ماذا فعل العدوان بأصحاب الأمراض المزمنة في غزة؟
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
يهدد استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حياة أكثر من 165 ألف شخص مصاب بأمراض الضغط والسكري، إضافة لأعداد كبيرة أخرى تعاني من عدّة أمراض مزمنة، بسبب إغلاق العيادات، وشح الأدوية، وذلك حال نجاتهم من القصف والقتل المباشر.
ويعاني أبو محمد (67 عاما) من أمراض السكر والضغط والكلى، وهو غير قادر حاليا على تحصيل الأدوية التي توفرها له وزارة الصحة، أو حتى العيادات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بعدما نزح من منزله في مدينة غزة.
ويقول أبو عبد الرحمن في حديثه لـ"عربي21": "خرجنا من بيتنا في حالة هلع، حتى أننا نسينا الكروسة التي انتقل بها (الكرسي المتحرك)، والآن أولادي يحملونني إلى أي مكان أحتاج الذهاب إليه".
ويوضح "عملت على التسجيل في مستشفى ناصر من أجل عملية غسيل الكلى، وسط ازدحام شديد بسبب نزوح عشرات المرضى الإضافيين من غزة وشمالها، وأذهب إلى هناك بسيارة أجرة مع تضاعف ثمن المواصلات، ومع مرافق أو اثنين من أجل حملي، لعدم قدرتي على السير لأكثر من خطوات قليلة".
ويضيف أبو عبد الرحمن: "قلت لهم لا أريد الغسيل، وما بدي حد يخاطر بحياته من أجلي، لكنهم يصرون على حملي ويقولوا إن شاء الله ربنا يفرجها قريبا". فيما لم يتمكن أبو محمد من إجراء عملية غسيل الكلى، خلال فترة انقطاع الاتصالات عن قطاع غزة، لتعذر الاتصال بأي وسيلة مواصلات.
بدوره، يقول عبد الرحمن (32 عاما)، وهو يعاني من مرض مناعي يجعل الجسم يهاجم الأمعاء من الداخل: "إن العلاج المطلوب لحالتي نادر الوجود في غزة خلال أحسن الأحوال".
ويضيف عبد الرحمن في حديثه لـ"عربي21" أن العلاج الذي يخضع له هو "بيولوجي، يشبه العلاج الكيميائي، ويتسبب بمضاعفات شتى على الجسم، تعمل على إضعافه، وفي بعض الأوقات أنتظر شهورا طويلة للحصول على تحويلة لتلقي العلاج في إحدى مستشفيات الضفة الغربية، بسبب عدم توفره في غزة، وهذا التأجيل مع عدم تلقي الدواء لفترات طويلة يعيد عملية العلاج إلى نقطة الصفر".
ويذكر عبد الرحمن، أن بروتوكول العلاج المتبع يعمل على إضعاف المناعة الذاتية من أجل تخفيف حدّة مهاجمة الجسم لذاته، وهو ما يجعله معرضا للإصابة بأمراض بسيطة لكنها تكون ذات تأثير كبير على عليه بسبب ضعف المناعة المتعمد.
وحذرت منظمات دولية ومنها منظمة الصحة العالمية من كارثة صحية في قطاع غزة بسبب انتشار الأمراض المعدية في مراكز الإيواء، إضافة للأمراض الناتجة عن تحلل الجثث في الأماكن التي تعرضت للقصف، وتعذر انتشال الشهداء من تحت أنقاضها، فضلا عن تكشف شبكة المجاري والصرف الصحي.
بدورها، تقول سعاد (37 عاما)، المصابة بنوع شديد من مرض الربو: "أنا أموت كل يوم عشرات المرات في محاولة التقاط أنفاسي، والأدوية التقليدية من بخاخات ومستنشقات لا تفي بالغرض حاليا".
وتشرح سعاد في حديثها لـ"عربي21" أن "مجرد الطقس الرطب والاقتراب من البحر في غزة يفاقم من سوء حالتها"، مضيفة "الآن هناك عوامل أخرى مثل الأدخنة ورائحة البارود النفاذة التي تنتشر بعد كل عملية قصف قريبة".
وتوضح أن ما يساعدها عادة على التنفس في حالة الأزمة هو جهاز التنفس الخاص بحالتها، وهو يعمل بالكهرباء، المنعدمة حاليا في قطاع غزة، كما أنه يحتاج لأدوية خاصة توضع داخله من أجل فتح الشعب الهوائية.
وتشير إلى أنها تذهب إلى بيت أحد الجيران، من الذين تتوفر لديهم الكهرباء، خلال فترات النهار، من أجل استخدام الجهاز، إلا أن "فترات الليل هي الأسوأ، بسبب تعذر ذلك".
وتقول سعاد "الشعور مرعب في الليل في انتظار الموت اختناقا أو قصفا، وهناك تحذير على عبوة البخاخ أن الجرعة الزائدة عن الموصى به قد تؤدي إلى تأثير عكسي، أنا أواجه موتا ثلاثيا".
