غزة الآن.. لحظة فارقة في التاريخ!
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
حين قال الرئيس الأمريكي بايدن للعالم من أيام قليلة تعليق على ما يحدث في غزة: "إننا في لحظة فارقة في التاريخ" فقد كان يعنى ما يقول حرفيا وفعليا، والأغلب أن هذه الجملة أُمليت عليه، من مراكز "التفكير" التي تدير المعركة الآن على نطاقها التاريخي الأوسع.. ويعرفون جيدا "حماس" التي قد يكون توصيفها الميداني كحركة مسلحة هو آخر توصيف لها.
ويصح القول هنا بأن 7 تشرين الأول/ أكتوبر كان "الزلزلة العظيمة" التي أتت على أرضية كل شيء فأظهرت فيه "الحقيقة" كلها على أبين ما يكون ظهورها ومظهرها، فكأنها وُلدت من جديد، وبكل ما تحمله كلمة الحقيقة من حمولات.. هل نقول الإيمان والاعتقاد؟ هل نقول المفاهيم والأفكار؟ هل نقول الفرضيات والوقائع؟ هل نقول الفهم والتصور؟ هل نقول النظرية والمعادلة؟ هل نقول التاريخ وإرادة الإنسان فيه؟ والإنسان والتاريخ اللذان حيرا الفيلسوف الألماني هيجل (ت: 1831م) هما بالفعل الحقيقة الناصعة، التي لا يختلف عليها اثنان.. إنهما يجسدانها تجسيدا أمام أعيننا.
أحد العسكريين المخضرمين قال: ما حدث وجرى تنفيذه في 7 تشرين الأول/ أكتوبر مع فرقة غزة (لواءين).. يتجاوز النوع البشرى في مثل هذه الأحوال..
وسيحلله لنا الكاتب الإسرائيلي الشهير جدعون ليفي (71 سنة) وصاحب كتاب "منطقة الشفق.. الحياة والموت في ظل الاحتلال الإسرائيلي.. معاقبة غزة" وسيقول لنا في مقال له في جريدة هآرتس يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر: "أين الجيش وجهاز الأمن الشاباك بكل وسائلهما، وطائراتهما المسيرة، وتنصتهما، وذكائهما البشري والاصطناعي، وابتزازهما للمصادر البشرية (يقصد العملاء)، وعباقرة وحدة النخبة 8200؟.. ألم يكن لدى أي أحد منهم أدنى فكرة؟ إن نجاح حماس حدث استراتيجي رهيبا"..
* * *
لكن المهم هنا على ذكر هذا "الرجل الخطير".. أنه كان قد كتب مقالا في 30 أيار/ مايو الماضي في جريدة "هآرتس" وأنذر فيه بما يحدث الآن!!..
ويبدو أن المعلومات الذي توفرت لديه وبنى عليها رأيه هذا، قد وصلت إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتفسر لنا بعقلانية شديدة، وبحس إيماني ووطني بالغ القوة، في القرار والتنفيذ، ما حدث في "سبتهم الأسود"، ماذا قال جدعون ليفي؟
قال إن من بين الإنجازات التي يمكن أن يضيفها نتنياهو إلى رصيده، قدرته على "إلغاء حل الدولتين" بشكل دائم وإزالة القضية الفلسطينية برمتها من جدول الأعمال العام.
وقال إن الاهتمام بحل الدولتين لم يعد موجودا داخل وخارج إسرائيل (عباس يا عباس.. أين أنا يا عباس).. وأضاف أن هذا تطور كارثي لأي طرف آخر، وأن التعامل معه باللا مبالاة "كارثة أخرى".. وحذر من حدوث "نكبة ثانية"، حرفيا ذكر ذلك في أيار/ مايو الماضي..!!
واختتم مقاله بالتأكيد على حتمية الوصول إلى تلك النقطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حتى بعد فترة طويلة، وقال إن ذلك اليوم سيأتي، عندما يوجه السلاح إلى رؤوسنا..!!
