حذّرت الأمم المتحدة الأحد من انهيار “النظام العام” في قطاع غزة اقتحام عدد من مراكزها وبطء دخول المساعدات الإنسانية، فيما يكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته وعملياته في القطاع المحاصر.

وإذ أعلن السبت بدء “مرحلة ثانية” من الحرب مع حركة حماس، توقع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حربا “طويلة وصعبة” في قطاع غزة حيث نددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ”فشل كارثي” إنساني.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد زيادة عديد قواته ومدى عملياته داخل القطاع حيث ينفذ منذ الجمعة عمليات توغل بمشاركة جنود ومدرعات.

وبموازاة ذلك، تواصل الدولة العبرية تكثيف قصفها على القطاع حيث ضربت الطائرات المقاتلة السبت “450 هدفا” لحماس على ما أعلنت السلطات.

دخول شاحنات مساعدات

وفي التاسع من تشرين الأول/أكتوبر أحكم الاحتلال الاسرائيلي حصاره على غزة قاطعة المياه والكهرباء والمواد الغذائية عن القطاع الذي كان يخضع أصلا لحصار بري وجوي وبحري منذ إمساك حركة حماس بالسلطة فيه عام 2007.

ومع تزايد الأزمة الانسانية، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من انتشار الفوضى بعد نهب مستودعات ومراكز لتوزيع المساعدات الغذائية تابعة لها.

وأفادت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان الأحد أن “آلاف الأشخاص اقتحموا (السبت) عدة مستودعات ومراكز توزيع للأونروا في وسط قطاع غزة وجنوبه” معتبرة أن “ذلك مؤشر مقلق بأن النظام العام بدأ ينهار”.

وتمكنت عشر شاحنات مساعدات إنسانية من الدخول إلى غزة الأحد عبر معبر رفح مع مصر، ليرتفع عدد الشاحنات التي مرت منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر إلى 94، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد من أن الوضع في قطاع غزة “يزداد يأسا ساعة بعد ساعة” مبديا أسفه لـ”تكثيف الاحتلال عملياته العسكرية” وداعيا مجددا إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” وإلى “وقف هذا الكابوس”.

وفي رفح، يواجه السكان صعوبات في العثور على الخبز الأحد. وقالت عائشة إبراهيم (39 عاما) النازحة من شمال غزة “من الساعة الخامسة والنصف فجرا ننتظر دورنا في الخبز وربما لن يصل الدور لنا”، موضحة “هذا ليس اول مخبز… أقف بالدور على عدة مخابز وهذا الثالث… نشرب من مياه الحمامات… ونبقى عطشى لساعات طويلة”.

“على الأرض وتحتها”

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قواته الجوية “بتوجيه من القوات (البرية) قصفت (الأحد) منشآت عسكرية تابعة لحماس في شمال قطاع غزة”. كما أطلقت صواريخ من الأراضي الفلسطينية باتجاه وسط وجنوب إسرائيل، بحسب المصدر نفسه.

وفي شمال غزة، أصيب جندي صهيوني بجروح خطيرة جراء سقوط قذائف هاون أثناء الليل، كما أصيب آخر بجروح طفيفة خلال القتال، بحسب الجيش.

وأكد نتانياهو خلال مؤتمر صحافي السبت إن الحرب ستكون “طويلة وصعبة”، متعهدا بأن الجيش “سيدمّر العدو على الأرض وتحتها”، في إشارة إلى شبكة الأنفاق الممتدة على طول مئات الكيلومترات التي توجه حماس منها عملياتها بحسب الاحتلال.

وأكد رئيس الوزراء بعدما التقى عائلات رهائن محتجزين لدى حماس، أن الاحتلال باشر “المرحلة الثانية من الحرب والهدف منها واضح، تدمير القدرات العسكرية لحماس وقيادتها وإعادة الرهائن إلى ديارهم”.

“العائلات تريد أجوبة”

وقال حاييم روبنشتاين الناطق باسم عائلات الرهائن إن هذه الأخيرة مستاءة جدا من “انعدام اليقين المطلق” الذي تواجهه بشأن مصير الرهائن ولا سيما في ظل عمليات القصف الكثيف مؤكدا أن “العائلات لا تنام تريد أجوبة وتستحق أجوبة”.

وأفرج عن أربع نساء من بين الرهائن حتى الآن فيما تفيد حركة حماس أن “نحو خمسين” منهم قضوا في القصف.

وأعلن رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار السبت أن الحركة مستعدة “فورا” لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع الاحتلال. وقال “جاهزون فورا لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة”.

ووفق نادي الأسير الفلسطيني، يحتجز الاحتلال حوالى 5200 فلسطيني في سجونه.

وأعلن الجيش عبر منصة إكس (تويتر سابقا) “يجب على المدنيين في شمال غزة وفي مدينة غزة أن ينتقلوا موقتا إلى جنوب وادي غزة، نحو منطقة أكثر أمانا حيث سيكون بإمكانهم الحصول على مياه وغذاء ودواء. وغدا (الأحد)، ستتوسع الجهود الإنسانية”.

لكن ابراهيم الشندوغلي (53 عاما) أكد لفرانس برس أنه سيبقى في جباليا بشمال قطاع غزة، وتساءل مستنكرا “أين نذهب؟ كل المناطق خطيرة”.

وتوعد الاحتلال بـ “القضاء” على حماس التي تصنّفها منظمة “إرهابية” مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ردا على هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

في ذلك اليوم، تسلل مئات المقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من غزة إلى الأراضي المحتلة، حيث نفذوا الهجوم الأكثر دموية في تاريخ الدولة العبرية.

