باحث عسكري إسرائيلي يدعو الاحتلال لاستخلاص العبر من معركة الفلوجة قبل اجتياح غزة
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن محلل عسكري إسرائيلي دعوته لحكومة الاحتلال باستخلاص العبر جيدا من معركة "الفلوجة" في العراق، والتي شنتها قوات الاحتلال الأمريكي ضد المقاومة العراقية في 2004، قبل شن العملية البرية ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال الباحث في الشؤون العسكرية يجيل ليفي إنّ العبرة الأولى التي يتوجب على إسرائيل استيعابها من معركة "الفلوجة" قبل شن العملية البرية في قطاع غزة تتمثل في وجوب تجنب سقوط عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين في العملية البرية، على اعتبار أن هذه النتيجة ستفضي إلى "تهاوي الشرعية الدولية التي تحظى بها إسرائيل لشن حربها على غزة"، على حد قوله.
وأضاف أن ما يفاقم الأمور تعقيداً حقيقة أنه رغم الضغوط التي مارسها جيش الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين في غزة وشمال القطاع لترك منازلهم، إلا أن الكثير من العائلات الفلسطينية بقيت مكانها.
وأشار إلى أن الأمريكيين فقدوا الشرعية الدولية عند محاولتهم احتلال الفلوجة لأول مرة بسبب العدد الكبير من القتلى في أوساط المدنيين.
اقرأ أيضاً
عوامل مؤثرة في بدء العدو عملية برية ضد غزة
وبحسب ليفي، فإن الولايات المتحدة كان بوسعها تجاهل ردود الفعل الدولية حينها، لكن إسرائيل لا تستطيع فعل ذلك الآن، لافتاً إلى تعاظم الاحتجاجات في العالم على تصاعد عدد الشهداء من المدنيين الفلسطينيين في الغارات.
أما العبرة الثانية، وفقاً للباحث، فتتمثل في أن العملية البرية في القطاع، في حال لم تسفر عن "إنجاز واضح وحاسم"، فستفضي إلى تفجر حركة احتجاج ضد الحرب، تماماً كما حدث في الولايات المتحدة في أعقاب معركة "الفلوجة".
وأعاد ليفي إلى الأذهان حقيقة أن النخب السياسية الحاكمة في إسرائيل تبدي حساسية كبيرة إزاء ردة فعل الجمهور على عدد القتلى من الجنود في المعارك والمواجهات العسكرية.
وبحسب الباحث الإسرائيلي، فإن العبرة الثالثة من معركة الفلوجة تتجسد في أن "الانتصار العسكري لا يفضي إلى إنجاز سياسي، بل على العكس تماماً"، لافتاً إلى أن حجم الضرر البالغ الذي لحق بالمواطنين العراقيين والبنى التحتية التي تخدمهم أجج الكراهية في أوساط الشعب العراقي تجاه الأمريكيين، وهو ما وفر البيئة لتشكل المليشيات المسلحة المناوئة للوجود الأمريكي، ومنحها إسناداً شعبياً.
وأشار الباحث إلى أن الفشل الأمريكي في الفلوجة أسهم في عدم تشكل نظام سياسي عراقي مستقر، ما أثر سلباً على قدرة الولايات المتحدة على سحب قواتها من العراق.
اقرأ أيضاً
الموصل أم الفلوجة؟.. أمريكا تخشى على إسرائيل من حرب شوارع في غزة
وأضاف أن هذا الواقع دفع الأمريكيين إلى تغيير تكتيكاتهم، بحيث بدأوا يتوجهون إلى التأثير على "قلوب وعقول" العراقيين، من خلال إبداء قدر كبير من ضبط العمليات العسكرية حتى في ظل المخاطر التي يتعرض لها الجنود الأمريكيون، من منطلق أن قدرة الولايات المتحدة على تحقيق أهدافها في العراق تتوقف على تقليص عدد المدنيين العراقيين الذين يقتلون خلال عمليات الجيش الأمريكي.
وبحسب ليفي، فإن القلق الأمريكي من تداعيات عملية برية إسرائيلية في قطاع غزة دفع إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن إلى إرسال جنرالات أمريكيين كانوا قد لعبوا دوراً في معركة "الفلوجة" ضد المقاومة العراقية، كما لعبوا أدواراً في معركة "الموصل" ضد تنظيم "الدولة".
