جريدة الوطن:
2024-10-05@09:00:28 GMT

نبض المجتمع : ما بعد الانتخابات

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

نبض المجتمع : ما بعد الانتخابات

انتهى المحفل الانتخابي لاختيار أعضاء مجلس الشورى للدَّوْرة العاشرة، وفاز فيها مَن فاز وخسر مَن خسر، وهذا هو حال الانتخابات في كُلِّ زمان ومكان، حيث أثبتت التجربة العُمانيَّة الشورويَّة في دَوْرتها العاشرة نجاحًا منقطع النظير في مجالات شتَّى، لعلَّ أبرزها التطوُّر التقني الَّذي صاحبَ مجرياتها من البداية للنهاية، في تطوُّر يحسب للقائمين على هذا العمل البرلماني الكبير، نظرًا لأهمِّية الجانب التكنولوجي في تيسير العمليَّة الانتخابيَّة وفي مجال تطوير آليَّاتها أيضًا.

فهي تتكامل مع مختلف مجالات الحياة ولا يجِبُ أن تكُونَ منفصلة عَنْه بكُلِّ حال من الأحوال. كما أنَّ التجربة في دَوْرتها العاشرة ونتيجة للخبرة المتراكمة أفرزت وعيًا انتخابيًّا جيِّدًا وإنْ تفاوَتَ من مكان لآخر حسب تطوُّر المُجتمع ثقافيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وحسب التفاعل الَّذي مارَسَه ويُمارسه أفراده عَبْرَ السنوات الماضية. وإذا كان هنالك مَن يرى أنَّ بعض الأمور السلبيَّة الَّتي رافقت التجربة في الدَّوْرات الماضية ما زالت مستمرَّة، فإنَّ هذا يُحيلنا لمقولة لا يوجد شيء في هذا الحياة كامل أو مطلق، بل تطلُّ النسبيَّة دائمًا برأسها، وحتَّى وإن وُجدت تلك الجوانب فهي بصورة أقلَّ، خصوصًا مع التطوُّر الَّذي حدث في المجال التقني كما ذكرت في البداية، كما أنَّ تطوُّر الوعي الانتخابي أسْهَم بشكلٍ كبير مع القوانين الَّتي أُقرَّت في الحدِّ من حجم هذه التصرفات والتجاوزات، ووجودها لا يعني أنَّنا لَمْ ننجح، بل يعني أنَّنا نحتاج لوقتٍ أكبر وتطبيق لقوانين أكثر ردعًا لكبح جماحها. ملاحظتي الَّتي حاولت تأجيلها لِمَا بعد الانتخابات تمثلت في نقطتين رئيستَيْنِ، وهي الَّتي ترتكز على المترشحين، فالأولى يلاحَظ أنَّ الكثير من المترشِّحين لا يدركون كُنه الأدوار الَّتي يضطلع بها العمل البرلماني فتراهم يستخدمون عبارات ترويجيَّة ودعائيَّة هي في الواقع لا تمسُّ نطاق عملهم، بل هي صلب عمل مجالس وجهات حكوميَّة أخرى ترتبط بالخدمات المُجتمعيَّة المقدَّمة، حيث يتمثل الدَّوْر الأساسي لعضو مجلس الشورى في مراقبة عمل الحكومة واقتراح القوانين والتشريعات والسَّعي لتعديلها فيخرج من بوتقة الولاية إلى رحابة الدَّولة الأوسع، وهذا الفكر البرلماني الَّذي يجِبُ أن يعيَه عضو المجلس مغيَّب في الأساس عِند الكثير من المترشِّحين. والنقطة الأخرى الَّتي أودُّ الإشارة إليها هنا وهي موضوع دراسة حجم النجاح الَّذي يُمكِن أن يُحققَه المترشِّح.. بمعنى آخر، فرص حصوله على أحد مقاعد ولايته، بمعنى أدقّ هل كان المترشِّح قادرًا على معرفة مدى النجاح الَّذي سيُحقِّقه بناء على دراسته لشَعبيَّته الاجتماعيَّة وما قدَّمه مسبقًا من مبادرات وعمل مُجتمعي؟ أم ليس له القدرة على معرفة ذلك، حيث تنتشر صوَر لمرشَّحين لا يعرفهم أحد حتَّى أقرباؤهم، ويصبحون بَيْنَ يوم وليلة مترشِّحين لا يحقِّقون أصواتًا لا تصل لعدد أصابع اليد الواحدة، وهؤلاء ألَمْ يكُونُوا على وعيٍ بهذا الأمْرِ؟ وهل الإنسان لا يهمُّه واقعيًّا معرفة عدد وحجم مَن يقف عِنده أم لا؟ أَوَلَيْسَ هنالك تبعات نَفْسيَّة يُعانيها هؤلاء المترشِّحون نتيجة هذا الضَّرر النَّفْسي؟ في اعتقادي الشخصي أنَّ هاتَيْنِ النقطتَيْنِ تحتاجان إلى أهمِّية وجود معهد متخصِّص يقدِّم دَوْرات في هذا المجال لكُلِّ مَن تحدِّثه نَفْسُه للترشُّح لعضويَّة مجلس الشورى بحيث يخضع لدَوْرات متعمقة في معرفة أدواره في المجلس وأيضًا في كيفيَّة معرفة إذا كانت لدَيْه إمكانات للنجاح من عدمه في محيط ولايته وذلك بدراسة الوضع وفق معايير علميَّة كاستطلاعات الرأي الَّتي تجرى في كثير من الدوَل وهي صادقة بنسبة كبيرة، وبذلك سنرى عدد من المترشِّحين أقلّ ممَّا هو موجود حاليًّا وستزيد حُمَّى المنافسة وستقلُّ الجوانب السلبيَّة لأنَّ مَن يتقدَّم للترشُّح سيكُونُ قادرًا على الإقناع ولدَيْه معرفة بماهيَّة ما يريد ويعرف أيضًا حجم التأييد له.

