شفق نيوز:
2024-09-18@23:52:01 GMT

الأزمةُ في غزّة وآثارُ تَوسُّعِها

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

الأزمةُ في غزّة وآثارُ تَوسُّعِها

ليس أمام إسرائيل إلا التوغل داخل غزة والسيطرة عليها، رغم الخلافات الداخلية حول حجم وأهداف هذا التوغل.. وستسنح لروسيا والصين فرصة تحريك إيران ضد هذا التوغل. 

فروسيا، ستحصل على فرصة ثمينة، يَتشتَّتُ فيها الدعم الغربي لأوكرانيا. والصين، ستستغلُّ انشغال الغرب بالحرب في غزة، لِتَنقضَّ على تايوان وتضمَّها إليها.

ويبدو لي، أن إسرائيل وأمريكا، وحلفاءهما، يخطّطون لخارطة عالمية جديدة، يتمُّ إنشاؤها بعد حرب غزة، كما صرّح بذلك كلٌّ من نتانياهو وبايدن، بل وذهب نتانياهو إلى أبعد من ذلك، حينما قال: أن نبوءة يهوا ستتحقق، في إشارة إلى تأسيس الدولة اليهودية. 

ويخشى أردوغان، الذي اتّخذ موقف الوسيط بين الطرفين في بداية الأزمة، والذي رفضه نتانياهو.. يخشى من أَبعاد هذه الخارطة، التي يَعتقدُ أردوغان أنها تستهدف إنشاءَ دولة إسرائيل الكبري، من النيل إلى الفرات، وتأسيسَ كيان كردي مُستقل على التخوم الشمالية والشمالية الشرقية لهذه الدولة، مستقطعةً بذلك أراضٍ واسعةً من تركيا. 

وقد شكّل إهمالُ نتانياهو لعرض الوساطة من قبل أردوغان، إشارةً واضحةً لديه إلى ما تخفيه الخارطة الجديدة، إضافة إلى معلومات استخباراتية بهذا الخصوص، مما دفع أردوغان إلى تغيير الموقف من الأزمة، واتخاذ موقف المساند لحماس، والذي أعلنه في التجمع الشعبي الواسع يوم السبت الماضي، بل وتهديده لإسرائيل، ومواجهتها عسكريا بشكل آنيٍّ ومفاجئٍ، إذا تطلب الأمر. 

وفي الوقت الذي يمكن اعتبار هذا التجمع مادة انتخابية للاستهلاك المحلي، جنبا إلى جنب مع صميمية أردوغان وصدق إيمانه وقناعته بالقضية الفلسطينية بلا شك، إلا أنه يُعتبَرُ أداة فعّالة لتحشيد التيار القومي التركي خلف الحكومة، لمنع أية محاولة للمساس بالخارطة السياسية لتركيا الحالية، وهو ما دأب أردوغان على فعله بعد تعرضه للانقلاب العسكري عام 2016م.

دخول تركيا كطرف مساند لحماس في الصراع الدائر في غزة، يعني تصنيفها، غربيا، بالمتموضع في الجبهة الشرقية، جبهة روسيا والصين وإيران، وهذا يعني سقوطها في دوامة الازدواجية العويصة في العلاقات العسكرية مع الناتو، والعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي، وسيتعين عليها أن تتخذ الموقف النهائي عند توسّع نطاق الازمة.. خاصة، وأنها في حاجة ماسة إلى بقائها في محور الناتو، لأن تسليحها وتدريبها وتجهيزها يعتمد أساسًا على الغرب، وعلى أمريكا بالذات، وأنها في حاجة ماسة، كذلك، إلى الدعم المالي، والسيولة النقدية الغربية، في ظلّ اقتصادٍ هشٍّ، يعاني من خلل هيكلي.

والموقف الإيراني سوف لن يكون أقل عنفا من الموقف التركي حيال هذه الخارطة المزمع رسمها، فهي ستمسّ الأمن القومي الإيراني كذلك، وهو ما سيدفع النظام الإيراني إلى تحريك أدواته الخارجية كافة، للتصدي لنوايا نتانياهو ومخططاته، وإن تطلّب ذلك تدخّله المباشر، على الرغم من تعهده بالابتعاد عن فتيل الأزمة، وآثار شرارته التي ستضره كثيرا، ولو أضفنا إلى كل ذلك، رغبة الصين وروسيا في دفع إيران وأدواتها إلى عمق هذه الأزمة، فإننا سنلاحظ، وبوضوح، صعوبة الموقف الإيراني، في ظلّ واقع اقتصادي وسياسي وعسكري غير مُؤهَّل لحمل أعباء حرب طويلة، مع قوى أَلِفَتِ الحروبَ، واقتاتْ عليها.

هذه الأزمة، ستغيّر خارطةَ الطاقة في المنطقة، فقد أوقفت تركيا اتفاقاتها مع إسرائيل بخصوص التنقيب في البحر الأبيض المتوسط، ونقل الغاز المُجمَّع في إسرائيل إلى أوروبا، كما أن الغاز المستكشف في السواحل قبالة غزة سينتقل من الحيازة الفلسطينية، إلى الحيازة الإسرائيلية، ولو أضفنا إلى ذلك، الاتفاقات المبرمة بين إسرائيل وقبرص واليونان ومصر، والاتفاقات الناجمة عن التطبيع العربي بخصوص الطاقة، فإننا سنكون أمام مشهد جديد في مجال الطاقة، تستحوذ فيه إسرائيل على خطوط النقل وتوفير الطاقة لأوروبا، بدل تركيا.

