القصة الكاملة للحرب الداخلية مع نتنياهو.. زعيم الحرب الإسرائيلي يرتعد من يوم القيامة وغضب الشارع.. وفشل الحرب يدفعه لإطلاق النار على الجميع
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
كان مجر سؤال تم طرحه في مؤتمر صحفي مساء أمس، ولكنه كان كالقنبلة التي فجرت بركان الغضب المكتوم داخل الكيان الإسرائيلي، وأشعلت الحرب المكتومة أمام الجميع، وأصبح زعيم الحرب الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطلق النار على الجميع، وانهالت عليه رماح الغضب من كافة الجبهات، والنار مشتعلة تحت أقدامه مع غضب الشارع الإسرائيلي، ويبدوا أن يوم القيامة الذي كان يؤجله بإطالة أمد الحرب أصبح قريبا داخل تل أبيب، وصمود المقاومة وفشل الحرب قد يعجل بالتفاف حبل المشنقة السياسية على رقبة أكثر رجال صهيون صمودا على كرسي الحكم.
وهنا نرصد حرب الـ24 ساعة الماضية التي اشتعلت بتل أبيب، بداية من غضب الشارع، ثم سؤال المسئولية السياسية عن طوفان الأقصى الذي أغضب نتنياهو، فجعله يفتح النار على الجميع بتدوينة موقع x، قبل أن يتراجع عنها ويعتذر بعد انفجار الجميع في وجهه، وأخيرا نرصد كيف كانت عملية طوفان الأقصى الزلزال الذي هز تلك الدويلة اللقيطة لتواجه أكبر خطر حقيقي في وجودها، وهو ما جعل دول الغرب الكبرى تنتفض في محاولة لإيقائها ولو كان ذلكك بدهس كافة قيم الإنسانية التي روجوا لها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
معركة الـ24 ساعة الأخيرة .. والبداية غضب الشارع
لا يوجد أحد يتابع الصحف العبرية، لا تكون الصورة أمامه واضحة بأن هناك غضب جم داخل الشارع الإسرائيلي تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبعيدا عن شحنة الغضب نتيجة الخلاف الداخلي الذي كان موجودا قبل بدء عملية طوفان الأقصى، فإن تلك الضربة الأمنية جعل الشارع يتفق على محاسبته فيما أسمته الصحف العبرية بـ"يوم القيامة المنتظر لمحاسبة الجميع على ما آلت إليه الأوضاع داخل إسرائيل، وكانت بداية أزمة الـ24 ساعة الماضية، هو تظاهر نحو ألف إسرائيلي، الليلة الماضية السبت، أمام مقر إقامة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الخاص.
وبحسب موقع "والا" العبري، فقد أعرب المتظاهرين عن تضامنهم مع عائلات الأسرى الإسرائيليين، وطالبوا باستقالة نتنياهو فورا من منصبه، وعلق المتظاهرون صور الأسرى خلف شبك حديدي رمزا لوقوعهم في الأسر، وقرأوا القائمة الطويلة بأسماء القتلى الذين سمح بنشر أسمائهم، وأضاءوا المئات من الشموع تخليدا لذكراهم، وهتف بعض المتظاهرين عبر مكبر الصوت: "نطالب بـ 1500 حكم مؤبد لنتنياهو" وكرروا العبارات: "بيبي قاتل"، "بيبي خائن" و"بيبي في السجن"، ووفقا لموقع "والا" فقد فاجأ ارتفاع عدد المتظاهرين الشرطة التي كانت حتى الأمس تعلن أنها ستمنع تنظيم المظاهرة، من بين أمور أخرى، خوفا من أن تشكل سابقة للمظاهرات في ساعات المساء، والتي فرقتها الشرطة باستخدام القوة في البداية.
قنبلة المؤتمر الصحفي
وبالتزامن مع تلك النيران حول منزلل نتنياهو، جاء سؤال صحفي داخل المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء والذي تسائل بشكل طبيعي عن مدى مسئولية نتنياهو وحكومته عن كارثة طوفان الأقصى، وهنا رفض رئيس الوزراء تحمل مسؤولية الإخفاقات المتعلقة ببدء حرب "السيوف الحديدية"، وهو الإسم الإسرائيلي للحرب الغير إنسانية الواقعة على قطاع غزة منذ 22 يوما.