د. خصيب بن عبدالله القريني
kaseeb222@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

هاريس وترامب يتصارعان على كسب أصوات العمال

تزور نائبة الرئيس الأميركي، مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية كامالا هاريس مدينة فلينت بولاية ميشيغان معقل النقابات العمالية، في الوقت الذي تنافس فيه المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب على كسب أصوات الطبقة العاملة التي يمكن أن ترجح كفة الانتخابات هذا العام.

ويأتي ظهوره هاريس في الولاية التي تشهد منافسة ضارية بين المرشحين الاثنين بعد يوم واحد من إعلان عمال الموانئ الأميركية تعليق إضرابهم عن العمل على أمل التوصل إلى اتفاق بشأن عقد عمل جديد مع شركات النقل البحري وتشغيل الموانئ.

وتم التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن زيادة الأجور في حين مازالت هناك نقاط خلافية تحتاج إلى حل.

وأصدرت هاريس بيانا بشأن إضراب عمال الموانئ قالت فيه إن التطور الأخير يشير إلى "التقدم نحو عقد قوي ويمثل قوة التفاوض الجماعي"، مضيفة أن "عمال الموانئ يستحقون نصيبا عادلا مقابل عملهم الشاق لضمان وصول السلع الأساسية إلى مختلف التجمعات في كل أنحاء أميركا".

وفي حين كانت النقابات حجر الأساس لدعم الديمقراطيين في الانتخابات الأميركية على مدى سنوات طويلة، فشلت هاريس في تأمين تأييد بعض النقابات الرئيسية، حيث أعلنت الرابطة الدولية لرجال الإطفاء هذا الأسبوع أنها لن تدعم أي مرشح في الانتخابات المقبلة، بعد إعلان مماثل من نقابة سائقي الشاحنات، في حين كانت النقابتان قد أيدتا جو بايدن في الانتخابات السابقة.

ورغم ذلك، أعلن بعض أعضاء نقابة سائقي الشاحنات المحليين دعمهم لهاريس التي حصلت على تأييد سريع من نقابات المعلمين الوطنية، ونقابات البناء، والاتحاد الأميركي للعمل الصناعي، ونقابة عمال السيارات المتحدة بعد أن حلت محل بايدن في المعركة الانتخابية.

وفي المقابل قال ترامب في أحد التجمعات الانتخابية إن الحزب الجمهوري الآن "حزب العامل الأميركي" متجاهلا سجله المناوئ للنقابات العمالية عندما كان رئيسا للولايات المتحدة.

وفي إشارة إلى احتجاج عمال الموانئ الأميركية قال ترامب "في ظل رئاستي لن يحتاج الأميركيون إلى الإضراب للحصول على أجور أفضل أو حياة أفضل".

وزار الرئيس السابق مدينة فلينت في الشهر الماضي للمشاركة في مؤتمر ركز على صناعة السيارات إحدى أهم الصناعات في ولاية ميشيغان.

مقالات مشابهة

  • هاريس وترامب يتصارعان على كسب أصوات العمال
  • عاجل - حقيقة تحديث « فيسبوك» الجديد.. هل يمكن فعلًا معرفة من زار بروفايلك؟
  • الدهلكي يطالب بإدراج قانون مفوضية الانتخابات ضمن جدول أعمال البرلمان
  • العياشي الزمال أو المترشح الرئاسي المُشكل
  • معركة صعبة مرتقبة للسيطرة على الكونغرس الأميركي
  • الانتخابات ورؤيا من خارج السرب
  • نور مقدام تبكى متأثرة فور معرفة نوع جنينها … فيديو
  • بعد معرفة السبب.. التصريح بدفن جثة طالب غرق بنهر النيل بالعجوزة
  • مجلس الوزراء: تصاعد الأحداث بالأمس يؤكد ضرورة تدخل المجتمع الدولى للعمل على وقف فورى لإطلاق النار
  • عاجل - الحكومة: تصاعد الأحداث ينذر بمنعطف خطير ويؤكد ضرورة تدخل المجتمع الدولى