"الفاو" تدعو لإجراءات جماعية حاسمة لحماية الموارد المائية بالشرق الأدنى وشمال إفريقيا
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
دعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) الدول الأعضاء والشركاء إلى اتخاذ إجراءات جماعية حاسمة لحماية الموارد المائية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
وخلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أسبوع القاهرة السادس للمياه 2023، قال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للمنظمة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا: "من خلال تعزيز الاستخدام الفعال للمياه والاستثمار في الممارسات الزراعية القادرة على الصمود، سنتمكن ليس فقط من تأمين إمداداتنا الغذائية، بل أيضاً من التخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ على المجتمعات الضعيفة".
ويشارك مكتب المنظمة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا في تنظيم أسبوع القاهرة للمياه 2023 بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري في مصر. وينعقد مؤتمر هذا العام تحت شعار "العمل على التكيف في قطاع المياه من أجل الاستدامة"، ويهدف إلى الربط بن المنظمات المعنية بالمياه وصناعات قطاع المياه الأوسع والجهات ذات المصالح الإقليمية بالمياه والمجتمعات المعنية بقضايا المياه والتنمية المستدامة الأوسع.
وأضاف الواعر: "دعونا نسخر قوة التعاون والابتكار والعمل الجماعي لضمان أن يصبح التكيف مع المياه ركيزة أساسية في جدول أعمالنا للتنمية المستدامة".
وفي إطار مبادرة منظمة الأغذية والزراعة الإقليمية لندرة المياه، أطلقت المنظمة مساراً مخصصاً ضمن أسبوع القاهرة للمياه يهدف إلى إبراز الاستراتيجيات العملية والتكنولوجيات المبتكرة والإجراءات السياساتية التي يمكن أن تؤدي إلى التكيف المستدام مع المياه وتعزيز الأمن الغذائي للأجيال القادمة. وسيوفر مسار المنظمة أيضاً فرصة للحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص للتعاون ورسم مسار جماعي للمضي يداً بيد مع المنظمة.
وتستضيف المنظمة أيضاً العديد من الأنشطة الأخرى على هامش المؤتمر، بما في ذلك ثلاث مسابقات (أفضل الممارسات الزراعية للمحافظة على المياه، وأطروحة الثلاث دقائق، وشباب المبتكرين في مجال المياه)، والاجتماع الخامس للجنة الفنية المشتركة رفيعة المستوى للمياه والزراعة، وزيارة ميدانية لموقع ري يعمل بالطاقة الشمسية.
تعد موارد المياه العذبة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا من بين الأدنى في العالم، وتشمل المنطقة ثمانية بلدان تُصنف ضمن الدول العشر الأعلى عالمياً في مستويات الإجهاد المائي.و انخفضت الموارد المائية بمقدار الثلثين خلال الأربعين عاماً الماضية، ومن المتوقع أن تنخفض بنسبة تزيد عن 50 في المائة بحلول عام 2050.
في الوقت الحاضر، تبلغ حصة الفرد من المياه العذبة المتوفرة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا حوالي عُشر المتوسط العالمي، ومن المتوقع أن تواصل هذه المعدلات انخفاضها مع استمرار النمو السكاني. وحالياً، لا تتجاوز حصة الفرد من المياه المتجددة 25 في المائة من حصته في ستينيات القرن العشرين.
تستهلك الزراعة في المنطقة حوالي 85 في المائة من إجمالي المياه العذبة المتاحة، متجاوزة بذلك المتوسط العالمي البالغ 70 في المائة. لذلك، ومع محدودية الموارد المائية، يؤثر انخفاض الإنتاجية الزراعية على سبل عيش الملايين من السكان، بما في ذلك صغار المزارعين.