من جهة أخرى، تعاني أم موسى (61 عاما) من مرض السكري، وتتعامل معه من خلال حقن هرمون الأنسولين التي تعمل الجرعات المناسبة منه على تنظيم معدل السكر في الدم.
وتقول أم موسى لـ"عربي21": "كان لدي مخزون يكفيني لأكثر من شهر من الأنسولين، لكن بعدما تركت منزلي في شمال غزة، لم يسعفني الوقت إلا لأخذ عبوة وربع تقريبا من العلاج، إضافة لعدد بسيط من الإبر (حُقن)، الآن أعمل على استخدام نفس الإبرة أكثر من مرة، وهو أمر غير صحي".
وتضيف أن علاج الأنسولين نفسه يجب حفظها في وسط بارد من أجل الإبقاء على فاعليته، وهو الأمر غير الممكن حاليا في قطاع غزة بسبب انقطاع الكهرباء شبه التام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينيين فلسطين غزة طوفان الاقصي طوفان القدس سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد الرحمن قطاع غزة من أجل فی غزة
إقرأ أيضاً:
شاب تركي يفقد البصر بسبب إطعام القطط.. ماذا حدث؟
لم يكن الشاب التركي أمير كورت يتخيل أن القطط الصغيرة، التي اعتاد رعايتها في حديقة منزله، ستغير حياته إلى الأبد، حيث تحولت حادثة بدت بسيطة في البداية إلى مأساة كبيرة في حياته.
وكان كورت (27 عاماً) يعتني بالقطط الضالة في حديقته منذ سنوات، لكنه تعرض للخدش في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من قِبل إحدى القطط الصغيرة التي كان يطعمها.
فيديو مرعب لرجل يطعن آخر في رقبته.. والسبب صادم - موقع 24في مشهد مروع التقطته كاميرات المراقبة، تعرض شخص للطعن في رقبته على يد شخص غريب داخل محطة مترو غيوتيير في مدينة ليون الفرنسية، وذلك بسبب موقف بسيط لا يكاد يثير الاهتمام.في البداية لم يُعر الأمر اهتماماً، لكنه بعد شهر كامل استيقظ صباحاً ليجد أن الرؤية في عينه اليمنى تراجعت بشكل غريب، ليظن أن الأمر مجرد إجهاد أو تأثير للهواء البارد، لكنه بعد يومين فقد الرؤية تماماً في عينه اليمنى، بينما بدأت عينه اليسرى تعاني من تشوش جزئي.
أدرك حينها أن الأمر ليس عارضاً عادياً، فتوجه إلى المستشفى على الفور، إلا أن الأطباء لم يتمكنوا من تشخيص حالته، فتم تحويله إلى مستشفى آخر، حيث أجرى هناك فحوصات متخصصة كشفت عن إصابته بعدوى Bartonella، وهي بكتيريا تنتقل عبر خدوش القطط، وقد تؤدي إلى التهاب الأعصاب البصرية وفقدان الرؤية.
بدأ كورت على الفور علاجاً بالمضادات الحيوية استمر شهرين كاملين. ومع مرور الوقت، استعادت عينه اليسرى القدرة على الرؤية بشكل طبيعي، لكن عينه اليمنى ما زالت تعاني من فقدان الرؤية بنسبة 70٪، مما جعله يعيش في ترقب دائم لمعرفة ما إذا كان سيستعيد بصره بالكامل أم لا.
وقال الشاب في تصريحات لوسائل إعلام تركية: "لم أكن أتوقع أبداً أن مجرد خدش بسيط قد يؤدي إلى فقدان بصري، كنت أعلم أن القطط قد تحمل بعض البكتيريا، لكني لم أتصور أن العواقب قد تكون بهذه الخطورة، إنه شعور صعب للغاية، لقد كنت دائماً محباً للقطط وأعتني بها، لكني اليوم أدركت أن أي احتكاك مباشر مع الحيوانات يستدعي الحذر".
أضاف: "رسالتي للجميع، سواء كانوا يربون الحيوانات في المنزل أو يعتنون بها في الشارع، هي ضرورة غسل أي خدش أوعضة فوراً، ومراجعة الطبيب دون تأخير، لأنني لو كنت فعلت ذلك منذ البداية، ربما لم أكن سأصل إلى هذه المرحلة".
في نفس السياق، أوضح الأطباء أن بكتيريا Bartonella تنتقل بشكل رئيسي من القطط إلى البشرـ من خلال الخدش أو العض أو ملامسة جرح مفتوح، مشيرين إلى أن الإصابة قد تؤدي إلى تورم في منطقة الإصابة، والتهاب في العقد اللمفاوية، وارتفاع في درجة الحرارة، وفي الحالات المتقدمة التهاب الأعصاب البصرية، الذي قد يسبب فقداناً دائماً للبصر.
وشددوا كذلك على أن التشخيص المبكر هو العامل الأساسي في إنقاذ المرضى من المضاعفات الخطيرة، مؤكدين على ضرورة غسل المنطقة المصابة بالماء والصابون فوراً.