وبحسب ما ذكره تقرير صحيفة إسرائيل هايوم العبرية، فقد كان الخلاف داخل المءتمر الصحفي حول نقل المسؤولية عن الوضع الحالي، وعدم انتظار انتهاء الحرب لمعرفة من المسئول عن الخلل داخل الدولة، وبعد سؤال من GLA الليلة الماضية (السبت) في المؤتمر الصحفي الذي فتح باب الأسئلة حول الإنذار المبكر الذي تلقاه من كل من رئيس الشاباك وإيمان رئيس الوزراء، حينها كرر نتنياهو حديثه عن انتظار انتهاء الحرب لمعرفة من المسئول وانكشاف الحقائق حول الخلل الذي أصاب الأجهزة الأمنية والاستخباراتية قبل الـ7 من أكتوبر.
نتنياهو ينفجر في تدوينة قبل أن يضطر لحذفها
ويبدو أن الأجواء حول رئيس الوزراء خلال الساعات الماضية قد أشعلت غضب رجل إسرائيل الأول، وبالفعل ينفجر في تدوينة نشرها صباح اليوم الأحد، تحدث فيها عن حقيقة الإنذار المبكر الذي تلقاه من كل من رئيس الشاباك وأمان حول هجوم حركة المقاومة الفلسطينية حماس في 7 أكتوبر، وكتب نتنياهو في حسابه على X “تويتر سابقا”: "خلافا للادعاءات الكاذبة: لم يتم تحذير رئيس الوزراء نتنياهو تحت أي ظرف من الظروف وفي أي مرحلة من نوايا الحرب من جانب حماس"، وأضاف أن التقييم الاستخباراتي للمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين هو أن حماس لن تبادر إلى خطوة هجومية: "جميع المسؤولين الأمنيين، بما في ذلك رئيس جيش الدفاع الإسرائيلي ورئيس الشاباك، قدروا أن حماس "تم ردعه".
وأكد نتنياهو في تدوينته أن هذا هو التقييم الذي تم عرضه مرارا وتكرارا على رئيس الوزراء والحكومة من قبل جميع قوات الأمن وأجهزة المخابرات، بما في ذلك حتى قبل اندلاع الهجوم، ولكن بعد انفجار الغضب في وجه انتقادا لتلك التدوينة، قدم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي عتذارًا بشأن تصريحاته عن "فشل المخابرات" بشأن هجوم 7 أكتوبر، قائلًا: "كنت مخطئا في حديثي، وأدعم الأجهزة الأمنية كافة"، وقال نتنياهو، عبر حسابه على منصة "إكس" "أخطأت، وما قلته بعد المؤتمر الصحفي لم يكن ينبغي أن يقال وأعتذر عن ذلك، وأعطي الدعم الكامل لجميع رؤساء الأذرع الأمنية"، وأضاف: "أقوم بتعزيز رئيس الأركان وقادة وجنود إسرائيل الموجودين على الجبهة ويقاتلون من أجل المنزل. معًا سوف نفوز".
الجميع غاضب.. الحكومة والمعارضة والموساد والجيش
ولم يستطع نتنياهو أن ينتظر أكثر من بضع ساعات حتى يحذف تدوينته المثيرة للجدل، وذلك بعد أن انفجر غضب الجميع في وجهه، وكانت البداية مع رد الوزير في حكومة الطوارئ بيني جانتس، فكتب على حساب X (تويتر سابقا) أن على رئيس الوزراء التراجع عن تصريحه: "عندما نكون في حالة حرب، يجب على القيادة أن تظهر المسؤولية، وتقرر القيام بالأشياء الصحيحة وتعزيز القوات بطريقة تمكنهم من إدراك ما نطلبه منهم. وأي تصرف أو تصريح آخر يضر بصمود الشعب وقوته".
فيما اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بتجاوزه الخط الأحمر بالتهرب من مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر، وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، قال لابيد إن نتنياهو “تجاوز خطًا أحمر” بإلقاء اللوم على أجهزة الأمن والدفاع في فشل إسرائيل في 7 أكتوبر، وأضاف لابيد عبر حسابه على منصة "إكس" “في حين أن جنود وقادة الجيش يقاتلون ببسالة ضد حماس وحزب الله، فإنه يحاول إلقاء اللوم عليهم بدلا من دعمهم"، ولفت إلى أن مثل هذه المحاولات للتهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على المؤسسة الأمنية تضعف جيش الاحتلال أثناء حربه.