لكن، من خلال اعتماد تكنولوجيات مبتكرة واستثمارات ذكية وأطر سياسات داعمة، يمكن للقطاع الزراعي أن يصبح محركاً للتغيير الإيجابي، ويقلل من حجم الخسائر المتكبدة عن طريق اعتماد أنظمة إنتاج مبتكرة، ونماذج معالجة تتسم بالكفاءة في استخدام الطاقة، والحفاظ على الأراضي والتربة والغابات واستعادتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفاو المياه أفريقيا المزارعين الموارد المائیة فی المائة
إقرأ أيضاً:
تحديات وعقبات.. أطراف إقليمية ودولية تؤجج الصراعات لإطالة أمدها بالشرق الأوسط
تواجه منطقة الشرق الأوسط مجموعة من التحديات التي تؤثر على الاستقرار الإقليمي والعالمي، لأنها تشهد اضطرابات وتوترات سياسية فى سوريا واليمن وليبيا والعراق، بجانب القضية الفلسطينية، ما أدى إلى تزايد النزاعات المسلحة، وتدمير البنية التحتية، وتفاقم الوضع الإنساني، فى ظل التدخلات الخارجية، التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع، وجعل التسوية السياسية أمراً صعباً، خصوصاً مع التوسعات الإسرائيلية فى المنطقة، واستمرار الحصار على قطاع غزة، الذى تم تدميره تماماً، ما زاد من معاناة السكان فى القطاع الفلسطيني.
ويُعد الصراع «الفلسطينى - الإسرائيلى» أحد أبرز القضايا فى الشرق الأوسط، حيث تتصاعد حدة التوترات فى الأراضى المحتلة، فى قطاع غزة والضفة الغربية، رغم المحاولات المستمرة لتحقيق السلام، إلا أن الاتفاقات السياسية لم تسفر عن حل دائم، ما يعمق الخلافات بين الدول العربية وإسرائيل، ويشكل تحديات كبيرة للاستقرار الإقليمى، ومؤخراً امتد النزاع ليشمل سوريا، التى تشهد توغلات إسرائيلية وتوسعات استعمارية، منذ سقوط نظام بشار الأسد، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق، وتهجير الملايين من المدنيين، وسط تدخل القوى الإقليمية والدولية فى النزاع.
ويشهد لبنان أزمات سياسية واقتصادية تسببت فى انهيار القطاع المالى والمصرفى، الذى كان يُعد من أهم ركائز ودعائم الاقتصاد فى البلاد، بجانب الصراع بين «حزب الله» وجيش الاحتلال الإسرائيلى، كما يشهد اليمن حرباً أهلية متفاقمة منذ 2014 بين الحكومة الشرعية وجماعة «الحوثيين»، ما عمَّق الأزمة الإنسانية فى المنطقة، والوضع فى ليبيا ما زال يشهد بعض الصراعات الداخلية، بعد الإطاحة بنظام القذافى فى 2011، ما يؤدى إلى تدهور اقتصادى واجتماعى، وزيادة عدد اللاجئين، وتفاقم التوترات بين الدول الكبرى والإقليمية.
وتمثل التدخلات الإقليمية والدولية تحديات كبرى فى استقرار الدولة الوطنية، ما جعل الأوضاع أكثر تعقيداً، وساهم فى تأجيج الصراعات المحلية وتحقيق مصالح استراتيجية لهذه القوى، وزيادة التدخلات الخارجية التى تساهم فى إطالة الأزمات، وتزيد من تفكك الدول، ما يُصعّب حل النزاعات، ويحافظ على حالة عدم الاستقرار.
وحذر الرئيس عبدالفتاح السيسى من توسيع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط، واعتبر أن العالم، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، يشهد تحديات وأزمات غير مسبوقة، تحتل فيها الصراعات والحروب صدارة المشهد، مشيراً إلى أن أبرز الشواهد على ذلك استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى تحد لقرارات الشرعية الدولية، وما يصاحب ذلك من خطورة وتهديد بامتداد الصراع لدول أخرى، مثلما حدث مع لبنان، وصولاً إلى سوريا التى تشهد تطورات واعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها، مع ما قد يترتب على احتمالات التصعيد واشتعال المنطقة من آثار سوف تطول الجميع سياسياً واقتصادياً.
