موقع 24:
2025-02-23@21:39:20 GMT

حرب غزة تغيّر المشهد العالمي

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

حرب غزة تغيّر المشهد العالمي

يميل النقاد إلى المقارنة بين الأزمات الدولية بتشبيهها أحياناً بتطورات أحدثت تحولاً في النظام الدولي.. هل هذه الحرب سراييفو جديدة؟ أم ميونخ جديدة؟ أم هي أشبه بأزمة الصواريخ الكوبية الجديدة؟

هجوم حماس وجه ضربة كبيرة لخطط واشنطن حول الشرق الأوسط

أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في صفحتها الأولى مقالاً عنوانه: "الحرب تُغيّر الديناميات العالمية"، في إشارة إلى أن الحرب بين إسرائيل وحماس لن تسفر وحسب عن اندلاع اضطرابات إقليمية، وإنما ستؤثر على توازن القوى العالمي إلى حد بعيد.

ويبدو أن حرب أوكرانيا رسمت الخطوط العريضة للنظام الدولي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة الذي تواجه فيه كتلة ديمقراطية غربية بقيادة الولايات المتحدة محوراً صينياً روسياً من الدول التي تتحدى النظام الدولي الليبرالي بعد عام 1945.

سيناريو "الحرب الباردة الجديدة"

قد يجادل البعض بأن سيناريو "الحرب الباردة الجديدة" هذا يتجاهل الواقع الذي لا تنسجم فيه المصالح الإستراتيجية لموسكو والصين أو حتى واشنطن وباريس.. ولذلك فإن الصينيين لم يدعموا علناً هجوم روسيا على أوكرانيا، ونأى الفرنسيون بأنفسهم عن نهج "فك الارتباط" بالأمريكيين تجاه الصين، ويمكن أن يتغير ميزان القوى العالمي مجدداً وفقاً لنتيجة الحرب في أوكرانيا.

Is the Gaza War a Transformative Global Event? https://t.co/5F8MiI7Coy via @TheNatlInterest

— Nino Brodin (@Orgetorix) October 28, 2023

وعلى الرغم من ذلك، فقد شجعت حرب غزة أعضاء مجتمع السياسة الخارجية الأمريكية على توسيع نطاق سيناريو "الحرب الباردة الجديدة"، ودمج حرب قومية عرقية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وصراع بين قوتين إقليميتين، ألا وهما إسرائيل وإيران ووكلائها في المنطقة.

وفي هذا الإطار، قال د. ليون هدار، محرر مساهم في مجلة "ذا ناشيونال إنترست"، وباحث أول في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا، في تحليله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن الإيحاء بأننا نشهد الآن مواجهة بين محور الصين وروسيا وإيران وحماس من ناحية، وكتلة غربية متحالفة مع إسرائيل من جهة أخرى.. يمثل تفسيراً قاصراً للنحو الذي أثر به هجوم حماس على إسرائيل على مصالح الأطراف الرئيسة.

وأضاف الباحث: "لا بد ألا ننسى أنه في 6 أكتوبر (تشرين الأول) كان الرأي العام قد أجمع على أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية على وشك أن يطبعا علاقاتهما، وهي عملية كان يمكن أن تؤدي إلى تشكيل شراكة عربية إسرائيلية موالية للولايات المتحدة بغية احتواء إيران وشركائها الإقليميين.. وهذا الانتصار الدبلوماسي كان سيشكل ضربة قاصمة لمصالح إيران، خاصة وأن التقارب السعودي الإسرائيلي كان سيصحبه اتفاق أمني بين واشنطن والرياض ويسمح للسعوديين بإقامة برنامج نووي". 

Is the Gaza War a Transformative Global Event? https://t.co/dgMQJ9qr8F

— Dr. Oliver Steward (@Wensumblogger) October 28, 2023

من منظور حماس، أي اتفاق سعودي إسرائيلي يشبه إلى حد كبير الاتفاقيات الإبراهيمية التي سبقته لكان سيهمّش القضية الفلسطينية، ما يعني أنه كان يمكن التوصل إلى سلام عربي إسرائيلي من دون حل للقضية الفلسطينية.

في أعقاب الحروب في العراق وأفغانستان، كثر الحديث عن "الانسحاب" الأمريكي من الشرق الأوسط، الذي كان من المفترض أن يخلق فراغاً إستراتيجياً في المنطقة.. وعُد نجاح الصين في التوسط بين إيران والسعودية لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن جزءاً من محاولة بكين ملء هذا الفراغ.

ومن هذا المنظور الجيوستراتيجي، كان من الممكن أن يعيد الاتفاق الإسرائيلي السعودي الذي تقدمه واشنطن تأكيد القوة الأمريكية في الشرق الأوسط بتكلفة زهيدة نسبياً.. ومن ثم، يمكن للولايات المتحدة مواصلة تحدي نفوذ روسيا والصين في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

هجمات حماس ضربة كبيرة للخطط الأمريكية

وتابع الكاتب: غني عن القول إن هجوم حماس الناجح ضد إسرائيل لم يضر بمصالح شريك أمريكي وحسب، وإنما وجه ضربة كبيرة للخطط الأمريكية الرامية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.

