بني سويف تستقبل 40 من أعضاء نادي الشمس لزيارة المعالم الأثرية والتاريخية
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
استقبلت محافظة بني سويف، فوجًا سياحيا ضم 40 من أعضاء نادي الشمس، وذلك تفعيلاً للبروتوكول المُوقع بين المحافظة "إدارة السياحة" وشركة مصر للسياحة لتنظيم رحلات وبرامج سياحية ضمن خطة المحافظة للنهوض بالقطاع السياحي وتنشيط السياحة الداخلية للمحافظة والتي يجرى تنفيذها تحت إشراف ورعاية مباشرة من المحافظ.
تضمن البرنامج السياحي (برنامج اليوم الواحد) للفوج، والذي أعدته وأشرفت على تنفيذه إدارة السياحة بالمحافظة، زيارة العديد من الأماكن والأنشطة السياحية والترفيهية والتاريخية، والذي بدأ بمنطقة هرم وواحة ميدوم، حيث قام المرشد السياحي بشرح مفصل لتاريخ بناء الهرم والمصاطب المحيطة، حيث كان في استقبال الفوج: رانيا عزت مدير عام السياحة بالمحافظة، هبة السيد وكيل الإدارة، محمد فتحي مسؤول الرحلات بالإدارة السياحة.
وعقب ذلك توجه الفوج لزيارة لدير الأنبا أنطونيوس مركز ناصر، والذي يعتبر قيمة دينية وتاريخية كبيرة ومن أروع الأماكن التي يمكن أن يتضمنها برنامج السياحة الدينية والتاريخية والثقافية، حيث استقبل الفوج بعض الآباء ورعاة الدير للإطلاع على القيمة التاريخية والدينية للدير، ثم تناول وجبة غداء، ليُختتم البرنامج بجولة للاستمتاع بالنيل والمناظر الطبيعية التي يمتاز بها الكورنيش ومشاهدة بعض الجزر النيلية بالمجرى والتي تعد تحفة فنية ومنظر طبيعي خلاب، فضلاً عن حضور عرض للفنون الشعبية بنادي الإادارة المحلية.
من جانبهم أعرب أعضاء النادي عن سعادتهم الكبيرة بما تمتلكه بني سويف من جمال الطبيعة والشمس المشرقة وروعة منظر النيل والمساجد والأديرة التاريخية، بالإضافة إلى حفاوة الاستقبال والتيسيرات المقدمة لهم من قبل الجهاز التنفيذي، وهو ما يشجعهم دائما على تكرار الزيارة، ضمن برنامجهم السياحي لزيارة المعالم الأثرية والسياحية بالمحافظة.
وكان المحافظ قد كلف مسؤولي السياحة والوحدات المحلية بتقديم كافة التسهيلات ليستمتع الفوج بمعالم بنى سويف السياحية والتاريخية والثقافية والترفيهية، ولإعطاء الصورة الإيجابية عن السياحة الداخلية في إطار تنفيذ خطة المحافظة للنهوض بالقطاع التي ترتكز على استغلال المقومات والموارد السياحية التى تمتلكها بنى سويف وتشجيع السياحة الداخلية للمحافظة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: بني سويف محافظة بني سويف السياحة الداخلية اخبار بني سويف
إقرأ أيضاً:
لزيارة الروضات.. فوائدُ خفيات
أم الحسنين الزايدي
نحن الأقوياء الصابرين الواثقون بالله تعالى لكننا لسنا من حديد، بل كتلة من المشاعر وأوجاع الدنيا كثيرة والهموم تخيم على القلوب، تارة نصاب باليأس، وتارة أُخرى نفقد الأمل، وأحيانًا نصل إلى شعور فراغ داخلي لا نعرف مَـا هو بالتحديد؟!
لا أطباء قادرون على تشخيص ما بنا ولا علماء نفس يستطيعون فهمَ ما نشرحُه لهم، مكانٌ واحدٌ بالنسبة لي أنا ولربما للكثير مثلي هو الذي نأتيه محملين بالهموم والأحزان والأوجاع فنغادر معافَيين، مكان يضم أجسادًا تنبعث منها رائحة الأمل فتنعشنا ونتنفس الحياة من جديد، المشي بينهم يزودنا بالقدرة على المضي في متاعب الحياة، والنظر إلى وجوههم كبلسم يضع على أوجاع قلوبنا فتُشفى.
