أم إلياس… احتضنت الحرف التراثية في متحفها الصغير بحارة حنانيا الدمشقية
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
دمشق-سانا
لا يمكن أن تمر في حارة حنانيا الدمشقية في باب شرقي دون أن يستوقفك الزمن عند غاليري السيدة صوفيا الأشقر “أم إلياس”، فرائحة المكان تقودك طواعية للوقوف عند تراث يقارب عمره مئة عام، تتمعن بالقماش تنتقل عيناك إلى النحاسيات والموزاييك، وتغرق في المكان لتأتي ضحكة أم إلياس وتعود بك مرةً ثانيةً إلى متحفها الصغير.
كما يصفها أبناؤها وسكان حارة حنانيا بـ “القلعة”، فهي قلعة صامدة كصمود نساء سورية عبر الزمن، فأم إلياس لا تحدث زوار متحفها التراثي عن مفهوم وقيمة العمل فحسب، بل تراها متجسدةً في روحها وفي كل قطعة نسجتها مع إدارتها للغاليري لما يقارب 70 عاماً، واستمرت دون انقطاع، ومنها خلال سني الحرب على سورية، فكان سلاحها الإبرة وقطعة القماش من خلال عملها على تطوير القفطان السوري.
عشق الوطن وأصالة أم إلياس طغيا على عملها في كثير من الأوقات، فكانت تقوم بدور الشارح والدليل للسائح الأجنبي عن تاريخ سورية وعمر كل قطعة تقتنيها، مذكرةً إياهم بأن دمشق أقدم مدينة مأهولة في التاريخ، ومؤكدةً أنها لم تتعب ولم تكل من تلك المهمة، وخاصةً عند زيارة الوفود السياحية إلى حارة حنانيا واقتنائهم الحرفة التراثية الموجودة في الغاليري.
وتحدثنا السيدة الأشقر متباهيةً عن كيفية تطويرها للقفطان الدمشقي من زي شعبي تقليدي إلى زي حديث تمازجت فيه الأزمنة منذ قرون وحتى يومنا هذا، وتلاعب أم إلياس ذات الثلاثة والثمانين عاماً أقمشة المخمل والحرير والأغباني والبروكار بأناملها وكأنها تلاعب أحفادها، لتخرج بقطعة من القفطان تحاكي موضة عصرنا وتوائم الذائقة الجديدة.
وتنتقل أيقونة حارة حنانيا في أرجاء الغاليري مسترسلةً في الحديث، وبصوتها الدافئ تروي بدايتها مع الإبرة والخيط منذ كان عمرها عشرة أعوام، وكأي فتاة فإن أول ثوب حاكته كان لدميتها الصغيرة، وتطور شغفها بالقماش والخيطان على اعتبار أن والدها وجدّها احترفا المهنة منذ زمن، فتربت في رحاب عائلة عاشقة للتراث الدمشقي، وكان والدها حنين الأشقر قد حصل على الجائزة الثالثة في صناعة الموزاييك بمعرض دمشق عام 1936.
ولم تبخل أم إلياس علينا بالوقت، ورغم تعبها الذي بدا واضحاً على قسمات وجهها فإن الحب والإصرار كان لهما حضور أقوى ظهر في الشرح وإعطاء أدق المعلومات، فتحدثت عن زيارة كبار الضيوف للغاليري من فنانين ومثقفين وشخصيات مرموقة، ورغم ذلك لم تفكر بالانتقال إلى منطقة أخرى خارج باب شرقي، فمتحفها الصغير مبني على الطراز الدمشقي القديم، ويحتضن الحرف التراثية السورية من عائلات الخشب والنحاس والنسيج والزجاج، إضافةً إلى الأيقونات، ويبدأ عمر المكنونات من الـ 45 عاماً إلى ما يقارب الـ 100 عام.
تعود بنا أم إلياس إلى زمن قديم بدت آثاره واضحةً على طاولة نحاسية مشغولة بأيد دمشقية، عبر تقنية تنزيل الفضة على النحاس، ويزيد عمرها على الثمانين عاماً، إضافة إلى أنواع الخشبيات كالموزاييك التي اشتهر بها والدها الحرفي حنين الأشقر، وبيديها تفتح قطعةً فنيةً خشبيةً من إبداع والدها، وهي عبارة عن طاولة من الموزاييك تتضمن عدة مستويات من الألعاب، فترى فيها تارةً الشطرنج وتارةً أخرى تحولها أم إلياس للعبة النرد.