وخلُص ليفي إلى أنه بالاستناد إلى العبر السابقة، فإن الأمريكيين يوصون إسرائيل بتجنب شن العملية البرية أو شن عملية برية محدودة، مستدركاً أن العقلية الإسرائيلية تحديداً في هذه الظروف تجعل من الصعب تبني هذه العبر.
المصدر | الخليج الجديد + متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الفلوجة غزة المقاومة الفلسطينية المقاومة العراقية الجيش الأمريكي الولایات المتحدة العملیة البریة من معرکة إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل ترغب بإعادة تشكيل خارطة غزة ولن تسمح بقتال المسافات الصفرية
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء محمد الصمادي إن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة يحمل أبعادا سياسية وعسكرية مركبة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي للشهر الخامس عشر على التوالي.
وأوضح الصمادي، خلال فقرة التحليل العسكري، أن سلوك جيش الاحتلال يعكس حاليا إستراتيجية سياسية وأمنية تهدف بشكل أساسي إلى "تقويض سلطة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإعادة تشكيل خارطة غزة".
وأضاف أن هناك محاولات إسرائيلية متواصلة "لفرض الشروط بالقوة العسكرية" من خلال اتباع تكتيك الضغط على السكان.
استئناف حرب الإبادة
وفي اليوم الـ14 من استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، استشهد 76 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال منذ فجر أمس الأحد إثر غارات إسرائيلية استهدفت مناطق عدة من القطاع.
وقالت مصادر طبية للجزيرة إن 19 شخصا استشهدوا في مناطق مختلفة بالقطاع منذ فجر اليوم الاثنين جراء القصف الإسرائيلي.
وأمس الأحد، عثر الدفاع المدني في غزة على جثث 15 من عناصره المفقودين، هم 9 مسعفين من فريق الهلال الأحمر و5 من الدفاع المدني وموظف لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في حي تل السلطان بمدينة رفح.
إعلانوأشار الخبير العسكري إلى أن عملية التوسع في كافة المناطق تهدف إلى "إجبار مقاتلي حماس على الظهور أو الانسحاب لسهولة كشفهم واستهدافهم"، مؤكدا أن "المقاومة غير قادرة على الدخول في مواجهة مفتوحة، وهي لغاية الآن تتجنب المواجهة بظروف تعبوية غير ملائمة لها".
وحول التطورات بمنطقة رفح والحدود المصرية، لفت الصمادي إلى وجود محاولات إسرائيلية في منطقة رفح وجنوب خان يونس لإخلاء هذه المنطقة من السكان، موضحا أن ذلك "قد يكون تمهيدا لإقامة منطقة عازلة في المنطقة الحدودية ما بين غزة والحدود المصرية".
وأضاف أن "التصعيد في رفح يشكل ورقة ضغط على حماس بخصوص تبادل الأسرى"، مشيرا إلى وجود "ضغوط من الداخل الإسرائيلي على حكومة اليمين للحسم السريع في العملية".
ومن ناحية عسكرية، وصف الصمادي العمليات الجارية بأنها "عمليات هجينة، مزيج من عمليات برية وعمليات التوغلات"، موضحا أن هناك توسيعا للممرات والطرق، وأن المناطق داخل الأحياء "تمت تسويتها بالأرض".
قتال المسافات الصفرية
وأكد الخبير العسكري أن "إسرائيل لا تريد أن تتوغل ولا تسمح بأن يكون هناك قتال من المسافات الصفرية"، مشيرا إلى أنه لوحظ قبل وقف إطلاق النار الأخير، وبعد 471 يوما من القتال، "زيادة مضطردة في خسائر جيش الاحتلال نتيجة للقتال القريب والقتال من المسافات الصفرية".
وفيما يتعلق بالقوات المشاركة والأساليب المستخدمة، أشار الصمادي إلى أن "هناك ثلاث فرق عسكرية موجودة في الغلاف"، إضافة إلى استخدام "الطائرات المسيرة وطائرات الاستطلاع والقصف الجوي والمدفعي ومن الزوارق البحرية ومن المسيرات ومن طائرات الأباتشي على مدار الساعة".
وحذر الخبير العسكري من استمرار "عملية الحصار لليوم الثلاثين بمنع المساعدات وإغلاق المعابر"، موضحا أن "إسرائيل تسعى إلى أن يصل المقاتل الفلسطيني والحاضنة الشعبية إلى درجة من اليأس والاستسلام في حرب تجويع وحرب بالقصف الجوي والمدفعي ومن الزوارق، دون أن يكون هناك توغلات واسعة لغاية الآن".
إعلان