نقلت 150 مليون مسافر.. "العربية للطيران" تحتفي بمرور 20 عامًا على التأسيس
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
الشارقة- الرؤية
بعد مرور عشرين عامًا على تأسيسها نقلت خلالها ما يزيد عن 150 مليون مسافر عبر شبكة واسعة تضم أكثر من 190 وجهة انطلاقًا من سبعة مراكز تشغيلية، تواصل مجموعة "العربية للطيران"، أول وأكبر شركة طيران اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ترسيخ مكانتها الرائدة في قطاع الطيران. وبمناسبة مرور عشرين عامًا على تأسيسها، كشفت الشركة عن شعار يزين طائراتها تكريمًا لمسيرة الشركة الرائدة والمدعومة بجهود وتفاني فريق عملها.
وفي إطار تعليقه على المسيرة الاستثنائية للشركة منذ عام 2003، قال عادل العلي الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران: "أثبتت ’العربية للطيران‘ على مدى عقدين من الزمن أنها تمتلك رؤية ريادية غيّرت من خلالها مفهوم السفر الجوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتكمن مسير الشركة الاستثنائية في جعل السفر الجوي متاح للجميع حيث ساهم في تقريب المسافات بين الثقافات والبلدان ودعم الاقتصاد والسياحة وبالتالي شكل مصدر إلهام لقيادة التغيير في قطاع الطيران وتنميته في المنطقة".
ومنذ اطلاقها لنموذج الطيران الاقتصادي منخفض التكلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، استطاعت "العربية للطيران" ترسيخ مكانتها اقليميًا وعالميًا عبر توفير خيارات سفر مدعومة بالقيمة المضافة للعملاء وتقديم خدمات عالية الجودة وبتكلفة معقولة. وأطلقت "العربية للطيران" عملياتها في 28 أكتوبر 2003 من خلال طائرتين فقط الى خمس وجهات، واليوم، تطورت اعمال الشركة لتصبح مجموعة قابضة تقدر بمليارات الدولارات وتقدم خدمات السفر والسياحة عبر مختلف أنحاء العالم. وتمتلك "العربية للطيران" محفظة متنوعة من العلامات التجارية والتي تشمل الطيران والضيافة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات وعمليات الطيران والمناولة الأرضية والتموين والصيانة والتشغيل. وتسيير مجموعة "العربية للطيران" رحلاتها انطلاقًا من مراكز متعددة في دولة الإمارات العربية المتحدة (الشارقة، أبو ظبي، رأس الخيمة)، والمغرب، ومصر، وأرمينيا، وباكستان. وتعمل الشركة حاليًا على مضاعفة حجم أسطولها الحالي الذي يضم 71 طائرة من طراز إيرباص A320 و A321 من خلال الطلبية الحالية مع شركة ايرباص والتي تشمل 120 طائرة جديدة من عائلة إيرباص A320. وسيبدأ تسلم الطائرات الجديدة بحلول عام 2025، مما يدعم استراتيجيتها لتوسيع شبكة وجهاتها العالمية. كما وحافظت "العربية للطيران" خلال العقدين الماضيين على مكانتها كأفضل مشغل لأسطول طائرات إيرباص A320 في جميع أنحاء العالم.
وأضاف العلي: " يعكس نجاح الشركة على مدى السنوات الماضية تفاني موظفينا ودعم شركائنا الاستراتيجيين. وكانت لخيارات السفر المريحة والمنخفضة التكلفة التي وفرتها "العربية للطيران" طوال هذه الفترة عاملًا مهمًا في توفير تجربة سفر تتميز بالقيمة المضافة للمسافرين. وإذ نفخر بقدرتنا المستمرة على تحقيق النمو والربحية، فإننا نتطلع إلى توسيع نطاق أعمالنا عبر توفير المزيد من حلول السفر المبتكرة، وإضافة وجهات جديدة، ودخول أسواق متنوعة".
واستطاعت "العربية للطيران" ، مع استمرار زيادة الطلب على السفر منخفض التكلفة ، من إعادة صياغة مفهوم السفر الجوي في المنطقة عبر توسيع شبكة وجهاتها، وتوفير عروض تنافسية تركز على القيمة المضافة، وتسخير كامل قدراتها التقنية والتشغيلية التي طورتها على مدار العقدين الماضيين.