وبعده جاء غضب الأجهزة الأمنية، حيث علق يوسي كوهين، رئيس الموساد السابق، وقال كوهين: "المسؤولية مقبولة في بداية المهمة وليس أثناءها، وفي كلتا الحالتين، كل ما حدث هو خطأ فادح للغاية، شعب إسرائيل لا يستحق إجابات فحسب، بل يستحق نظاما أفضل"، بينما رفض المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاجاري، التعليق مباشرة على تغريدة رئيس الوزراء، ووفقا لصحيفة "تايمز أوف أوف إسرائيل"."، قال هاجاري: "لن أجيب على هذا السؤال، نحن الآن في حرب ونركز عليها، وسنجري نحن في جيش الدفاع الإسرائيلي والشاباك تحقيقا شاملا في الحقيقة ونقدم كل شيء للجمهور"، تابع: "الآن نحن نقاتل ونركز على الحرب".
الخلاف متعمق وليست أزمة سطحية
فيما كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن تفاصيل الخلاف العميق بين قيادات الجيش الإسرائيلي مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وأن هناك أزمة ثقة بين الطرفين في الوقت الحالي، وهو ما يؤثر عن قرارات الجيش داخل المعركة، وبالأخص في الهجوم البري، والموقف من الأسرى لدى حماس، سواء كانوا من مزدوجي الجنسية، أو الإسرائيليين فقط.
وتحدثت الصحيفة العبرية، أن الحكومة الإسرائيلية تواجه اليوم صعوبة في التوصل إلى قرارات متفق عليها بشأن القضايا الرئيسية، ويقولون إن نتنياهو غاضب من كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، الذين يتحملون المسؤولية عن تصوره لكل ما حدث، ويتفاعل بفارغ الصبر مع الآراء والتقديرات التي يعبر عنها الجنرالات، وليس في عجلة من أمره لتبني خططهم، وكذلك هو وجالانت داخل حكومة الحرب المصغرة أيضًا يجعلان من الصعب العمل معًا، وذلك نتيجة الخوف من العاصفة التي ستأتي في اليوم التالي من انتهاء الحرب.
تلك تفاصيل خلافات نتنياهو ووزير دفاعه
وبشكل أدق، تحدثت الصحيفة العبرية عن الفجوة الكبيرة بين نتنياهو ووزير دفاعه، وقالت إن العلاقة بين نتنياهو ووزير الدفاع تجعل من الصعب جدًا العمل معًا، وتشكلت الهطول بينهما في شهر مارس الماضي، عندما أقال نتنياهو غالانت واضطر إلى الانسحاب، وقد تصاعدت حدة التوترات بعد تسرب أخبار مفادها أن نتنياهو استخدم حق النقض (الفيتو) ضد عملية عسكرية بدأت في الشمال، وخلال زيارة بايدن إلى إسرائيل، منع نتنياهو غالانت من تفصيل تقييماته على مسامع الرئيس الأميركي، واكتفى غالانت، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، بالقول لوزير الخارجية في لينكولن إنه يريد مهاجمة حزب الله أولاً - لكن تم إيقافه بقرار من أطراف أخرى.
والصراع ليس بين البرامج المختلفة فحسب، بل على أسس شخصية أيضًا، فنتنياهو يعد نفسه للنضال العلني الذي سيبدأ بكل قوة عندما يستقر الوضع على الأرض، ويلقي زملاؤه على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية الكارثة على عاتق المؤسسة الأمنية، من غالانت إلى رئيس الأركان وما دونه، فالخوف من العاصفة التي ستأتي في اليوم التالي لانتهاء الحرب، يوجه أيضًا تحركات الوزراء ويتغلغل في القيادة العليا للجيش الإسرائيلي.
الجميع يخشى من يوم القيامة
وبحسب أحد أهم صحف إسرائيل، فإن الخوف من يوم القيامة داخل إسرائيل، وهو يوم محاسبة الحكومة بعد انتهاء الحرب، يزيد من خلافات الحكومة الإسرائيلية، ففي المناقشات يتحدثون للنشر، ويفكرون في اليوم الذي سيتم فيه تشكيل لجنة تحقيق، وهذا يجعل من الصعب جدًا إجراء حوار صريح وثاقب، كما هو مطلوب، بين صناع القرار، حتى لو كان بعض كبار الضباط، فقد استسلموا بالفعل للعودة إلى ديارهم في نهاية الحرب، مما يسمح لهم بالتركيز أكثر على الفوز بها.
