لن نعود والرعب ينتشر داخل الكيان.. صواريخ حماس وحزب الله تحقق أهدافها .. تلك رسائل المستوطنين المهجرين من شمال جنوب إسرائيل
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
وفقا لما انتهى إليه تقرير نشرته صحيفة إيندبندنت الأمريكية، فإن القوة العسكرية بكتائب القسام، هي بالتأكيد قوة بدائية، ولكنها كافية بقوة لتحقيق الهدف الرئيسي لحماس، وهو نشر الرعب داخل إسرائيل، وما حدث خلال الحرب الحالية، ومع دخول حزب الله في الشمال الفلسطيني لمعركة الصواريخ والقصف على مستوطنات الداخل الإسرائيلي مع قصف حماس في الجنوب، فإن الحلم أو الخيال أصبح واقعا داخل الكيان الإسرائيلي، وما كشفته صحيفة إسرائيل هايوم في تقريرها المنشور صباح اليوم، يكشف عن حالة الهلع المنتشر داخل الكيان الإسرائيلي.
وبحسب شهادات المهجرين من داخل المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود الإسرائيلية الشمالية والجنوبية، فإن هناك حالة رعب منتشرة بين سكان إسرائيل، وزاد من خطورة الأمر الاستهداف المركز الذي طال وسط إسرائيل، وبالأخص تل أبيب، وهو ما يؤكد ما ذكرته التقارير الأجنبية أن قوة حماس كافية لتدمير إسرائيل، وذلك عبر نشر الرعب، وهو ما يزيد من الهجرة العكسية من داخل إسرائيل، وتلك تفاصيل شهادات نشرتها الصحيفة العبرية.
لن نعود إذا لم يتم القضاء على حزب الله
وبحسب ما جاء بالتقرير المنشور صباح اليوم بحصيفة إسرائيل هايوم العبرية، فإنه بعد ثلاثة أسابيع خارج منازلهم، يدرك السكان النازحون على خط النزاع في الشمال أن العودة إلى ديارهم ليست في الأفق، والحديث في بهو فندق ليوناردو في طبريا يدور فقط حول مسألة اليوم التالي، وفي حديث تجمعات المستوطنين التي تم تشكيله، هناك مزارعون من قدامى المحاربين في المستوطنة يخططون للعودة إلى ديارهم، وكذلك عائلات شابة تجد صعوبة في رؤية كيف ستربي أطفالها تحت تهديد حزب الله. يقول نوعام وولف، الذي يغادر منزله في المطلة: "لقد أصابني الحادث في الجنوب".
وقبل أيام قليلة فقط ولدت ابنته الثالثة، وبقيت المعدات التي تم شراؤها للولادة في المطلة، وذهبت زوجته ليمور إلى غرفة الولادة في فندق ليوناردو، حيث تم إجلاء سكان المستعمرة، ويقول : "سأعود، لكن زوجتي وأطفالي يتعرضون للضغوط .. نعيش هذا الفيلم منذ 20 عامًا، في عام 2006 لم نقم بالإخلاء، لكنني لم أتخيل أبدًا آلاف الإرهابيين يعبرون السياج كما هو الحال في الجنوب، لقد فكرنا في ذلك أنه عدد قليل من الإرهابيين، ولكن الواقع مخيف"، ويؤكد وولف: "إذا لم يقضوا على حزب الله في لبنان - فكيف سنعود؟ هل نعود إلى الوضع الذي يدخلون فيه إلى بيتك ويقتلون؟ سنعيد بناء المجتمع، لكن إذا لم توفر لنا الدولة مع الأمن، لن يحدث هذا في تولا".
نفق الإرهاب في المزرعة
ومن الشهادات التي نقلتها الصحيفة العبرية، كانت من باين سبارو، وهو يتجول بلا هوادة في أروقة الفندق، لم يكن لديه الوقت لقطف 30 دونماً من التفاح، فالبساتين قريبة من الحدود، ولا يستطيع الاقتراب منها، ويأمل أن تعوضه الدولة عن الضرر، لكنه يتفهم الواقع أيضاً، فقبل خمس سنوات عثروا على نفق لحزب الله في مزرعتي، وصادر جيش الدفاع الإسرائيلي المنطقة وأخذ مني 20 دونما، وحتى يومنا هذا، لم أتلق أي تعويض، وباين هو الجيل الرابع من مؤسسي المستعمرة، ويقول : "في وصية والدي، كتب أننا لن نتخلى عن المنطقة بأي ثمن، وأن الزراعة ستستمر، ولكن الواقع صعب".
وتنضم إليه زوجته ميلي: "نعود في أي موقف، هذا هو بيتنا إذا غادرنا الأرض، سيكون أعداؤنا هنا في مكاننا، أنا أفهم أننا أُلقي القبض علينا وسراويلنا منخفضة، لكننا سنتعافى، ومن ناحية أخرى، أتفهم أولئك الذين لا يريدون العودة إلى ديارهم دون تحرك شامل في الشمال، ويبدوا أن محاولة الحفاظ على الروتين في الوضع الجديد وعدم اليقين ليس بالأمر السهل على سكان المطلة، فنحن مجتمع كامل يعيش في فندقين، وعادت المدرسة إلى العمل بشكل مختلف، اتحاد بين طبقتين، رياض الأطفال تعمل، ومجتمع المستوطنة يحاول بكل قوته الحفاظ على روتين الحياة، وهذا هو الوقت الذي تظهر فيه النكات السوداء، مثل تلك التي تقول إننا سنقوم بالفعل بتجربة شكل تلفزيوني جديد - لتقديم مستوطنة كاملة إلى "الأخ الأكبر".
