لماذا لم يهتم العالم بمعاناة أهالي غزة في ظل عدوان إسرائيلي وحشي؟
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
سلطت مجلة "ذا نيشن" الأمريكية الضوء على الوضع العادي الذي يعيشه سكان غزة، بما في ذلك الحصار الإسرائيلي الذي يستمر منذ 17 عامًا والاحتلال الذي استمر لمدة 56 عامًا، وأكدت أنه "رغم هذا الحال الذي يمكن وصفه بالمأساوي، فإن العالم يظل غافلا عنه، ولا يعيره أكثر من الاهتمام العابر".
وأضافت المجلة، في مقال الكاتب، أحمد نهاد، الذي ترجمته "عربي 21"، أن "معاناة قطاع غزة المستمرة، مع عدم اهتمام العالم بها"، مبرزا أنه في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر، لم يكن الدم والألم والمعاناة في فلسطين محل اهتمام العالم؛ حيث كانوا بمثابة أحداث عادية للغاية، و"طبيعية" للغاية بحيث لا يمكن الاعتراف بهم.
وتابع المصدر نفسه، ناهيك عن أن ذلك كان يعني غزة حيث أصبحت الغزوات العسكرية الإسرائيلية شبه روتينية؛ مع دفن المدنيين بعد كل هجوم، ومع تسوية أحياء بأكملها بالأرض، وعشرات الآلاف من المنازل والمساجد والكنائس والمستشفيات والمراكز الثقافية والمؤسسات التعليمية تنهار وتتحول إلى أنقاض كل عامين.
وأضاف الكاتب أن "الوضع الطبيعي" في غزة كان هو توفير الكهرباء الضئيل من أربع إلى 12 ساعة يوميًا، فيما أصبحت المستشفيات وجهة الملاذ الأخير لأنه في هذا "الوضع الطبيعي" لم يكن هناك سوى 1.4 سرير لكل ألف ساكن. مردفا أنه كان من "الطبيعي" أن تتضور الأسر جوعًا، وأن تنفذ الأدوية الأساسية، وأن يحدق الخريجون في مستقبل قاتم، وأن تعيش الغالبية العظمى على مجرد المساعدات.
وأشار الكاتب أنه برغم من كل ذلك، فقد قوبل هذا "الوضع الطبيعي" منذ فترة طويلة بصمت عالمي يصم الآذان. ولقد مر هذا "الوضع الطبيعي" دون أن يلاحظه أحد، وكان مجرد خلفية للسياسة العالمية، ونادرا ما يستحق أكثر من ملاحظة عابرة.
وأوضح الكاتب أنه حتى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، "عندما قامت حماس بهجومها على المستوطنات الإسرائيلية، جلس العالم منتصبًا، وأُحيطوا علمًا، وناقشوا، وأدانوا. لقد رأوا فظاعة الدماء التي سالت في فلسطين التاريخية، ولم تصبح المحادثات حول فلسطين سائدة إلا عندما اتخذ الدم لونًا مختلفًا".
وتابع الكاتب أن "نفس العالم الذي ظل غير مبالٍ بالفظائع اليومية في غزة وفي كل فلسطين المحتلة، أصبح الآن مهتمًا ومتعاطيًا معها"، مشيرا إلى أنه "بعد مرور عشرين يومًا، يتحمل قطاع غزة وطأة ما يزيد عن 12 ألف طن من المتفجرات؛ وهذا يعني أن ما معدله 33 طنًا من المتفجرات لكل كيلومتر مربع من غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر".
ووفق الكاتب؛ فإنه طوال العشرين يومًا الماضية، بدا العالم يركز على سؤال واحد مؤرق؛ وذلك في الوقت الذي يبدو فيه أنهم قرروا أن الحل هو محو غزة من الخريطة، ولكن سؤالاً واحداً ما زال قائمًا على مستوى العالم: كيف يمكننا أن نفعل ذلك؟ كيف ندمر غزة؟
وبين الكاتب أن الاحتلال الإسرائيلي لم يخف في خطابه السياسي ومواقفه العسكرية، طموحه في محو قطاع غزة من على وجه الأرض وإخضاع ما اعتبره "الحيوانات البشرية، التي تتخذه موطنًا لها. ولكن بينما يروجون لأجندة الإبادة الجماعية هذه، فإن السياسيين والمشاهير والشخصيات الغربية لا يهزون رؤوسهم بالموافقة فحسب؛ بل يقدمون الدعم الكامل لمساعدتهم على تحقيق ذلك".
