ما حكم جعل ظهر كف اليدين للسماء عند الدعاء؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي، مضمونة:" ما حكم جعل ظهر كف اليدين للسماء عند الدعاء؟ وهل كان من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل ظهر كف اليدين للسماء عند الدعاء؟ وخاصة عند سؤال الله رفعَ البلاء.
وردت دار الإفتاء إن رفع اليدين في الدعاء سنة مأثورة متواترة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من هيئة حسب أحوال الدعاء؛ فإذا كان لطلب حاجة أو رزق جَعَلَ باطن كفيه إلى السماء وظهرهما إلى الأرض، وإن كان لرفع نقمة أو لدفع بلاء أو استعاذة قَلَبَ يديه إلى الأرض وجعل ظهرهما إلى السماء؛ فالأمر في ذلك واسع ولا مجال للإنكار، والصواب ترك الناس فيه على سجاياهم، والعبرة في أمر الدعاء حيث يجد الإنسان قلبه.
الدعاء عبادة
الدعاء عبادة من أعظم العبادات التي أمر بها الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقال تعالى: ﴿وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [الأعراف: 29]، وقال سبحانه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه في "سننهم" والحاكم في "المستدرك" وصححه.
وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ، أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا» أخرجه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه في "سننهم" وابن حبان في "صحيحه" والحاكم في "المستدرك" وصححه.
حكم رفع اليدين في الدعاء
الأمر بالدعاء جاء عامًّا مطلقًا؛ فيشمل ذلك كلَّ هيئاته؛ في الصلاة وخارجها، سرًّا وجهرًا، رغبة أو ورهبة؛ فقال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: 55-56].
وكما جاء الأمر بالدعاء على كلّ حال، تواترت نصوصُ السنة النبوية الشريفة باستحباب رفع اليدين في الدعاء، حتى خصَّص الأئمة أبوابًا لذلك في مصنفاتهم؛ فبوب الإمام البخاري في "صحيحه": (بَابُ رَفْعِ الأَيْدِي فِي الدُّعَاءِ)، وبوب الإمام الترمذي في "جامعه": (بَاب مَا جَاءَ فِي رَفْعِ الأَيْدِي عِنْدَ الدُّعَاءِ)، وابن ماجه في "سننه": (بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ).
ونص الأئمة على تواتر أحاديث رفع اليدين عند الدعاء تواترًا معنويًّا؛ فقال الحافظ السيوطي في "تدريب الراوي" (2/ 631، ط. دار طيبة): [ومنه ما تواتر معناه؛ كأحاديث رفع اليدين في الدعاء] اهـ. وبه قال الإمام المناوي في "اليواقيت والدرر" (1/ 246، ط. مكتبة الرشد).
الصور الواردة في رفع اليدين في الدعاء
مع تواتر الأحاديث على رفع اليدين عند الدعاء إلا أنَّ لها صورًا واردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تختلف باختلاف المدعو به وحال الدعاء عند ذلك؛ فإذا كان الدعاء لطلب حاجة أو عطاء فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوجه باطن كفيه إلى السماء وظهرهما إلى الأرض، وإن كان الدعاء لرفع نقمة أو دفع بلاء قلب يديه إلى الأرض وجعل ظهرهما إلى السماء.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم اسْتَسْقَى، فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ" أخرجه مسلم في "صحيحه" واللفظ له، والإمام أحمد وعبد بن حميد في "مسنديهما".
قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (6/ 190، ط. دار إحياء التراث): [قال جماعة من أصحابنا وغيرهم: السنة في كلّ دعاء لرفع بلاء؛ كالقحط ونحوه، أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفّيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء] اهـ.
وروى ابن مردويه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله سبحانه: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ [الأنبياء: 90] قال: «رَغَبًا هَكَذَا، وَرَهَبًا هَكَذَا»، وبسط كفيه؛ يعني: جعل ظهرهما للأرض في الرغبة، وعكسه في الرهبة؛ كما نقله الحافظ السيوطي في "الدر المنثور" (5/ 670-671، ط. دار الفكر) مختصرًا، وذكره بتمامه العلامة الشوكاني في "فتح القدير" (3/ 502، ط. دار ابن كثير).
