أكَّد رفض وزير الاتِّصالات في حكومة الاحتلال الصهيونيِّ شلومو قرعي لإعلان رجُل الأعمال الملياردير الأميركيِّ إيلون ماسك عن تأمين خدمة الإنترنت عَبْرَ نظام (ستارلينك) للأقمار الصناعيَّة لـمُنظَّمات الإغاثة المعترف بها دوليًّا، والتبجُّح بالقول إنَّ الكيان الصهيونيَّ سيستخدم ما وصفها بالوسائل المتاحة لمنَعِ ماسك من تزويد منظَّمات الإغاثة في غزَّة بالإنترنت، وتلويحه بقطعِ علاقات وزارته مع شركة (ستارلينك) الَّتي يمتلكها رجُل الأعمال الشهير، ما يؤكِّد أنَّ كيان الاحتلال الصهيونيِّ يسعى إلى التعتيم المُطْلَق على ما يرتكبه من جرائم ضدَّ الإنسانيَّة، ويُسهم في تعميق الكارثة الإنسانيَّة الَّتي يعيشها قِطاع غزَّة، ويضيف حالة أخرى من الرعب والخوف لدى أبناء غزَّة.


يأتي هذا التبجُّح الصهيونيُّ على الرغم من أنَّ القانون الدوليَّ يُجرِّم هذه الأفعال؛ كونها مخالفة للقوانين والحقوق الأساسيَّة المنصوص عَلَيْها في الأعراف الدوليَّة، ولها دَوْر كبير في إخفاء جرائم الحرب الصهيونيَّة الَّتي ترتكبها قوَّات الاحتلال في القِطاع المُحاصَر. كما أنَّ هذه الممارسات ضدَّ البنى الأساسيَّة للاتِّصالات تؤدِّي ـ بحسب المنظَّمات الإغاثيَّة العاملة في غزَّة ـ إلى قطع اتِّصال طواقم الإسعاف والدِّفاع المَدنيِّ فيما بَيْنَها ومع مركزها، ما يتسبَّب في عدم القدرة على توجيه هذه الطواقم لأماكن القصف عِند وقوعه، ما يعني فقدان الكثير من الأرواح، وكذلك حرمان المَدنيِّين الفلسطينيِّين العُزَّل بشكلٍ متعمَّد من حقِّهم بالاتِّصال والاطمئنان على بعضهم بعضًا بسبب النزوح والقصف المستمر.
إنَّ إصرار كيان الاحتلال الصهيونيِّ على أنْ يصبحَ قِطاع غزَّة الَّذي يقطنُه نَحْوُ 2,4 مليون نسمة، مقطوعًا عن العالَم مع توقُّف الاتِّصالات وخدمة الإنترنت، رغم أنَّه في حدِّ ذاته جريمة، لكنَّه يؤكِّد أيضًا عزم الكيان الصهيونيِّ المارق على ارتكاب المزيد من الجرائم، خصوصًا بعد أنْ فشلت آلتُه الدعائيَّة وحلفائه في تحويل عدوانه السَّافر لأكذوبة الدِّفاع عن النَّفْس، وظهَرَ ذلك جليًّا في تصويت الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة، حيث لا يوجد (فيتو) يحمي الكيان الصهيونيَّ. لذا يعمل على التعتيم على جرائمه عَبْرَ قطْعِ الإنترنت والاتِّصالات القادرة على توثيق جرائم الحرب الَّتي يرتكبها كيان الاحتلال، حسبما أكَّد عددٌ من المنظَّمات الحقوقيَّة الدوليَّة، وعلى رأسها منظَّمة العفو الدوليَّة.
ومن هذا المنطلق جاء الموقف العُمانيُّ المسانِدُ والدَّاعم للحقوق الفلسطينيَّة، والَّذي حرص على تسمية ما يحدُث في قِطاع غزَّة بمسمَّاه الحقيقي دُونَ مُوارَبة، حيث أكَّدت سلطنة عُمان أنَّ استمرار التصعيد الخطير وسياسة العقاب الجماعيِّ والانتهاكات الجسيمة للقانون الدوليِّ والقانون الدوليِّ الإنسانيِّ الَّذي تُمارسه قوَّات الاحتلال الصهيونيِّ في حربها الغاشمة على قِطاع غزَّة تُعدُّ جرائم حرب وجرائم ضدَّ الإنسانيَّة وتشجبها كافَّة القوانين والأعراف الإنسانيَّة والدوليَّة، كما حذَّرت الخارجيَّة العُمانيَّة من مغبَّة العمليَّات العسكريَّة البَرِّيَّة الَّتي يعتزم جيش الاحتلال الصهيونيِّ القيام بها والَّتي تُنذر بآثار كارثيَّة خطيرة على المنطقة والعالَم وعلى فرص تحقيق السَّلام والاستقرار، وهو موقف عُمانيٌّ يضع العالَم أمام مسؤوليَّاته لحماية الفلسطينيِّين العُزَّل، عَبْرَ التدخُّل الفوريِّ لوقف الحرب والانتهاكات الصهيونيَّة المستمرَّة وفقًا لقرار الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة الصادر بتاريخ 27 أكتوبر حقنًا لدماء الأبرياء ولتمكين إيصال المساعدات الإنسانيَّة العاجلة والضروريَّة للمَدنيِّين.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الصهیونی

إقرأ أيضاً:

العراق بحرب خفية مع إسرائيل والضربة الصهيونية قريبة!.. ماذا بعد شكوى تل أبيب ضد بغداد؟

بغداد اليوم - بغداد

أكد الباحث في الشأن السياسي مجاشع التميمي، اليوم الأربعاء (20 تشرين الثاني 2024)، أن العراق يمر حاليا بحرب خفية مع إسرائيل، فيما حذر من اعتداء إسرائيلي مرتقب على اهداف داخل العراق.

