استقبل  الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، وفدًا ماليزيًّا برئاسة داتو سري دكتور/ وان سليم بن وان محمد نور، مفتي ولاية بينانج بماليزيا.

قال فضيلة وكيل الأزهر إن الأزهر تربطه بماليزيا علاقات ممتدة تاريخيًّا في المجالات الدينية والثقافية والعلمية، ويحظى طلاب ماليزيا إلى جانب زملائهم من الطلاب الوافدين بالأزهر بالتقدير والاهتمام والرعاية اللازمة، حيث أن طلاب ماليزيا يمثلون العدد الأكبر للطلاب الوافدين بالأزهر الشريف، مشيرا إلى أن الأزهر يعمل على تأهيل طلابه وتحصينهم بالمنهج الأزهري الوسطي، وصقلهم بالمهارات والعلوم التي تجعلهم مصدرا لتحقيق الإخاء والمحبة والتعايش السلمي في بلدهم.

وأوضح فضيلته أن الأزهر يعمل على دعم المسلمين حول العالم، والحفاظ على الفهم الوسطي للإسلام، وتقديمه في صورته السمحة، دون إفراط أو تفريط، مؤكدا أن فضيلة الإمام الأكبر دائما ما يقدم النموذج في تحقيق التعايش والإخاء الإنساني، وهو ما يتضح من خلال جولاته الخارجية إلى أوروبا، وانفتاح الأزهر على الحوار مع الجميع، التعايش الإنساني والإخاء بين الجميع.

من جانبه أعرب مفتي ولاية بينانج بماليزيا عن اعتزاز بلاده بالعلاقات الوطيدة بين الأزهر وماليزيا في المجالات العلمية والتعليمية والثقافية، مشيدا بما يقدمه الأزهر من مجهود كبير في خدمة الطلاب الماليزيين في الجوانب تعليمية جعلته قبلة علمية لأكثر من 6300 طالب ماليزي يدرسون حاليًا بالأزهر، فضلًا عن عشرات الآلاف من الخريجين، مقدمين الشكر والامتنان لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، على جهوده المستمرة في تقديم كآفة سبل الدعم لخدمة أبناء ماليزيا الدرسين بالأزهر.

وكيل الأزهر يكرم أسر الشهداء وذوى الهمم بالندوة التثقيفية ٥١ بين الأزهر والقوات المسلحة

كان كرَّم محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، واللِّواء/ وليد حامد الحماقي، قائدَ قوَّاتِ الدِّفاعِ الشَّعبيِّ والعسكريِّ، اليوم، الخميس، مجموعة من أسر شهداء القوات المسلحة، وذوي الهمم، وتم تبادل الدروع ، وذلك في ختام فعاليات الندوة التثقيفية المشتركة بين الأزهر الشريف والقوات المسلحة، وتقديرًا ووفاءً لشهداء القوات المسلحة ولتضحياتهم في الدفاع عن مصرنا الغالية وشعبها الأصيل. 
 
شهدت الندوة التثقيفية  "حصاد النصر"، التي أقيمت بمركز الأزهر للمؤتمرات، في إطار التعاون المشترك بين الأزهر الشريف والقوات المسلحة، وفي ضوء البرنامج التنسيقي بين الأزهر الشريف و”قيادة قوات الدفاع الشعبي والعسكري"، كلمة لوكيل الأزهر، وقائد قوات الدفاع الشعبي، ومحاضرة للإعلامي الدكتور أحمد المسلماني، وفقرات إنشاد ديني ووطني، وفقرات شعرية في حب الوطن، وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وعرضًا لفيلم (٥٠) سنة عزة، كما ركزت الندوة على انتصارات أكتوبر المجيدة، ودورها في تحقيق العزة والكرامة، وجهود الدولة المصرية وقواتها المسلحة في حماية أرض الوطن وتحقيق الانتصارات وتقديم أروع النماذج في التضحية والفداء والحفاظ على الأجيال الحالية والمستقبلية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الضوينى وكيل الأزهر الأزهر الازهر الشريف ماليزيا الأزهر الشریف وکیل الأزهر بین الأزهر

إقرأ أيضاً:

135 عاما على ميلاد طه حسين.. «المستنير» الذى حــــــــــاربه الأزهر ونصفه الإمام الأكبر