وتتنقل بعدها إلى الحلي الدمشقية والأيقونات والعرائس الصغيرة المصنعة من القماش وصولاً إلى الزجاج المعشق الذي يضفي على المكان روح الحياة، ويؤكد أن لكل قطعة وتحفة دلالةً حضاريةً متجذرةً في ثقافة سورية.
لتبقى بذلك أم إلياس واحدةً من نساء سورية الكثر اللواتي مرت عليهن الحرب، وحنين رؤوسهن كما سنابل القمح لكنها لم تكسرهن، وبقين معطاءات شامخات ترفع لهن الهامات متى ذكرت أسماؤهن.
نجوة عيدة مريم حجير
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
شاهيناز: أنا صوت مصر .. وتثير الجدل برأيها في ارتداء عمرو دياب وأحمد سعد للحلق
حلت المطربة شاهيناز ضيفة في برنامج خط أحمر المذاع على قناة “الحدث اليوم” للكشف عن العديد من التصريحات الخاصة لأول مرة.
علّقت المطربة شاهيناز على صورة تُجسّد مرحلة مهمة في حياتها، مشيرة إلى أنها لم تكن مجرد محطة عابرة، بل مرحلة غيّرت مسار حياتها بالكامل.
وأوضحت أن زواجها من الفنان والملحن آدم حسين لم يكن مجرد ارتباطا عاطفيا، بل شكّل دعمًا كبيرًا لها على المستوى الفني والشخصي، حيث وصفته بأنه "زوج داعم بدرجة امتياز".
وأضافت شاهيناز أن علاقتها بآدم حسين بدأت في الوسط الفني، حيث كانا زملاء قبل أن تتطور علاقتهما إلى ارتباط رسمي.
وأشارت إلى أن آدم كان صديقًا مشتركًا لشخص مقرّب منهما، وكانت تلتقي به بين الحين والآخر في جلسات فنية أو لقاءات عمل، دون أن يتوقع أي منهما أن يجمعهما القدر يومًا ما، لكن مع مرور الوقت، بدأ التقارب بينهما دون تخطيط مسبق، حتى نشأت بينهما مشاعر جعلتهما يفكران في الزواج والاستمرار معًا.
وأكدت شاهيناز أن زواجها من آدم لم يكن مجرد اختيار واعٍ، بقدر ما كان "نصيبًا وقدرًا"، مشددة على أن بعض الأمور تحدث بطريقة لا يمكن تفسيرها سوى بأنها إرادة إلهية.
وكشفت أن أغنيتها الشهيرة "على إيه"، التي لحّنها آدم حسين، قدّمتها قبل أن يكون بينهما أي تفكير في الارتباط أو الزواج، مما يعكس مدى التوافق الفني بينهما حتى قبل أن يجمعهما القدر تحت سقف واحد.
تحدثت المطربة شاهيناز بحب وتأثر عن والدها الراحل، واصفة إياه بـ"حبيبها الأول"، مشيرة إلى العلاقة المميزة التي جمعتها به منذ طفولتها.
وأوضحت أنه كان يمنحها الثقة ويعاملها وكأنها كبيرة، مؤكدًا دائمًا على ضرورة أن تهتم بنفسها وتسعى لتطوير ذاتها.
وكشفت أن والدها كان أول من اكتشف موهبتها الصوتية، رغم أنها لم تكن تدرك ذلك في البداية. ولم يكن والدها مجرد مشجع فحسب، بل كان أيضًا فنانًا موهوبًا، حيث عمل كمدرس موسيقى وكان عازف عود بارعًا، لدرجة أن زملاءه أطلقوا عليه لقب "ساحر العود". وأضافت أن والدها سجل عددًا من الألبومات الموسيقية التي عزف فيها على العود، وهو ما قد يكون معلومة غير معروفة للكثيرين.
لم يقتصر دور والدها على الدعم العاطفي فقط، بل كان أيضًا السبب الرئيسي في دخولها عالم الغناء، حيث قدم لها أول فرصة حقيقية من خلال التقدم لكورال الأطفال بقيادة المايسترو سليم سحاب عند افتتاح دار الأوبرا المصرية. وبالفعل، اجتازت الاختبارات وانضمت إلى الكورال، ليكون ذلك أولى خطواتها في مشوارها الفني.
تحدثت المطربة شاهيناز عن صورة قديمة تجمعها بوالدتها الراحلة، مؤكدة أنها من أكثر الصور التي تعتز بها في حياتها.
واسترجعت ذكريات ذلك اليوم، مشيرة إلى أن والدتها كانت قد أزعجتها لدرجة كبيرة، لكنها في النهاية صالحَتها بهذه الصورة، ما جعلها تنسى الزعل وتحتفظ باللحظة الجميلة.
