جريدة الوطن:
2024-07-07@04:30:32 GMT

أصداف : ما بعد «الفقاعة»

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

أصداف : ما بعد «الفقاعة»

رغم أنَّ الإنترنت لَمْ ينقطع كما قالت الأخبار في الحادي عشر من أكتوبر، إلَّا أنَّ الترقب تواصَلَ في البلدان الَّتي ينتهي فيها ذلك اليوم حسب توقيتها المحلِّي، وسادت الطمأنينة على مراحل ابتداء من توقيتات شرق آسيا مرورًا بوسطها وغربها، وصولًا إلى الطرف الآخر من العالَم.
هل كان ذلك الخبر عبارة عن «فقاعة»؟ وهل تقف جهة أو جهات وراء إطلاقها بتلك القوَّة؟ ولماذا يتمُّ إطلاقها وحثُّ مؤسَّسات وجهات لِتبنِّيها ونشرها ووضع آليَّات مدروسة لرفع وتيرة التفاعل معها في مختلف أصقاع الأرض وبمختلف اللغات؟
ثمَّة أهداف وراء أغلب ما يُنشر، قَدْ تكُونُ تلك الأهداف محدودة أو واسعة، لكن عِندما تمسُّ المنشورات مصالح النَّاس، فإنَّ أهمِّيتها تكمن في حجم النَّاس الَّذين يتأثرون في تلك المنشورات ويؤثِّرون في محيطهم، ثمَّ انتقال ذلك التأثير إلى مستويات أخرى.


الحديث عن إشاعة توقُّف الإنترنت واحدة من «فقاعات» كثيرة تغزو العالَم وتتنوَّع بَيْنَ قراءات واستشراف للمستقبل وتنبُّؤات المنجِّمين وتسريبات وسائل الإعلام المختلفة، لكنَّ ما حصل في قضيَّة توقُّف الإنترنت أخذ حجمه الواسع من التفاعل؛ لأنَّ حياة النَّاس باتَتْ مرتبطة بهذه الشبكة العنكبوتيَّة واسعة التأثير في المُجتمعات، وعلى الطرف الآخر يُمكِن قراءة بعض أهداف تلك الإشاعة إن لَمْ يكُنْ جُلّ ذلك، وكما يعرف الجميع أنَّ ربط مفاصل الحياة ومختلف نشاطاتها بالإنترنت جعل مِنْها السُّلطة الكبرى والسطوة المخيفة، واستدعى ذلك تحرُّك بعض الدوَل للعمل على الاستقلال في فضاء الإنترنت، لكن حتَّى هذا الاستقلال لَمْ يكُنِ الحلَّ النهائي بعد أن جاء الإنترنت الفضائي ـ الَّذي تَقُودُه شركة إيلون ماسك ـ ولْنتخيَّل ما يُمكِن حصوله في العالَم عِندما تتحوَّل سطوة الشبكة العنكبوتيَّة من سطوة أميركيَّة من خلال كابلات التوصيل المنتشرة في البحار والمحيطات إلى بثٍّ فضائي مُشابِه للبثِّ الإذاعي والتلفازي، وإذا كانت ثمَّة إمكانيَّة للسيطرة على بثِّ شبكات الكيبل، فإنَّ ذلك يصبح مستحيلًا في الشبكة العنكبوتيَّة الفضائيَّة.
ما زالت عمليَّات التحكم بشبكة الإنترنت قائمة بقوَّة حيث أوقفت بعض الحكومات عمل الإنترنت لمجرَّد خروج مظاهرات احتجاجيَّة في تلك الدوَل، كما يتمُّ حجب مواقع وتطبيقات بسهولة لأيِّ سببٍ من قِبل السُّلطات المحليَّة، لكن ما الَّذي سيحصل في حال أصبح زر التحكُّم خارج السُّلطات وعلى مستوى العالَم، وبهذا تحصل انتقالة كبيرة وخطيرة ليس على المستويات السِّياسيَّة، بل يتجاوز ذلك إلى ما هو أبعد وأعمق، لأنَّ الأمْرَ يرتبط بالاقتصاد والاقتصاد الرَّقمي تحديدًا، ناهيك عن الهيمنة على الرأي العامِّ وإمكان توجيهه والتحكُّم فيه وغير ذلك الكثير.
بِدُونِ شك فقَدْ خرجت الجهات أو المؤسَّسات الَّتي تقف وراء إطلاق شرارة إشاعة توقف الإنترنت بخلاصات ونتائج في غاية الأهمِّية وفي ضوئها سيتمُّ وضع مسارات هذا العالَم المستقبليَّة.

وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العال م

إقرأ أيضاً:

حياة سرية خاصة عبر الإنترنت.. تقرير يكشف أوضاع المرأة في زمن طالبان

بغداد اليوم- متابعة

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على العالم السري للفتيات الأفغانيات على الإنترنت، وذلك في ظل القيود التي تفرضها حركة طالبان عليهن بعد وصولها للحكم منذ ثلاث سنوات، ما يُحد من الخيارات المتاحة للنساء في أفغانستان.

ووفقا للصحيفة، فانه لاستعادة بعض ما تم أخذه منهن في عام 2021، تتلقى النساء والفتيات الأفغانيات دورات تدريبية عبر الإنترنت، ويتعلمن اللغات الأجنبية بمساعدة الذكاء الاصطناعي، ويتدربن باستخدام مقاطع فيديو للياقة البدنية ويتداولن العملات المشفرة.

وذكرت الصحيفة أنه رغم منعهن من الالتحاق بالتعليم الثانوي والعالي، تحضر الفتيات دروسًا عبر الإنترنت، ويتعلمن اللغات الأجنبية بمساعدة برامج الدردشة الآلية والكتب الإلكترونية، ويتاجرن بالعملات المشفرة على أمل أن يصبحن مستقلات ماليًا. كما حاولن التعويض عن إغلاق دور السينما، وإغلاق صالات الألعاب الرياضية للنساء، وحظر الموسيقى من خلال اللجوء إلى عروض يوتيوب للعروض الكوميدية ودروس اللياقة البدنية ومقاطع الفيديو الموسيقية.

لكن أكثر من اثنتي عشرة امرأة وفتاة أجرت "واشنطن بوست" مقابلات معهن في كابول، بشرط استخدام أسمائهن الأولى فقط خوفا من أن تثير تعليقاتها غضب المسؤولين الحكوميين وقلن إنهن يشعرن بالقلق من أن هذه الملاذات قد تكون قصيرة الأجل. وتقول الكثيرات إنهن اضطررن إلى إخفاء ملفاتهن الشخصية على إنستغرام وفيسبوك عن عائلاتهن أو أنهن يفرضن رقابة ذاتية على منشوراتهن خوفًا من أن تكتشفهن حكومة طالبان.

وأوضحت الصحيفة أن قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت، يثير القلق من الإدمان، فين حين تواجه أخريات سرعات إنترنت بطيئة للغاية، أو كما يحدث في المناطق الريفية، لا يمكنهن الاتصال بالإنترنت على الإطلاق.

ونقلت الصحيفة عن فتاة قولها إن "الإنترنت هو أملنا الأخير. لكن لا شيء يمكن أن يحل محل الحرية الحقيقية".

ووفقا للصحيفة، سوف تواجه طالبان ضغوطا شديدة لحظر منصات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كامل، كما أن تبني ضوابط على الإنترنت على النمط الصيني سيكون مكلفا. ورغم أن النظام قد حظر تطبيق تيك توك بسبب "محتواه غير الإسلامي"، إلا أن حركة طالبان نفسها تستخدم بكثرة منصات أخرى مثل يوتيوب وإكس، ويتواصل المسؤولون الحكوميون عبر تطبيق واتساب.

وقال ذبيح الله مجاهد، كبير المتحدثين باسم الحكومة، في مقابلة أجريت معه في مدينة قندهار الجنوبية: "بالطبع نريد تطبيقات خاصة بنا تعكس قيمنا الإسلامية، لكنها باهظة الثمن، والمال في الوقت الحالي شحيح".

 وأضاف أن "النظام يريد منع المستخدمين من إضاعة وقتهم".

وقال هداية الله هدايت، نائب وزير الإعلام: "في يوم من الأيام، سيكون لدينا منصاتنا الخاصة".

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الفتيات تستخدمن الإنترنت في وقت متأخر من المساء وفي الليل، عندما يكون أصدقاؤهن متصلين بالإنترنت أيضًا. وفي حال عدم وجود أحد للدردشة معه، تلجأ البعض إلى الذكاء الاصطناعي.