وقال التميمي، لـ"بغداد اليوم"، إن "إقدام إسرائيل على شكوى ضد العراق في مجلس الامن الدولي، يعتبر صفحة جديدة من الحرب الخفية بين العراق والكيان الإسرائيلي رغم ان الدولة العراقية تحاول تجنب أي أزمة في هذه الأوقات كون العراق يمر بظروف صعبة خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض".

وأضاف أن "هذه الشكوى ستكون بمثابة الذريعة الإسرائيلية لضرب العراق"، مستبعدا أن تكون "الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية ضد مواقع اسرائيلية، بموافقة الحكومة العراقية وقوى الاطار التنسيقي لأنهم يعرفون عواقب هذه الشكوى التي جاءت بسبب الضربات شبه اليومية على إسرائيل وما يؤثر سلبا على العراق من خلال التمهيد لاستهداف مقرات رسمية وأخرى غير رسمية في العراق".

وحذر الباحث في الشأن السياسي أن "هذا يؤثر على استقرار الأوضاع في العراق وهو ما يعد إحراجا كبيرا للحكومة العراقية التي تعهدت للجانب الأمريكي بأن يبقى العراق بعيدا عن الصراعات الجارية في لبنان وغزة".

وكانت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، أكدت بذل الحكومة العراقية جهودا حثيثة لإيقاف ومنع اتساع رقعة الحرب في المنطقة.

وقال عضو اللجنة عامر الفايز في حديث لـ"بغداد اليوم"، الجمعة (15 تشرين الثاني 2024)، إن "الحكومة العراقية تدرك جيدا خطورة اتساع دائرة الحرب في المنطقة وتأثيرها على وضع العراق ولهذا هي تبذل جهودا حثيثة لإيقاف ومنع اتساع رقعة الحرب من خلال ما تملكه من علاقات إقليمية ودولية مميزة".

وبين ان "موقف العراق واضح وثابت منذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من عام، فهو كان داعم لفلسطين ومع إيقاف العدوان وكذلك الموقف نفسه مع لبنان، وهو يعمل وفق علاقاته الخارجية على تعجيل الوصول الى اتفاق لوقف إطلاق النار والعمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها في كل من غزة ولبنان".

في السياق ذاته، كشف مصدر مطلع، اليوم الثلاثاء (19 تشرين الثاني 2024)، عن رسالة 4 قيادات عراقية نخبوية للبيت الابيض بشأن تهديدات الكيان الصهيوني.

وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، إن "السفيرة الامريكية في بغداد عقدت خلال الاسبوعين الماضيين أربعة لقاءات مهمة مع قيادات عراقية سياسية نخبوية من مكونات عدة كانت تتمحور في أربعة ملفات أبرزها آلية إبعاد بغداد عن الحرب والصراع في الشرق الاوسط".

وأضاف أن "القيادات العراقية بينت لواشنطن من خلال سفيرتها رفضها لأي تهديدات تأتي من قبل الكيان الصهيوني باستهداف أي مواقع في بغداد وأن الامر سيقود الى توترات لا تعرف نتائجها مع التأكيد بأن ترك الكيان يمضي في مسلسل الابادة بحق الفلسطينيين واللبنانيين سيؤدي الى ارتدادات تستمر عقودا من المواجهات ولو بأشكال متعددة".

وأشار الى أن "القيادات بينت خطورة ما يحدث في غزة ولبنان وسط صمت امريكي بل دعم وتمويل مباشر لماكنة الموت"، مؤكدا، أن "أحد القيادات العراقية أبلغ السفيرة بأن أمريكا تمر بمرحلة ضعف غير مسبوقة لدرجة أنها لم تعد قادرة على إيقاف ماكنة الموت المستمرة منذ 13 شهرا".

وكان المجلس الوزاري للأمن الوطني، أكد في (6 تشرين الثاني 2024)، أن مصالح العراق العليا تحتم العمل على إبعاد أراضيه وأجوائه عن آلة الحرب التي يحاول الكيان الصهيوني توسيعها.

مقالات مشابهة

  • "المنظمات الأهلية": إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت خطوة صحيحة لتطبيق القانون الدولي
  • "المنظمات الأهلية": إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت خطوة صحيحة لتطبيق القانون الدولي
  • دولة فلسطين.. أوامر اعتقال نتنياهو تعيد الأمل والثقة في القانون الدولي
  • حكومة الاحتلال: نتنياهو لن يخضع للضغوط ولن يتراجع حتى تحقيق أهداف الحرب
  • الجنائية الدولية: جرائم الحرب المنسوبة لنتنياهو وجالانت تشمل القتل والاضطهاد
  • "التعاون الإسلامي": "الفيتو" الأمريكي يشكّل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال
  • الغريب.. والأغرب
  • خالد الجندي يحذر من كتاب سماوي تصنعه الصهيونية: يخلط الأديان لبيع الوطن
  • مجلس الأمن الدولي يصوت على مشروع قرار بشأن غزة
  • العراق بحرب خفية مع إسرائيل والضربة الصهيونية قريبة!.. ماذا بعد شكوى تل أبيب ضد بغداد؟