واقر بنيامين نتانياهو السبت أن ذلك يشكل “فشلا ذريعا”، ووعد بإجراء “تحقيق شامل” في المسؤوليات.

واعتذر رئيس الوزراء الأحد عن اتهامه مسؤولين أمنيين بالفشل في كشف الهجوم المباغت، وذلك بعدما وجّه لهؤلاء عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، انتقادات قام بحذفها لاحقا.

“الخطوط الحمراء”

وتزامن تكثيف القصف على غزة مع انقطاع الاتصالات والإنترنت، مما زاد من تعقيد مهمة العاملين في المجال الإنساني. لكن الشبكة بدأت تعود تدريجيا الأحد، وفق ما أفادت منظمة “نت بلوكس” لمراقبة الشبكات.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن القطاع يعاني نقصا في الأدوية وتجري بعض العمليات الجراحية من دون تخدير كامل بسبب النقص في مواد التخدير.

من جهته، اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أسرائيل السبت بأنها “مجرمة حرب” واتهم الغرب بأنه “المذنب الرئيسي في مجازر غزة”.

كذلك، نددت السعودية بـ”أي عمليات برية يقوم بها الاحتلال ” وحذّرت من “خطورة الاستمرار في الإقدام على هذه الانتهاكات الصارخة وغير المبررة والمخالفة للقانون الدولي بحق الشعب الفلسطيني الشقيق”.

ويخشى المجتمع الدولي اتساع نطاق النزاع في المنطقة، خصوصا انخراط أطراف حليفة لحماس مثل إيران وحزب الله اللبناني فيه. وتبادلت واشنطن وطهران التحذيرات بهذا الشأن.

واعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأحد أن الكيان الصهيوني تجاوز “الخطوط الحمراء” بتكثيف هجومه على حركة حماس في قطاع غزة، الأمر الذي “قد” يدفع أطرافاً أخرى إلى “التحرك”.

وتشهد الحدود الشمالية للأراضي المحتلة مع لبنان عمليات قصف وإطلاق نار يومية بين حزب الله وجيش الاحتلال.

وأعلن الأخير الأحد عن قصف جديد من لبنان باتجاه قطاع هار دوف، وأكد أن القذائف سقطت في مناطق غير مأهولة، وقام بالرد باتجاه مصدر إطلاقها.

الى ذلك، يسجّل توتر متصاعد في الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل خمسة فلسطينيين صباح الأحد برصاص الجيش الاحتلال خلال عمليات توغل، على ما أفادت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية.

وقُتل أكثر من 110 فلسطينيين بأيدي جنود أو مستوطنين صهاينة في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

المصدر أ ف ب الوسومالأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي فلسطين

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي فلسطين الاحتلال الإسرائیلی تشرین الأول أکتوبر فی قطاع غزة حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

المملكة تشارك في الاجتماع البرلماني الـ29 لمؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في “باكو”

شاركت المملكة في أعمال الاجتماع البرلماني بدورته الـ”29″ لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي الـ”29 COP” ، التي عُقدت في العاصمة الأذربيجانية باكو، بوفد برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، بتنظيم من الاتحاد البرلماني الدولي، وبالشراكة مع الجمعية الوطنية لجمهورية أذربيجان “البرلمان”.
واستهلت رئيسة الجمعية الوطنية لجمهورية أذربيجان صاحبة غافاروفا أعمال الاجتماع بكلمة، رحبت خلالها برؤساء البرلمانات المشاركين والوفود الرسمية المدعوة، مؤكدة أهمية دور البرلمانات في التصدي للتحديات التي تواجه المجتمعات بشأن التغيرات المناخية.
وخلال الجلسة الافتتاحية أشارت رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي توليا أكسون في كلمتها إلى أهمية التشريعات البرلمانية في دعم الجهود الدولية لتحقيق الأهداف المناخية.
ويناقش رؤساء البرلمانات خلال جلسات الاجتماع عددًا من الموضوعات، منها دور البرلمانات في رفع مستوى الطموح في مجال التخفيف من آثار التغير المناخي، والتعاون الدولي للمساهمة في تحديات البلدان النامية لمواجهته والاستفادة من التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في تعزيز العمل المناخي.
ويضم الوفد برئاسة رئيس مجلس الشورى خلال الاجتماع أعضاء المجلس كلاً من الأستاذ أحمد بن سعد الكريديس، والدكتورة هند بنت إبراهيم الخماش، وعددًا من المسؤولين في المجلس.

مقالات مشابهة

  • “حماس” تنفي انتقال قياداتها من قطر إلى تركيا
  • COP29 .. شراكة بين “العالمية للاقتصاد الأخضر” وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي
  • “القسام” تنشر مشاهد لاستهداف آليات الاحتلال شرق البريج (فيديو)
  • شبكة المنظمات الأهلية تحذر من انهيار منظومة العمل الإنساني في غزة
  • "المنظمات الأهلية" تحذر من انهيار منظومة العمل الإنساني في غزة
  • “التعاون الإسلامي” تُدين استمرار المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة
  • وزارة الخارجية تعرب عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدافها الممنهج لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ومنشآتها والعاملين فيها وآخرها قصف مدرسة أبوعاصي في قطاع غزة
  • المملكة تشارك في الاجتماع البرلماني الـ29 لمؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في “باكو”
  • “القسام” تبث مشاهد استهداف وتفجير 7 آليات للاحتلال شمال غزة
  • سيف بن زايد يترأس منتدى وزاريا لتعزيز العمل المناخي على هامش “COP29”