واعتبر الرئيس السيسى أن تسوية أزمات المنطقة يتم بتحقيق الاستقرار، عبر استعادة مفهوم الدولة وأركانها، ودعم مؤسساتها، وتعزيز قدرة جيوش الدول وحكوماتها، كما أكد الرئيس، فى تصريحاته، أن عمليات التهجير القسرى، ووجود خلايا أو عناصر نائمة، تشكل تحديات تواجه المنطقة، بجانب تطورات الأوضاع الإقليمية، بما فى ذلك الحرب على غزة، فى ظل الجهود المصرية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون عراقيل، فضلاً عن التطورات فى كل من سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن، والجهود المصرية لتسوية تلك الأزمات.
«بدر الدين»: الصراع يحقق مصالح أطراف خارجيةمن جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، لـ«الوطن»، إن الصراع فى الشرق الأوسط يحقق مصالح العديد من الأطراف الخارجية، فالمنطقة تشهد تصاعداً فى الأحداث، إذ تبرز العديد من السيناريوهات المحتملة لعدم قيام الدولة الوطنية، والحفاظ على شكل الدولة، عن طريق التقسيم والتجزئة إلى عدة مناطق إدارية أو كيانات، مما يؤدى إلى انهيار الهيكل الوطنى، وأضاف أن هذا السيناريو مرتبط بتدخلات إقليمية ودولية معقدة.
وأوضح «بدر الدين» أن مصر تتعامل مع هذه التطورات بجدية، خاصةً فيما يتعلق بالتهجير القسرى للفلسطينيين، وما تشهده سوريا ولبنان وغيرهما من أزمات، مؤكداً أن التحديات الراهنة تتطلب تنسيقاً دولياً وتماسكاً داخلياً ضمن الدول المعنية.
«سليمان»: مصر «حائط الصد» لضمان وحدة وسلامة الأراضى العربيةوأكدت الدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، أن الشرق الأوسط يواجه العديد من التحديات، على رأسها الجماعات والخلايا النائمة، التى تحاول استغلال ضعف المشهد، من أجل العودة مرة أخرى، كما تشهد المنطقة مشكلة نزاع نفوذ بين القوى الكبرى، وأضافت أن كل هذه الصراعات تهدف إلى تفتيت الدول العربية، سواء من الدول الكبرى أو القوى الإقليمية.
وأوضحت «سليمان» أن مصر لم تتخلَّ عن دورها تجاه قضايا المنطقة كاملة، إذ يظهر الدور المصرى فى القضية الفلسطينية ومحاولاتها الوصول إلى هدنة ووقف كامل لإطلاق النار، والحيلولة دون عدم تصفية القضية الفلسطينية، وعدم تهجير الشعب الفلسطينى، وهو ما نجحت فيه بشكل كبير جداً، إذ لا تزال هى الدولة الوحيدة التى تستضيف المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى، للوصول إلى حل، من خلال التعاون مع الدول العربية، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، وكذلك فى مجال المساعدات الإنسانية، كان الدور المصرى واضحاً جداً فى إرسال المساعدات، كما لم تغلق مصر معبر رفح إلى هذه اللحظة، لكن الجانب الإسرائيلى متعنت جداً، ويفرض حصاراً خانقاً على الشعب الفلسطينى لتهجيره. وأكدت «سليمان» أن مصر تحافظ على وحدة وسلامة الأراضى العربية، وتدعو دائماً إلى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، واعتبرت أن التدخل الخارجى فى شئون الدول هو الذى يؤدى إلى تقسيمها وعدم استقرارها، وهو ما حدث فى العراق، ونراه يحدث الآن فى سوريا ولبنان وليبيا واليمن والسودان، وتابعت أن مصر ترى أن الحل الأمثل لحل قضايا المنطقة يتمثل فى وقف الاستقطاب والتدخل الخارجى، وأن المسار السلمى هو الأفضل لحل قضايا المنطقة.