واختتم العلي قائلًا: "عاهدنا عملاءنا منذ اطلاق الشركة بجعل السفر الجوي متاحًا للجميع وبشكل أوسع من أي وقت مضى، وما زلنا ملتزمين بهذا العهد. وبينما نبدأ مرحلة جديدة من النمو والتقدم، ندرك أهمية الابتكار والكفاءة في تطوير نموذج أعمالنا الذي يعتمد على تعدد المراكز التشغيلية، حيث يساهم بشكل مباشر في تقديم المزيد من خيارات السفر الجوي للمسافرين من مختلف الأسواق في آسيا وأوروبا وأفريقيا."
وبينما تساهم "العربية للطيران" في تقديم خدمات الطيران الاقتصادي منخفض التكلفة، تواصل الشركة أيضًا إحداث تأثير إيجابي على المجتمعات المحلية في عدة بلدان على امتداد شبكة وجهاتها من خلال برنامج المسؤولية الاجتماعية المستدامة "سحاب الخير"، والذي ساهم منذ تأسيسه في عام 2007 بالتعاون مع جمعية الشارقة الخيرية في بناء العديد من العيادات الطبية والمدارس. وقدم برنامج "سحاب الخير" اكثر من 1000 مبادرة ومشروعًا تطوعيًا حول عدة دول منها بنغلاديش، والهند، والنيبال، وتركيا، ومصر، والسودان، وسريلانكا، واليمن وغيرها حيث ساهم على مدار السنوات الماضية بشكل إيجابي في حياة الكثير من الأفراد. وتفخر "العربية للطيران" بالتزامها بالمسؤولية المجتمعية المستدامة من خلال مشاريعها وجهودها في جميع أنحاء العالم.
وحصدت "العربية للطيران" ، الحائزة على العديد من الجوائز، مؤخرًا لقب "أفضل شركة طيران منخفضة التكلفة للعام" خلال حفل توزيع جوائز إنجازات الطيران 2023، ووفقًا لمجلة "أيرلاين ويكلي"، حققت العربية للطيران أعلى هامش تشغيل بين جميع شركات الطيران العالمية كما وحققت المرتبة الأولى في التصنيف السنوي المرموق لمجلة "إيرفينانس جورنال" لأفضل 100 شركة طيران في العالم للسنة الرابعة على التوالي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الطيران العُماني والاستدامة المالية
تعد الاستدامة المالية هاجسا للمؤسسة تسعى إلى تحقيقه لبناء قاعدة مالية رصينة ولمواصلة النمو، وهاجسا للمجتمع عموما للتفاعل مع المتغيرات المحيطة به، وسعت شركة الطيران العُماني إلى تحقيق الاستدامة المالية منذ سنوات عبر اتخاذ إجراءات مالية تصحيحية لرفع كفاء الأداء المالي للشركة وتجويده للتخلص من العجوزات المالية التي بلغت 4 أضغاف رأس مال الشركة الذي يقدّر بـ300 مليون ريال عُماني، وبالتالي فإنَّ ديون شركة الطيران العُماني تجاوزت حينها المليار ريال، وتمثّل 10% من الديون السيادية لسلطنة عُمان، ورغم تأخر الإجراءات المالية التصحيحية للشركة منذ عام 2014م إلا أنها استطاعت أن تحقق نموًّا في الأرباح التشغيلية بنسبة 51% في عام 2024م مقارنة بعامي 2022م و2023م عبر إطلاق الاستراتيجية الشاملة لعملية التحول في شركة الطيران العُماني التي أثمرت عن نتائج إيجابية تمثّلت في توسّع شبكة الوجهات، وزيادة الأرباح التشعيلية، وزيادة عدد المسافرين المباشرين، إضافة إلى تحقيق تحسّن فعلي في الأداء المالي للشركة، حيث من المتوقع أن تحقق شركة الطيران العُماني معدل صفر خسائر تشغيلية بنهاية عام 2027م، إلا أن إدارة الشركة تراهن على تحقيق الهدف خلال العام المقبل 2026م، وهي تمضي في الطريق الصحيح وفقًا لتصريح مسؤولي الشركة خلال اللقاء الإعلامي لشركتي الطيران العُماني ومطارات عُمان.