وكشفت أن الخلاف بينهما كان بسبب عنادها في الطفولة، حيث طلبت شيئًا من والدتها لكنها رفضت، ما دفعها للركض بعيدًا، وعندما حاولت والدتها الإمساك بها؛ جذبت ذراعها بقوة، مما أدى إلى إصابتها بخلع في ذراعها.
وتابعت قائلة: “كنت عنيدة جدًا، صحيح أنني لم أكن طفلة شقية؛ لكنني كنت مُصرة على رأيي دائمًا، يمكن لأنه برج القوس برج طيب، لكنه عنيد جدًا”.
وروت كيف أن والدتها شعرت بالذنب بعد الحادثة؛ فقررت أن تصالحها بأسلوب مميز، حيث أخذتها إلى محل تصوير، وألبستها فستانًا جميلاً، ثم اصطحبتها لتناول الآيس كريم قبل أن تلتقطا الصورة معًا.
وأضافت أن حبها للتصوير بدأ منذ طفولتها، وكانت تستمتع دائمًا برؤية صورها، مما جعل هذه الذكرى محفورة في قلبها إلى اليوم.
أكدت المطربة شاهيناز أنها لا تمانع من تقديم دويتو غنائي مع أحد نجوم أغاني المهرجانات، مشيرة إلى أن هناك أصواتًا مميزة داخل هذا اللون الغنائي، وتحب الاستماع إليهم.
وقالت: "نعم، قد أوافق على التعاون مع أحد فناني المهرجانات، لأن هناك بالفعل أصواتًا جيدة بينهم، وقد حصلوا على اعتراف رسمي من النقابة بمسمى (شعبة الأداء الصوتي)، وهو ما يؤكد أن بعضهم يمتلك موهبة حقيقية."
وأضافت أنها تُقدّر بعض الأسماء في هذا المجال، وعلى رأسهم عمر كمال وحسن شاكوش، مؤكدة أنها لا تمانع من تقديم دويتو غنائي مع أي منهما إذا وجدت عملاً مناسبًا.
وعن مدى معرفتها بأغانيهم، أوضحت شاهيناز أنها تستمع للكثير من أغاني المهرجانات الناجحة، قائلة: "بالطبع أتذكر أغنية (بنت الجيران) وعددًا من الأعمال الأخرى التي حققت انتشارًا واسعًا بين الجمهور."
أكدت المطربة شاهيناز أن عودة الفنانة روبي إلى الساحة الفنية بعد فترة غياب كانت مدعومة بحملة ترويجية قوية من شركات الإنتاج، وهو ما ساهم في انتشارها السريع مجددًا.
وأوضحت أن عدد السنوات التي غابت فيها عن الساحة الفنية يتشابه مع فترة غياب روبي، لكن الفارق كان في الدعم التسويقي الذي حصلت عليه الأخيرة.
وعن تجربتها في التمثيل، كشفت شاهيناز أنها شاركت في ثلاثة أعمال، من بينها تجربتان مسرحيتان، وظهور كضيفة شرف في عمل جمعها مع الفنانة ميرفت أمين والفنان الراحل أحمد خليل. وأشارت إلى أن من عمل في المسرح يكون قادرًا على خوض تجارب درامية وسينمائية بكل قوة، إذ يمنحه المسرح الخبرة الكافية في التمثيل.
ورغم اتجاه العديد من المطربات إلى التمثيل وابتعادهن عن الغناء، أكدت شاهيناز أنها لا تمانع خوض تجارب تمثيلية جديدة، سواء في المسرح أو السينما أو الدراما، بشرط أن تكون الأعمال المعروضة عليها ذات قيمة فنية مضافة.
وأوضحت أنها تلقت عرضًا دراميًا قويًا منذ ثلاثة أشهر، لكنها شعرت بأنه لن يكون له تأثير كبير على مشوارها الفني، وهو ما دفعها لرفضه.
وشددت شاهيناز على رفضها لتصنيف الفنان في إطار لون فني معين، مؤكدة أن المطرب الحقيقي قادر على أداء مختلف الأنماط الغنائية، والممثل المحترف يجب أن يكون قادرًا على تجسيد جميع الأدوار. وأضافت أنها تؤمن بموهبتها وقدرتها على التحضير الجيد لأي دور، لكن ما تبحث عنه هو أدوار تترك بصمة واضحة لدى الجمهور، حتى لو لم تكن البطولة المطلقة.