وستترتب آثار اقتصادية عالمية على وطأة أزمة غزة، ووتيرة تطورها، فقد عبرَ الذهبُ حاجز 2000 دولار للأونصة، وسيقترب سعر النفط من حاجز 100 دولار، وهو ما سيضغط على معدلات التضخم في العالم، وستهبط مؤشرات الأسواق والبورصات العالمية، إن لم تتعرض للانهيارات، وسترتفع أسعار الفوائد في كافة أنحاء العالم، وستقل الكتلة النقدية في الأسواق، التي ستعاني بدورها من الركود، فترتفع معدلات البطالة، ويقل نمو الناتج الإجمالي العالمي، وسيدخل الاقتصاد العالمي في ركود تضخمي غير مسبوق، وكل ذلك سيحدث، وسيتطور، مع وقع توسّع الأزمة في غزة، وتحوّلها إلى حرب إقليمية، أو عالمية.

ومن الآثار الاجتماعية المترتبة على هذه الأزمة، نشوء جيل إسلامي عربي سني، تتأصل فيه روح اللاسامية، والعداء لليهود وغطائه الصهيوني، وسيكون هذا الجيل الكابوس الذي يُؤَرِّقُ منام وأحلام اليهود حتى يحين ساعة المنازلة الكبرى.  

كل ذلك، سيحصل أو قد لا يحصل، سواء قاومت حماس وشعب فلسطين ببسالة، أو لم تتمكن من المقاومة، فهناك من يخطّط في الأرض، وهناك من بيده الأمر كله، من قبل ومن بعد، في السماء.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي

إقرأ أيضاً:

نتانياهو: سنعيد سكان الشمال إلى ديارهم

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأربعاء، إن إسرائيل ستضمن عودة عشرات الآلاف من سكان مناطق الحدود الشمالية إلى ديارهم، وسط تصاعد التوتر مع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.

وفي بيان مصور قصير، لم يتطرق نتانياهو إلى عملية تفجير عن بعد لآلاف أجهزة الاتصال المحمولة التي يستخدمها عناصر حزب الله الذي حمل إسرائيل المسؤولية عنها.

وأضاف في البيان "قلت ذلك من قبل، سنعيد مواطني الشمال إلى ديارهم بأمان وهذا بالضبط ما سنفعله". ولم يعط مزيدا من التفاصيل.

وفي تصريحات منفصلة، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إنه يجري إرسال المزيد من القوات إلى الحدود الشمالية، حيث تتبادل إسرائيل إطلاق النار مع حزب الله المدعوم من إيران منذ شهور، مع انتقال الحرب إلى مرحلة جديدة.

وأضاف في تصريحات أصدرها مكتبه "مركز الثقل يتحرك شمالا، وهذا يعني أننا نخصص قوات وموارد وطاقة للمنطقة الشمالية".

من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، إنه يتم التخطيط لمراحل مقبلة.

وأوضح هاليفي "نخطط لمراحل مقبلة وفي كل منها يجب أن يكون الثمن الذي يدفعه حزب الله فادحا" مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي لديه "قدرات كثيرة لم نستغلها بعد".

وقتل 12 شخصا على الأقل وأصيب نحو 2800 آخرين بجروح في الانفجارات المتزامنة لأجهزة الاتصال التي وقعت، الثلاثاء، في مناطق تعد معاقل لحزب الله في لبنان.

وحمّل حزب الله في بيان الثلاثاء إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي"، وقال إنها "ستنال بالتأكيد قصاصها العادل"، في حين لم تؤكد إسرائيل أو تنفي مسؤوليتها عن التفجيرات.

وسجل العدد الأكبر من الجرحى في ضاحية بيروت الجنوبية التي تضم مؤسسات حزب الله الأساسية، وتوزع الجرحى الآخرون بين جنوب لبنان حيث يتبادل مسلحو حزب الله القصف عند الحدود مع إسرائيل منذ نحو عام، وفي شرق لبنان حيث يعتقد أن الحزب يخزن بعض أبرز أسلحته.

وكشفت معطيات أولية لتحقيق تجريه السلطات اللبنانية في انفجارات الـ"بيجرز" أن الأجهزة كانت مبرمجة سابقا وتحتوي على مواد متفجرة.

ومنذ بدء الحرب في غزة قبل نحو عام، تشهد المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان تبادلا شبه يومي للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، حليف حماس.

وتشنّ اسرائيل ضربات موجهة ضد مقاتلي حزب الله من خلال غارات طائرات مسيرة تستهدف خصوصا دراجات نارية وسيارات.

مقالات مشابهة

  • نتانياهو: سنعيد سكان الشمال إلى ديارهم
  • الجبلاوي: رسائل الرئيس لوزير الخارجية الأمريكي تعبر عن ثوابت الموقف المصري
  • الحوت: العدوان الاسرائيلي دافع إضافي لوحدة الموقف اللبناني
  • صنعاء:تضامنا مع لبنان لن يقتصر على الموقف السياسي
  • كواليس جلسة جوميز وشيكابالا مع أحمد فتوح
  • قادة أعمال في إسرائيل يناشدون نتانياهو عدم إقالة وزير الدفاع
  • فاطمة عنتر: تكريمي من الرئيس السيسي تقدير لكل واعظات مصر
  • الموسوي: مهما ارتفعت وتيرة وصراخ الأعداء سنستمر في هذا النهج
  • رئيس هيئة شؤون الأسرى: يجب الضغط على إسرائيل لوقف تنفيذ أجندتها الرامية لتعميق الأزمة
  • لبنان... نتانياهو أخطر من شارون