السكتة الدماغية لدى الأطفال هي حالة طبية تتطلب الوعي والتثقيف للآباء ومقدمي الرعاية.. ويعد التعرف على علامات السكتة الدماغية، وطلب المساعدة الطبية الفورية أمراً بالغ الأهمية لتقليل الضرر.

ويمكن التعامل مع عوامل الخطر من خلال اتباع أسلوب حياة صحي، ويقوم الدعم العاطفي، وإعادة التأهيل بأدوار مهمة في تعافي الطفل.

. ويعد رفع مستوى الوعي والبقاء على اطلاع بالأبحاث والتقدم الطبي، وتوفير شبكة من الدعم أمراً ضرورياً في إدارة السكتة الدماغية لدى الأطفال.

تحدث السكتة الدماغية بسبب انقطاع تدفق الدم إلى الدماغ، إما بسبب انسداد الشرايين وتسمى (السكتة الدماغية) أو بسبب النزيف وتسمى (السكتة الدماغية النزفية)، ويمكن أن يحدث ذلك في أي عمر، ويمكن أن تكون عواقب السكتة الدماغية عند الأطفال شديدة وتستمر مدى الحياة.

علامات السكتة الدماغية في مرحلة الطفولة إحدى الخطوات الأساسية لتمكين الآباء ومقدمي الرعاية هي التعرف على علامات السكتة الدماغية في مرحلة الطفولة، وقد تختلف العلامات حسب عمر الطفل والجزء المصاب من الدماغ، ولكن العلامات الشائعة تشمل الضعف المفاجئ أو التنميل، وصعوبة التحدث، والصداع الشديد، وفقدان التوازن أو التنسيق. 

طلب المساعدة الطبية الفورية

من المهم للآباء ومقدمي الرعاية طلب المساعدة الطبية الفورية، إذا اشتبهوا في إصابة طفلهم بسكتة دماغية، والقيام بالعلاج في الوقت المناسب يمكن أن يعزز بشكل كبير فرص الشفاء.

عوامل الخطر والوقاية تشمل عوامل الخطر أمراض القلب الخلقية، ومرض الخلايا المنجلية، والالتهابات، وصدمات الرأس، وبعض الحالات الوراثية.. وعلى الرغم من أن بعض عوامل الخطر خارجة عن السيطرة، فإنه يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية تعزيز نمط حياة صحي يساعد في الحد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الأطفال، ويشمل ذلك الحفاظ على نظام غذائي متوازن، وتشجيع النشاط البدني، وضمان التطعيمات للوقاية من العدوى.

الدعم العاطفي

لا يقل تقديم الدعم العاطفي أهمية عن فهم الجوانب الطبية للسكتة الدماغية، إذ يمكن أن يساعد الانضمام إلى مجموعات الدعم أو طلب المشورة الآباء ومقدمي الرعاية في التعامل مع التحديات العاطفية لرعاية طفل أصيب بسكتة دماغية.

إعادة التأهيل والرعاية طويلة الأمد تلعب إعادة التأهيل دوراً مهماً في تعافي الطفل بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، وغالباً ما تتضمن إعادة التأهيل العلاج الطبيعي، وعلاج النطق والعلاج المهني، ويجب أن يشارك الآباء ومقدمو الرعاية بنشاط في هذه العملية، ما يضمن حصول الطفل على الرعاية والتمارين المناسبة حتى يتلقى الدعم اللازم للنجاح الأكاديمي، وفق صحيفة تايمز أوف إنديا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الأطفال السكتة الدماغية السکتة الدماغیة عوامل الخطر

إقرأ أيضاً:

«التنمر».. ظــاهرة مقـلقة وعـائق لبراءة الطفــولـة

تحقيق: سارة البلوشي

«التنمّر» كلمة قد تبدو عادية لكنها تحمل في طياتها ندوباً عميقة وتترك أثراً في قلوب الأطفال وذاكرتهم، فهو أكثر من مجرد كلمات أو تصرفات مؤذية، إنه عائق لبراءة الطفولة ويزرع الخوف بدلاً من الأمل، وتأثيره لا يتوقف لحظتها بل يمتد ليغير مسار حياة هذا الطفل الضعيف، ويكسر الثقة بالنفس ويحطم الأحلام؛ لذا فلا يمكننا أن نصمت أمام هذه القضية الخفية، بل علينا أن نصنع عالماً يكون فيه كل طفل محاطاً بالحب والاحترام، عالماً يزدهرون فيه..
ناقشت «الخليج» هذه القضية مع مجموعة من المعنيين، الذين اتفقت آراؤهم حول أهمية مواجهة هذه الظاهرة. 