لا منتزهات عالمية ولا مناطق سياحية ولا مناظر خيالية تقارَنُ بروضات الشهداء، إنها جنة الله في الأرض، زُينت بأعظم الناس، احتوتهم فأظهروا لها حسن عاقبتهم، إن كان هذا الجمال والروحانية في هذه الدنيا فكيف بمكانتهم في جنات الخلود؟!
دائمًا وفي كُـلّ مرة أزور روضات الشهداء يجتاحني شعور الأُنس والطمأنينة والهدوء، أتمشى بينهم وأُحدق بأعينهم فأرى أطهر أهل الأرض يشع من وجوههم المشرقة نورًا يُضيء لي عتمة أيامي، كُـلّ شهيد ملامحه ونقاؤه يشدني للنظر إليه وكأنه يقول: يا أهل الدنيا لو تعلمون ما أنا فيه من النعيم لتمنيتم التعجيل في الوصول.
هم الأحياء وقد قال الله سبحانه ذلك، أحياء بأرواحهم، أحياء بذكراهم بتضحياتهم، أحياء دائمًا فينا، لا ننساهم أبدًا بل إنهم أحياء ويعيشون بيننا وأرواحهم تحلّق حولنا، ولكن نحن كما قال سبحانه ((لا تشعرون)) فكيف لنا أن نشعر بمن اختصه الله بأعظم كرامة بالارتقاء بالشهادة ونحن ما زلنا في هذه الدنيا الملوثة التي تريدنا ولكننا لا نريدها بل نريد اللحاق بمن سبقونا من أحبتنا الشهداء.
وأعظم ما خصه الله بهم بأن جعلهم دائمًا يختلفون عن بقية البشر الأحياء والموتى؛ فأحياهم حياة عظيمة وتوفاهم بأعظم ما يريده الإنسان، الشهادة في سبيل الله، حتى روضاتهم جعلها محطه للتزود بالراحة النفسية والهدوء والسكينة، جعلها أعظم مستشفى قد تدخله؛ لأَنَّ الأطباء الذين بها مُنِحوا أعظم شهادة من أعظم مكان من الله سبحانه وتعالى، وإن كان الدخول لمقابر الموتى يدعو البعض إلى الخوف فليجرب زيارة روضات الشهداء ليرى الأمان الذي يستقر في القلب عند الدخول لزيارتهم.
أي مكان قد تزوره قد تمل منه أَو لا ترتاح فيه ولربما تشعر بالضيق لسبب ما، لكن المكان الوحيد الذي لو بقيت فيه طوال عمرك ستبقى في روحانية عالية ونفسية مرتاحة، إنها روضات الشهداء الأطهار.
أن تبقى تتحدَّثُ معهم لساعة واحدة في الأسبوع خيرٌ لك من زيارة ألف طبيب.
أن تتمشَّى بين أضرحتهم المباركة ورؤية وجوههم الطيبة خير من الدنيا وما فيها، نحن أسر الشهداء لربما نحمل نفس الشعور تجاه هذه الأماكن المقدسة؛ كونها مكاننا المعتاد ووجهتنا المفضلة ولكنني أردت بكلماتي إيصال عظمة ما نحن فيه ليس لأدعو لزيارة الشهداء فهم ليسوا بحاجة لزيارتنا بل نحن بأشد الحاجة إلى زيارتهم لنهدأ ولنطمئن.
وجوههم ترشدنا، ونظراتهم تلهمنا، وأهدافهم تحثنا على السير على خطهم المبارك، تضحياتهم ودماؤهم الطاهرة تدعونا ألَّا نميل ولا نترك الجهاد والمقاومة، وإن فرطنا في هذه التضحيات وهذه الدماء فستكون وبالًا علينا جميعًا.
أُسَرُ الشهداء -مَن قدموا أغلى ما يملكون- يأملون في من تبقى أَلَّا يفرطوا بدماء الشهداء وأَلَّا يصعدوا للمناصب ويحقّقوا أهدافهم الشخصية على حساب تضحيات الشهداء، بل يريدون مَن بقي بأن يمضي بنفس الطريق، هَمُّه الأولُ والأخير هذا الدين ومقدساته وإعلاء كلمة الله والدفاع عن الأرض والعرض وعن المظلومين والمستضعفين.
سلام الله على كُـلّ الشهداء العظماء، سلام الله على أطهر الأماكن، سلام الله على روضات الشهداء.