ومن المهم أن نضع في الاعتبار أن أحد الأسباب التي دفعت السعوديين ودول الخليج العربي إلى الإقبال على فكرة إقامة علاقات مع إسرائيل، هو الظن بأنها قوة عسكرية تقنية جبارة يمكن أن توازن قوة إيران.. وبعد معاناة إسرائيل وفقدانها قوتها الرادعة في أعقاب هجوم حماس، ربما تكون هذه النظرة إلى إسرائيل قد تغيرت.. فضلاً عن ذلك، في ظل ضغوط "الشارع" العربي إزاء ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين الفلسطينيين، قد تعيد السعودية وغيرها من الدول العربية النظر في علاقاتها مع إسرائيل وتنأى بنفسها عن راعيها الأمريكي.. وكل هذه التطورات بلا شك أنباء رائعة للروس والصينيين الذين يستفيدون من الخسائر الأمريكية، ويعقدون الآمال على أن تجبر الحرب في الشرق الأوسط واشنطن على إعادة تقييم طموحاتها الإستراتيجية عبر المحيطين الهادئ والأطلسي.

وفي الوقت عينه، تعزز روسيا علاقاتها بإيران التي أمدتها بطائرات مسيّرة وأسلحة أخرى في حربها في أوكرانيا، في حين أن الصين تعزز تعاونها مع إيران نظراً لأن اقتصادها يعول على نفط الشرق الأوسط.. ودعت روسيا والصين إيران للانضمام إلى نادي بريكس بلس الاقتصادي لمواجهة الهيمنة الجيواقتصادية الأمريكية.

استمالة قلوب وعقول الجنوب العالمي

وتأمل الصين وروسيا، كجزء من الحرب الباردة الجديدة، أن تستميلا قلوب وعقول ما يُعرف بالجنوب العالمي، فقد أتاحت حرب غزة هذه الفرصة عن طريق فضح "النفاق" الأمريكي بالزعم بأن الأمريكيين يدعمون الإسرائيليين والأوكرانيين لأنهم "بيض البشرة"، في حين أنهم يتجاهلون الفلسطينيين لأنهم أبناء بشرة سمراء وينتمون إلى العالم الثالث.

غير أن فكرة أن الجنوب العالمي يمكن أن يقتنع بتسويق الصين وروسيا لحرب غزة تناقض الواقع، فالهند رمز الجنوب العالمي حليف إستراتيجي للولايات المتحدة وشريك وثيق لإسرائيل.. والواقع أن استجابة الصين وروسيا لحرب غزة انتهازية بطبعها، إذ كان الغرض منها استغلال المشكلات التي تعانيها أمريكا.

والواقع أن روسيا تربطها علاقات وثيقة بإسرائيل التي تعد موطناً لمئات الآلاف من المهاجرين الروس، وسمحت روسيا لإسرائيل بمهاجمة أهداف عسكرية في سوريا المتاخمة لها والتي تتمتع بحماية روسيا.. وهذا يفسر نوعاً ما مقاومة إسرائيل للضغوط الأمريكية للانضمام إلى التحالف المؤيد لأوكرانيا.

وبالمثل تحافظ الصين على تعاون مرن مع إسرائيل في المجالات التقنية والعلمية، ولا يدعم الإسرائيليون من جانبهم إستراتيجية أمريكا المناهضة للصين.

وأكد الكاتب في ختام تحليله أن الروس والصينيين قد استفادوا من المشكلات التي تورط فيها الإسرائيليون والأمريكيون على المدى القصير.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا الصين روسيا الحرب الباردة الجدیدة الشرق الأوسط الصین وروسیا مع إسرائیل هجوم حماس حرب غزة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟

استفادت القوات المسلحة الفرنسية من نجاحات وأخطاء الجيشين الأوكراني والروسي

اعلان

دفعت ثلاث سنوات من الصراع ومئات الآلاف من القتلى على الجانبين الأوكراني والروسي الجيش الفرنسي إلى إعادة التفكير في استراتيجيته العسكرية.

فالصراع الذي بدأ بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، يشي بما ستكون عليه حروب المستقبل بسبب العديد من الابتكارات التكنولوجية والتكتيكية في هذا المجال.

وقد دفع ذلك النزاع، الجيش الفرنسي إلى إنشاء وحدة ابتكارات دفاعية خاصة به في عام 2023 تُعرف باسم قيادة القتال المستقبلي (CCF).

قال الجنرال رودولف هاردي، الرجل الثاني في قيادة وحدة القتال المستقبلي في الجيش الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في باريس الخميس: "في النهاية، إن الابتكار والقدرة على التكيف الذي شهدناه خلال هذا الصراع هو الذي يحشد طاقاتنا فيما يتعلق باستعداداتنا الخاصة".

