداية الحرب.
ويضيف: "يستغل المستوطنون الحرب لإنهاء تطهير المنطقة (ج) من غير اليهود" في إشارة إلى الأراضي المصنفة (ج) أو (سي) وفق اتفاقية أوسلو الموقعة في 1993 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إذ تشكل تلك الأراضي 61% من أراضي الضفة الغربية.
كما يشير هيرشفيلد إلى إفراغ ما مساحته 150 كيلومترا مربعا في الضفة الغربية من السكان بالفعل. مضيفا "هنا قاموا بتطهير 150 ألف دونم من غير اليهود" معتبرا ذلك "تطهيرا عرقيا لهذه المنطقة".
ويحظى المستوطنون بدعم قوي من الائتلاف الحكومي اليميني المتشدد الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، في حين لا يتمتعون بدعم شعبي مماثل.
وتقول رئيسة تحالف حماية الضفة الغربية أليغرا باتشيكو إن الجيش الإسرائيلي الذي ينتشر بأعداد كبيرة في الضفة الغربية "لا يتدخل دائما في عنف المستوطنين."
وتضيف رئيسة التحالف وهو مجموعة من المنظمات غير الحكومية تنسق المساعدات الإنسانية قائلة إن "وجودهم (المستوطنون) عادة ما يؤدي إلى تصاعد العنف".
وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في وتيرة العنف، إذ قتل في مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي ومستوطنين أكثر من مئة شخص منذ بداية الحرب.
ويعيش في الضفة الغربية أكثر من 490 ألف مستوطن في مستوطنات تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي.
هذا، وتسجل يوميا ثمانية حوادث عنف ضد الفلسطينيين من بينها الترهيب والسرقة والاعتداء وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
ويذكر أنه في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، نزح منذ بدء الحرب الحالية 7607 أشخاص أكثر من نصفهم من الأطفال وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. كما اضطر نحو 1100 فلسطيني إلى مغادرة أراضيهم خلال العام ونصف العام الماضيين.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج إسرائيل حماس الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين الضفة الغربية فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
مواجهات مع جيش الاحتلال عقب اقتحام مناطق بالضفة الغربية
اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الماضية عدة مناطق بمحافظات الضفة الغربية واندلعت مواجهات في جبهات مختلفة، بالتزامن مع اعتداءات لمستوطنين على فلسطينيين.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن جيش الاحتلال اقتحم المنطقة الشرقية من مدينة قلقيلية شمال الضفة، وأطلق قنابل الصوت والغاز بشكل عشوائي.
وفي محيط مدينة نابلس شمال الضفة شدد الجيش الإسرائيلي إجراءاته وخاصة على حاجز دير شرف العسكري غرب المدينة بكلا الاتجاهين، وحاجز بيت فوريك شرق المدينة، وأجرى تفتيشا دقيقا للمركبات.
وذكرت مصادر محلية أن مقاومين استهدفوا قوات الاحتلال بعبوة ناسفة داخل قرية بلاطة البلد شرق نابلس.
وشهد وسط الضفة اقتحام الجيش الإسرائيلي قرية شِبتين، غرب مدينة رام الله، كما اقحمت قوات الاحتلال بلدة بيرزيت وشددت من إجراءاتها العسكرية على حاجز عين سينيا، المقام على أراضي فلسطينيين شمال رام الله.
جانب من اقتحام قوات الاحتلال بلدة بيرزيت شمال رام الله pic.twitter.com/pTr3SN3uDt
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 17, 2024
وجنوبي الضفة، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الجيش الإسرائيلي اقتحم بلدتي بني نعيم والسموع، شرق وجنوب مدينة الخليل.
وأضافت أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بآلياتها العسكرية بلدة بني نعيم شرق الخليل، وانتشرت على الطرقات وأوقفت مركبات المواطنين في منطقة العقبة، وأطلقت قنابل الغاز المدمع.
وفي بلدة السموع نصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا وأوقفت مركبات مواطنين وفتشتها، كما استولت على 3 مركبات فلسطينية، واعتدى مستوطنون على رعاة أغنام شرق بلدة يطّا بالخليل.
وشرقي يطا، ذكرت وكالة (وفا) أن مجموعة من المستوطنين المسلحين هاجموا رعاة الأغنام وأجبروهم على المغادرة بعد أن منعوهم من الوصول إلى المراعي، كما قامت مجموعة أخرى بأعمال استفزازية للأهالي بإطلاق أغنامهم في محيط وقرب المنازل الفلسطينية.
وجنوبي الضفة أيضا، اقتحم الجيش الإسرائيلي قرية الخضر جنوب بيت لحم، وأطلق قنابل الغاز السام والصوت تجاه الفلسطينيين، كما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة بيت لحم.
وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن 783 شهيدا، ونحو 6300 جريح، وفق معطيات رسمية فلسطينية.