قالت الدكتورة صابرين الفقي، أخصائية نفسية: «ظاهرة التنمّر شكل من أشكال العنف، وتعرَّف بأنها أي سلوك عدواني يتسبّب فيه شخص أو مجموعة عن عمد، أولئك الذين يكونون في مركز قوة على الذين هم في مركز ضعف أو بلا قوة ولا يستطيعون المقاومة»، وأضافت: «يكون هذا السلوك متكرراً، وقد يؤدي إلى إلحاق الأذى أو الضيق بالمستهدَف (سواء كان طفلاً أو شابّاً)، بما في ذلك الأذى الجسدي، أو النفسي، أوالاجتماعي، أو التعليمي، وللتنمّر أشكال عدة جسدية ولفظية وإلكترونية وإيحائية، وباستغلال العلاقات». 
علامات التنمّر
وأضافت الدكتورة صابرين: «تكون علامات التنمّر على الجسد (كدماتٍ وخدوشاً وجروحاً، وتمزّقاً في الملابس، أو تلفاً في المتعلّقات الشخصية للطفل)، والأعراض النفسية الجسدية متمثلة في الإجهاد العام وانخفاض الأداء، وضعف مقاومة المرض والعدوى، والأمراض المتكررة، والتهديد ومحاولة الانتحار». 

الصورة


السلوك
ولفتت إلى أن السلوك الذي يشير إلى القلق، هو العصبية وتقلب المزاج والتوقف عن الأكل، وفي بعض الأحيان يكون العكس، حيث نلاحظ لجوء الطفل لتناول الطعام بإفراط، وصعوبة النوم وظهور كوابيس وأحلام متكررة أيضاً، وعدم التحكم في التبوّل أثناء النوم ومن ثم تبلل الفراش، وكذلك الكتمان والهروب، وعدم الرغبة في التحدث والإفصاح عما يحدث له. 
وأضافت: أما السلوك المتعلق بالمدرسة، فيتمثل في الخوف من الذهاب إلى المدرسة، ورغبته الملحَّة في تغيير الطريق إليها، ورفضه لركوب الحافلة المدرسية، وكذلك الشكوى المستمرة، أن لدية آلاماً وأوجاعاً لتجنب الذهاب إليها، إلى جانب الشكوى المتكررة من فقدان المتعلقات الشخصية داخل المدرسة. ونلاحظ تغيرات في السلوك الاجتماعي وضعف الدائرة المحيطة به من الأصدقاء، وعدم الرغبة في الخروج وانخفاض عـــدد مرات لقائه أصدقاءه. 
وقالت الدكتورة صابرين: «هناك مؤشرات سلوكية وعاطفية، تتمثل في علامات الحزن السائدة دائماً عليه، والوحدة والاكتئاب والانطواء، والرغبة الدائمة في البكاء، وظهور تلعثم عند التحدث والتفكير في الانتحار، ووجود تقلّبات في المزاج». 
تأثير التنمّر 
وأكدت أن التنمّر يؤثر في الأطفال، ويتمثل بقلة الثقة بالنفس والعجز، وقلة التركيز وسوء الأداء الأكاديمي، ومشكلات في التكيّف مع المدرسة، من ثم الغياب عن المدرسة. 
خصائص المتنمّر
وقالت: «إن من خصائص المتنمّر السلوك المؤذي المقصود والمتكرر، وعدم توازن القوى بين المتنمّر والضحية، واستخدام غير عادل للقوة، والتباهي المعلن من المعتدي، وألا يصدر الضحية أي رد فعل أو دفاع عن النفس وبالتالي يشعر بالقهر». 
استراتيجيات 
وتابعت: «لا بدّ أن يستخدم الطفل الذي يتعرض للتنمّر خمسة استراتيجيات، منها: التجاهل وتظاهر عدم سماع ما قيل، أو أن ما قيل ليس له أهمية، والذهاب بعيداً عن مصدر الأذي، والتحدث بودٍّ وعدم الانزعاج في حال استمرار المضايقة ، أو التحدث بحزم في حال عدم توقف التنمّر، وطلب المساعدة من المعلم أو الأخصائي المدرسي». 
النظر والثقة
وقالت الدكتورة عائشة الجناحي، كاتبة وقائدة عالمية في الطفولة المبكّرة، ومدربة معتمدة بالإمارات: «على أولياء الأمور أولاً التوضيح للأطفال أن هدف المتنمّر الأساسي هو الحصول على السلطة والسيطرة وإيذاء الآخرين، ومن ثم التحدث معهم عن التنمّر والمضايقات التي تواجههم في المدرسة، وبأنهم تعرضوا لتجارب مماثلة في صغرهم، ومن ثم يمدح الوالدان الأطفال على صراحتهم».
وأضافت: «ضرورة تشجيع الأطفال على الانضمام إلى مجموعة من الأصدقاء، لأنه بالنسبة للمتنمّر أصعب بكثير من الاعتداء على طفل واحد، وفي حال ضايق المتنمّر الطفل، يجب على الطفل التظاهر بالهدوء ومواصلة حياته الطبيعية، لأن المتنمّر يشعر بالراحة حين يتسبب بمضايقة الآخرين وإيذائهم، وغالباً ما يختار المتنمّر الأطفال الأضعف أو الذين لا يستطيعون المقاومة، لذا لتجنب الوقوع فريسةً سهلةً للمتنمّر، على الطفل الوقوف بكل ثقة والنظر في عين المتنمّر، ومن المهم ألا يكافئ هذا المتنمر بالدموع لأن هدفه إيذاء مشاعر ضحاياه».