سيرة من نور تحدت دربًا طويلًا معتمًا، «قاهر الظلام» كما يلقبه الوسط الثقافى فى العالم العربى، حلت منذ أيام قليلة ذكرى ميلاد عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين الذى توفى عام ١٩٧٣، عن عمر ناهز ٨٣ عامًا، فهو يُعد علمًا من أعلام التنوير والحركة الأدبية الحديثة، واشتهر بعلمه الواسع فى عالم الأدب والفكر كما برز إلمامه بالفكر الغربى بشكل واضح سواء فى الفلسفة أو الأدب، ونسلط الضوء على بعض من أهم المعارك الفكرية التى خاضها، والتى لا تزال أصداؤها حاضرة فى اهتماماتنا الثقافية، ومحافلنا الفكرية حتى يومنا هذا.

يذخر تاريخ الدكتور طه حسين بالإنجازات العلمية الكبيرة، حيث التحَقَ بالتعليم الأزهرى، ثم كان أول المنتسِبين إلى الجامعة المصرية عامَ ١٩٠٨م، وحصل على درجة الدكتوراه عامَ ١٩١٤م. ثم أوفدَتْه الجامعة المصرية إلى فرنسا، وهناك أَعَدَّ أُطروحةَ الدكتوراه الثانية: «الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون»، واجتاز دبلوم الدراسات العليا فى القانون الرُّومانى.

وبعد عودته من فرنسا، عمل أستاذًا للتاريخ اليونانى والرومانى بالجامعة المصرية، ثم أستاذًا لتاريخ الأدب العربى بكلية الآداب، ثم عميدًا للكلية، وفى ١٩٤٢م عُيِّن مستشارًا لوزير المعارف، ثم مديرًا لجامعة الإسكندرية، وفى ١٩٥٠م أصبح وزيرًا للمعارف، وقاد الدعوة لمجانية التعليم وإلزاميته، وكان له الفضل فى تأسيس عددٍ من الجامعات المصرية، وفى ١٩٥٩م عاد إلى الجامعة بصفة أستاذ غير متفرِّغ، وتسلَّمَ رئاسة تحرير جريدة «الجمهورية».

سبب كره الإخوان له

ووفقًا لكتاب الناقد الأدبى المصرى إيهاب الملاح، «طه حسين.. تجديد ذكرى عميد الأدب العربي» الذى وصف به علاقة عميد الأدب برجال الإسلام السياسى، حيث ذكر أن العميد كان يعرف بامتياز حدود وأبعاد هذا التراث، ودرسه وعيًا وفهمًا، وأنتج معرفة معاصرة، فتحت الباب لمزيد من القراءات والإضاءات والكشوفات ما أعاد النظر والبحث فى هذا التراث كله، وفتح الباب من بعده لباحثين ومفكرين مصريين وعرب لإنتاج قراءاتهم العميقة لهذا التراث وإشكالياته.

فتحت الجماعات الإسلامية النار عليه خاصة «الإخوان المسلمين» الذين كانوا يدّعون احتكار المعرفة الدينية ويقولون نحن أهل التفسير والحديث والفقه والسيرة، فجاء من برع فى كتابة السيرة والتراجم والإسلاميات والتاريخ الإسلامى بنظر منهجى ورؤى نقدية وكتابة معاصرة تجمع بين الدقة والإبانة والجمال، يحقق ويدرس ويخرج نصوصًا لا يعرفونها ولم يسمعوا بها ولم يقرأونها، وأثبت لهم أن القراءة الجادة الرصينة لا تكون إلا مقرونة بالفهم والتحليل والربط والمقارنة بغيرها من النصوص، فأصبح عدوًا لهم لا يتركون له ذكرى إلا وقاموا بتشويه مسيرته العلمية المشرفة وإنجازاته الثقافية التى تحتاج لآلاف الصفحات لذكرها.

«معاركه مع الأزهر»

سادت حالة من التوتر فى العلاقة بين طه حسين ومؤسسة الأزهر، و-حسب تصريحات الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي-، أن طه حسين بدأ حياته بالتمرد على شيوخ الأزهر وعلى مناهج التعليم فيه، مما جعل تمرده يحول بينه وبين النجاح فى امتحان شهادة العالمية، فغادر الأزهر مطرودا مغضوبًا عليه إلى الجامعة المصرية الأهلية عام ١٩٠٨م حيث درس فيها، وحصل منها على أول دكتوراه تمنحها هذه الجامعة عن «تجديد ذكرى أبى العلاء»، ثم سافر إلى فرنسا عام ١٩١٤م.

