أظهرت الاحتجاجات الشعبية في دول عربية، خلال الأيام الأخيرة، استمرار الدعم للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى وجود انفصال بين شعوب وقادة دولها بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ذلك ما خلص إليه ماتيو ليجرينزي عبر استطلع آراء خبراء، في تقرير بـ"المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية" (ISPI)، على ضوء مواجهة مستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

التقرير، الذي ترجم "الخليج الجديد" مقتطفات منه، لفت إلى أنه خلال الأيام القليلة الماضية، خرج آلاف المواطنين في جميع أنحاء الدول العربية إلى الشوارع.

وأضاف أن المحتجين عبروا عن دعمهم للفلسطينيين والغضب إزاء الانفجار (جراء غارة جوية إسرائيلية) الذي وقع في المستشفى الأهلي (المعمداني) بغزة، في 17 أكتوبر الجاري؛ ما أودى بحياة أكثر من 470 فلسطينيا.

واعتبر أنه "إذا كان هناك شيء واحد أثبتته موجة المظاهرات الأخيرة في المنطقة، فهو التعاطف الدائم الذي لا يزال معظم العرب يكنونه للقضية الفلسطينية".

ولليوم الـ23 على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي الأحد شن غارات مكثفة على غزة، وقتل إجمالا 8005 فلسطينيين، منهم 3324 طفلا و2062 سيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 20 ألف آخرين ووجود 1870 مفقودا تحت الأنقاض، بحسب وزارة الصحة في القطاع.

كما قتلت إسرائيل 116 فلسطينيا في الضفة الغربية، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

فيما قتلت حركة "حماس" من جانبها أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، بحسب وزارة الصحة الإسرائيلية.

كما أسرت ما لا يقل عن 230 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

اقرأ أيضاً

تنازل نووي أمريكي محتمل.. لعزل حماس بتطبيع سعودي إسرائيلي

رفض شعبي للتطبيع

"وفي بعض الحالات، أظهرت التعبئة الجماهيرية انفصالا بين قيادة الدول العربية والجمهور العام فيما يتعلق بعمليات التطبيع المستمرة مع إسرائيل"، وفقا للتقرير.

ومن أصل 22 دولة، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزويران 1967.

ورأى التقرير أن رفض التطبيع "ينطبق بشكل خاص على البحرين والمغرب، حيث دعت الاحتجاجات واسعة النطاق، تضامنا مع فلسطين وتنديدا بالهجوم الإسرائيلي على غزة، إلى إنهاء تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وأردف: "لقد أصبح قادة مصر والأردن، الدولتان العربيتان اللتان تتمتعان بأطول علاقات دبلوماسية مع إسرائيل (منذ 1979 و1994 على الترتيب)، يدركان بشكل متزايد الصعوبات في موازنة العلاقات مع تل أبيب (والحلفاء الغربيين التقليديين) من ناحية والصراع الداخلي المحلي والدعم الشعبي للفلسطينيين من جهة أخرى".

واستطرد: "كما تشعر كل من القاهرة وعمان بالقلق من الآثار المزعزعة للاستقرار للحرب، لا سيما فيما يتعلق بالتدفق المحتمل للاجئين الجدد".

اقرأ أيضاً

البيت الأبيض: بن سلمان وافق على استئناف التطبيع مع إسرائيل بعد حرب غزة

مساحة محدودة للمعارضة

و"من خلال الاستفادة من المشاعر الشعبية المناهضة لإسرائيل في تونس ومهاجمة شركاء البلاد الغربيين، يسعى الرئيس (قيس) سعيد إلى تعزيز شعبيته وشرعيته بشكل أكبر"، كما زاد التقرير.

وتتهم قوى وازنة في تونس سعيد بتنفيذ "انقلاب على الدستور وتكريس حكم فردي مطلق"، عبر سلسلة إجراءات استثنائية بدأها في 2021، بينما يقول مؤيدوه إن هذه الإجراءات "تصحيح لمسار ثورة 2011".

و"على عكس الكثير من دول العالم العربي، لم تهتز السعودية والإمارات حتى الآن بسبب غضب مواطنيهما، ويبدو أن المساحة المحدودة للمعارضة والتصور الشعبي الأقل برودة تجاه إسرائيل في السنوات الأخيرة يفسران ذلك"، كما تابع التقرير.

وقبل بدء الحرب الراهنة، تصاعدت تصريحات في الرياض وتل أبيب وواشنطن عن قرب تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، بوساطة الولايات المتحدة، وهي عملية يبدو أنها توقف مؤقتا جراء العدوان المتواصل على غزة.

ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

اقرأ أيضاً

احتجاجات بفلسطين ودول عربية وإسلامية بعد مجزرة المعمداني.. ومحاولة اقتحام السفارة الإسرائيلية بالأردن

المصدر | ماتيو ليجرينزي/ المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة احتجاجات شعبية فلسطين السعودية الإمارات التطبيع مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

ايران تعلن عن زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي الى طهران

3 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: أعلن وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري عن زيارة مرتقبة يجريها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى طهران.

وأكد باقري في تصريحات صحفية، عقب اجتماع مجلس الوزراء، أن زيارة ابن سلمان إلى بلاده، مدرجة على جدول أعمال البلدين.

واضاف باقري أن الترتيبات للزيارة ستتواصل عقب تشكيل الحكومة الجديدة.

ولم يقدم باقري أية معلومات حول تاريخ زيارة ولي العهد السعودي إلى إيران.

وقبل ولي العهد السعودي دعوة القائم بالأعمال الرئيس الإيراني محمد مخبر لزيارة طهران خلال اتصال هاتفي بينهما في ايار/مايو الماضي.

في هذا الاتصال الهاتفي اكد ولي العهد السعودي على دور طهران والرياض المحوري في المنطقة والعالم الاسلامي ووقال ان بامكان البلدين ان يرسما مستقبلا باهرا للمنطقة عبر تطوير العلاقات الثنائية.

وتابع ولي العهد السعودي، ان تقديم التعازي ومجيء الممثل الخاص وكذلك وزير الخارجية السعودي الى طهران كان واجبا لمواساتكم وان النهج الذي سنه هؤلاء الأحبة الراحلين لاحياء وتطوير العلاقات سيتواصل من جانب السعودية بقوة.

كما اعلن بن سلمان في هذا الاتصال الهاتفي استعداد بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

من جهته قال مخبر في هذه المحادثة الهاتفية: ان استمرار سياسة الجوار الذي تنتهجها الحكومة الايرانية وتطوير العلاقات مع دول المنطقة هو الخيار الوحيد امامنا جميعا وان الوئام والمؤازرة بيننا هما الضمان لاستقرار وازدهار المنطقة.

وشدد مخبر بأن فقد رئيس شعبي ودؤوب كالسيد رئيسي صعب علينا لكن حركة البلاد لن تتغير ابدا وان روح المودة والثقة التي سادت بين ايران والسعودية في عهد آية الله رئيسي ستظل مستمرة.

واعتبر مخبر العلاقات الايرانية السعودية محورية للعالم الاسلامي، مضيفا ان هذه العلاقات بلغت اليوم مستوى جيدا رغم معارضة بعض القوى وان المنطقة بحاجة ملحة لتطوير هذه العلاقات وازالة العقبات خاصة من امام القطاعين الخاصين للبلدين وتلبية الحاجات المتبادلة من اجل اسناد هذه العلاقات السياسية وتوطيدها ورفع مستواها اكثر من ذي قبل.

وشكر مخبر، ولي العهد السعودي على الامر الايجابي جدا الذي اصدره لاستقبال الحجاج الايرانيين، وقدم الشكر للدعوة التي وجهت للرئيس الشهيد لزيارة السعودية وقال مثلما قدم رئيسنا الشهيد ايضا الدعوة لكم لزيارة ايران فانني اجدد الدعوة لكم لزيارة بلدكم الصديق والشقيق ايران.

ورحب ولي العهد السعودي بهذه الدعوة ودعا في المقابل مخبر لزيارة السعودية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

مقالات مشابهة

  • رسالتان من القيادة السعودية للرئيس الإيراني الجديد ‘‘مسعود بزشكيان’’ عقب فوزه في الانتخابات
  • تقرير أمريكي: حزب الله في عام 2024 أقوى وأكبر حجما وأفضل تسليحا وأكثر خبرة وتمرسا سياسيا من 2006
  • عن هجمات حزب الله الأخيرة.. هذه آخر قراءة عسكرية إسرائيلية!
  • رسالتان وراء الاهتمام الدولي بلبنان
  • تحركٌ عربي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • تقرير غربي يكشف عن سيناريو مرعب للحرب المحتملة بين إسرائيل وحزب الله
  • «القاهرة الإخبارية»: حكومة نتنياهو تقرر الاستمرار في الحرب على غزة رغم الإخفاق الداخلي
  • كيف سيكون شكل الحرب المحتملة بين إسرائيل وحزب الله؟
  • البيت الأبيض: بايدن لا يفكر في الانسحاب من سباق الرئاسة
  • ايران تعلن عن زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي الى طهران