* * *
لم تمض فترة طويلة.. فقد تم توجيه السلاح إلى رؤوسهم بالفعل، كما توقع الرجل الخطير.. لكن الأخطر، كيف حصلت "حماس" على هذه المعلومات المرعبة..؟ إذا بنينا تصورنا على أن 7 تشرين الأول/ أكتوبر كان "الغداء بهم قبل العشاء بنا".. فهذا مما قد يفسر لنا حالة الهرولة الغربية الهلوعة إلى هذا التدخل المثير.
الحصول على المعلومات المؤكدة، بدقة مؤكدة، والإعداد والتنفيذ الفوري بثقة مؤكدة ونجاح كبير.. كيف حدث كل هذا.. وماذا وراءه؟ ومن وراءه؟.. والذي سيجعل د. يوري يوسف، أستاذ العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية في جامعة حيفا، يقول تعليقا على ما جرى: إن هناك انفجارا سياسيا جوهريا سيلازمنا لوقت طويل.. دولة إسرائيل ستكون في حاجة إلى قائد بحجم "دافيد بن جوريون" يُعلن أن هدفه هو إقامة دولة إسرائيل مجددا!!
ماذا سيفعل هذا القائد في إسرائيل المجددة؟ يقول: يحدد أهدافا واقعية، ستسود حالة من الشعور بانعدام الأمن لفترة طويلة، غير أن مثل هذا القائد سيكون ملزما بإدراك حقيقة أن الأمن لن يتحقق بطائرات إف 15، وإنما بتسوية تستجيب للاحتياجات والتطلعات الفلسطينية (احتياجات وتطلعات؟!).. لقد فات الوقت أيها البرفيسور الكبير، هذا كان قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر..
لكن الرجل لم يقل لنا مَن في الشعب الإسرائيلي سيبقى ويقبل العيش في "حالة من الشعور بانعدام الأمن لفترة طويلة" كما قال.. وأمامه بدائل أخرى في العودة إلى وطنه الأم؟ والأخطر، مَن في الشرق الأوسط سيقبل بأن تكون "الكلمة الأخيرة" في هذا الصراع هي "كلمة حماس"..؟
* * *
مرة ثانية سيقول لنا "جدعون ليفى" في هآرتس، في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي: إسرائيل ستدفع الثمن، وسيكون أثقل مما يبدو لها الآن.. إسرائيل على وشك الدخول في حرب كارثية، أوهي دخلتها فع لا.. (ألم أقل لكم إنه رجل خطير).
twitter.com/helhamamy
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حماس الإسرائيلي الفلسطينية إسرائيل فلسطين حماس غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
محطات فارقة في مارثون البيت الأبيض
تتجه الأنظار إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، حيث شهدت الحملة الانتخابية العديد من المحطات الفارقة التي قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد الفائز.
الأحداث التي وقعت حتى الآن تعكس التوترات السياسية والاجتماعية في البلاد، وتسلط الضوء على التحديات التي يواجهها كل من الحزب الجمهوري بقيادة دونالد ترامب والحزب الديمقراطي الذي يمثلته كامالا هاريس بعد انسحاب جو بايدن. في هذا التقرير، نستعرض هذه المحطات بالتفصيل.
الانتخابات التمهيدية.. صراع للترشيحبدأت الانتخابات التمهيدية في وقت مبكر من العام، حيث كان ترامب هو المرشح الأبرز في الحزب الجمهوري. نجح في تأمين دعم قاعدته الجماهيرية، وهو ما جعله يتفوق على منافسيه. في الوقت نفسه، واجه بايدن بعض التحديات في الحزب الديمقراطي، حيث ظهرت أصوات تنادي بتغيير المرشح بسبب المخاوف المتعلقة بصحته العقلية وأدائه العام.