سأبيع وأغادر حتى ولو نشروا جيشا
ومن بين سكان منطقة المطلة هناك أيضًا العديد من أعضاء قوات سوريا الديمقراطية، بعضهم نشأ في لبنان أو ولدوا في إسرائيل لعائلات من قدامى المحاربين في قوات سوريا الديمقراطية، وهم مندمجون جيدًا في المجتمع، وقد بنى العديد منهم منازلهم في المطلة، وهم يشرفون على منازلهم وعلى أفراد عائلاتهم الذين بقوا في لبنان، إحداهن ماري أبو جمارة، التي ليست متأكدة الآن من أنها ستعود إلى منزلها الجديد، وتقول: "زوجي ليس خائفا، لكنني سأعود لفترة، وعندما يصبح ذلك ممكنا - سأبيع وأغادر. حتى لو نشروا جيشا، فنحن سنظل هدفا لحزب الله، ولا أعرف ما هو السبب؟ سوف يجعلني أبقى، فقد بنينا منزلنا في المطلة، أردت أن أعيش هناك، ولكني لا أريد أن يستمر أطفالي في تجربة ذلك، فقبل 20 عاما غادرنا لبنان، مكثنا في الفندق لمدة عام ونصف - والآن مرة أخرى."
فيما وصل ياكير ليشانسكي إلى المطلة قبل بضعة أشهر فقط وانضم إلى شريكه الذي كان من العائلات المؤسسة للمستعمرة، ويقول بحزم: "لن أعود إلى المنزل، فالشعور هو أنه لا يوجد من نثق به، فأنا أنتظر أن تبدأ الحملة في الشمال، وبعدها سنصعد إلى واقع جديد، كان من الممكن أن يكون معنا بنفس القدر الذي كان عليه في الجنوب، فلا يمكنك تربية الأطفال في خوف، وإذا لم يتغير الواقع، فسيتم التخلي عن الشمال، فقد سمعت أن الجميع يفكرون في المغادرة، ولن يبقى سوى عدد قليل".
مهما حدث .. لن يعود الوضع كما قبل 7 أكتوبر
بارنا رويزر ترى حزب الله من باحة المنزل، على بعد أمتار قليلة من السياج الحدودي. وبينما هو يعمل في حديقته، يمكنك بسهولة سماع اللبنانيين وهم يشتمون سكان المطلة من الجانب الآخر من السياج. مشهد من سلسلة جبال هاميس ووادي العيون من منزله في المطلة، وتقول: "لن أعود إلا إذا كانت هناك عملية كبيرة في الشمال، فلدي مزرعة ومنزل والدي في موشاف إيلانيا، سأذهب إلى هناك إذا لم تعتني الدولة بالشمال، فالمستوطنة ستكون فارغة، ولقد استثمرت كل أموالي في المنزل في المطلة، لكن لم يتم دفع أي مبلغ يستحق المخاطرة بحياة أطفالي، وسيبقى المنزل حتى تفعل الدولة شيئًا".
فيما يروي رويزر شعوره بالإحباط: "أنا حقًا لا أعرف ما الذي يمكن أن يساعد بعد الآن، لم أتخيل أبدًا مثل هذا السيناريو الذي يستهدف الشمال بهذه الطريقة القوية، ومعنا قد يكون الأمر أكثر من ذلك بكثير، فهناك مسؤول أمني تحدثنا معه في الأيام الأخيرة يتفهم مخاوف سكان المطلة، وقال لنا إنه يتفهم جيداً أن الواقع هنا على حدود قوة الرضوان مع سكان الشمال معادلة لن تصمد، وسيتعين علينا تغييرها. كيف سنتغير؟ سنرى لاحقاً الحرب، ولكن الوضع لن يعود إلى ما كان عليه في 7 أكتوبر، وهذا واضح لا خلاف في ذلك".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی المطلة فی الشمال فی الجنوب حزب الله إذا لم
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: تفعيل صفارات الإنذار في بلدة دلتون ومحيطها بالجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، عن تفعيل صفارات الإنذار في بلدة دلتون ومحيطها بالجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ، وذلك بحسبما أفادت فضائية "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل لها، اليوم الثلاثاء.
وتدور اشتباكات بين حزب الله وإسرائيل منذ أشهر، بالتوازي مع حرب الاحتلال الغاشمة على قطاع غزة، وتمثل الأعمال القتالية أسوأ صراع بين الجانبين منذ حرب 2006، ما يُؤجج المخاوف من خوض مواجهة أكبر، حيث تزايدت التوترات بين إسرائيل وحركة حماس بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
وتسعى دولة الاحتلال من خلال استهداف قادة المقاومة الفلسطينية في الخارج إلى تقديم نصرًا زائفًا إلى شعبها، في ظل فشلها على حسم معركتها في قطاع غزة، المتواصلة منذ نحو 10 أشهر، وفرض نظريتها للردع رغم الدعم العسكري والاستخباري والسياسي والمالي الأمريكي الواسع.