عربي21:
2024-07-26@07:00:59 GMT

غزة الآن.. لحظة فارقة في التاريخ!

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

حين قال الرئيس الأمريكي بايدن للعالم من أيام قليلة تعليق على ما يحدث في غزة: "إننا في لحظة فارقة في التاريخ" فقد كان يعنى ما يقول حرفيا وفعليا، والأغلب أن هذه الجملة أُمليت عليه، من مراكز "التفكير" التي تدير المعركة الآن على نطاقها التاريخي الأوسع.. ويعرفون جيدا "حماس" التي قد يكون توصيفها الميداني كحركة مسلحة هو آخر توصيف لها.

. فحماس هي امتداد وتطور للحركة الإصلاحية في المشرق العربي من القرن الثامن عشر..

ويصح القول هنا بأن 7 تشرين الأول/ أكتوبر كان "الزلزلة العظيمة" التي أتت على أرضية كل شيء فأظهرت فيه "الحقيقة" كلها على أبين ما يكون ظهورها ومظهرها، فكأنها وُلدت من جديد، وبكل ما تحمله كلمة الحقيقة من حمولات.. هل نقول الإيمان والاعتقاد؟ هل نقول المفاهيم والأفكار؟ هل نقول الفرضيات والوقائع؟ هل نقول الفهم والتصور؟ هل نقول النظرية والمعادلة؟ هل نقول التاريخ وإرادة الإنسان فيه؟ والإنسان والتاريخ اللذان حيرا الفيلسوف الألماني هيجل (ت: 1831م) هما بالفعل الحقيقة الناصعة، التي لا يختلف عليها اثنان.. إنهما يجسدانها تجسيدا أمام أعيننا.

أحد العسكريين المخضرمين قال: ما حدث وجرى تنفيذه في 7 تشرين الأول/ أكتوبر مع فرقة غزة (لواءين).. يتجاوز النوع البشرى في مثل هذه الأحوال..

وسيحلله لنا الكاتب الإسرائيلي الشهير جدعون ليفي (71 سنة) وصاحب كتاب "منطقة الشفق.. الحياة والموت في ظل الاحتلال الإسرائيلي.. معاقبة غزة" وسيقول لنا في مقال له في جريدة هآرتس يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر: "أين الجيش وجهاز الأمن الشاباك بكل وسائلهما، وطائراتهما المسيرة، وتنصتهما، وذكائهما البشري والاصطناعي، وابتزازهما للمصادر البشرية (يقصد العملاء)، وعباقرة وحدة النخبة 8200؟.. ألم يكن لدى أي أحد منهم أدنى فكرة؟ إن نجاح حماس حدث استراتيجي رهيبا"..

* * *

لكن المهم هنا على ذكر هذا "الرجل الخطير".. أنه كان قد كتب مقالا في 30 أيار/ مايو الماضي في جريدة "هآرتس" وأنذر فيه بما يحدث الآن!!..

ويبدو أن المعلومات الذي توفرت لديه وبنى عليها رأيه هذا، قد وصلت إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتفسر لنا بعقلانية شديدة، وبحس إيماني ووطني بالغ القوة، في القرار والتنفيذ، ما حدث في "سبتهم الأسود"، ماذا قال جدعون ليفي؟

قال إن من بين الإنجازات التي يمكن أن يضيفها نتنياهو إلى رصيده، قدرته على "إلغاء حل الدولتين" بشكل دائم وإزالة القضية الفلسطينية برمتها من جدول الأعمال العام.

وقال إن الاهتمام بحل الدولتين لم يعد موجودا داخل وخارج إسرائيل (عباس يا عباس.. أين أنا يا عباس).. وأضاف أن هذا تطور كارثي لأي طرف آخر، وأن التعامل معه باللا مبالاة "كارثة أخرى".. وحذر من حدوث "نكبة ثانية"، حرفيا ذكر ذلك في أيار/ مايو الماضي..!!

واختتم مقاله بالتأكيد على حتمية الوصول إلى تلك النقطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حتى بعد فترة طويلة، وقال إن ذلك اليوم سيأتي، عندما يوجه السلاح إلى رؤوسنا..!!

* * *

لم تمض فترة طويلة.. فقد تم توجيه السلاح إلى رؤوسهم بالفعل، كما توقع الرجل الخطير.. لكن الأخطر، كيف حصلت "حماس" على هذه المعلومات المرعبة..؟ إذا بنينا تصورنا على أن 7 تشرين الأول/ أكتوبر كان "الغداء بهم قبل العشاء بنا".. فهذا مما قد يفسر لنا حالة الهرولة الغربية الهلوعة إلى هذا التدخل المثير.

