موسكو- أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) موسى أبو مرزوق أن روسيا تريد أن تقدم خدمات في قضية المحتجزين المدنيين في قطاع غزة، وحاولت منذ بداية الحرب أن تدخل على هذا الخط، لكن إسرائيل لم ترحب بالدور الروسي.

وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة نت، رأى أبو مرزوق أن روسيا "قدمت خدمة كبيرة للشعب الفلسطيني بعدم توصيف المقاومة بالإرهاب، وبعدم تجريم حركة حماس بسبب نضالها من أجل تحرير شعبها والعودة إلى الوطن".

حديث أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الدولية والخارجية في حماس، جاء في ختام زيارته العاصمة الروسية، حيث التقى ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي.

وأوضح أن زيارة وفد الحركة جاءت على ضوء الأوضاع المعقدة في المنطقة، والتي كان لا بد من التشاور لبحثها ومعالجتها، مضيفا أن لروسيا دورا ووجودا كبيرين في الشرق الأوسط.

وفد حماس برئاسة أبو مرزوق (يمين) التقى ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي (وسط) (مواقع التواصل) التشاور مع موسكو

وأوضح القيادي الفلسطيني أن لموسكو "موقفا مؤيدا للشعب الفلسطيني في الصراع العربي الإسرائيلي، وبالتالي نتشاور حول الكثير من القضايا المستقبلية".

وأشار إلى أن حاملات الطائرات التي تأتي إلى البحر المتوسط، والتحشيد الذي تقوم به واشنطن في المنطقة بجلب القوات من قبرص وهولندا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، "لم يأت عبثا، بل لتوجه رسائل إلى الدول العظمى كالصين وروسيا، وأيضا للدول الإقليمية الكبرى مثل إيران"، بحسب وصفه.

وتابع أن التشاور مع الجانب الروسي جاء لمواجهة هذه التطورات، إضافة إلى ما يجب فعله في المستقبل، كاشفا عن وجود تعاون لتقديم مشاريع قرارات في الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، انعكس في تصويت 120 دولة لصالح القرار الداعم للفلسطينيين، والذي صوتت ضده 4 دول فقط.

كما اعتبر أن "موسكو قدمت خدمة كبيرة لشعبنا الفلسطيني بأن لا توصف المقاومة بالإرهاب، وأن لا تجرم حركة حماس بسبب نضالها من أجل تحرير شعبها والعودة إلى الوطن"، وأن زيارة وفد الحركة كان كذلك لتقديم الشكر على هذا الموقف.

وحول البعد الإنساني للدور الذي يمكن أن تقدمه روسيا، أشار أبو مرزوق إلى أن موسكو تريد أن تلعب دورا في قضية المحتجزين المدنيين في قطاع غزة، وحاولت منذ بداية الحرب أن تدخل على هذا الخط، لكن إسرائيل لم ترحب بالدور الروسي.

والأسبوع الماضي، قال السفير الروسي لدى إسرائيل أناتولي فيكتوروف إن بلده يجري اتصالات مع حركة حماس لإطلاق الأسرى الذين تحتجزهم حاليا في القطاع.

وأشار أبو مرزوق إلى وجود استعداد روسي لتقديم الكثير من الخدمات والمساعدات للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، "الذي تتم معاقبته بحرب إبادة وتجويع من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بسبب إغلاق جميع المعابر وحرمان الناس من الماء والدواء والغذاء".


حماس والاصطفاف الدولي

وبخصوص البيان الإسرائيلي شديد اللهجة حيال الدعوة التي وجهتها الخارجية الروسية لوفد حماس لزيارة موسكو، ومطالبة تل أبيب بطرد وفد الحركة، قال أبو مرزوق "من الطبيعي في ظروف الحرب بين حماس وإسرائيل أن يكون أي تعاون مع إسرائيل مضرا بحماس، وأي تعاون مع حماس مضرا بإسرائيل، وموقف الحركة في المقابل تجاه الولايات المتحدة والغرب كان شديد اللهجة وحمل إدانة شديدة".

وردت موسكو على الانتقادات الإسرائيلية عبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي قال -الجمعة الماضية- إن بلاده تحافظ على قنوات التواصل مع جميع أطراف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ووصف أبو مرزوق الدعم الغربي لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بـ"تحالف الشر الذي يريد طمس حقوق الشعب الفلسطيني، ومواصلة استهداف النساء والأطفال"، مضيفا أن "الآلاف في قطاع غزة يقتلون والآلاف غيرهم لا يزالون تحت الردم والأنقاض، وتجري تصفيتهم بدم بارد وبسلاح أميركي وبدعم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها".

واعتبر أن من يتعاون مع حماس يتعاون مع العدل ويسعى إلى إنصاف المستضعف، مؤكدا أن هذا هو التعاون الذي يجب أن يكون موجودا لدى كل بلدان العالم، لأن من يريد أن يكون إلى جانب الإنسانية يجب عليه أن يكون إلى جانب المظلوم وليس إلى جانب الظالم، وفق تعبيره.

وفيما يخص الاصطفافات في المواقف السياسية على الساحة الدولية والإقليمية تجاه ما يحصل في غزة، وتقييم التكتل الذي بدأ يتشكل لدعم الشعب الفلسطيني، قال أبو مرزوق إنه "بصرف النظر عن أي تصنيفات، تسعى الحركة بكل قوة من أجل أن يصطف الجميع إلى جانب الشعب الفلسطيني ومع المقاومة، وتعمل على تقريب البعيد وتعزيز التحالف مع القرب من أجل التصدي للعدوان".

