مستغلين العدوان على غزة.. مستوطنون يطردون الفلسطينيين من قرى الضفة
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
في 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، غادر 200 من البدو في خربة وادي السيق شرق مدينة رام الله أراضيهم ولجأوا إلى قرية الطيبة القريبة، بعد أن أمهلهم الجيش الإسرائيلي ساعة واحدة لتركها.
ترك الرعاة البدو منازلهم وغادروها سيرا على الأقدام مع الماشية بعد أن وصل عشرات المستوطنين يرافقهم شرطيون وجنود إسرائيليون إلى القرية.
ويقول ممثلون عن الخربة إن الجيش لم يستجب لعدة طلبات قدمت لتأجيل الإخلاء.
ويؤكد "أبو بشار" الذي لجأ مع عشرات العائلات إلى الطيبة وسط الضفة الغربية: "ندفع ثمن ما يحدث في بلدهم"؛ في إشارة إلى الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول بين إسرائيل وحركة حماس.
وشنّت حركة "حماس" هجوما بريا وجويا وبحريا مباغتا على البلدات الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة أسفر عن مقتل 1400 شخص سقطوا في اليوم الأول من الهجوم، حسب السلطات التي أفادت أن مقاتلي الحركة احتجزوا أيضا حوالي 230 شخصا أسرى.
وردت إسرائيل بقصف مكثف على غزة، واستشهد منذ ذلك الحين أكثر من ثمانية آلاف شخص في القطاع نصفهم من الأطفال، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في حكومة حماس السبت.
وتشهد الضفة الغربية أيضا تصاعدا في وتيرة العنف، إذ قتل في مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي ومستوطنين أكثر من 100 شخص منذ بداية الحرب.
ويعيش في الضفة الغربية أكثر من 490 ألف مستوطن في مستوطنات تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي.
وتسجل يوميا ثمانية حوادث عنف ضد الفلسطينيين من بينها الترهيب والسرقة والاعتداء وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
اقرأ أيضاً
إسرائيل تخلي 14 مستوطنة جديدة بالقرب من حدود لبنان
أما علياء مليحات، التي تسكن قرية المعرجات البدوية بين رام الله وأريحا، فتؤكد: "لم نعد ننم، هذا كابوس".
وتخشى علياء على سكان قريتها من التهجير. وتقول: "منذ بداية الحرب أصبحنا نرى المستوطنين يحملون المزيد من الأسلحة (...) الأمر صعب جدا".
وتضيف: "نسأل أنفسنا ماذا سيحدث (...) نعيش نكبة ثانية بسبب المستوطنين والجيش"، في إشارة إلى النكبة الفلسطينية في 1948.
وتتحدر علياء من صحراء النقب التي هجروا منها أو تركوها في 1948 إلى الضفة الغربية.
وفي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، نزح منذ بدء الحرب الحالية 7607 أشخاص أكثر من نصفهم من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
كما اضطر نحو 1100 شخص إلى مغادرة أراضيهم خلال العام ونصف العام الماضيين.
"دمروا كل شيء"
بالنسبة لـ"أبو بشار" الذي لا يريد سوى العودة إلى بيته؛ "ليس لدي مكان آخر أذهب إليه (...) كل أغراضنا هناك، المونة التي نشتريها بكميات كبيرة والجرارات والألواح الشمسية".
بعد أسبوع على طردهم، سمح الجيش للسكان بالعودة لجمع أمتعتهم، لكن عند وصولهم وجدوا كل شيء مدمرا.
ويقول أبو بشار: "دمروا كل شيء (...) أكياس علف الحيوانات مرمية على الأرض".
ورصدت وكالة "فرانس برس" منازل منهوبة وخزائن ملابس فارغة وأسرة أطفال محطمة وستائر ممزقة وأوراق وأحذية وألعاب متناثرة على الأرض. وأشار طاقم الوكالة إلى وجود سيارات مدنية في الخربة وحولها وقد رفع العلم الإسرائيلي على عدد منها.
اقرأ أيضاً
موقف قوي جديد.. مركز الأزهر العالمي للفتوى: المستوطنون ليسوا مدنيين
ويؤكد أبو بشار أن كل ما يريده هو أن يتركوه يعيش بسلام إذ أنه لم يعد يحتمل.
ويضيف: "هناك خطة طويلة الأمد لطردنا والاستيلاء على أرضنا. انتهزوا هذه الفرصة للقيام بذلك بينما كان الجميع يراقب ما يحدث في غزة".