وفى طريقه إلى فرنسا ١٩١٤ وفقًا لحكايات الإسلاميين، قام بالإمساك بالعمامة الأزهرية وإلقائها فى البحر وهو على متن السفينة والذى كان رغم حصوله على الدكتوراه من جامعة القاهرة كان لا يزال يرتديها، ومن هنا انطلقت معاركه الفكرية مع الأزهر الشريف.

«سعد زغلول أنقذه»

أعد طه حسين رسالته للدكتوراه وناقشها فى ١٩١٤م وكانت عن ذكرى أبى العلاء وأحدث نشر هذه الرسالة فى كتاب ضجة هائلة ومواقف متعارضة وصلت إلى حد طلب أحد نواب البرلمان حرمانه من حقوق الجامعيين «لأنه ألف كتابا فيه إلحاد وكفر» لكن سعد زغلول أقنع النائب بالعدول عن مطالبه، ويعتبر أول كتاب قدم إلى الجامعة وأول رسالة دكتوراه منحتها الجامعة المصرية.

وبعد عودة طه حسين من فرنسا عام ١٩١٩م، اشتد العداء بينه والأزهر بسبب معركة كتاب «الإسلام وأصول الحكم» عام ١٩٢٥م للشيخ على عبد الرازق، لأن الأزهريين اعتقدوا أن طه حسين كان المحامى عن هذا الكتاب، وكان شريكا فى تأليفه.

مظاهرات ضده وتحقيقات النيابة العامة

وفى سنة ١٩٢٦م هاجت الدنيا بقيادة الأزهر، واندلعت مظاهرات طلاب الأزهر ضد الدكتور طه حسين بعد إصدار كتاب «فى الشعر الجاهلى»، وتقدم طلاب الأزهر وشيوخه بالبلاغات التى حققت فيها النيابة العامة مع طه حسين، وفى النهاية حفظت التحقيق، وتكررت نفس الأزمة مع الكتاب عام ولكن نجح ضغط الأزهر على الحكومة وعلى البرلمان، وصدر قرار مجلس الوزراء بفصله من الجامعة، وفى هذه المعركة أطلق طه حسين العنان لقلمه ضد الأزهر. أعلن العميد فى هذا الكتاب عن استخدامه لمنهجية نقدية، لم يعتد العقل الإسلامى تقبلها، فقد جاء فى أول كتابه أنه سيسلك فى هذا البحث منهج «ديكارت»، الذى يطالب الباحث بأن يتجرد من كل شيء كان يعلمه من قبل، وأن ينسى عواطفه القومية والدينية.

نصفه الطيب

وصف الدكتور أحمد الطيب كتابات طه حسين بأنها حافلة باحترام النبى والصحابة والتراث الإسلامى وقال: «كنت وأبناء جيلى نقرأ أمثال هذه الكتب لنتعرف على هويتنا فى هذا المعترك الثقافى الدولى، فمثلا طه حسين بالرغم من أنه كتب كتابا معينا وكان للأزهر موقف منه، إلا أننى مع ذلك أعتبره شديد الأدب مع التراث ومع رسول الله.

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات يبدأ زيارة إلى صربيا لبحث التعاون المشترك بمجالات التكنولوجيا
  • وزير الاتصالات يغادر إلى صربيا لبحث تعزيز التعاون المشترك في تكنولوجيا المعلومات
  • وزير الاتصالات يغادر إلى صربيا لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • مفتي داغستان يستقبل أمين «الأعلى للشؤون الإسلامية» لتعزيز التعاون الديني
  • مفتي داغستان يستقبل الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لبحث سبل التعاون الديني
  • الرئيس التنفيذي لهيئة «ماتريد» الماليزية لـ«الاتحاد»: 29.3 مليار درهم تجارة الإمارات وماليزيا في 10 أشهر
  • 135 عاما على ميلاد طه حسين.. «المستنير» الذى حــــــــــاربه الأزهر ونصفه الإمام الأكبر
  • وظائف معلم حصة بالأزهر.. تفاصيل وشروط وموعد التقديم
  • رئيس جامعة الغردقة يستقبل القنصل الروسي بالبحر الأحمر لبحث سبل التعاون
  • وكالة الفضاء المصرية تستقبل وفدا ليبيا لبحث التعاون المشترك