الحصول على المعلومات المؤكدة، بدقة مؤكدة، والإعداد والتنفيذ الفوري بثقة مؤكدة ونجاح كبير.. كيف حدث كل هذا.. وماذا وراءه؟ ومن وراءه؟.. والذي سيجعل د. يوري يوسف، أستاذ العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية في جامعة حيفا، يقول تعليقا على ما جرى: إن هناك انفجارا سياسيا جوهريا سيلازمنا لوقت طويل.. دولة إسرائيل ستكون في حاجة إلى قائد بحجم "دافيد بن جوريون" يُعلن أن هدفه هو إقامة دولة إسرائيل مجددا!!

ماذا سيفعل هذا القائد في إسرائيل المجددة؟ يقول: يحدد أهدافا واقعية، ستسود حالة من الشعور بانعدام الأمن لفترة طويلة، غير أن مثل هذا القائد سيكون ملزما بإدراك حقيقة أن الأمن لن يتحقق بطائرات إف 15، وإنما بتسوية تستجيب للاحتياجات والتطلعات الفلسطينية (احتياجات وتطلعات؟!).. لقد فات الوقت أيها البرفيسور الكبير، هذا كان قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر..

لكن الرجل لم يقل لنا مَن في الشعب الإسرائيلي سيبقى ويقبل العيش في "حالة من الشعور بانعدام الأمن لفترة طويلة" كما قال.. وأمامه بدائل أخرى في العودة إلى وطنه الأم؟ والأخطر، مَن في الشرق الأوسط سيقبل بأن تكون "الكلمة الأخيرة" في هذا الصراع هي "كلمة حماس"..؟

* * *

مرة ثانية سيقول لنا "جدعون ليفى" في هآرتس، في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي: إسرائيل ستدفع الثمن، وسيكون أثقل مما يبدو لها الآن.. إسرائيل على وشك الدخول في حرب كارثية، أوهي دخلتها فع لا.. (ألم أقل لكم إنه رجل خطير).

twitter.com/helhamamy

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حماس الإسرائيلي الفلسطينية إسرائيل فلسطين حماس غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشرین الأول

إقرأ أيضاً:

خانه الجميع «4»

