ميليشيا موالية لإيران تواصل هجماتها ضد القوات الأمريكية في سوريا
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
واصلت ميليشيات مسلحة موالية لإيران، هجماتها ضد قوات أمريكية في سوريا.
وقال بيان صادر عن "المقاومة الإسلامية" في العراق، الأحد إنه تم استهداف "قاعدة الاحتلال الامريكي في الشدادي السورية، بطائرات مسيرة".
ولفت البيان إلى أن الهجوم أصاب أهدافه بشكل مباشر.
يأتي ذلك بعد أن أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بدوي انفجارات ناجمة عن استهداف طائرات مسيرة لقاعدة "الشدادي" الأمريكية، جنوب الحسكة شرق سوريا.
وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان صحفي: "دوت انفجارات خلال الساعات الفائتة، تبين أنها ناجمة عن استهداف جديد من قبل طائرات مسيرة للميليشيات الإيرانية، أطلقت من داخل الأراضي العراقية باتجاه قاعدة الشدادي التابعة لقوات التحالف الدولي في ريف الحسكة الجنوبي".
وأشار إلى تصاعد أعمدة الدخان من القاعدة، وسط انتشار واستنفار للقوات الأمريكية، لافتا إلى أن ذلك يأتي بعد مضي ساعات من إجراء قوات "التحالف الدولي" تدريبات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية، في قاعدتي قصرك وتل بيدر شمالي الحسكة، للتأكد من الجاهزية القتالية، وتزامنا مع تدريبات ضمن قاعدة حقل العمر النفطي شرق دير الزور، أكبر قواعد "التحالف الدولي" في سوريا.
اقرأ أيضاً
أمريكا تعلن استهداف مواقع للحرس الثوري الإيراني بسوريا.. ومسؤول يكشف تفاصيل ما حدث
كما استهدفت مليشيات إيرانية، قاعدة حقل العمر النفطي الذي تتخذه قوات التحالف الدولي مقراً لها، وسط تحليق مكثف للطيران المروحي الأمريكي.
وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية، أنّ أصوات انفجارات سُمعت في قاعدة حقل العمر إثر استهدافها بـ6 صواريخ، أُطلقت من البادية بين مدينتي الميادين والبوكمال.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية، إنّها سمعت دوي انفجارات في مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، وسط تحليق للطيران المسيّر في سماء المنطقة.
وكانت القاعدة الأمريكية في حقل العمر قد تعرضت، السبت، إلى استهداف بالصواريخ رداً على الهجوم الأمريكي على مواقع المجموعات التابعة لإيران في سوريا.
ولم يصدر أي تعليق من الولايات المتحدة أو التحالف الذي تقوده على ما ذكره البيان.
اقرأ أيضاً
إيران تحرك أذرعها ضد أمريكا.. قصف يستهدف سفينة قرب اليمن وجنودا في سوريا والعراق
وتتواصل الاستهدافات التي تطال الوجود الأمريكي في سوريا، والتي أصبحت أكثر تواترا في الآونة الأخيرة عبر هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على المنشآت الأمريكية في العراق وسوريا على حد سواء.
وكان البنتاغون ذكر بأن القوات الأمريكية وتلك المتحالفة معها، تعرضت لأكثر من 10 هجمات في العراق و3 في سوريا بين 17 و24 أكتوبر/تشرين الأول، تمّت بـ"مزيج من المسيّرات الهجومية من اتجاه واحد والصواريخ".
وتتهم واشنطن "الجماعات المدعومة من إيران" بتنفيذ تلك الهجمات.
ويرتبط ازدياد الهجمات، بالحرب الأخيرة بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث هددت مجموعات مسلحة مقربة من إيران، بمهاجمة المصالح الأمريكية على خلفية دعم واشنطن لتل أبيب، فيما شددت إحداها، وهي كتائب حزب الله (أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي) على ضرورة مغادرة القوات الأمريكية البلاد وإلا فـ"سيذوقون نار جهنّم في الدنيا قبل الآخرة".
وللولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق، في إطار جهودها لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي كان يسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين، قبل أن تدحره قوات محلية مدعومة بضربات جوية نفّذها تحالف دولي قادته واشنطن.
((3))
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: ميليشيا إيران سوريا قاعدة الشدادي إيران قاعدة حقل العمر قوات أمريكية التحالف الدولی فی العراق حقل العمر فی سوریا
إقرأ أيضاً:
هل تعول تركيا على ترامب لشن عملية عسكرية عابرة للحدود في سوريا؟
لوحت تركيا باستعدادها لتنفيذ عملية عسكرية جديدة على داخل الجانب السوري من حدودها الجنوبية ضد التنظيمات الكردية المسلح، وذلك على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث ارتبطت تصريحات المسؤولين الأتراك حول المسار الدبلوماسي المقبل مع إدارة الرئيس الأمريكي القادمة بمستقبل منطقة شمالي سوريا على وجه التحديد.
وتهدد تركيا بشن عملية عسكرية عابرة للحدود ضد "وحدات حماية الشعب" التي تشكل العمود الفقري قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حيث تعتبرهما أنقرة امتدادا لتنظيم "حزب العمال الكردستاني"، الذي يتخذ من جبال قنديل شمالي العراق مقرا له.
ووفقا للتصريحات الرسمية، فإن تركيا تأمل على ما يبدو في اتخاذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قرارا يقضي بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا ما قد يفتح الباب أمام تفاهمات جديدة تمنح أنقرة نفوذا أكبر لملء الفراغ.
وقال وزير الدفاع التركي يشار غولر، في تصريحات مع إحدى القنوات المحلية، إنه يعتقد أن "ترامب سوف يسحب القوات الأمريكية من سوريا خلال هذه الفترة"، معتبرا أن الولايات المتحدة "لديها أشياء أكبر للقيام بها".
وكان ترامب الذي حقق فوزا تاريخيا بعودته إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية غير متصلة مع الأولى، قرر سحب القوات الأمريكية من سوريا عام 2018، قبل أن يتراجع عن ذلك بسبب الانتقادات التي وجهتها دوائر الإدارة والكونغرس.
والأربعاء، قال أردوغان في حديثه للصحفيين على متن طائرته عائدا من أذربيجان، إن "عملياتنا عبر الحدود على جدول أعمالنا من أجل أمن بلادنا وسلام مواطنينا. إذا شعرنا بالتهديد، فلدينا الاستعداد للبدء في أي وقت".
وأضاف أن "هناك مناطق على حدودنا يتمسك بها الإرهابيون ولا يمكن ضمان الأمن الكامل دون تطهيرها وتجفيف مستنقع الإرهاب".
وأشار الرئيس التركي، إلى أن "عدم الاستقرار في سوريا وسيطرة التنظيمات الإرهابية هناك يشكل خطرا أمنيا بالنسبة لنا"، موضحا أن "الهدف من جميع عملياتنا ضد داعش وحزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب هو ضمان أمننا".
وشدد على أن الخطوات التي ستتخذها أنقر من الآن فصاعدا "ستكون لهذا الغرض".
"فرصة أكبر" مع الجمهوريين
ويرى الباحث في مركز جسور للدراسات، وائل علوان، أن تركيا "تعول على وجود ترامب في سحب القوات، لكن إلى الآن ليس واضحا مدى جدية الحديث عن سحب القوات الأمريكية من سوريا".
ويستدرك في حديثه مع "عربي21"، بالإشارة إلى أن "الحديث التركي عن المعارك في شمال سوريا لا يرتبط بشكل مباشر بفوز ترامب بمقدار ما يرتبط بالأمن القومي التركي، الذي لم يؤمن حتى الآن رغم التعهدات الروسية والأمريكية بإخلاء منطقة واسعة على الحدود الشمالية لسوريا بين الحدود التركية السورية من وجود تنظيمات الانفصالية".
