وزير الري: تحديات غير مسبوقة تواجه قطاع المياه نتيجة تغير المناخ
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
شارك الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى في "منتدى الاستثمار فى المياه" والذى ينظمه الاتحاد الاوروبى،وذلك ضمن فعاليات اسبوع القاهرة السادس للمياه .
وفى كلمته بالمنتدى أشار الدكتور سويلم إلى التحديات غير المسبوقة التى يواجهها قطاع المياه نتيجة تغير المناخ والحاجة لتوفير التمويلات اللازمة للتعامل مع هذا التحدى ، موضحا أن تغير المناخ يمثل تحدى كبير فى مصر نتيجة إرتفاع درجات الحرارة وما ينتج عنها من زيادة الاحتياجات المائية ، وارتفاع مستوى سطح البحر وما ينتج عن ذلك من زيادة درجة ملوحة المياه الجوفية بشمال دلتا نهر النيل ، والتي تعد موطنا لملايين المصريين بالإضافة لوجود مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية عالية الإنتاجية ، بالإضافة للعديد من الظواهر المناخية الأخرى مثل زيادة شدة وتواتر الظواهر الجوية المتطرفة مثل السيول الومضية ، بالإضافة للتأثير الغير متوقع لتغير المناخ على الأمطار بدول منابع النيل .
وأكد أنه للتعامل مع هذه التحديات فى مصر .. فقد تم تنفيذ العديد من المشروعات مثل مشروعات تأهيل وأعمال تقييم المنشآت المائية باجمالى ٤٧ الف منشأ ، وأعمال تطهيرات وتأهيل الترع بهدف رفع كفاءة توزيع المياه وتوصيل المياه للمنتفعين ، وتحسين أنظمة الصرف الزراعى ، وتطبيق أنظمة الري الحديثة بالارضى الرملية والبساتين ومزارع قصب السكر ، ومشروعات حماية الشواطئ ، ومشروعات الحماية من اخطار السيول ، والتوسع فى اعادة استخدام مياه الصرف الزراعى مثل محطة بحر البقر بطاقة ٥.٦٠ مليون متر مكعب/ اليوم ، ومحطة الحمام بطاقة ٧.٥٠ مليون متر مكعب/ اليوم .
وشدد سويلم على أهمية التوسع فى مجال البحث العلمي فى مجال تحلية المياه للإنتاج الكثيف للغذاء ، والتوسع فى دراسات التحلية بهدف تقليل تكلفتها وتحقيق الجدوى الاقتصادية من إستخدام التحلية فى إنتاج الغذاء .
كما أكد أهمية تحقيق التعاون على المستوى الدولى وتبادل المعرفة وتجميع الأفكار ، وحشد التمويلات اللازمة لقطاعى المياه والمناخ ، والعمل على بناء القدرات على المستويين الوطني والدولى لكافة العاملين فى مجال المياه ، مع التأكيد على ضرورة الإستفادة من مؤتمر المناخ القادم COP28 للاستمرار فى العمل على حشد التمويل والاستثمارات اللازمة .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: هانى سويلم الموارد المائية الري أسبوع القاهرة السادس للمياه تغير المناخ
إقرأ أيضاً:
أسياد الجليد في خطر.. معركة الدب القطبي مع تغير المناخ
تواجه الدببة القطبية وضعا حرجا يؤثر على بقائها وتكاثرها نتيجة للذوبان المستمر لجليد القطب الشمالي والآثار الأوسع لتغير المناخ، مما يهدد هذه الحيوانات النبيلة وبيئتها الطبيعية.
ففي قلب اتساع القطب الشمالي، الذي ترتفع فيه درجة الحرارة بمعدل أسرع بمرتين من أي مكان آخر على كوكب الأرض تقف الدببة القطبية رمزا مؤثر للتحديات البيئية في عصرنا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما العلاقة بين البراكين والتغير المناخي؟list 2 of 2دراسة: غرينلاند تفقد غطاءها الجليدي بأكبر من المتوقعend of listتُعرف هذه المخلوقات المهيبة علميا باسم (Ursus maritimus)، وهي ليست مجرد الحيوانات المفترسة الرئيسية في القطب الشمالي فحسب، بل هي أيضا مكونات أساسية لنظامه البيئي الهش.
ففرْوُها الأبيض الظاهر، المكون من أنابيب شفافة مجوفة إلى جانب طبقة كبيرة من الدهن، يؤهلها بشكل رائع للبقاء على قيد الحياة في عالمها البارد. وذلك الفرو، يبدو أبيض اللون ولكنه شفاف في الواقع، يعكس الضوء المرئي، بينما جلدها الداكن يمتص أشعة الشمس لزيادة دفئها.
تتيح هذه التكيفات الطبيعية، ليس فقط الدفء في البرد القارس ولكن أيضا التمويه ضد الجليد والثلج، مما يجعل الدببة القطبية من الصيادين الذين لا مثيل لهم في القطب الشمالي.
حسب تقرير لموقع "إيرث دوت أورغ" (Earth.org) تعد الدببة القطبية أكبر أنواع الدببة على كوكب الأرض، تتفاوت أحجامها بشكل كبير في نطاقها، حيث يصل وزن الذكور عادة إلى نحو 680 كيلوغراما والإناث إلى حوالي 363 كيلوغراما.