صعود الحرب الإلكترونية

من أهم ما تم التوصل إليه هذا العام: معركةالحرب الإلكترونية الخفية التي تعيد تشكيل الحرب الأوكرانية.

الحرب الإلكترونية هي تكنولوجيا تتداخل فيها الاتصالات اللاسلكية ونظام تحديد المواقع والطائرات بدون طيار.

وأوضح نائب الأميرال إيمانويل سلارز، نائب رئيس العمليات لرئيس أركان البحرية الفرنسية قائلا: "إذا كنت لا تستطيع استخدام هاتفك الخلوي لأنه لا يستطيع الاتصال بمحطة الشبكة، فالأمر معقد بعض الشيء. لذلك في المجال العسكري، سواء كان ذلك في مجال الاتصالات، أو أنظمة التوجيه المعتمدة على نظام تحديد المواقع العالمي GPS، أو أنظمة تبادل الطائرات أو حتى توجيه طائرة بدون طيار بدون طيار، كل هذا يستغل المجال الكهرومغناطيسي".

وقد أجبر هذا الإشكال القادة العسكريين الفرنسيين على إعادة النظر والتكيف مع الثغرات الموجودة في قدراتهم.

عن هذا قال المسؤول العسكري: "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التأثير عليه، أي تعطيل استخدامه. وهذا مجال يتحرك بسرعة كبيرة جدًا جدًا. نحن بحاجة إلى أن نكون نشيطين جدًا في هذا المجال لأنه عنصر أساسي".

الجبهة الثانية على البحر الأسود

على الرغم من أن معظم القتال يدور في البر، إلا أن هناك جبهة ثانية حاسمة وهي الجبهة البحرية.

وقد علمت القوات المسلحة الفرنسية أيضًا كيف دافعت أوكرانيا عن أجزاء من البحر الأسود باستخدام طائرات بدون طيار.

يقول نائب الأدميرال سلارز: "رأينا طائرات أوكرانية بدون طيار كانت بدائية للغاية أول الأمر لكنها أصبحت الآن ذات تقنية عالية، بل وقادرة على مواجهة المروحيات".

من حسنات الصراع أنه سمح بالاستفادة من عدة دروس ألهمت القيادة العسكرية الفرنسية لإنشاء مركز جديد للتحليل والتدريب والتعليم المشترك بين الناتو وأوكرانيا في بولندا، والذي تم افتتاحه هذا الأسبوع. والهدف من ذلك هو التكيف مع الحقائق الجديدة في ساحة المعركة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد ثلاث سنوات من القتال.. اجتماع أمريكي أوروبي يبحث إنهاء الحرب الأوكرانية الانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشار كيف تؤثر سياسات المجر على حرب أوكرانيا وعلاقة الاتحاد الأوروبي بالرئيس ترامب؟ الغزو الروسي لأوكرانياالجيش الفرنسيروسياطائرة مسيرة عن بعدالتكنولوجيات الحديثةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. ترقب لتسليم 6 رهائن إسرائيليين في غزة مقابل الإفراج عن 602 أسير فلسطيني في الدفعة السابعة من التبادل يعرض الآنNext ترامب يرشح اللواء دان كاين لرئاسة هيئة الأركان المشتركة بعد إقالة الجنرال براون يعرض الآنNext الانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشار يعرض الآنNext "وحدة الظل".. ماذا نعرف عن القوة المسؤولة عن احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة؟ يعرض الآنNext ترامب: لن أفرض خطة غزة بالقوة ومشاركة زيلينسكي في المحادثات حول أوكرانيا لا تهمّ اعلانالاكثر قراءة نتنياهو يتوعد حماس بدفع الثمن والحركة تعلّق على الالتباس حول جثة شيري بيباس تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية في تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس! "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال اكتشاف مذهل: العثور على مقبرة الفرعون تحتمس الثاني بعد قرن من الغموض والبحث! اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025روسيادونالد ترامبالاتحاد الأوروبيقطاع غزةأوكرانياإسرائيلفولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينألمانياالصحةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • روسيا وأميركا تعتزمان عقد اجتماع جديد هذا الأسبوع
  • ويتكوف: الشركات الأمريكية ستعمل في روسيا عقب إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • شهر على الولاية الثانية.. كيف يعيد ترامب تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية؟
  • روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيّرات على أوكرانيا في ذكرى اندلاع الحرب
  • الكرملين: لن يتم التفريط في الأراضي التي قرر مواطنوها الانضمام إلى روسيا
  • الجيل الرابع من الحرب غير المتكافئة:الحرب الأمريكية الجديدة وتطبيقاتها
  • ترامب: سأنهي الحرب الروسية الأوكرانية وسنستعيد أموالنا التي دفعناها لأوكرانيا
  • ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟
  • الاسدي يكشف ابرز المبادرات التي نفذتها الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته