الأسبوع:
2024-11-26@10:23:35 GMT

جفت الدموع

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

جفت الدموع

توحدت البنادق، تعانقت الأعلام، الهتاف واحد، لا طريق سوى الكفاح المسلح، شباب «فتح» يحيي كتائب القسام وسرايا القدس، اسم المناضل «محمد الضيف» يتردد على ألسنة المتجمهرين.. إنها اللحظة التي ينتظرها الجميع.

كان المشهد مهيبًا في مدينة رام الله، كانت الأصوات تدوى، بينما أرواح الشهداء ترفرف، سعيدة بهذه الوحدة التي يفرضها الشارع، علها تجد آذانًا صاغية لدى صناع القرار.

هنا في غزة تُعيد ملحمة الصمود بدماء الشهداء، الأطفال، النساء، الشيوخ، وشباب في عمر الزهور، هنا تُروى الحكايات عن آلاف الشهداء الذين يتساقطون، حكايات تروى عن آلاف الأطفال الذين يستشهدون بالقنابل والصواريخ، عن طفل فقد أسرته تم إخراجه منذ قليل من أسفل الركام، عمارات ومنازل تُهدم على رؤوس ساكنيها، عن أرض تحرق بكل من فيها، عن دماء في الشوارع تتدفق، تجري كالأنهار وتصبح مستنقعات فاقعة اللون، عن جثث لا تزال حبيسة، عن أصوات تئن، وعن هواتف ترن، أنقذونا، نحن مازلنا أحياء تحت الأنقاض.. القصف لا يتوقف وحزام النار يطال كل الأماكن والشوارع والبيوت.

انظر إلى عيون الأطفال، هذا طفل في حالة ذهول ينظر إلى السماء، بينما الدماء تغطي وجهه، وهذه أم تصرخ «وامعتصماه» ولكن لا أحد يجيب، السماء تقذف بالحمم، إنها طائرات أمريكية الصنع، مهمتها القتل دون تمييز..

من شمال غزة إلى جنوبها، ومن الشرق إلى الغرب الطيران يطارد كل شيء، آلاف القنابل تنهمر، الصواريخ الموجهة لا تتوقف، لن يستطيع أحد إحصاء عدد الشهداء، أمس كان سبعة آلاف، واليوم ثمانية آلاف، وغدًا لا أحد يدري!

عندما تقرر إرسال بعض المساعدات من مصر إلى غزة كان الطلب الملح.. ليس لدينا «أكفان» أرسلوا إلينا بالأكفان، فالموتى بلا قبور والجثث مكدسة في الشوارع..

منذ قليل تم قصف مستشفى «المعمداني»، الحجة أن أسفلها تتواجد الأنفاق التي بنتها «حماس» لتكون مأمنًا لها يذكرني ذلك بكذبة «أسلحة الدمار الشامل في العراق»، مضت الشهور والسنوات فإذا بقادة العدوان الأمريكي- البريطاني «بوش، توني بلير»، رامسفيلد، كولن باول، يعترفون بكل يسر وسهولة «إنهم كانوا على خطأ وإن أجهزة الاستخبارات ضللتهم»!!

هكذا أيها الغرب يا دعاة حقوق الإنسان حتى كلمة الاعتذار لم ترد على ألسنتكم فقط إنه جرى تضليلكم دون أن يتعرض أحد منكم للمحاكمة الجنائية باعتباركم مجرمي حرب!!

المشهد يتكرر اليوم، جئتم بحاملات الطائرات والغواصات والمارينز إلى المنطقة من جديد، وبدأتم تبعثون بالرسائل المغموسة بالحقد والكراهية والدماء. أعلنتم الدعم الكامل لإسرائيل، وحذرتم الأطراف الأخرى من التدخل، كانت رسالتكم تقول: اتركوا لنا الفرصة سانحة حتى نُجْهز على «غزة» لقد دعمنا وأيدنا حكومة الحرب الإسرائيلية، لن يهتز لنا جفن، ولن تحرك دماء الأطفال وأشلاؤهم مشاعرنا، نحن قوم تحجرت قلوبنا، ولم نعد نرى أو نسمع أو نتكلم.. لغتنا هي الصواريخ والقنابل المحرمة دوليًا..

في القاهرة، حيث مؤتمر السلام، كُشفت الوجوه، وتحدث الرئيس السيسي عن الخلل في القيم الغربية، عن معاداة الحقوق المشروعة، وحق الإنسان في الحياة، لكن كل ذلك لم يحرك ساكنًا..

أمريكا التي تقول عن نفسها ساحة الحريات، تتقدم بمشروع لمجلس الأمن تطالب فيه بالمزيد من الدعم للعدو الصهيوني، فقط كل ما يهمها هو إدانة حماس، وإدانة الشعب الفلسطيني.

وحتى عندما عُرض قرار على الأمم المتحدة لإعلان هدنة بين الجانبين، كانت واشنطن وحلفاؤها أول الرافضين، وكان السؤال الذي يتردد في كل مكان.. وماذا بعد؟!

منذ مساء يوم الجمعة أعلن عن بدء الحرب البرية، تم قطع الاتصالات، الظلام الدامس يعم، رائحة الموت تتفشى، تحركت 100 طائرة لتصب جام غضبها على غزة وأهلها، الفضائيات قطعت اتصالاتها، الكل في حيرة من الأمر، بينما الأرض تشتعل في كل مكان، تحرق الإنسان والزرع والبيوت، كانت الدانات تنهمر كالمطر على رؤوس الأهل والسكان، وكان كل منا يتابع الأحداث وقلبه مخطوف على الأشقاء.. قوات برية تعززها ضربات الطائرات ودانات المدافع، تتحرك باتجاه بيت حنون والبريك، لكن المقاومين كانوا في الانتظار، وجرت المعركة «كَمْ مِنْ فئةٍ قليلةٍ غَلبتْ فئةً كثيرةً بِإذِنْ الله»، كان الجنود الصهاينة في حالة من الفزع والرعب والرهبة، وكانت الضربات الموجهة من المقاومة قوية ورادعة، منذ أيام كان رئيس الأركان الإسرائيلي قد وعد جنوده بصرف حفاضة لكل منهم، خوفًا من التبول على ملابسهم، وقال: إنها حفاضة محكمة وفاعلة، ها هم الجنود الصهاينة يتبولون على أنفسهم، ويصرخون وهم في حالة هروب إلى المجهول، لكن كتائب المقاومة كانت في انتظارهم ساعة الهروب أيضًا، فسقط العشرات منهم بين قتيل ومصاب ورهينة.

المعركة تحتد والانتصار يتحقق، إنها الجولة الأولى التي تنبئ بمواجهات عنيفة، إذا ما قرر الصهاينة تكرار سيناريو الغزو البري، الاتهامات متبادلة بين النتن ياهو وبين قادة جيش الاحتلال كلٌ يُحمّل الطرف الآخر المسئولية..

رصاصات وقذائف المقاومة تدوى، الهتافات تتوحد، المظاهرات تتحرك في عواصم المتآمرين في واشنطن ولندن وباريس وغيرها.. مصر تمسك بثوابتها رغم التصعيد، ومخطط التهجير، تتحرك على كافة الأصعدة، المقاومة توجه الشكر إلى الرئيس وإلى مؤسسات الدولة، مصر تسعى إلى لملمة الشتات، ووقف العدوان وتقديم المساعدات.. المخطط يبدو واضحًا، الوجوه باتت مكشوفة، الفرز على كل المستويات من معنا ومن ضدنا.

