أقوى الانفجارات في تاريخ الكون .. حالة من القلق بين سكان الأرض عقب نشر وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" صورة جديدة التقطها تلسكوب "جيمس ويب"، لواحد من أقوى الانفجارات في تاريخ الكون، هذا الانفجار الاستثنائي وقع نتيجة اندماج نجمين نيوترونيين في نجم واحد، واعتبر العلماء أن هذا الانفجار يمكن أن يكون مصدرًا للمواد الكيميائية الأساسية التي تدعم الحياة.

وكالة ناسا تواصل إعادة تعريف فهمنا للكون ناسا تطلق مركبة فضائية إلى كويكب في رحلة مدتها 6 سنوات

تم رصد هذا الانفجار بواسطة مجموعة متنوعة من التلسكوبات الفضائية والأرضية، بما في ذلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي.

وأكد العلماء في ناسا أن هذا الاصطدام النادر أنتج واحدًا من أكثر الانفجارات سطوعًا في الكون، حيث كان أكثر بمليون مرة من سطوع مجرة درب التبانة.

استمر هذا الانفجار الشديد لمدة تزيد عن 200 ثانية، مما جعله استثنائيًا بالنسبة للانفجارات التي تنتج عن تصادم النجوم النيوترونية، والتي كان يُعتقد في السابق أنه من المستحيل رؤيتها بهذا السطوع.

بعد هذا الانفجار الضخم، اكتشف العلماء عنصرًا كيميائيًا جديدًا يُسمى التيلوريوم، وهو من المواد الأساسية التي تسهم في دعم الحياة على كوكب الأرض.

هذا الاكتشاف قد يساعد في فهم كيفية تكوين هذه المواد للمرة الأولى.

وقال أندرو ليفان، من جامعة رادبود، المؤلف الرئيسي للدراسة: "بعد نحو 150 عاما منذ أعلن ديمتري مندليف الجدول الدوري للعناصر، أصبحنا الآن أخيرا في وضع يسمح لنا ببدء ملء تلك الفراغات الأخيرة من الفهم حيث تم صنع كل شيء، بفضل تلسكوب جيمس ويب".

وتشير النتائج الجديدة إلى أن تلك العناصر، الأساسية لكل شيء حولنا، تتشكل في النجوم النيوترونية المتصادمة.

وأوضح بن جومبيرتز، من جامعة برمنجهام: "تأتي انفجارات أشعة جاما من نفاثات قوية تسير بسرعة الضوء تقريبا، مدفوعة باصطدام بين نجمين نيوترونيين. وساتغرقت هذه النجوم عدة مليارات من السنين وهي تتجه بعضها نحو بعض قبل أن تتصادم لتنتج انفجار أشعة جاما الذي رصدناه في مارس من هذا العام.

وتابع: "توفر النجوم النيوترونية المتصادمة الظروف اللازمة لتخليق عناصر ثقيلة جدا، ويعمل التوهج الشعاعي لهذه العناصر الجديدة على تشغيل الكيلونوفا التي اكتشفناها مع تلاشي الانفجار. إن الكيلونوفا نادرة للغاية ومن الصعب جدا مراقبتها ودراستها، ولهذا السبب يعد هذا الاكتشاف مثيرا للغاية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حالة من القلق سكان الأرض ناسا صورة جديدة تلسكوب جيمس ويب هذا الانفجار

إقرأ أيضاً:

نجوم بنات نعش

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

واليوم لا نتحدث عن نجم مفرد وإنما نتحدث عن أشهر كوكبة نجمية عند العرب وهي كوكبة «بنات نعش» التي يمكن رؤيتها في السماء الشمالية، وهي تُعتبر جزءًا من كوكبة الدب الأكبر، وتحتوي على مجموعة من النجوم اللامعة التي تتخذ شكلًا يشبه النعش أو العربة، وهو شكل سهل التعرف عليه، من المعروف أن هذه الكوكبة تُرى بشكل واضح من الربيع إلى الخريف، وتعتبر أكثر وضوحًا في سماء الليل بين شهري مارس وأغسطس، وعند النظر إليها، نجد أن النجوم السبعة تشكل مثلًا هندسيًا واضحًا، وهو السبب الذي جعلها تحظى بشعبية كبيرة في التقاليد الفلكية القديمة.

وسنتحدث في هذا المقال عن أبرز نجمين في كوكبة «بنات نعش»، نجم «الدُبَيان» الذي يبعد عن الأرض حوالي 123 سنة ضوئية، و»السُهَيل» الذي يبعد عن الأرض حوالي 104 سنوات ضوئية، ويعتبر نجم الدُبَيان من أهم النجوم في هذه الكوكبة، حيث إنه هو الذي يحدد الاتجاه العام للكوكبة، أما نجم السُهَيل فيُعد من النجوم الأكثر حرارة في المجموعة، حيث تبلغ درجة حرارته حوالي 13.000 درجة كلفن، بينما نجم الدُبَيان هو أكثر برودة قليلًا، حيث تصل درجة حرارته إلى 5000 درجة كلفن، أما من حيث الحجم، نجد أن السُهَيل أكبر من الشمس بحوالي 4 إلى 5 مرات في القطر، وهو ما يجعله أحد النجوم الأكثر تألقًا.

