جريدة الوطن:
2025-04-28@05:41:56 GMT

نبض المجتمع : ما بعد الانتخابات

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

نبض المجتمع : ما بعد الانتخابات

انتهى المحفل الانتخابي لاختيار أعضاء مجلس الشورى للدَّوْرة العاشرة، وفاز فيها مَن فاز وخسر مَن خسر، وهذا هو حال الانتخابات في كُلِّ زمان ومكان، حيث أثبتت التجربة العُمانيَّة الشورويَّة في دَوْرتها العاشرة نجاحًا منقطع النظير في مجالات شتَّى، لعلَّ أبرزها التطوُّر التقني الَّذي صاحبَ مجرياتها من البداية للنهاية، في تطوُّر يحسب للقائمين على هذا العمل البرلماني الكبير، نظرًا لأهمِّية الجانب التكنولوجي في تيسير العمليَّة الانتخابيَّة وفي مجال تطوير آليَّاتها أيضًا.

فهي تتكامل مع مختلف مجالات الحياة ولا يجِبُ أن تكُونَ منفصلة عَنْه بكُلِّ حال من الأحوال. كما أنَّ التجربة في دَوْرتها العاشرة ونتيجة للخبرة المتراكمة أفرزت وعيًا انتخابيًّا جيِّدًا وإنْ تفاوَتَ من مكان لآخر حسب تطوُّر المُجتمع ثقافيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وحسب التفاعل الَّذي مارَسَه ويُمارسه أفراده عَبْرَ السنوات الماضية. وإذا كان هنالك مَن يرى أنَّ بعض الأمور السلبيَّة الَّتي رافقت التجربة في الدَّوْرات الماضية ما زالت مستمرَّة، فإنَّ هذا يُحيلنا لمقولة لا يوجد شيء في هذا الحياة كامل أو مطلق، بل تطلُّ النسبيَّة دائمًا برأسها، وحتَّى وإن وُجدت تلك الجوانب فهي بصورة أقلَّ، خصوصًا مع التطوُّر الَّذي حدث في المجال التقني كما ذكرت في البداية، كما أنَّ تطوُّر الوعي الانتخابي أسْهَم بشكلٍ كبير مع القوانين الَّتي أُقرَّت في الحدِّ من حجم هذه التصرفات والتجاوزات، ووجودها لا يعني أنَّنا لَمْ ننجح، بل يعني أنَّنا نحتاج لوقتٍ أكبر وتطبيق لقوانين أكثر ردعًا لكبح جماحها. ملاحظتي الَّتي حاولت تأجيلها لِمَا بعد الانتخابات تمثلت في نقطتين رئيستَيْنِ، وهي الَّتي ترتكز على المترشحين، فالأولى يلاحَظ أنَّ الكثير من المترشِّحين لا يدركون كُنه الأدوار الَّتي يضطلع بها العمل البرلماني فتراهم يستخدمون عبارات ترويجيَّة ودعائيَّة هي في الواقع لا تمسُّ نطاق عملهم، بل هي صلب عمل مجالس وجهات حكوميَّة أخرى ترتبط بالخدمات المُجتمعيَّة المقدَّمة، حيث يتمثل الدَّوْر الأساسي لعضو مجلس الشورى في مراقبة عمل الحكومة واقتراح القوانين والتشريعات والسَّعي لتعديلها فيخرج من بوتقة الولاية إلى رحابة الدَّولة الأوسع، وهذا الفكر البرلماني الَّذي يجِبُ أن يعيَه عضو المجلس مغيَّب في الأساس عِند الكثير من المترشِّحين. والنقطة الأخرى الَّتي أودُّ الإشارة إليها هنا وهي موضوع دراسة حجم النجاح الَّذي يُمكِن أن يُحققَه المترشِّح.. بمعنى آخر، فرص حصوله على أحد مقاعد ولايته، بمعنى أدقّ هل كان المترشِّح قادرًا على معرفة مدى النجاح الَّذي سيُحقِّقه بناء على دراسته لشَعبيَّته الاجتماعيَّة وما قدَّمه مسبقًا من مبادرات وعمل مُجتمعي؟ أم ليس له القدرة على معرفة ذلك، حيث تنتشر صوَر لمرشَّحين لا يعرفهم أحد حتَّى أقرباؤهم، ويصبحون بَيْنَ يوم وليلة مترشِّحين لا يحقِّقون أصواتًا لا تصل لعدد أصابع اليد الواحدة، وهؤلاء ألَمْ يكُونُوا على وعيٍ بهذا الأمْرِ؟ وهل الإنسان لا يهمُّه واقعيًّا معرفة عدد وحجم مَن يقف عِنده أم لا؟ أَوَلَيْسَ هنالك تبعات نَفْسيَّة يُعانيها هؤلاء المترشِّحون نتيجة هذا الضَّرر النَّفْسي؟ في اعتقادي الشخصي أنَّ هاتَيْنِ النقطتَيْنِ تحتاجان إلى أهمِّية وجود معهد متخصِّص يقدِّم دَوْرات في هذا المجال لكُلِّ مَن تحدِّثه نَفْسُه للترشُّح لعضويَّة مجلس الشورى بحيث يخضع لدَوْرات متعمقة في معرفة أدواره في المجلس وأيضًا في كيفيَّة معرفة إذا كانت لدَيْه إمكانات للنجاح من عدمه في محيط ولايته وذلك بدراسة الوضع وفق معايير علميَّة كاستطلاعات الرأي الَّتي تجرى في كثير من الدوَل وهي صادقة بنسبة كبيرة، وبذلك سنرى عدد من المترشِّحين أقلّ ممَّا هو موجود حاليًّا وستزيد حُمَّى المنافسة وستقلُّ الجوانب السلبيَّة لأنَّ مَن يتقدَّم للترشُّح سيكُونُ قادرًا على الإقناع ولدَيْه معرفة بماهيَّة ما يريد ويعرف أيضًا حجم التأييد له.