وشدد على أن "حركة حماس لا تلعب دور القاضي عند تقييم المواقف وشجب بعضها أو الاعتراض على بعضها الآخر، بل تريد من الجميع الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطني، لا الحكم على أفعال الآخرين".

وتابع "هذا ما نريده في الوقت الحاضر، ولذلك نتحرك في مجال واسع، ونرى تأييدا كبيرا جدا لنضال شعبنا وحقوقه ومقاومته، وحماس أصبحت أقوى بهذا التأييد الكبير من قبل الدول على المستويين الإقليمي والدولي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی قطاع غزة أبو مرزوق حرکة حماس إلى جانب أن یکون من أجل

إقرأ أيضاً:

انطلاق الجولة «السابعة» من عملية تسليم «الأسرى».. رسائل فلسطينية جديدة إلى إسرائيل

انطلقت في مدينة رفح جنوب قطاع غزة اليوم السبت، عملية تسليم أسيرين إسرائيليين إلى الصليب الأحمر الدولي، كما تجري تحضيرات في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، لتسليم 4 أسرى آخرين.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، “وقع عنصر من كتائب “القسام” ومندوبة من الصليب الأحمر على أوراق الإفراج عن الأسيرين، تال شوهام وأفيرا منغستو في رفح، الذي أسر منذ قرابة 10 سنوات في قطاع غزة”.

وقال الناطق باسم حركة حماس،  عبد اللطيف القانوع إن “عملية تبادل الأسرى السابعة تأتي في إطار عمليات التبادل التي صنعتها المقاومة وأجبرت الاحتلال عليها، وهي مستمرة في استكمال عمليات التبادل وإلزام الاحتلال بتتفيذ ما تبقى من الاتفاق”.

وجدد القانوع، التأكيد على “جاهزية “حماس” لاتمام عملية تبادل واسعة وكاملة رزمة واحدة تستند على وقف نهائي للحرب وانسحاب الاحتلال وإعمار قطاع غزة”.

وأكد أن “الوضع في غزة كارثي وهو ما يتطلب ضغط الوسطاء على الاحتلال تنفيذ البروتوكول الإنساني وإمداد شعبنا بمستلزمات الايواء والإغاثة”.

هذا وشهد موقع تسليم الدفعة السابعة من تبادل المحتجزين والأسرى في قطاع غزة، السبت، رسائل جديدة من حركة “حماس” إلى إسرائيل، وفي لافتة رفعت في ساحة تسليم المحتجزين الإسرائيليين، بها علم فلسطين وقبضة يد ومكتوب عليها: “اخلع حذاءك فكل شبر من هذه الأرض روي بدماء الشهداء”، وفي اللافتة السفلى، كتبت جملة مقتبسة من بيت شعر للشاعر المصري أحمد شوقي: “وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق”، والتي طالما رددها يحيي السنوار، كما كتب على لافتات المنصة: “نحن الطوفان.. نحن البأس الشديد”.

وجاء في لافتات المنصة أيضًا صورة قبة الصخرة بالقدس المحُتلة، وصور السهم الأحمر المقلوب الشهير، الذي استخدمته عناصر حماس أثناء استهدافها الدبابات الإسرائيلية وجنود الاحتلال الإسرائيلي، وأيضًا الصورة التي نشرتها مؤخرًا للسنوار أثناء المعارك، وعلى يمين اللافتة الكبرى، ظهرت صورة قائد كتائب القسام محمد الضيف وكتب عليها: “نستطيع أن نغير مجرى التاريخ”، وعلى اليسار، صورة قادة كتائب القسام وحماس، الذين قتلوا خلال المعارك من بينهم قائد كتيبة تل السلطان محمود حمدان الذي قتل برفقة السنوار في رفح الفلسطينية”.

وكانت أكدت “حماس” أنها ستفرج عن 6 رهائن إسرائيليين كما هو مقرر السبت، وهم آخر الأسرى الأحياء المقرر تسليمهم لإسرائيل بحلول الأول من مارس بنهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أنه سيتم في المقابل الإفراج عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين بينهم 50 محكوما بالسجن المؤبد، وأضاف أنه من المقرر إبعاد 108 من الأسرى خارج الأراضي الفلسطينية”.

آخر تحديث: 22 فبراير 2025 - 10:02

مقالات مشابهة

  • انطلاق الجولة «السابعة» من عملية تسليم «الأسرى».. رسائل فلسطينية جديدة إلى إسرائيل
  • “حماس”: إسرائيل تماطل في تسليم قوائم الأسرى
  • إسرائيل تطلب الإفراج عن 22 أسيرا على قيد الحياة بالمرحلة الثانية
  • مصدر خاص للجزيرة: القسام تسلم جثمان الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس
  • حماس: من المتوقع أن تفرج إسرائيل عن 602 فلسطيني غدًا
  • إسرائيل: إطلاق سراح الأسرى سيجرى غدًا السبت كما هو مقرر
  • ريتشارد بويد للجزيرة نت: إسرائيل نظام استعماري عنصري يجب عزله دوليا
  • إسرائيل تُنكس الأعلام ومطالب بالثأر في مشهد تسليم جثامين الأسرى الأربعة
  • عربية وعبرية وإسرائيلية.. رسالة فلسطينية إلى إسرائيل بـ«ثلاث لغات» (صور)
  • حماس: السبت المقبل سيشهد إنجازًا جديدًا للشعب الفلسطيني