من الاستقلال إلى المستقبل: قرن تركيا
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
في مثل هذا اليوم قبل 100 عام، بدأت أمّتُنا النضال الوطنيّ ضد أولئك الذين أرادوا دفنَ وجودنا الذي دام 900 عام في أراضي الأناضول، وكما حدث في جنق قلعة وفي معركة الكوت والعمارة وبعد حروب طويلة الأمد وبجهود شعبنا، حقّقنا النصر. إنَّ الجمهورية التركية- ثالث أكبر دولة لنا في الأناضول، والتي بُنيت بروح الاستقلال، وهو عمل عظيم لرُوح الوحدة والتضامن- ضمّت في داخلها الكثير من المراحل والأحداث النضالية وحقّقت النصر لنضالنا من أجل الاستقلال.
مع إعلان تأسيس الجمهورية التركية، بدأت فترة النهضة الشّاملة من التّعليم إلى الاقتصاد. خلال هذه الفترة تمّ وضع أسس العديد من نجاحاتنا التي جعلت تركيا مصدرَ فخر في العالم. تمَّ حشد جميع الجهود لضمان قدرة الأمّة التركيَّة والدولة التركيَّة على الوقوف على أقدامها في الزراعة والصناعة والتَّعليم والصحّة والنقل والحقوق والحريّات الديمقراطيّة والعديد من المجالات الأخرى التي من شأنها رفعُ مستويات المعيشة لأمتنا.
لقد حمل الشعب جمهوريّتنا بكل فخر إلى عامها المائة من خلال التغلب على العديد من الصعوبات والعقبات الكبيرة التي واجهتها منذ الماضي. في السنوات العشرين الماضية، فُتحت أبواب قرن جديد من خلال احتضان أمتنا قضيّةَ استقلال تركيا ومستقبلها، ومن خلال الرؤية التي طرحها رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان، دخلت تركيا إلى القرن الجديد بخطوات عظيمة. لقد تمّ تنفيذ العديد من الأعمال والخدمات والاستثمارات والتي كانت بمثابة الثورة في كلّ المجالات ليحقق بلدنا أهدافه، ومن أجل وصول أبناء أمتنا إلى أحلامهم، وكذلك من أجل بناء تركيا العظيمة والقوية.
وفي هذا السياق، تمّ تعزيز الإرادة الوطنيّة وترسيخ الديمقراطية أولًا. ومن أجل ضمان عيش أمتنا الحبيبة بأمان في وطننا، فقد حقّقنا الضمان في أن يعيشَ شعبنا حاضرَه بسلام، ويتطلّع إلى مستقبله بأملٍ. علاوة على ذلك، وبفضل التقدّم المحرز في الإنتاج وتوظيف الأيدي العاملة والاستثمار في البنية التحتيّة في جميع أنحاء البلاد، اتّسع الاقتصاد وأصبح بلدنا غنيًا في جميع مفاصله. ومن خلال توسيع الإنتاج، تم تسهيل الوصول إلى فرص العمل في جميع المجالات من الصناعة إلى الزراعة. ومن خلال مفهوم: "دع الناس يعيشون حتى تعيش الدولة"، تمت زيادة الدعم الاجتماعي واحتضان جميع مواطنينا المحتاجين. من ناحية أخرى، من خلال إدخال نظام الحكم الرئاسيّ، تمّ تنفيذ إصلاح كبير في آلية الدولة التي من شأنها أن تستجيبَ للمسعى المستمرّ منذ قرنَين من الزمن. لقد زادت قوّة دولتنا وهيبة أمتنا من خلال تبنّي سياسة أمنية نشطة وعملية واتباع سياسة خارجية ريادية وإنسانيّة.
لم تتحقق بسهولةوبطبيعة الحال، فإنّ هذه المبادرات- التي ساهمت في التعجيل بنجاح بلادنا في العديد من المجالات، من الصحة إلى التعليم، ومن التكنولوجيا إلى الصناعة الدفاعية، ومن السياسة الخارجية إلى الثقافة والفنّ- لم تتحقق بسهولة. وبينما كانت هناك أوبئة وحروب هزّت الإدارة العالمية والنظام الاقتصادي حتَّى النّخاع، فقد ناضلنا بشدّة لإعداد بلدنا لتحقيق إنجاز كبير في بنيته التحتية القوية. لقد حاربنا العديد من التهديدات التي اعتدت على حدودِنا، وهدّدت أمن وحياة وممتلكات الأمّة التركية. وبالإضافة إلى الأزمات العالميّة، فقد عزّزنا قوتنا في كل مجال من خلال تحويل المعايير المزدوجة والحصار الذي تعرّضنا له إلى فرصة. ومن خلال التغلّب على كل العراقيل التي واجهناها، قمنا بتنفيذ ثورتنا الديمقراطية والتنموية الواحدة تلوَ الأخرى.
ومما لا شكّ فيه أن ثمار هذه الجهود- التي ستزيل نواقص القرن الأول لجمهوريتنا وتكمل الاستعدادات للقرن الثاني- قد بدأت تؤتي ثمارها في كل مجالات، من التّعليم إلى الصحة، ومن الأمن إلى العدالة، ومن النقل إلى الطّاقة، ومن الزراعة إلى الرياضة. إن تركيا، التي تنمو وتتطور وتزداد قوة وثراءً، بلد يمكن لشعبنا أن يتطلع فيه إلى مستقبله بأمل؛ وفي الخارج، أصبحت الدولة لها قرارها وتأثيرها في المسرح الدوليّ، بدلًا من أن تكون دولة تابعة لدول أخرى.