مفتاح العلاقات 
وأضافت الدكتورة عائشة: «في الواقع التواصل المستمر والحوار الذكي مع الطفل، والحرص على سماع جميع مشكلاته الصغيرة والكبيرة بجدية، يمكن أن يكون لها أثر كبير وإيجابي في التخفيف من حدة شعوره بالخوف والدونية، ويزيد شعوره بالاحتواء والأمان الداخلي، ولا بدّ أن يشعر الطفل بالأمان من المربّي وأنه صديقه المقرّب، الذي تهمه سعادته وراحته النفسية، وهذه العلاقة الصلبة بين الوالدين والأبناء ليست وليدة اللحظة، ولكنها تبدأ منذ الصغر حين يستخدم الوالدان الذكاء العاطفي مع الأبناء، والذي يشكل مفتاحاً لنجاح علاقاتهم على الصُعد كافة، وتساعدهم على التكيف مع الضغوط التي قد تحيط بهم في كل المراحل العمرية، أو عند تعرضهم لبعض المشكلات الاجتماعية التي قد تعكّر صفوهم أو تهدّد شعورهم بالأمان».
وقالت: «من المهم تعزيز ثقة الطفل بنفسه، بالتحدث معه عن نقاط قوته الإيجابية ومواهبه، ومشاركته في الأنشطة التي تشعره بالإنجــاز، مـــثل الأعمـــال التطوعـــية والرياضة». 
التوعية
وقالت شيخة صالح المخيني، معلمة علوم بمدرسة «الرماقية» حلقة 2: «لا بدّ من توعية الأطفال بأهمية الاحترام المتبادل وقيم التسامح، وتنظيم ورش وبرامج تعليمية لتعزيز مفهوم التنمّر وكيفية مواجهته، وتوفير بيئة آمنة للطلاب يشعرون فيها بحرية التعبير عن مشاعرهم ومشكلاتهم، وتعزيز دور الأهل في مراقبة سلوك أطفالهم وتشجيعهم على التعاون والاحترام، وتوفير نظام يومي ثابت للطفل يشعره بالاستقرار، ودعمه عاطفياً والاستماع لمشكلاته، من دون الحكم عليه، وتعزيز الثقة بالنفس بالأنشطة التي يبدع فيها».
زرع الثقة 
وقد أكدت المخيني ضرورة تواصل إدارات المدارس المستمر مع أولياء الأمور، لإطلاعهم على سلوك أبنائهم، وتقديم استشارات ونصائح عن كيفية التعامل مع سلوك التنمّر، وأهمية التواصل معهم لإطلاعهم على حالة أبنائهم النفسية، وتقديم نصائح واستراتيجيات للأهل لمساعدة أطفالهم على التغلب على مخاوفهم، وشددت على أن للثقة بالنفس دوراً كبيراً في تنمية شخصية الطفل وتعزيز قدراته على مواجهة التحديات، وقد أشارت إلى أن الأطفال الواثقين بأنفسهم يكونون أكثر قدرة على التفاعل الاجتماعي الإيجابي، وأقل عرضة للتنمّر أو التأثر به.
المشاعر الإيجابية 
في حين قالت أم عمر: «بالنصيحة الدائمة نساعد الأطفال على عدم نشر التنمّر بينهم والتحدث المستمر معهم لتوعيتهم، وأن المدح المستمر والحضن الدائم، من الأشياء التي يمكن تجربتها مع الطفل وقد تساعده على الشعور بالأمان، وإبعاد الخوف والقلق عنهم حينما يضحك أحد الزملاء عليهم أحياناً، وهذه السلوكات تزرع الكثير من المشاعر الإيجابية لدى الطفل وتجعله الأمان يحيط به». 
وأضافت: «هناك تواصل مباشر بيننا وبين إدارة المدرسة في حال وقوع التنمّر بين الطلاب وهم متعاونون جداً، وأرى كوني أماً لخمسة أطفال، أن من المهم جداً زراعة الثقة بالأطفال، لأنها تساعد على تنمية شخصية الطفل وحمايته من التنمّر».

الصورة



 

مقالات مشابهة

  • عبدالغفار: نستهدف زيادة الرعاية الصحية لتقليل وفيات الأطفال دون سن الخامسة
  • مصر.. حسابات على فيسبوك لـ«بيع الأطفال» تثير الغضب ودعوات لمحاسبة أصحابها
  • الداخلية تطلق "معاً نحو شتاء آمن" لتعزيز ثقافة حماية الأطفال
  • «التنمر».. ظــاهرة مقـلقة وعـائق لبراءة الطفــولـة
  • مصر.. إحالة قضية عرض أطفال للتبني بمقابل مالي إلى النيابة العامة
  • ما الذي يتعلمه الأطفال من زيارة المتاحف؟
  • كيف تحمي طفلك من المواقع المشبوهة على الإنترنت؟
  • «الثقافة» تقيم سيمبوزيم الطفل الأول لتشكيل الحديد الخردة
  • تشغيل قسم رعاية السكتة الدماغية الجديد بمستشفى الدعاة
  • مستشفى الدعاة يعلن تشغيل قسم رعاية السكتة الدماغية