وهو ما نص عليه الفقهاء؛ فقد ذكروا أن الدعاء إذا كان رغبة جعل الداعي باطن كفيه إلى السماء وظهرهما إلى الأرض، وإن كان رهبة جعل ظهر كفيه إلى السماء وباطنهما إلى الأرض.
قال الإمام السرخسي الحنفي في "المبسوط" (1/ 166، ط. دار المعرفة): [وعن محمد بن الحنفية رضي الله تعالى عنه قال: الدعاء أربعة: دعاء رغبة، ودعاء رهبة، ودعاء تضرع، ودعاء خفية، ففي دعاء الرغبة يجعل بطون كفيه نحو السماء، وفي دعاء الرهبة يجعل ظهر كفيه إلى وجهه كالمستغيث من الشيء، وفي دعاء التضرع يعقد الخنصر والبنصر ويحلق بالإبهام والوسطى ويشير بالسبابة، ودعاء الخفية ما يفعله المرء في نفسه، وعلى هذا قال أبو يوسف رحمه الله تعالى] اهـ.
وجاء في "المدونة" في فقه الإمام مالك (1/ 420، ط. دار الكتب العلمية): [قال ابن القاسم: وسئل مالك عن الإمام إذا أمر الناس بالدعاء وأمرهم أن يرفعوا أيديهم في مثل الاستسقاء، والأمر الذي ينزل بالمسلمين مما يشبه ذلك؟ قال: فليرفعوا أيديهم إذا أمرهم، وليرفعوا رفعًا خفيفًا، وليجعلوا ظهور أكفهم إلى وجوههم وبطونها إلى الأرض. قال ابن القاسم: وأخبرني بعض من رأى مالكًا في المسجد يوم الجمعة ودعا الإمام في أمر، وأمر الناس أن يرفعوا أيديهم فرأى مالكًا فعل ذلك، رفع يديه ونصبهما وجعل ظاهرهما مما يلي السماء] اهـ.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 160، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(ويستحب رفع اليدين فيه)، وفي سائر الأدعية للاتباع.. ويجعل ظهرهما للسماء إن دعا لرفع بلاء، وعكسه إن دعا لتحصيل شيء] اهـ.
وقال العلامة ابن مفلح الحنبلي في "الفروع" (2/ 235، ط. مؤسسة الرسالة): [عن أنس رضي الله عنه: أنه عليه السلام كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض، حديث صحيح، ومراده: أحيانًا؛ لرواية أبي داود عنه: "رأيته عليه السلام يدعو هكذا بباطن كفيه وظاهرهما"، وفي الاستسقاء، وهو ظاهر كلام شيخنا، أو مراده دعاء الرهبة؛ على ما ذكر ابن عقيل وجماعة: أن دعاء الرهبة بظهر الكف؛ كدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الاستسقاء، مع أن بعضهم ذكر فيه وجهًا] اهـ.
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "فتح الباري" (9/ 224، ط. مكتبة الغرباء الأثرية): [النوع الخامس: أن يقلب كفيه ويجعل ظهورهما مما يلي السماء وبطونهما مما يلي الأرض، مع مد اليدين ورفعهما إلى السماء.. وقد تأول بعض المتأخرين حديث أنس رضي الله عنه على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقصد قلب كفيه، إنما حصل لهُ من شدة رفع يديه انحناءُ بطونهما إلى الأرض، وليس الأمر كما ظنه، بل هوَ صفة مقصود لنفسه في رفع اليدين في الدعاء] اهـ.