ولا يزال الخطاب في القمة، بحسب شهود من أعماق الحفرة، غير مركز بالشكل المطلوب، ويفتقر إلى مبادرة استراتيجية أو حتى تكتيكية، فيما يغيب عن التعامل مع سلسلة من القضايا الأساسية التي يشارك فيها الجيش، والتي من المفترض أن يتعامل، وقد أعلنت الحكومة عن هدف للحرب يشكك الجيش الإسرائيلي في إمكانية تحقيقه، وفي تصريحات مختلفة، وعد نتنياهو وجنرالاته بمحو حماس من على وجه غزة، ولم يوضحا المعنى العملي لهذا الالتزام، وقال: "سنقوم بتفكيك البنية التنظيمية بأكملها التي هي في عهد السنوار"، ولكن كيف سيتم تحقيق هذا الهدف؟ هل هي في مدينة غزة فقط أم تسيطر بشكل كامل على القطاع بأكمله؟ ومتى سيعرف الجيش الإسرائيلي والحكومة أن إسرائيل قد انتصرت بالفعل؟، وتلك تسائلت كثيرة لا تعرف أكبر رأس للسلطة بإسرائيل الإجابة عنها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو المؤتمر الصحفی طوفان الأقصى رئیس الوزراء انتهاء الحرب یوم القیامة غضب الشارع
إقرأ أيضاً:
عاجل- رسالة حاسمة من رئيس الوزراء.. لن نفرط في مياه النيل ( التفاصيل الكاملة)
عاجل- رسالة حاسمة من رئيس الوزراء.. لن نفرط في مياه النيل ( التفاصيل الكاملة).. أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي الانتهاء من بناء السد بنسبة 100% وجاء هذا الإعلان في وقت حساس حيث تتزايد المخاوف في مصر حول التأثيرات المحتملة على حقوقها المائية. لهذا علّق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، على هذا الموضوع مؤكدًا على موقف مصر الثابت في حماية حقوقها المائية، والترحيب بأي مشاريع تنموية في دول حوض النيل ما دام أنها لا تؤثر سلبًا على حصتها من مياه النيل.
موقف مصر من سد النهضة
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر ليست ضد التنمية في دول حوض النيل. بل على العكس، ترحب بأي مشروعات تنموية تحدث في دول حوض النيل من أشقائنا، بشرط أن تكون هذه المشروعات غير ضارة بمصالح مصر المائية. أوضح مدبولي أن نهر النيل هو المصدر الوحيد للمياه لمصر، التي تعتبر واحدة من أكثر دول العالم جفافًا من حيث سقوط الأمطار.
محاولات الوصول إلى اتفاقخلال السنوات الماضية، حاولت مصر الوصول إلى اتفاق مع إثيوبيا والسودان يضمن حقوق دولتي المصب، مصر والسودان، في مياه النيل دون أن تتأثرا سلبًا بمشروع سد النهضة. ولكن للأسف، لم يتجاوب الجانب الإثيوبي مع هذه المحاولات، مما دفع مصر إلى اللجوء لمجلس الأمن لطرح قضيتها.
الإجراءات المصرية لمواجهة التحدياتعلى الرغم من تعنت الجانب الإثيوبي، لم تقف مصر مكتوفة الأيدي. سلكت مصر المسار الدبلوماسي وحاولت حل النزاع بطرق سلمية. بالتوازي مع ذلك، نفذت الحكومة المصرية عددًا كبيرًا من المشروعات في مجال الري والصرف الصحي ومعالجة المياه لتقليل التأثيرات السلبية المحتملة لملء السد على مصر. أوضح مدبولي أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة ساعدت في الحفاظ على مستوى المياه في بحيرة السد العالي، ولم يشعر المواطنون بنقص في المياه بفضل هذه المشروعات الضخمة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هناك تحديًا كبيرًا يتمثل في مرحلة تشغيل السد. وأكد أن مصر ستظل حريصة على حماية حقوقها المائية بكل الوسائل الممكنة، موضحًا أن أي مشروع يتم تنفيذه يجب أن يكون بالتوافق بين الدول المعنية. مدبولي دعا إلى وضع التصريحات الجيدة لرئيس الوزراء الإثيوبي في صورة اتفاق تلتزم به جميع الدول المعنية.