هناك معلومات متداولة مغلوطة عن الإصلاحات الإدارية والمالية لشركة الطيران العُماني خلال الفترة الماضية في وسائل التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص وفي المجتمع عموما، من بينها إنهاء خدمات العاملين العُمانيين في شركة الطيران العُماني تعسّفيا وبيع غالبية أسطول الطيران العُماني لشركة الطيران القطرية، وهذه المعلومات في مجملها غير صحيحة بتأكيد من معالي المهندس وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ورئيس مجلس إدارة شركة الطيران العُماني، حيث أوضح معاليه أن الشركة تعاني من معضلتين أساسيتين وهما أن نحو 45% من موظفي شركة الطيران العُماني يشغلون وظائف إسناد بالشركة، وأن 55% من الوظائف المتبقية مرتبطة بالإيرادات العامة للشركة وهو أمرٌ غير صحي؛ بسبب أن نحو 50% من وظائف الشركة تمثّل عبئًا ماليًا ولا ترتبط بالإيرادات، ويجب أن يكون على الأقل 80% من الوظائف مرتبطة بالإيرادات وفقًا للمقياس العالمي للاستدامة المالية في شركات الطيران الأخرى، مما دفع مجلس إدارة شركة الطيران العُماني لتصحيح الوضع عبر تخفيض عدد العاملين من عدد (4300) عامل إلى (3200) عامل رغم أن الوضع الصحي الآمن ماليا للشركة يتطلب وجود (2700) عامل فقط، وبالتالي تم إنهاء خدمات ما يقرب من عدد (1000) عامل غالبيتهم من العمالة المقيمة، أما عدد (310) عُمانيين وافقوا على التسوية المالية بالحصول على 24 راتبا والبحث عن فرص عمل أخرى، وعدد (70) عاملا عُمانيا آخرين جاري البحث لهم عن فرص عمل في شركات جهاز الاستثمار العُماني، إلا أن التحدي الأكبر في تسريع توظيفهم في الشركات يعود لأسباب مرتبطة بالميزات التي تقدمها شركة الطيران العُماني سابقا مثل الحصول على خصم في أسعار التذاكر واشتراطهم لعقود دائمة وهو ليس معمول به حاليا؛ بسبب أن سياسة التوظيف الجديدة في جهاز الاستثمار العُماني تنص على أن عقود التوظيف لمدة سنتين قابلة للتجديد، أما الموضوع الآخر الذي حظي بتضليل كبير خلال الفترة الماضية؛ خصوصا فترة جائحة كوفيد19 كان عن بيع غالبية أسطول الطيران العُماني لاحدى شركات الطيران وهو ما نفاه معالي رئيس مجلس إدارة شركة الطيران العُماني جملة وتفصيلا، حيث عرضت الطائرات في مزاد عبر شركة متخصصة في المزادات وهي طائرات غير صالحة لتسييرها جوَّا لأنها قديمة وفازت بالمزايدة شركة أمريكية كأعلى سعر مقدّم في المزاد، وسيتم تزويد أسطول الطيران العُماني بأحدث الطائرات قريبا مع إطلاق وجهات جديدة للسفر ضمن خطة الشركة للتوسّع عالميا.
إن ما لمسناه من جهود قائمة ومتّخذة من قبل مجلس إدارة شركة الطيران العُماني منذ عامين، يبشّر بتحسّن أداء الشركة ماليا وإداريا وربحيا كذلك، حيث انخفض العجز السنوي من 200 مليون ريال عُماني إلى 90 مليون ريال في الجانب التشغيلي وهو ما يعني أن الشركة حقّقت ربحا تشغيليا بنسبة 51% خلال عام 2024م، مع سعيها الدؤوب إلى ألا تحقق عجزًا بنهاية 2026م. أيضا لمسنا عزم شركة الطيران العُماني بالتوسّع إلى وجهات عالمية، وهو مطلب مالي واقتصادي لتعظيم إيرادات الشركة وبناء قاعدة مالية مستدامة، ستثمر بإذن الله إيجابا في خفض أسعار التذاكر مستقبلا.
ختاما، رسالة أوجهها لشركة الطيران العُماني بدراسة إمكانية تخفيض أسعار التذاكر؛ لما لها من أثر تسويقي فاعل يسهم في تنمية القطاع السياحي في سلطنة عُمان، وفي رأيي أفضّل توجّه خفض سعر التذكرة مع امتلاء مقاعد الطائرة بدلًا من ارتفاع سعر التذكرة مع وجود مقاعد شاغرة في الطائرة، وإن كان المحصل المالي في النهاية نفسه، إلا أن زيادة عدد التدفق السياحي سينعش القطاعات الاقتصادية الأخرى، وسيسهم في الترويج لسلطنة عُمان عبر السيّاح القادمين إلى سلطنة عُمان وكذلك المواصلين رحلاتهم إلى وجهات سياحية أخرى.