نختتم حكاية الأديب محمد حافظ رجب ونتحدث عن مواقفه مع زملاء المهنة، هل ساعدوه أو على الأقل انصفوه؟، فمثلا إبراهيم منصور شن هجوما ضاريا ومنظما عليه فى كل مكان، مع ملاحظة أن «منصور» لم يكتب إلا قصة وحيدة فى حياته اسمها «اليوم 24 ساعة»، ويحيى الطاهر عبدالله الذى حطم زجاجة «البيبسى» فى مقهى وادى النيل فى ميدان التحرير، وفى حضور الأبنودى، وأراد أن يقتله حينما قال: إن الكتابات القديمة قد انتهت بما فيها نجيب محفوظ مع إيمان «رجب» الشديد بمحفوظ، بينما قال محمود أمين العالم، وهو تحت تأثير البنج بعد إجراء عملية جراحية - حين كان مديراً للهيئة العامة للكتاب وحوله مجموعة من الأدباء - «حرام عليكم أطبعوا كتاب محمد حافظ رجب»، ولماذا أنكر إبراهيم أصلان مقولة «رجب» نحن جيل بلا أساتذة ونسبها إلى سيد خميس والذى نسبها بدوره إلى كاتب آخر؟
كل هذه السلسة من الخيانات المتواصلة تحملها «رجب»، ولأن المصائب لا تأتى فرادى تزامنت مع صمت إبراهيم فتحى الأب الروحى لليسار المصرى والناقد الشهير عن شهادته عن «رجب» أو الدفاع عنه.
وحتى عندما قرر «رجب» أن يودع القاهرة ويعود إلى الإسكندرية مهزوماً كان ينتظر من نجيب محفوظ -الذى يعشقه- أن يقول له «لا تسافر يا محمد واستمر فى القاهرة»، أو ينقله موظفًا فى هيئة السينما بدلاً من المجلس الأعلى للثقافة، وكان وقتها «محفوظ» رئيس هيئة السينما، وعندما دخل عليه «رجب» قال له « محفوظ»: خير يا أستاذ.. قال له جئت أودعك وأترك القاهرة وأعود للإسكندرية ثانية، وضحك «محفوظ» ضحكته الساخرة قائلا: «تودعنى ودعنى يا حبيبى ودعنى وقام وحضنه وتركه».
وهل نسى أو تناسى رؤساء اتحاد كتاب مصر على مدار أربعين عاما أن يقرروا له معاشا يحميه من العوز والفقر؟
يقول الكاتب السيد حافظ شقيق «رجب»: لقد رحل أخى محمد عن عمر يناهز 86 عاماً، كما رحل شقيقى عادل عن عمر 59 عاماً، وفقدت الأسرة كذلك الدكتور رمضان 55 عاماً.
و يضيف شقيقه: أيها السادة هذه الأسرة ابتليت بالكتابة والإبداع والعطاء وأذكركم بما قاله الراحل رجب فى مجلة الثقافة الجديدة، نوفمبر 1964: نحن المخدرين، نقول كلمتنا.. نتناول العقار المخدر، ثم نقول كلمتنا، نهش به وجه المقت والغل وجهكم، ونحاسبكم. نحن المهلوسين الأبناء غير الشرعيين لهذا الزمن، لهذا المكان نقول كلمتنا: كلمات العذاب واليأس (منكم) والتشنج.
نحن المتقلصة أمعائنا أبداً، نرد عليكم، على البرجوازى الصغير، الموظف الخبيث المقنع بقناع الوظيفة حامل المسئولية، بينما هو يختبئ داخل درج مكتبه يأكل مال النبى نرد على البرجوازية المتوسطة المتربعة على عرش بعض مجلات الدولة تدافع عن قيم ثابتة تربة لا تهتز، وتسحق بحذائها ديدان الأرض: نحن ديدان الأرض، ويرشدنا رجالها الجدد (مصححو المقالات فى المطبعة) بالتوكسفين. نحن جوالو الطرق العشرة المعفرة، متشردو الشوارع الضيقة، جامعو القروش من عطاياكم الهزيلة نقول كلماتنا. نقولها ونحن أنصاف مجانين، أنصاف عرايا، أنصاف أفندية ومثقفين، نقول لكم كفوا عن اصطناع معركة الوهم، والهجوم المتوحش لخلق بالون الضجة المفتعلة، لا تجرونا إلى الخدعة، إلى الكذبة الوارمة: أنتم حراس البؤساء، فرسان قضية الجياع والمساكين وأبناء السبيل (فجأة وجدناكم ملائكة تعزفون لسنابل القمح الذهبية، وتغنون بأغانى الحصاد) وفجأة وجدنا أنفسنا غرباء منبوذين، خوارج مرفوضين. نحن الوهم وأنتم الحقيقة، وبقيتم منفردين بمزاميركم فى الميدان، لكى تظلوا تعزفون ثم تبحثون عن محاربين، تجعلونهم أعداءً لكم.. فأنتم تكتبون كل يوم وكل لحظة وتنشرون لكن لا تقولون شيئاً.
هذه الكلمات كاشفة فاضحة لكل العورات بل الخيانات إن شئت الدقة، بها كل التفاصيل لعلها تكون جرس إنذار حتى نتفادى كوارث جديدة.

‏[email protected]

مقالات مشابهة

  • فيديو.. أم فلسطينية لم تتعرف على ابنها بعد إفراج إسرائيل عنه
  • خانه الجميع «4»
  • هيئة شؤون الأسرى تعلن عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر حتى الآن
  • لحظة سيطرة الحماية المدنية على حريق ضخم فى مصنع تنر ودهانات بـ6 أكتوبر.. فيديو
  • الجيش الإسرائيلي يستعيد جثتي أسيرين كانا محتجزين في قطاع غزة
  • نتنياهو أمام الكونغرس.. السابع من أكتوبر سيبقى في التاريخ ولن ينسى
  • نتنياهو أمام الكونغرس: 7 أكتوبر يوم سيبقى في التاريخ
  • العودة اللبنانية إلى ما قبل 7 تشرين الأول صعبة
  • المرشح لرئاسيات تونس زهير المغزاوي: ساندنا سعيّد ولم نجد إلا الشعارات
  • اتحاد شباب الخارج: 23 يوليو نموذج فريد لاصطفاف الشعب خلف جيشه