د. خصيب بن عبدالله القريني
kaseeb222@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

إمام الحرم: على المؤمن معرفة قيمته وعدم استصغار نفسه أمام الماديات

قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد إن تطهير القلوب قبل الألسنة والأبدان، ومعاملة الناس بما يرى منهم، والسماع منهم لا السماع عنهم واتقاء شر ظنون النفس.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وبين أن الإيمان والعبادة وعمارة الأرض وإصلاحها أركان متلازمة "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"
أخبار متعلقة استشاريون سعوديون يُدربون أطباء من دول عديدة على الزراعات السمعيةفي لقاء مع الطلبة في لندن.. وزير الحج يؤكد تمكين المبتعثين لخدمة الحرمين .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد - شؤون الحرمينضابط العلموأوضح أن المسلم يقوم بالعمارة قربة لله ونفعا لنفسه ولعباده، فيستثمر في كل ما ينفع العباد والبلاد، الإيمان مقرون بالعمل الصالح، مؤكدًا أن الإيمان هو ضابط العلم.
وقال إن الازدهار الذي أحرزته التراكمات المعرفية من بيت اللبن والطين إلى ناطحات السحاب، وما حصل في وسائل النقل عبر التاريخ من التحول من ركوب الدواب إلى امتطاء الطيارات، كل ذلك لم يقدم البديل عن الإيمان وتزكية النفس واحترام الإنسان.
ودعا إلى تأمل ذلك في ميدان الأخلاق، وحقوق الإنسان وضحايا الحروب والفقر والاستبداد واضطراب المعايير.
وأكد أن على المؤمن أن يعرف قيمته ومنزلته وقوته ولا يستصغر نفسه أمام الماديات ولا يشعر بالحرج تجاهها، قال تعالى "كتاب أنزلناه إليك فلا يكن في صدرك حرج منه".

مقالات مشابهة

  • مجلس خدمة المجتمع بجامعة الإسكندرية يناقش الاستعداد لجائزة مصر للتميز الحكومي وموسم الصيف
  • معرض أبو ظبي للكتاب ينطلق تحت شعار مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع
  • الأمين: مصراتة مع لم الشمل والمصالحة وتصريحات الرجوبي لا تمثلها
  • أبوعرقوب: تيته تريد الضغط على الأطراف السياسية بـ«مخرجات اللجنة الاستشارية» 
  • مجلس شئون خدمة المجتمع بجامعة قناة السويس يعقد اجتماعه رقم 313
  • «أبوظبي الدولي للكتاب».. «مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع»
  • الشيباني أمام مجلس الأمن: سوريا تلتقط أنفاسها بعد سقوط الأسد
  • حسام موافي يحذر من استئصال الطحال حال تضخمه دون معرفة السبب
  • «خليك إيجابي» في الإسكندرية تطلق أولى فعاليات تدريب المتطوعين للمشاركة في التوعية بالانتخابات القادمة
  • إمام الحرم: على المؤمن معرفة قيمته وعدم استصغار نفسه أمام الماديات