إدانة ترامب.. أول رئيس سابق يُدانفي حدث تاريخي، أدين ترامب في 30 مايو 2024، ليصبح أول رئيس أمريكي سابق يُدان بارتكاب جرائم. تم الحكم عليه في 34 تهمة تتعلق بتزوير وثائق لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية. على الرغم من هذه الإدانة، لم تؤثر بشكل كبير على شعبيته بين أنصاره، الذين يعتبرون أن النظام القضائي يتعامل مع ترامب بشكل غير عادل. هذه الإدانة جعلت الحملة الانتخابية أكثر تعقيدًا وجعلت من ترامب شخصية مثيرة للجدل أكثر من أي وقت مضى.
مناظرة مخيبة لبايدن.. تساؤلات حول الصحة العقليةشهدت المناظرة الأولى بين بايدن وترامب في 27 يونيو أداءً باهتًا من بايدن، مما أثار تساؤلات حول قدرته على القيادة. واجه بايدن صعوبة في الرد على هجمات ترامب، مما أدى إلى انتقادات حادة من وسائل الإعلام والمحللين السياسيين. بعد هذه المناظرة، بدأ العديد من الديمقراطيين في التشكيك في قدرته على الاستمرار كمرشح رئيسي، مما أطلق دعوات داخل الحزب للبحث عن بديل.
محاولة اغتيال ترامب.. حادثة تثير الجدلفي 13 يوليو، تعرض ترامب لمحاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في بتلر، بنسلفانيا. أطلق مسلح النار عليه، مما أسفر عن إصابته في أذنه اليمنى. هذه الحادثة أثارت مشاعر القلق والتوتر في البلاد، وزادت من شعبية ترامب بين مؤيديه الذين اعتبروا أنه ضحية لمؤامرة سياسية. الحادثة أثرت على الحملة الانتخابية، حيث أصبح ترامب محور حديث وسائل الإعلام، مما منحه فرصة لإعادة تأكيد شعبيته.
انسحاب بايدن ودعم هاريسفي 21 يوليو، أعلن بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، مشيرًا إلى أنه يفضل دعم نائبته كامالا هاريس. هذا الانسحاب شكل تحولًا كبيرًا في الحملة الانتخابية، حيث أصبحت هاريس الآن المرشحة الرئيسية للحزب الديمقراطي. حصلت هاريس على دعم كبير من قادة الحزب، بما في ذلك نانسي بيلوسي وباراك أوباما، مما عزز موقفها كمرشحة قادرة على مواجهة ترامب.
مناظرة ترامب وهاريس.. مباراة كلامية حاميةفي 10 سبتمبر، شهدت المناظرة الأولى بين ترامب وهاريس توترًا كبيرًا. تحولت المناظرة إلى مباراة كلامية، حيث تبادل الطرفان الاتهامات حول القضايا السياسية والاجتماعية. كانت هاريس أكثر حسمًا في ردودها، مما ساعدها على تعزيز شعبيتها بين الناخبين الديمقراطيين. هذه المناظرة كانت حاسمة في تحديد ملامح الحملة الانتخابية، حيث أظهرت القوة السياسية لهاريس في مواجهة ترامب.
محاولة اغتيال ثانية لترامب.. تصاعد التوتراتفي 15 سبتمبر، تعرض ترامب لمحاولة اغتيال ثانية أثناء لعبه الغولف. هذه الحادثة أثارت مزيدًا من الجدل حول سلامته وأمنه، وزادت من حدة التوترات في الحملة الانتخابية. رد ترامب على هذه الحادثة بتصريحات قوية، مشيرًا إلى أنه لن يخاف من التهديدات، مما زاد من ولاء مؤيديه.
محطة الحسم.. من سيفوز بالسباق؟مع اقتراب موعد الانتخابات، يبقى السؤال الأهم: من سيفوز في هذا السباق المحتدم، ترامب أم هاريس؟ تتزايد التوترات السياسية والاجتماعية، ويبدو أن نتائج الانتخابات قد تكون متقاربة. يعتمد كل مرشح على استراتيجياته الخاصة لجذب الناخبين، حيث يسعى ترامب لتعزيز قاعدته الشعبية، بينما تحاول هاريس كسب دعم الناخبين المستقلين والشباب.