وفي أجواء يشهد فيها العالم تحولًا تاريخيًا ويواجه تحديات جديدة وحيوية، فإنّ هذه الذكرى بالنسبة لنا ليست مجرد تغيير في التقويم يدل على بداية القرن الثاني لدولتنا، بل لها معنى أبعد من ذلك أيضًا. ومن خلال هذا الفهم، فإن الإنجاز الذي سيأخذ جمهوريتنا إلى المستوى الذي حَلَمنا به كأمّة في المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والدبلوماسية، تمّ تسميته بـ "قرن تركيا". إنّ هذا الإنجاز هو إرثنا الأعظم الذي سنضيفه إلى كل منجزات بلادنا وحضارتنا ونتركه للأجيال الجديدة.
ومن خلال برنامج "قرن تركيا" الخاص بنا، ندخل المئوية الأولى لجمهوريتنا بآمال أكبر وأهداف أكبر يدًا بيد مع أمّتنا. وفي هذا الصدد، سنحمي، أولًا، المكتسبات التي حقّقتها بلادنا بتضحيات وجهود كبيرة من أفراد شعبنا. وبالإضافة إلى ذلك، سوف نعمل على تعزيز إرادة بلادنا في إبداء الرأي واتخاذ القرارات على المستوى العالميّ. ومن خلال زيادة قوتنا السياسية والاقتصادية، سوف نستمرّ في الصعود إلى القمّة، ونصبح من بين أكبر الاقتصادات في العالم. وسنعزّز السلام في كل شبر من أرض الوطن ونرفع إرادة التنمية بدعم من أمتنا. وسوف نضمن أن يتمتع كل مواطن من مواطنينا بالحقوق والحريّات والرخاء الذي يستحقّه.
قرن تركياإننا مصممون على تحويل "قرن تركيا" وهو القرن الثاني لجمهوريتنا إلى "فترة تقدم، وليس فترة تعويض". وبهذا الدافع، وتحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، لن نمتنع عن العمل بكل قوّتنا، كما فعلنا حتى الآن، للارتقاء ببلادنا إلى مستوى أعلى في كل مجالات ومن خلال رؤية "قرن تركيا"، وأن يدوم هذا الوطن الحبيب الذي عهده إلينا أجدادنا إلى الأبد.
إننا في تركيا، ونحن نتجاوز قرننا الأول بكل متاعبه وإنجازاته، نستذكر بالشكر والرحمة شهداءنا وقدامى المحاربين الذين ضحّوا بحياتهم من أجل استقلال هذا الوطن، وفي مقدّمتهم مؤسس جمهوريتنا وقائد حرب الاستقلال الغازي مصطفى كمال.
نستذكر بالرحمة والشكر والامتنان كلّ أبطالنا الذين أهدونا هذا الوطن الذي نتنفس عليه بحرية.
بمناسبة ذكرى تأسيس جمهوريتنا المئوية نتمنّى لكل شعبنا عيدًا سعيدًا.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العدید من ة الترکیة قرن ترکیا ومن خلال من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
أردوغان يثمّن تصريح ترامب بأن تركيا باتت تمتلك مفاتيح المنطقة
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "لم يفهم حزب المعارضة الرئيسي حتى اليوم معنى وأهمية تصريح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأن تركيا باتت تمتلك مفاتيح المنطقة والملف السوري".
وأبرز ما جاء في كلمة أردوغان، خلال فعالية المؤتمر العادي بنسخته الثامنة لـ "حزب العدالة والتنمية" الحاكم بولاية باليكيسير، غرب تركيا:
تركيا تلعب دورا محوريا في المنطقة، وتقف إلى جانب الحق.
إن الحزب الوحيد الذي من الممكن أن يجعل تركيا قوية في المنطقة، هو حزبنا حزب العدالة والتنمية.
المعارضة التركية غير راضية الآن عن عودة السوريين لبلادهم، لأنها ستخسر هذه الورقة في الانتخابات المقبلة.
وقفنا إلى جانب الحق والمظلومين في سوريا، وكنا في الطريق الصحيح.
استقبلنا اللاجئين كالمهاجرين بمنطق الأنصار، وتكفلنا بهم ويخدمتهم.
لسنا مثل أولئك الذين كانوا يدعون أنهم كانوا سيكسبون الانتخابات الرئاسية الماضية من خلال استخدام واستغلال ورقة المهاجرين واللاجئين وبث الفرقة بين صفوف الشعب، قاصدا (المعارضة السياسية الرئيسية في تركيا).
اجتزنا امتحان الإنسانية في سوريا بالنصر والنجاح.
من يريدون العودة من السوريين إلى بلادهم، فقد فتحنا الطريق أمامهم، وهم مسرورون من هذا السرور.
نحن بدأنا التمهيد لمئوية تركيا الجديدة، وسنواصل السير في هذا الطريق.
سنستمر في مسيرتنا لتحقيق مئوية تركيا، وسوف نحتضن كل من يريدون أن يكونوا معنا خلال هذه المسيرة وألا نرفض رغبتهم هذه.
عام 2025 هو العام الذي سنقضي فيه على الإرهاب بشكل كامل.
سننقذ حدودنا الجنوبية من كل التهديدات والمخاطر التي تشكلها المنظمات الإرهابية.
لن ندير ظهورنا لم يدعموننا بفكرة تحقيق رؤية مئوية تركيا.
ولمن يشاركوننا هذه الفكرة، لن نقول لا، من أجل أن نجتمع تحت سقف واحد.
وفي 16 ديسمبر الجاري، قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من مقر إقامته في فلوريدا، إن هناك الكثير من الأمور غير الواضحة في سوريا، مشيرا إلى أن تركيا تملك المفاتيح في سوريا، لافتا إلى أن لديه علاقة جيدة مع الرئيس رجب طيب أردوغان