ويلفت إلى "تعهدات أمريكية وروسية قديمة بأن تكون هناك منطقة تقارب ثلاثين كيلو متر خالية تماما من وجود تنظيمات انفصالية وهذا لم يحدث إلى الآن، ولذلك دائما تباشر تركيا بطلب تنفيذ هذه الالتزامات أو أنها مضطرة إلى أن تذهب إلى تنفيذها وتأمين امنها القومي".
وعام 2019، أي ولاية ترامب الأولى، شنت تركيا عملية عسكرية شمال سوريا تحت مسمى "نبع السلام"، ما مكنها بالتعاون مع فصائل في المعارضة السورية المسلحة من السيطرة مدينتي رأس العين وتل أبيض.
ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تشير التصريحات التركية إلى وجود تفاؤل لدى أنقرة بإمكانية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وهو أمر غير مؤكد في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة في المنطقة، ما قد "يدفع الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها في سوريا"، وفقا لعلوان.
ويشدد الباحث على أن "هناك دائما فرصة أكبر للمباحثات مع وجود الجمهوريين في السلطة بواشنطن، وهذا ما جعل تركيا تتفائل بفوز دونالد ترامب، وبإمكانية أن يكون هناك صفقات مجدية لمصالح مشتركة حقيقية واستقرار أكبر".
ترامب "غير متوقع"
يرى الباحث التر يعمر أوزكيزيلجيك، أن "أردوغان وترامب يقدران المفاوضات المباشرة ولديهما نهج مشابه في الدبلوماسية، مما يساعدهما على التوافق مع بعضهما البعض".
ويقول في حديثه لـ"عربي21"، إن "الدبلوماسية بين القادة قد تساهم في التوصل إلى اتفاقات حول الخلافات طويلة الأمد"، حسب تعبير.
و"بينما يمكننا عموما أن نكون متفائلين بحذر بشأن تحسين العلاقات التركية الأمريكية بشكل أكبر، فإن طبيعة ترامب غير المتوقعة تأتي دائما مع مخاطر"، يضيف أوزكيزيلجيك.
ويشير إلى أنه في حال "أراد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا دون تسليمها إلى إيران، فعليه العمل مع تركيا".
ولدى إيران، حليف النظام السوري، نفوذ عسكري واسع في سوريا عبر المليشيات الموالية لها، التي تتمركز في العديد من المواقع في سوريا.
وكان محور الانتقادات التي طالت قرار ترامب الانسحاب من سوريا في ولايته الرئاسية الأولى، يتعلق بشكل رئيسي بالمخاوف الأمريكية من ترك البلد لنفوذ إيران، ما سيضر بشدة بمصالح الولايات الأمريكية.
وفقا لعلوان، فإنه "من الممكن أن تبقى القوات الأمريكية في سوريا، وأن يكون لها دور رئيسي في الحد من النفوذ الإيراني والتحركات الإيرانية في المنطقة ضمن محافظة دير الزور وعلى الأطراف الجنوبية من محافظة الحسكة وأجزاء من الرقة".
وبالرغم من إمكانية توجه واشنطن إلى تعزيز قواتها في المنطقة أو عدم سحبها في ظل التوتر بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، "لكن هذا لا يرتبط بالفعل بالمنطقة التي نتحدث عنها في الحدود السورية التركية"، يقول علوان.
ويضيف الباحث، أنه "من الممكن أن تصل المباحثات التركية الأمريكية إلى انسحاب من مناطق على الحدود السورية التركية في القامشلي وفي عين العرب وفي غيرها من المنطقة، التي تشكل ثلاثين كيلو متر بعيدة عن الشريط الحدودي السوري التركي".
وكان أردوغان شدد على هدف بلاده إنشاء "حزام أمني" على طول الحدود الجنوبية بعمق من 30 إلى 40 كيلومترا، مشيرا إلى عزم أنقرة في الفترة المقبلة استكمال الحلقات الناقصة من هذا الحزام على حدودها مع سوريا.