"الجيش لا يتدخل"
يوضح الناشط الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان غاي هيرشفيلد لـ"فرانس برس"، أن المستوطنين يكثفون جهودهم لطرد الفلسطينيين من أراضيهم منذ بداية الحرب.
ويضيف: "يستغل المستوطنون الحرب لإنهاء تطهير المنطقة (ج) من غير اليهود"، في إشارة إلى الأراضي المصنفة (ج) أو (سي) وفق اتفاقية أوسلو الموقعة في 1993 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إذ تشكل تلك الأراضي 61% من أراضي الضفة الغربية.
ويشير هيرشفيلد إلى إفراغ ما مساحته 150 كيلومترا مربعا في الضفة الغربية من السكان بالفعل. ويضيف: "هنا قاموا بتطهير 150 ألف دونم من غير اليهود"، معتبرا ذلك "تطهيرا عرقيا لهذه المنطقة".
اقرأ أيضاً
خرائط تفصيلية للمستوطنات والقواعد.. صحيفة أمريكية: استخبارات حماس أنجزت شيئا كبيرا
ويحظى المستوطنون بدعم قوي من الائتلاف الحكومي اليميني المتشدد الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حين لا يتمتعون بدعم شعبي مماثل.
تقول رئيسة تحالف حماية الضفة الغربية أليغرا باتشيكو، إن الجيش الإسرائيلي الذي ينتشر بأعداد كبيرة في الضفة الغربية "لا يتدخل دائما في عنف المستوطنين".
وتضيف رئيسة التحالف، وهو مجموعة من المنظمات غير الحكومية تنسق المساعدات الإنسانية، إن "وجودهم (المستوطنون) عادة ما يؤدي إلى تصاعد العنف".
المصدر | أ ف بالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: المستوطنون العدوان على غزة حرب غزة فی الضفة الغربیة أکثر من
إقرأ أيضاً:
تجدد اعتداءات المستوطنين على ممتلكات الفلسطينيين في نابلس
نفذ مستوطنون، اليوم السبت، سلسلة اعتداءات في مدينة نابلس؛ تمثلت بقطع أشجار الزيتون ومهاجمة منازل الفلسطينيين في حماية من الجيش الإسرائيلي.
وبحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" قطع مستوطنون، اليوم السبت، عشرات أشجار الزيتون في قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس.
1490 اعتداء، نُفذ خلال اكتوبر الماضي، من قبل الاحتلال ومستعمريه، حيث تركزت مجمل الاعتداءات في محافظات نابلس بـ 307 اعتداءات، والخليل بـ 280 اعتداءـ ومحافظة القدس بـ179 اعتداء pic.twitter.com/dZEJ5tb8wi
— Wafa News Agency (@WAFA_PS) November 23, 2024وصرح أمين سر فتح في اللبن الشرقية رجا عويس، أن عدداً من المستوطنين قطعوا نحو 50 شجرة زيتون، في الأراضي الواقعة قرب الطريق الواصل بين رام الله ونابلس، وتعود ملكيتها للمواطنين صدقي الأغبر ونبيل عويس.
وبحسب الوكالة الفلسطينية، هاجم مستوطنون، اليوم، منازل المواطنين في بلدة بيت فوريك شرق نابلس.
وقال رئيس بلدية بيت فوريك حسين حج محمد، إن المستوطنين هاجموا منازل الفلسطينيين بحماية من الجيش الإسرائيلي على أطراف حي الضباط في البلدة، وتصدى لهم الأهالي، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات في المنطقة، وسط إطلاق للرصاص.
مستعمرون هاجموا بلدة بيت فوريك والمنطقة ذاتها، السبت الماضي، وأحرقوا عددا من المركبات، وغرفا زراعية...
التفاصيل: https://t.co/L5NidDM86u pic.twitter.com/CYqKdgEVzX
يذكر أن عشرات المستعمرين هاجموا بلدة بيت فوريك والمنطقة ذاتها، السبت الماضي، وأحرقوا عدداً من المركبات، وغرفاً زراعية.
وكانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، قالت إن قوات إسرائيلية ومستوطنين نفذوا 1490 اعتداء، خلال أكتوبر (تشرين أول) الماضي، في استمرار لمسلسل الإرهاب المتواصل من قبل إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته، حيث تركزت مجمل الاعتداءات في محافظات نابلس بـ 307 اعتداءات، والخليل 280، ومحافظة القدس 179 اعتداء.