وقال الحافظ ابن رجب أيضًا في "جامع العلوم والحكم" في ذكر هيئات الدعاء (1/ 290-291، ط. دار السلام): [ومنها: عكسُ ذلك، وهو قلب كفيه وجعل ظهورهما إلى السماء وبطونهما مما يلي الأرض، وفي "صحيح مسلم" عن أنس رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم استسقى فأشار بظهر كفَّيه إلى السَّماء، وخرَّجه الإمام أحمد رحمه الله ولفظه: "فبسط يديه، وجعل ظاهرهما مما يلي السماء"، وخرَّجه أبو داود ولفظه: "استسقى هكذا"، يعني: مدّ يديه، وجعل بطونَهما مما يلي الأرض. وخرّج الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم واقفًا بعرفة يدعو هكذا"، ورفع يديه حيال ثُنْدوتِه، وجعل بُطون كفَّيه مما يلي الأرض. وهكذا وصف حمادُ بن سلمة رفع النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم يديه بعرفة، ورُوي عن ابن سيرينَ: أنَّ هذا هو الاستجارة، وقال الحميدي: هذا هو الابتهالُ] اهـ.
وقال الشيخ عبد الغني اللَّبَدي الحنبلي في "حاشيته على نيل المآرب" (1/ 100، ط. دار البشائر): [قوله: (وظهورهما نحو السماء): قال العلماء: السنة لمن دعا برفع البلاء أن يجعل ظهر كفّه إلى السماء؛ إشارة إلى الرفع، ولمن دعا بطلب شيء أن يجعل بطن كفّه إلى السماء؛ إشارة إلى الأخذ، قاله الشيشيني] اهـ.
نظر العلماء لحديث قلب اليدين في الدعاء
من العلماء من تأول حديث قلب اليدين وجعل باطنهما إلى الأرض بأن ذلك إنما حصل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من شدة رفع يديه عند الدعاء، لا أنه قصد قلب كفيه صلى الله عليه وآله وسلم، غير أن التحقيق أن هذه أحوال نبوية شريفة في الدعاء، جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها أكثر من هيئة عند رفع اليدين حسبما تقتضيه طبيعة الدعاء، وبذلك جمع العلماء بين الروايات المختلفة في ذلك؛ لأن الجمع مقدَّم على الترجيح.
قال الإمام أبو جعفر الطبري: [والصواب أن يقال: إن كل هذه الآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم متفقة غير مختلفة المعاني، وللعمل بكل ذلك وجه صحيح: فأمّا الدعاء بالإشارة بالإصبع الواحدة، فكما قال ابن عباس رضي الله عنهما أنه الإخلاص، والدعاء بسط اليدين، والابتهال رفعهما، وقد حدثني محمد بن خالد بن خراش قال: حدثني مسلم عن عمر بن نبهان، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو بظهر كفيه وبباطنهما"، وجائز أن يكون ذلك كان من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاختلاف أحوال الدعاء كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، وجائز أن يكون إعلامًا منه بسعة الأمر فى ذلك، وأن لهم فعل أيّ ذلك شاءوا فى حال دعائهم، غير أن أحبّ الأمر في ذلك إليَّ أن يكون اختلاف هيئة الداعي على قدر اختلاف حاجته، وأما الاستعاذة والاستجارة، فأحبّ الهيئات إليَّ فيهما هيئة المبتهل؛ لأنها أشبه بهيئة المستخبر، وقد قال شهر بن حوشب: المسألة ببطن الكفين، والتعوذ مثل التكبير إذا افتتح الصلاة] اهـ. نقلًا عن "شرح ابن بطال على البخاري" (10/ 103، ط. مكتبة ابن رشد).