وفي الولايات المتحدة، يمرر جو بايدن القبعة حول الكونجرس، ويجمع العملات المتبقية التي تصل إلى مليارات الدولارات، وكلها مخصصة لـ "مشروع الإبادة الجماعية في غزة". وحتى اليابان، التي تقع على الجانب الآخر من العالم، تنحاز إلى مجلس الأمن للإدلاء بصوتها ضد وقف الإبادة الجماعية في غزة، بحسب الكاتب.
وأضاف الكاتب أن "القيادة العربية أعربت، بضربة إزدواجية، عن دعمها لفلسطين، مستنكرة أي اقتراحات لطردهم من غزة إلى سيناء، لكن الطرد الجماعي إلى النقب يبدو أكثر قبولًا. وقد قدمت مصر، الجار المخلص دائمًا لقطاع غزة المحاصر، بسخاء لسكان غزة مجموعة من الأكفان مع جانب لا شيء تقريبًا سوى بعض أدوات فحص كوفيد".
وأكد الكاتب أنه "لم يقترح أحد عدم محو غزة"، مستطردا: "أنا أمثل صوتًا لأقاربي ورفاقي وسكان غزة، وأتقدم باقتراح أكثر تواضعًا: فرض وقف لإطلاق النار، والذي لا يعتبر نداءً لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة. وبدلًا من ذلك، أقدم طريقة أكثر اقتصادًا وأقل فوضوية وأكثر فعالية بشكل كبير، وهي وقف الهجوم الجوي والتدمير".
وأوضح الكاتب أن أهل غزة سيتولون بعد ذلك الأمر؛ حيث سوف ينتشلون موتاهم من تحت الأنقاض، مدركين أنه حتى مع المساعدات، فإن آلافًا آخرين سيهلكون، فسوف يستهلك الحزن الكثيرين في أعقاب فقدان المنازل والذكريات العزيزة والأحلام المحطمة. وسوف تحصد أوبئة الأمراض القديمة الأرواح وسط أنقاض المقبرة في المدينة، وسوف يعاني آخرون من الآثار اللاحقة للغازات القاتلة والمواد الكيميائية الناجمة عن القنابل الفسفورية والصواريخ والترسانات الأخرى، وهي الأسلحة التي تختبرها إسرائيل ميدانيًا في غزة من أجل مساعيها المستقبلية.
وذكر المصدر نفسه، أن البعض سيعودون إلى منازلهم شبه القائمة، بحثًا عن العزاء، لكنهم سيجدون الموت مع انهيار الهياكل الضعيفة. والعديد من الآخرين، محاطين بهذا الموت الساحق، سوف يستسلمون لليأس ويقتلون حياتهم.
واختتم الكاتب مقاله قائلًا إن حفنة قليلة منهم ستتحمل وتتحول بسهولة إلى موضوعات للدراسة في الأوساط الأكاديمية الغربية التي تسعى إلى تهدئة ضمائرها من خلال الدفاع عن العدالة، من الحدود الآمنة لأبراجها العاجية، بعد أن شهدت على إبادتهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة فلسطين فلسطين غزة طوفان الاقصي طوفان القدس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة الوضع الطبیعی الکاتب أن فی غزة غزة من
إقرأ أيضاً:
«القاهرة الإخبارية»: عشرات الشهداء في قصف إسرائيلي استهدف مربعا سكنيا بمحيط مستشفى كمال عدوان
أفادت «القاهرة الإخبارية» في نبأ عاجل لها، بارتقاء عشرات الشهداء والمصابين في قصف إسرائيلي استهدف مربعا سكنيا في محيط مستشفى كمال عدوان ببلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.