موقع 24:
2024-07-08@09:10:31 GMT

حرب غزة تغيّر المشهد العالمي

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

حرب غزة تغيّر المشهد العالمي

يميل النقاد إلى المقارنة بين الأزمات الدولية بتشبيهها أحياناً بتطورات أحدثت تحولاً في النظام الدولي.. هل هذه الحرب سراييفو جديدة؟ أم ميونخ جديدة؟ أم هي أشبه بأزمة الصواريخ الكوبية الجديدة؟

هجوم حماس وجه ضربة كبيرة لخطط واشنطن حول الشرق الأوسط

أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في صفحتها الأولى مقالاً عنوانه: "الحرب تُغيّر الديناميات العالمية"، في إشارة إلى أن الحرب بين إسرائيل وحماس لن تسفر وحسب عن اندلاع اضطرابات إقليمية، وإنما ستؤثر على توازن القوى العالمي إلى حد بعيد.

ويبدو أن حرب أوكرانيا رسمت الخطوط العريضة للنظام الدولي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة الذي تواجه فيه كتلة ديمقراطية غربية بقيادة الولايات المتحدة محوراً صينياً روسياً من الدول التي تتحدى النظام الدولي الليبرالي بعد عام 1945.

سيناريو "الحرب الباردة الجديدة"

قد يجادل البعض بأن سيناريو "الحرب الباردة الجديدة" هذا يتجاهل الواقع الذي لا تنسجم فيه المصالح الإستراتيجية لموسكو والصين أو حتى واشنطن وباريس.. ولذلك فإن الصينيين لم يدعموا علناً هجوم روسيا على أوكرانيا، ونأى الفرنسيون بأنفسهم عن نهج "فك الارتباط" بالأمريكيين تجاه الصين، ويمكن أن يتغير ميزان القوى العالمي مجدداً وفقاً لنتيجة الحرب في أوكرانيا.

Is the Gaza War a Transformative Global Event? https://t.co/5F8MiI7Coy via @TheNatlInterest

— Nino Brodin (@Orgetorix) October 28, 2023

وعلى الرغم من ذلك، فقد شجعت حرب غزة أعضاء مجتمع السياسة الخارجية الأمريكية على توسيع نطاق سيناريو "الحرب الباردة الجديدة"، ودمج حرب قومية عرقية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وصراع بين قوتين إقليميتين، ألا وهما إسرائيل وإيران ووكلائها في المنطقة.

وفي هذا الإطار، قال د. ليون هدار، محرر مساهم في مجلة "ذا ناشيونال إنترست"، وباحث أول في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا، في تحليله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن الإيحاء بأننا نشهد الآن مواجهة بين محور الصين وروسيا وإيران وحماس من ناحية، وكتلة غربية متحالفة مع إسرائيل من جهة أخرى.. يمثل تفسيراً قاصراً للنحو الذي أثر به هجوم حماس على إسرائيل على مصالح الأطراف الرئيسة.

وأضاف الباحث: "لا بد ألا ننسى أنه في 6 أكتوبر (تشرين الأول) كان الرأي العام قد أجمع على أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية على وشك أن يطبعا علاقاتهما، وهي عملية كان يمكن أن تؤدي إلى تشكيل شراكة عربية إسرائيلية موالية للولايات المتحدة بغية احتواء إيران وشركائها الإقليميين.. وهذا الانتصار الدبلوماسي كان سيشكل ضربة قاصمة لمصالح إيران، خاصة وأن التقارب السعودي الإسرائيلي كان سيصحبه اتفاق أمني بين واشنطن والرياض ويسمح للسعوديين بإقامة برنامج نووي". 

Is the Gaza War a Transformative Global Event? https://t.co/dgMQJ9qr8F

— Dr. Oliver Steward (@Wensumblogger) October 28, 2023

من منظور حماس، أي اتفاق سعودي إسرائيلي يشبه إلى حد كبير الاتفاقيات الإبراهيمية التي سبقته لكان سيهمّش القضية الفلسطينية، ما يعني أنه كان يمكن التوصل إلى سلام عربي إسرائيلي من دون حل للقضية الفلسطينية.

في أعقاب الحروب في العراق وأفغانستان، كثر الحديث عن "الانسحاب" الأمريكي من الشرق الأوسط، الذي كان من المفترض أن يخلق فراغاً إستراتيجياً في المنطقة.. وعُد نجاح الصين في التوسط بين إيران والسعودية لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن جزءاً من محاولة بكين ملء هذا الفراغ.

ومن هذا المنظور الجيوستراتيجي، كان من الممكن أن يعيد الاتفاق الإسرائيلي السعودي الذي تقدمه واشنطن تأكيد القوة الأمريكية في الشرق الأوسط بتكلفة زهيدة نسبياً.. ومن ثم، يمكن للولايات المتحدة مواصلة تحدي نفوذ روسيا والصين في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

هجمات حماس ضربة كبيرة للخطط الأمريكية

وتابع الكاتب: غني عن القول إن هجوم حماس الناجح ضد إسرائيل لم يضر بمصالح شريك أمريكي وحسب، وإنما وجه ضربة كبيرة للخطط الأمريكية الرامية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.

ومن المهم أن نضع في الاعتبار أن أحد الأسباب التي دفعت السعوديين ودول الخليج العربي إلى الإقبال على فكرة إقامة علاقات مع إسرائيل، هو الظن بأنها قوة عسكرية تقنية جبارة يمكن أن توازن قوة إيران.. وبعد معاناة إسرائيل وفقدانها قوتها الرادعة في أعقاب هجوم حماس، ربما تكون هذه النظرة إلى إسرائيل قد تغيرت.. فضلاً عن ذلك، في ظل ضغوط "الشارع" العربي إزاء ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين الفلسطينيين، قد تعيد السعودية وغيرها من الدول العربية النظر في علاقاتها مع إسرائيل وتنأى بنفسها عن راعيها الأمريكي.. وكل هذه التطورات بلا شك أنباء رائعة للروس والصينيين الذين يستفيدون من الخسائر الأمريكية، ويعقدون الآمال على أن تجبر الحرب في الشرق الأوسط واشنطن على إعادة تقييم طموحاتها الإستراتيجية عبر المحيطين الهادئ والأطلسي.

وفي الوقت عينه، تعزز روسيا علاقاتها بإيران التي أمدتها بطائرات مسيّرة وأسلحة أخرى في حربها في أوكرانيا، في حين أن الصين تعزز تعاونها مع إيران نظراً لأن اقتصادها يعول على نفط الشرق الأوسط.. ودعت روسيا والصين إيران للانضمام إلى نادي بريكس بلس الاقتصادي لمواجهة الهيمنة الجيواقتصادية الأمريكية.

استمالة قلوب وعقول الجنوب العالمي

وتأمل الصين وروسيا، كجزء من الحرب الباردة الجديدة، أن تستميلا قلوب وعقول ما يُعرف بالجنوب العالمي، فقد أتاحت حرب غزة هذه الفرصة عن طريق فضح "النفاق" الأمريكي بالزعم بأن الأمريكيين يدعمون الإسرائيليين والأوكرانيين لأنهم "بيض البشرة"، في حين أنهم يتجاهلون الفلسطينيين لأنهم أبناء بشرة سمراء وينتمون إلى العالم الثالث.

غير أن فكرة أن الجنوب العالمي يمكن أن يقتنع بتسويق الصين وروسيا لحرب غزة تناقض الواقع، فالهند رمز الجنوب العالمي حليف إستراتيجي للولايات المتحدة وشريك وثيق لإسرائيل.. والواقع أن استجابة الصين وروسيا لحرب غزة انتهازية بطبعها، إذ كان الغرض منها استغلال المشكلات التي تعانيها أمريكا.

والواقع أن روسيا تربطها علاقات وثيقة بإسرائيل التي تعد موطناً لمئات الآلاف من المهاجرين الروس، وسمحت روسيا لإسرائيل بمهاجمة أهداف عسكرية في سوريا المتاخمة لها والتي تتمتع بحماية روسيا.. وهذا يفسر نوعاً ما مقاومة إسرائيل للضغوط الأمريكية للانضمام إلى التحالف المؤيد لأوكرانيا.

وبالمثل تحافظ الصين على تعاون مرن مع إسرائيل في المجالات التقنية والعلمية، ولا يدعم الإسرائيليون من جانبهم إستراتيجية أمريكا المناهضة للصين.

وأكد الكاتب في ختام تحليله أن الروس والصينيين قد استفادوا من المشكلات التي تورط فيها الإسرائيليون والأمريكيون على المدى القصير.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا الصين روسيا الحرب الباردة الجدیدة الشرق الأوسط الصین وروسیا مع إسرائیل هجوم حماس حرب غزة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

هجمات صنعاء تُضاعف أسعار شحن الحاويات من الصين إلى أمريكا وأوروبا

الجديد برس:

سجلت أسعار شحن الحاويات من الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وشمال أوروبا زيادات جديدة وكبيرة خلال الأسبوع الماضي، نتيجة استمرار عمليات قوات صنعاء ضد السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” والولايات المتحدة وبريطانيا والتي أجبرت هذه السفن على تحويل مساراتها وتحمل تكاليف إضافية كبيرة.

وبحسب بيانات جديدة نشرتها شركة “دروري” لمؤشرات الحاويات العالمية، فقد سجلت أسعار شحن الحاويات من شنغهاي إلى نيويورك ارتفاعاً جديداً خلال الأسبوع الماضي (من 27 يونيو إلى 4 يوليو)، حيث وصل سعر شحن الحاوية بطول 40 قدماً إلى (9158 دولاراً)، وهي زيادة نسبتها 17% خلال أسبوع.

وأوضحت البيانات أن مقدار الزيادة بلغ 1331 دولارا خلال أسبوع.

وارتفعت أسعار شحن الحاوية من شنغهاي إلى لوس أنجلوس، بنسبة 12% خلال الأسبوع الماضي، ووصلت إلى (7472 دولاراً) بزيادة قدرها 799 دولاراً.

وأظهرت البيانات ارتفاع أسعار شحن الحاوية من شنغهاي إلى شمال أوروبا بنسبة 10% خلال أسبوع، حيث وصلت إلى (8056 دولار) بزيادة قدرها 734 دولاراً.

وفي ديسمبر الماضي كانت أسعار الشحن إلى نيويورك عند 2500 دولار، فيما كانت أسعار الشحن إلى لوس أنجلوس عند 2000 دولار، وهو ما يعني أن الأسعار ارتفعت بنسبة أربعة أضعاف، بعد أن بدأت قوات صنعاء استهداف السفن الأمريكية والبريطانية والمرتبطة بـ”إسرائيل”.

وخلال الأسابيع الماضية، نشرت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية تقارير أكدت وجود مخاوف كبيرة من أن تقترب أسعار الشحن من مستويات فترة وباء كورونا عندما وصلت إلى 20 ألف دولار للحاوية، حتى أن بعض أصحاب الشركات باتوا يطلقون على الوضع في البحر الأحمر اسم “كوفيد جونيور”.

مقالات مشابهة

  • توسيع مجموعة «بريكس بلس»: قد تكون الزيادة أفضل
  • هجمات صنعاء تُضاعف أسعار شحن الحاويات من الصين إلى أمريكا وأوروبا
  • الحداد: السيطرة الأمريكية على المشهد الليبي لن تؤدي لاستقرار البلاد
  • أمريكا نمر من ورق!!
  • مجلة أمريكية: القدرات اليمنية لا يمكن القضاء عليها بسهولة
  • منتخب الطائرة يخسر أمام الصين بنصف نهائي كأس التحدي العالمي
  • الفائدة الأمريكية والاقتصاد العالمي
  • اليوم.. منتخب مصر للكرة الطائرة يواجه الصين بنصف نهائي كأس التحدي العالمي
  • الكنيسة المشيخية الأمريكية تنهي دعمها المالي لـإسرائيل.. تعرف عليها
  • إنفيديا تستهدف مبيعات بقيمة 12 مليار دولار في الصين برغم القيود الأمريكية