إعلانوتنتشر هذه الدببة عبر 19 مجموعة فرعية مميزة في القطب الشمالي، وترتبط حياتها وبقاؤها على قيد الحياة ارتباطا وثيقا بالجليد البحري، حيث تعتمد عليه للوصول إلى فرائسها الرئيسية وهي الفقمات.
ويضعها ذلك الاعتماد الكامل على هذا النمط من التغذية في وضع غير موات بشكل خاص مع تغير المناخ العالمي، حيث تؤدي اتجاهات الاحتباس الحراري إلى انكماش الغطاء الجليدي البحري في القطب الشمالي بنسبة 14% تقريبا كل عقد، وذوبان الجليد البحري المبكّر وتأخر تكوينه كل عام.
وبالمقارنة مع متوسط الغطاء الجليدي البحري المسجل بين عامي 1981 و2010، فقدنا تقريبا نحو 1.2 مليون كيلومتر مربع من الجليد بين عامي 2011 و2021.
وبالنسبة للدببة القطبية لا يقتصر هذا التغيير على تقصير مواسم صيدها فحسب، بل يقلل أيضا من وصولها إلى الموارد الغذائية الأساسية، مما يؤثر سلبا على صحتها ومعدلات تكاثرها، وفي النهاية على بقائها، إذ تعتمد على الجليد البحري لاصطياد الفقمات والراحة والتكاثر.
مخاطر وتهديدات
وبسبب فقدان الجليد البحري، يتعين على الدببة القطبية السفر لمسافات أطول للبقاء مع الجليد المتراجع بسرعة، ولا توجد إمدادات غذائية كافية خلال فصل الشتاء، كما أن الجليد البحري بات يذوب الآن في وقت مبكر من الربيع ويتشكل في وقت متأخر من الخريف، مما يعني أنها ستتضور جوعا لفترة أطول خلال هذه الأشهر.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الدببة القطبية عالميا يتراوح بين 22 ألفا و31 ألفا، وهو رقم يثير الكثير من القلق نظرا للفقدان المُستمر والسريع لموائلها الجليدية البحرية والانخفاض الحاد في أعدادها.
وتُظهر إعادة تقييم حديثة أن هناك احتمالا كبيرا لانخفاض أعداد الدببة القطبية عالميا بأكثر من 30% خلال الـ35 إلى 40 عاما القادمة إذا بقي الوضع المناخي ونسبة ذوبان الجليد كما هو عليه.
إعلانويصنف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الدببة القطبية على أنها معرَضة للخطر، ويواجه مستقبلها خطرا داهما، ليس فقط بسبب تغير المناخ، بل أيضا بسبب تزايد احتمالية الصراعات بين البشر والدببة مع تجولها في مناطق أبعد بحثا عن الطعام، حيث تعاني من ندرة الغذاء بشكل ملحوظ في موئلها الأصلي.
وغالبا ما تبوء جهود هذه الدببة في إيجاد قوت يومها أو البحث عن النباتات أو التوت، أو السباحة بحثا عن الطعام بالفشل إلى حد كبير، مما يبرز التحديات الجسيمة التي تواجهها في بيئتها المتغيرة تلك. ويتفاقم الوضع بسبب عجز الدببة القطبية عن تناول الطعام أثناء السباحة، مما يزيد من صعوبة سعيها للبقاء على قيد الحياة.
وحتى ما ينجو من المجاعة من الدببة سيعاني من سوء تغذية حاد، وخاصة الإناث مع صغارها، وهو ما يؤدي إلى انخفاض معدلات التكاثر والانقراض في بعض المناطق. وقد وجد العلماء أن السبب الرئيسي لنفوق الدياسم (صغار الدببة) يكون إما لنقص الغذاء أو نقص الدهون لدى الأمهات المرضعات.
وإلى جانب فقدان الجليد البحري الحيوي، تشمل التهديدات الأخرى التي تواجهها هذه الأنواع التلوث البيئي، واستكشاف الموارد الأحفورية، حيث يشكل تطوير صناعة النفط في القطب الشمالي تهديدا واسعا، بدءا من الانسكابات النفطية وصولا إلى تدمير الموائل والصيد الجائر أحيانا.
مهدت اتفاقية الدب القطبي لعام 1973، التي وقّعتها دول القطب الشمالي، الطريق لتنسيق جهود البحث والمحافظة عبر الحدود. وتركز جهود اليوم بشكل أكبر على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية وإدارة النشاط البشري في القطب الشمالي بطرق لا تفاقم التهديدات التي تواجهها أعداد الدببة القطبية.
وتعد مبادرات الحفاظ على البيئة، التي تهدف إلى الحفاظ على الدب القطبي مبادرات شاملة ودولية النطاق، وتشمل حماية الموائل، وإستراتيجيات التخفيف من تغير المناخ، والجهود الرامية إلى تقليل الصراعات بين الدببة القطبية والبشر، لكنها تواجه أيضا صعوبات في التطبيق.
إعلانوتمثل ظروف الدببة القطبية في ظل التغيرات المناخية تذكيرا قويا بترابط النظام البيئي العالمي والحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات لمواجهة تغير المناخ. ومع استمرار تقلص جليد القطب الشمالي، وهو ما يتطلب تدابير الحفظ الاستباقية، والالتزام العالمي بخفض الانبعاثات، لتتمكن هذه المخلوقات المميزة من مواصلة ازدهارها في موطنها القطبي.