وقال الإمام الصنعاني في "سبل السلام" (1/ 455، ط. دار الحديث): [إذا أريد بالدعاء رفع البلاء فإنه يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء، وإذا دعا بسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء، وقد ورد صريحًا في حديث خلاد بن السائب عن أبيه رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سأل جعل بطن كفيه إلى السماء، وإذا استعاذ جعل ظهرهما إليها"، وإن كان قد ورد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «سَلُوا اللهَ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظَهْرِهَا»، وإن كان ضعيفًا فالجمع بينهما: أن حديث ابن عباس رضي الله عنهما يختص بما إذا كان السؤال بحصول شيء لا لدفع بلاء، وقد فسر قوله تعالى: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ [الأنبياء: 90] أن الرغب بالبطون والرهب بالظهور] اهـ
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدعاء عبادة دار الإفتاء المصرية عن النبی صلى الله علیه وآله وسلم ی صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه قال ه إلى السماء قال الإمام عند الدعاء إلى الأرض اهـ وقال وإن کان إذا کان قال ابن عن أنس
إقرأ أيضاً:
هل خوفي على أولادي ضعف إيمان؟.. دار الإفتاء تجيب
ورد سؤال إلى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية، يقول: "هل خوفي على أبنائي يدل على ضعف الإيمان؟".
وأجاب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، على هذا السؤال موضحاً أن الشعور بالقلق قد يكون طبيعياً وصحياً عندما يحفز الشخص على العمل والسعي لتحقيق الأمان لأبنائه وتأمين مستقبلهم، قائلاً: "القلق الطبيعي هو الذي يكون دافعاً نحو الاجتهاد، ويجعلك تخطط لتحقيق الأفضل لأولادك، أما القلق غير الطبيعي فقد يتحول إلى خوف زائد قد يصل إلى حالة هلع واكتئاب."
وأشار الشيخ ممدوح إلى أن هناك فرقاً بين القلق الصحي، الذي يؤدي إلى الشعور بالمسؤولية تجاه الأبناء والعمل من أجل مستقبلهم، وبين القلق المرضي، الذي يجعل الإنسان في حالة من الانزعاج الشديد والتوتر المبالغ فيه.
أدعية تعالج القلق والخوفوفي إطار ذلك، استعرضت دار الإفتاء بعض الأدعية التي تساعد في التخفيف من مشاعر القلق والخوف، وتعزز السكينة في النفس، ومنها:
1. دعاء شامل: "اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً."
2. دعاء السكينة والرضا: "اللهم بعلْمك الغيب، وقدْرتك على الخلق، أحْيِني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى، ونعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، والرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين."
3. دعاء الاستغاثة باسم الله الأعظم: "اللهم إنا نسألك باسمك العظيم الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وبأسمائك الحسنى كلها، ما علمنا منها وما لم نعلم، أن تستجيب لنا دعواتنا، وتحقق رغباتنا، وتقضي حوائجنا، وتفرج كروبنا، وتغفر ذنوبنا، وتستر عيوبنا، وترحمنا برحمتك الواسعة التي تغنينا عن رحمة من سواك."
4. دعاء التوكل والاستعانة بالله: "اللهم فوضتك أمري كله، فجمّله خيرا بما شئت، واجعلني يا رب ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته. اللهم لا تجعل ابتلائي في جسدي، ولا في مالي، ولا في أهلي، وسهّل علي ما استثقلته نفسي، توكلت عليك فأعنّي ووفقني، واجبر خاطري، جبراً أنت وليّه. يا رب، أدعوك بعزتك وجلالك، أن لا تصعب لي حاجة، ولا تعظم علي أمراً، ولا تحني لي قامة، ولا تفضح لي سراً، ولا تكسر لي ظهراً."
5. دعاء جبر القلب وفتح الأبواب: "اللهم أزح من قلبي كل خوف يسكنني، وكل ضعف يكسرني، وكل أمر يبكيني، وافتح لي أبوابي المغلقة، واجبر كسر قلبي، جبرًا يتعجب منه أهل السماوات والأرض، جبراً يليق بكرمك، وعظمتك، وقدرتك، يا رب."
توضح دار الإفتاء أن مثل هذه الأدعية قد تكون وسيلة للتقرب من الله وبث الطمأنينة في القلوب، مؤكدةً أن الاطمئنان والتوكل على الله هو الأساس الذي يمكن من خلاله التغلب على القلق والخوف غير الطبيعي.