طاحونة المندرة بالإسكندرية.. بناها محمد علي باشا وظهرت في فيلم لعماد حمدي
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
تعد طاحونة المندرة الأثرية، والتي أنشأها محمد علي باشا على بُعد خطوات قليلة من الكورنيش بالقرب من سور حدائق المنتزه الملكية، آخر الطواحين الهوائية ضمن عدد من الطواحين التي بناها محمد علي بالإسكندرية، حيث كانت توجد طاحونة بحدائق الشلالات وسط المدينة، وأخرى في منطقة أبو قير، وكان سبب بناءها هو طحن الغلال لجنوده أولا ثم الأهالي.
وقال محمد السيد، مسؤول الوعي الأثري بمديرية الآثار بالإسكندرية، إن تاريخ إنشاء الطاحونة يعود إلى عام 1807 في عهد محمد علي باشا، عقب خروج حملة فريزر من مصر، وتم تسجيل الطاحونة كأثر إسلامي عام 1967 بالقرار رقم 113، وكانت وظيفة الطاحونة طحن الغلال لجنود محمد علي ولمن يرغب في ذلك من الأهالي، وظهرت طاحونة المندرة مرة واحدة في فيلم «آثار في الرمال» إنتاج 1954، بطولة عماد حمدي وفاتن حمامة وزهرة العلا، وكانت حينها تحتوي على «4 ريش أو أجنحة» بدلا من 8، ولكنها سقطت جميعها الآن، بالإضافة لسقفها الخشبي.
مواصفات طاحونة المندرةوأضاف مسؤول الوعي الأثري بالإسكندرية، أن الطاحونة عبارة عن برج أسطواني من الحجر الأبيض، يتدرج في الحجم ويقل اتساعه تدريجيا إلى الأعلى، ويصل ارتفاع الطاحونة إلى 20 مترا، عبارة عن 3 مداميك من الحجر الأبيض، وبين كل مدماك والآخر عروق خشبية دائرية وظيفتها تخفيف الحمل على مداميك الحجر، وامتصاص هزات الطحن، ويعلوها من أعلى المخروط المقبب «طاقية خشبية» يرتكز على جزء خشبي دائري يتكئ على الطاحونة من أعلى، ولكنها لم تعد موجودة الآن.
3 نوافذ للإنارة والتهويةوأشار إلى أن المدخل يوجد في الجهة القبلية، وهو عبارة عن شكل مستطيل بعقد نصف دائري، ويتقدم المدخل 7 درجات من السلالم ويفتح في بدن الطاحونة 3 نوافذ، نافذتان في الجهة البحرية وواحدة في الجهة الشرقية، مستطيلة الشكل، والغرض منها الإنارة والتهوية.
أما عن الطاحونة من الداخل، فأوضح مسؤول الوعي الأثري أنه عند الدخول إلى الطاحونة هناك سلم نصف دائري عدد درجاته 37 درجة، ويقوم السلم على أكتاف بنائية ملتصقة بجسم الطاحونة من الداخل.
تطوير طاحونة المندرةوكانت طاحونة المندرة شهدت أعمال تطوير منذ عام 2019، وتم الانتهاء من بناء السور وتركيب بوابة رئيسية، وتوقفت الأعمال بسبب فيرس كورونا، على أن يعود العمل خلال الفترة المقبلة، ليتم افتتاحها أمام الجمهور والسائحين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الآثار الإسلامية آثار الإسكندرية هيئة الآثار محمد علی
إقرأ أيضاً:
متى يعتذر الوزراء؟
ثمة تحية واجبة للمهندس شريف الشربينى ،وزير الإسكان، والدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، على اعتذارهما لأهالى المحافظة بسبب مشكلة مياه الشرب.
غضب الأهالى من مشكلة ضعف شبكات المياه، فاصطحب الوزير نائبه النشط الدكتور سيد إسماعيل، وشكل خلية أزمة مع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى.
والتقى الوزير، الأهالى والقيادات الشعبية، معتذرا لهم، رغم أن المشكلة متراكمة منذ سنوات وعقود سابقة.
ربما لم نعتد فى مصر ثقافة الاعتذار الحكومى عن الأخطاء إذ إن الموروث منذ الخمسينيات أن الوزراء لا يعتذرون حتى لو تسببوا فى كارثة، وأن الحكومة المركزية كرامتها من كرامة الحاكم ومن كرامة الدولة، لا يمكن أن تعتذر لمواطن أو للشعب.
وطوال عهد الرئيس مبارك كان القرار هو قرار الرئيس وإقالة المسئول لا تكون بسبب إخفاق.. كما أن انتصارات الوزير لا تعنى استمراره فى منصبه.
فكم من وزير توشح بسخط شعبى وظل فى منصبه طويلا وكم من وزير أحبه الشعب وتمت الإطاحة به.
وأذكر أن بعض الوزراء فى عهد الرئيس السابق مبارك كانوا إذا استشعروا تغييرا وزاريا يطلبون من صحف المعارضة أن تزيد هجومها عليهم، لأن الهجوم على الوزراء كان يشعل عند الرئيس غريزة العند، ويبقى على الوزير نكاية فى المعارضة.
الاستثناء الوحيد كان المهندس محمد منصور، وزير النقل، وربما أن موقفه كان غريبا فى ذلك الوقت، إذ إنه عندما أتى إلى الوزارة عام 2006 استقال من جميع مسئوليات شركته (ثروته 3,3 مليون دولار).
وعندما وقعت 3 حوادث للقطارات فى العياط بالجيزة عام 2009، جلس الرجل حزينا فى مجلس الشعب وقدم استقالته وكان ذلك غريبا على النظام الحاكم أيام مبارك أن يقدم الوزير استقالته تحت ضغط شعبى.
وربما يعود ذلك إلى أن تلك الفترة التى أعقبت موت حفيد الرئيس مبارك جعلته زاهدا فى الحكم، وربما أيضًا شخصية المهندس محمد منصور وخلفيته السياسية العالمية وليست المصرية.
فالمهندس محمد منصور، لم يكن من ذوى الجلود السميكة الذين لايبالون بنقد، وإنما كانت ثقافته السياسية بريطانية، أوصلته إلى منصب أمين صندوق حزب المحافظين البريطانى أواخر 2022.
المهم أن ثقافة الاعتذار عن الخطأ، عادت الينا، وهى ثقافة أصيلة وكانت متأصلة فى الشخصية السياسية المصرية خلال الفترة الليبرالية قبل 1952.
ومن منا لايذكر واقعة عسكرى الأمن، مع النحاس باشا.
فعند عودة النحاس باشا بالقطار، فوجئ بكردون أمنى منع الجماهير من الوصول إليه.
وغضب النحاس باشا، ودفع أحد الجنود فى صدره بعيدا، ليفسح الطريق أمام محبيه، مما أغضب الجندى والضابط المسئول عنه.
وفى اليوم التالى طلب النحاس باشا الجندى، إلى مكتبه، ومعه أقدم ضابط من كل رتبة بصحبة وزير الداخلية فؤاد سراج الدين، وقدم النحاس باشا رئيس الوزراء اعتذارا للجندى.
فالاعتذار بداية الطريق نحو تصحيح أخطاء التركة الثقيلة من العقود السابقة.
ثمة نقطة أخرى، تستحق الاشادة وهى إلغاء محافظ أسوان، الاحتفالات بالعيد القومى، وتوجيه أموالها لتحسين شبكة مياه الشرب، ونتمنى أن تكون هذه بداية لتوجيه أموال الاحتفالات نحو تحسين الخدمات.
حفظ الله مصر.