رغم الألم ورغم المعاناة، رغم الموت ورغم أنهار الدماء، رغم الحصار والجوع وندرة الدواء، يخرج من بين الركام طفل فلسطيني الدماء تغطي وجهه، يصر على أن يبتسم، يمسك بعلم فلسطين، ويقول بصوت جهوري، لن نستسلم وعاشت فلسطين، وعاشت المقاومة.. نعم جفت الدموع وأصبحنا على مرمى حجر من القدس، كما قال الشهيد ياسر عرفات.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري يفضح كذب إسرائيل حول نجاح الهجوم البري على غزة: المقاومة وقفت لهم بالمرصاد

مصطفى بكري يبكي على الهواء بسبب جرائم الكيان الصهيونى على غزة.. فيديو

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين مصطفى بكري بكري المقاومة الفلسطينية المقاومة أحداث غزة

إقرأ أيضاً:

قحط كانت تحمٍل مشروعاً متكامل أهدافه الأساسية ضرب هوية المجتمع السوداني

هل تدري بأن قوي الحريه والتغير المركزي كانت تخافُ من وعي المجتمع السوداني وتتحاشا شرح مشروعها السياسي الإجتماعي .. لأنها كانت تدري بأن مشروعها مُستجلب ومُستحلب من أفكار المنظمات الماثونيه التي تعمل بكل أذرُعٍها وإمكانياتها ننشر ثقافة المثليه والتحلُل المجتمعي وسيولة السياسه في الدين وترك التأصيل والإسقاط على الكتاب والسنه كمرجعيه لحُكم المجتمعات وذلك مقصودُ لكل المجتمعات المسلمه المحافظه … قحط كانت تحمٍل مشروعاً متكامل أهدافه الأساسية تتمثل في ضرب هوية المجتمع السوداني بعاداته وتقاليده وأعرافه ومرتكزاته…

لكي تتمكن من ذلك أطلقت قيد الحرية على أن تكون شٍعاراً وليس قيمه مُقيدة بالضوابط ألجمت يد الرقابه دون أن تسعى للحفاظ عليها مع تنظيمها وتقنينها فسارعت بحل الضبط الشُرطي .. أعطت الحق لواجٍهاتٍها بأن تتحدث عن اللواط والسحاق والإعتقاد وتجريح القرآن الكريم وكأنه شيء عادي ..

لأجل تمرير هذا المشروع ( كوزنت ) أصحاب المنابر وائمه المساجد وأصحاب الرأي والمرجعية حتى تتمكن من إلجام كل من يُفنٍد شواذ أفكارها المطروحه أصًلت وشرعنت بأن كل من ينتقد التعري والتبرج والشذوذ والإنحلال أو ينتقٍدُ طرحها ما هو إلا ( كوز ) حتى تُسكٍت منافذ التوعيه ..

تبيان توفيق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وسائل إعلام العدو الإسرائيلي تتحدث عن وقوع خسائر كبيرة ودمار في 9000 مبنى في الشمال و7000 مركبة بفعل صواريخ المقاومة اللبنانية وأن أكثر الخسائر كانت في مستوطنات “نهاريا” و”كريات شمونة” و”زرعيت” و”المنارة” و&
  • بلدية الكفرة تنفي وفاة أسرة كانت تائهة في الصحراء نتيجة قصف جوي
  • قحط كانت تحمٍل مشروعاً متكامل أهدافه الأساسية ضرب هوية المجتمع السوداني
  • كانت أمّاً لطفل.. مقتل عتالة كوردية بنيران القوات الايرانية
  • المسيرة المليونية تجسيدٌ للأمل في مواجهة الاحتلال ودفاعٌ عن الحق
  • أكثر من ستة آلاف مستفيد من المخيم الطبي المركزي الأول لرعاية أسر الشهداء
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 44211 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • سيميوني يُغالب الدموع في حديث الرحيل عن أتلتيكو مدريد!
  • تركيا تدين استهداف اليمن سفينة شحن تركية كانت في طريقها للكيان الصهوني .. كاريكاتير
  • كانت مسيحية وعلمت ابنتها الإسلام.. من هي والدة مي عز الدين؟