وحرصًا على تعزيز مواردهن المالية لأسرهن، لجأت بعض النساء إلى تطبيقات العملات المشفرة، بحسب الصحيفة التي نقلت عن هيلا، البالغة من العمر 27 عامًا، قولها إنها أصبحت مستخدمًا يوميًا لتطبيق تعدين العملات المشفرة بعد أن شجعها زملاؤها في العمل.

وتشير الأدلة المتناقلة إلى أن هذه الممارسة منتشرة على نطاق واسع، خاصة في كابول، وفقا للصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة في أفغانستان تتسامح إلى حد كبير مع الأعمال الرقمية مثل مبيعات الأعمال الفنية وخدمات التوصيل. ولا يزال عدد الشركات عبر الإنترنت التي تديرها النساء في البلاد محدودًا. وفي حين يقول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن الجهود الرامية إلى توسيع أنظمة الدفع الرقمية تظهر علامات مبكرة واعدة، فإن استخدامها لا يزال نادرا.

وقالت معظم النساء والفتيات اللاتي أجريت الصحيفة لقاءات معهن في كابول إنهن سجلن في دورة تعليمية واحدة على الأقل عبر الإنترنت منذ استيلاء طالبان على السلطة.

وأوضحت الصحيفة أن حكومة طالبان لم تحظر صراحة الدورات التعليمية عبر الإنترنت، وقد تواجه صعوبة في فرض مثل هذا الأمر، نظرا لأن العديد من مقدمي الخدمات يقع مقرهم الرئيسي في الخارج. لكن المعلمين والطلاب يشعرون بالقلق من أنهم قد يظلون في خطر.

وذكرت أنه عندما بدأت السلطات في وقت سابق من العام الجاري في احتجاز النساء بسبب فشلهن في تغطية شعرهن بشكل صحيح، انتشرت شائعات مفادها أن الشرطة كانت تتحقق من جميع الهواتف بحثًا عن أدلة على المشاركة في الفصول الدراسية عبر الإنترنت.

وأشارت الحكومة الأفغانية إلى أنها تخطط لتشديد الرقابة على استخدام الإنترنت. لم يعد بإمكان أي شخص يشتري بطاقة SIM لهاتف محمول أن يظل مجهول الهوية ويجب عليه تقديم بطاقة هوية وتفاصيل الاتصال الخاصة بخمسة من أفراد الأسرة، بحسب الصحيفة.

وقال عناية الله ألوكوزاي، المتحدث باسم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن الجهود المبذولة لجمع المزيد من البيانات عن مستخدمي الإنترنت الأفغان تهدف إلى منع إساءة الاستخدام والاحتيال. لكن التغييرات التي طرأت على شراء بطاقات SIM أثارت مخاوف واسعة النطاق بشأن المراقبة الحكومية.

وفي الواقع، لا تزال قدرات طالبان على هذه الجبهة محدودة. وقال الكوزاي إن شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون ترفض التواصل مع مسؤولي الحكومة الأفغانية. وأضاف أن وزارته حثت مرارا منصات التواصل الاجتماعي الأميركية على التعاون مع طلبات حكومة طالبان لإزالة المحتوى، مثل تلك التي تنتحل صفة حسابات أخرى، لكن دون جدوى. والأسوأ من ذلك، كما يقول مسؤولو طالبان، هو إن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالحكومة لا تزال خارج المنصة.

مقالات مشابهة

  • مخاطر استخدام أجهزة الراوتر القديمة.. احذر الاختراق
  • د. أحمد عبد العال يكتب: عهد مشرق للاعلام المصري
  • ترقبوا موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2024 قريبًا.. عبر هذا الرابط
  • "مركز البحوث" يفتتح الصوبة الزراعية السلوفينية بالنوبارية
  • أحمد عبد العال يكتب: «حياة كريمة».. نموذج رائد لتحقيق التنمية
  • محافظ قنا: تنمية المنطقة الصناعية واستكمال المشروعات القومية أولى أهدافنا
  • حياة سرية خاصة عبر الإنترنت.. تقرير يكشف أوضاع المرأة في زمن طالبان
  • حياة سرية خاصة عبر الإنترنت.. كيف تعيش النساء في زمن طالبان؟
  • بنك الخرطوم يعلن عن إطلاق خدمات جديدة
  • ندوة تثقيفية حول " إدمان الإنترنت بين الشباب والمراهقين" بالقليوبية