ومن الناحية التاريخية، كان للعرب دور كبير في استخدام كوكبة بنات نعش في حياتهم اليومية، فقد كانت هذه الكوكبة تُستخدم في تحديد المواسم الزراعية، فيعتمدون عليها كأداة في تحديد توقيت الزراعة والحصاد، حيث كان ظهور هذه الكوكبة في السماء يمثل بداية فصل الصيف، كانت البنات تعتبر بمثابة دليل على توقيت مناسب للموسم الزراعي، خاصة في المناطق الصحراوية التي كانت تعتمد على توقيت دقيق للأعمال الزراعية، وقد كانوا يراقبون موقع الكوكبة في السماء لتحديد أوقات الحرث والري، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من التقويم الزراعي عند العرب.

أما من حيث التسمية فقد كان للمخيلة العربية الخصبة نصيب في إطلاق أسطورة تبين موقع هذه النجوم وتوزيعها في السماء، فقالوا إن النجوم الأربعة التي تشكل المستطيل في بنات نعش الكبرى وهن «الدُبَيان، المئزر، الفخذ، والمراق» وهي تمثل النعش، وأما النجوم الثلاثة التي تشكل الذيل فهي «العناق، القائد، والسُهَيل» التي تمثل بنات الرجل المقتول، وهن يلاحقن القاتل انتقامًا لأبيهن.

وإذا أتينا إلى الشعر فنجد أن بنات نعش كان لهن نصيب وافر في الشعر العربي، فنجد أن الشاعر العماني المشهور اللواح الخروصي في قصيدة رثى بها أحدهم قال إنه الميت في سموه ورفعته تحمله بنات نعش فقال:

عجبًا لحامل نعشه ولنعشه

كبنات نعش في سمو سماء

وهو العظيم بأن يناقل منكب

عن منكب في آلة حدباء

ونجد أن الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد ذكر هذه الكوكبة السماوية، ولكن استبدل البنات بالبنين، فقال بنو نعش في قصيدته التي يقول فيها:

جَوَاهِرُهُ النُّجُومُ وَفِيهِ بَدْرٌ

أَقَلُّ صفَاتِ صورَتِهِ التَّمَامُ

بَنُو نَعْشٍ لِمَجْلِسهِ سرِيرٌ

عَلَيْهَا وَالسمَاوَاتُ الْخِيَامُ

كما نجد الشاعر الجاهلي الحارث بن حبيب الباهلي يذكر بنات نعش في بيت شعري له فيقول:

فَنِيتُ وَأَفْنانِي الزَّمانُ وَأَصْبَحَتْ

لِداتِي بَنُو نَعْشٍ وَزُهْرُ الْفَراقِدِ

أما الشاعر الأموي جرير فقد ذكر بنات نعش في معرض ذكر الجبناء الذين يهربون من الموت، ونصحهم سخرية بأن يتعلقوا ببنات نعش فقال:

قُلْ لِلْجَبَانِ إِذَا تَأَخَّرَ سرْجُهُ

هَلْ أَنْتَ مِنْ شَرَكِ الْمَنِيَّةِ نَاجِي

فَتَعَلَّقَنْ بِبَنَاتِ نَعْشٍ هَارِبًا

أَوْ بِالْبُحُورِ وَشدَّةِ الْأَمْوَاجِ

ومن الذين ذكروا بنات نعش في قصائدهم الشاعر العباسي أبو تمام الطائي فهو يقول:

إِنَّ الرِياحَ إِذا ما أَعصفَت قَصفَت

عيدانَ نَجدٍ وَلَم يَعبَأنَ بِالرَتَمِ

بَناتُ نَعشٍ وَنَعشٌ لا كُسوفَ لَها

وَالشَمسُ وَالبَدرُ مِنهُ الدَهرَ في الرَقِمِ

ومن محاسن الصدف أننا الآن في شهر الصيام وفي ذكر بنات نعش، ونجد أن الشاعر العباسي ابن المعتز يذكر الصيام ويذكر بنات نعش في نفس المقطع الشعري فيقول:

إِصرِف شَرابي قَد هَجَرتُ كُؤوسهُ

شَهرَ الصِيامِ وَإِعفُني مِن مائِهِ

فَأَراقَ مِن إِبريقِهِ لي شَربَةً

كَالنارِ تُشرِقُ في دُجى ظَلمائِهِ

وَهِلالُ شوّالٍ يَلوحُ ضيائُهُ

وَبناتُ نَعشٍ وَقَّفَت بِإِزائِهِ

ونجد الشاعر أبو العلاء المعري يذكر هذه النجوم في لزومياته المشهورة فيقول:

أَنَعشٌ في السَماءِ وَذاكَ أَمرٌ

يَدُلُّ عَلى هَلاكِ بَناتِ نَعشِ

أَلَم يَتَبَيَّنوا الخَطبَ المُوارى

بِجَهلٍ أَم قَضاءُ اللَهِ يُعشي

مقالات مشابهة

  • ناسا تكشف دورة حياة النجوم من الميلاد.. وحتى الفناء
  • تدمير جرافة مواطن بانفجار لغم حوثي جنوبي الحديدة
  • نجوم بنات نعش
  • الكون يستعرض جماله... العالم يشهد أطول خسوف كلي
  • الزرقاء: البرلمان منفتح على التعديلات بشرط الحفاظ على المبادئ الأساسية للانتخابات
  • حركة نشطة تشهدها أسواق مدينة حمص مع الانخفاض الملحوظ في أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية
  • «اليوم العالمي للرّياضيات».. لُغة الكون نُحلّل ونُفكّر ونُبدِع
  • تلسكوب جديد أطلقته “ناسا” للعثور على كيف ظهر الكون بانفجار عظيم
  • المفتي: خلافة وعمران الكون تتحقق من خلال التعارف بين البشر.. فيديو
  • الوزراء: أسعار السلع والاحتياجات الأساسية للمواطن ستشهد تراجعا